أخبار السودان

وسام الجدارة من الدرجة الاولي وبيضة أم كتيتي للحبيب الامام

الهادي عبدالله عبدالكريم

تقول الأسطوره الشعبية السودانيه أن هنالك طائر يسمي ام كتيتي من شاهد بيضه وتركه في مكانه سوف تموت أمه ، ومن اخذه سوف يموت ابوه ، أصبح هذا البيض وكيفية التعامل معه ، أشبه بحالة موقف الحبيب الامام الصادق مع وسام الجداره من الدرجة الاولي الذي كرم به الحبيب الامام الصادق المهدي باعتباره داعية الديمقراطية والحل السياسي الشامل الذي منح علي ضوئه وسام رئاسة الجمهوريه ، إذا أخذه صاح من صاح باعتبار ان مقدمه سافك للدماء وقاتل لشعبه ومتهم في محكمة الجنايات الدوليه ومفسخ للنسيج الاجتماعي و;كل ما ذكر صحيح ووووو وجميعهم مقرين بانه يستحقه بجداره ، ولكن ليس عبر يد هذا المجرم السفاح.

أما بيضة ام كتيتي التي وضعت في يد الامام في شكل وسام جداره في مناخ استقطاب حاد مشحون بالمرارة ، نتيجة سياسات الانقاذ القمعية . إذا رفض إستلام الوسام أتهمه الرأي العام بأنه رجل يعمل ضد مبادئه التي تدعوا للسلام المستدام والحوار السلمي واحترام الاخر والحل السلمي الديمقراطي الذي يتطلب تجسير الهوه بين الاطراف جميعا ، ويري البعض رفضه واجب لأنه سوف يحقق صفعه سياسية وإحراج للنظام أمام الرأي العام المعارض وتحسب نقطة في رصيده الاستفزازي للنظام ، ويري البعض إذا رفض قبول الوسام سوف تفقده دور همزة الوصل بين المكونات المتناحره في ظل الغبن السائد و تباين الرؤى وتأتي بنتائج عكسية لا تخدم الاهداف الاستراتيجية التي يدعوا لها وهي الحوار ونبذ العنف ، فإختار ان يكون واصلا بدلا من ان يكون فاصلا ، مع احترام وجهة نظر المختلفين معه في التقدير .

هذا الموقف ليس الاول بل أشبه بموقفه الذي وضع فيه من قبل ، في إحدى المؤتمرات الدوليه مع شيمون بيريز وزير خارجية اسرائيل حينما قابله في الممر علي هامش أحد المؤتمرات الدولية ، وهو يتبنى حينها وجهة نظر الرفض للعنف العشوائي في أحداث 11 سبتمبر 2001 التي وجدت تأييد من قبل الراي العام العالمي باعتبارها وجهة نظر أسلامية مستنيره ومنفحته نحو الاخر الملي ، فأراد شيمون بيريز ان يحرجه أمام الراي العام العربي والاسلامي ومد له يده مصافحا فما كان من الحبيب الامام إلا ان صافحه وهو يعلم الخطة التي اراد الاسرائيليون رسمها حوله ، إن قبل المصافحه اتهمة بعض المتشددين من العرب بانه متواطئ مع اسرائيل لمجرد مصافحته له ، متناسين كل رؤاه حول القضية الفلسطينية التي سود بها الصحف مسانده للقضية بحكمة وروية ، وأن رفض المصافحه سوف يتهمة الراي العام العالمي بانه يعمل ضد مبادئه التي يدعوا لها وهي الحوار واحترام المعتقدات والدعوة لحوار الحضارات ونداء الايمانين الذي يدعوا الي احترام اصحاب المملل والنحل الاخري لجعل الاديان لتكون رافع ودافع للعدل والسلم الدوليين ، ومنهج الحبيب الامام في الحياة وفي كل افكارة دائما مايدعوا للحلول الوفاقية والمنهج الاستيعابي وهو منهج نذر نفسه له لذا تجده دائما مايميل في الحلول للقضية السودانية دون غيره الي منهج مانديلا في المخرج للقضية الوطنية عبر مؤتمر مائدة مستديرة لتحقيق قيمة الحقيقة والمصالحه عبر منهجة الاستيعابي الذي يدعوا للمحاسبة ورد المظالم وانصاف المظلومين تشارك فيها كافة القوي الوطنية والجماعات المسلحه وكافة الفصائل ومؤسسات العمل المدني لايستثني فيها أحد ولا تتبع لاحد لتكون هاديا وسراجا منيرا للشعب السوداني في وضع خارطة طريق للتحول السلمي الديمقراطي .

وسام الجداره الذي منح للحبيب الامام من قبل رئاسة الجمهوريه لا يستبعد عدة فرضيات :

الفرضية الاولي : انه دق إسفين مابين حزب ألأمة والقوي الوطنيه ، وبين الحبيب الامام الصادق المهدي وبعض العضوية الذين لايدركون عمق المقاصد .. ولمزيد من حملة التشتيت والتشكيك ولدعم حملة تشويه صورة الامام للرأي العام المعارض .. وهم يؤمنون يقينا بموقفه الرافض الواضح لكل التسويات السياسيه الرافضة للحلول الثنائيه وأجندته الوطنيه التي لا تقبل القسمة علي أثنين والتغير الكامل الذي لايقبل الترقيع . الأمام بمواقفه الوطنيه الواضحة ينتزع احترامه انتزاعا ويجعلهم ينطقون صدقا في محرابه وهو يعلم انهم كاذبون .. ولكنه تكريم مستحق أجراه الله علي يد قوم كاذبين لرجل ناضج وحكيم يفرق مابين الوطن والمؤتمر الوطني في قضايا الوطن الكبري..أذا اراد الله نشر فضيلة طويت اتاها علي لسان حسود ولو لا اشتعال النار فيما جاورت ما كان يعرف طيب عرف العود .

الفرضية الثانيه : أن الانقاذ جاءت تكرمه لتواري سوءتها في تجاهل دور هذا الرجل العظيم الذي كرمة العالم وسبقتهم علية المنابر العالمية بالاعتراف بدوره في دعم السلام بعد ان اطلعت علي ادبياته التي تتحدث عن فك الاشتباك الديني العلماني ومؤلفاته التي تتحدث عن حقوق الاقليات المستضعفه في الشعوب ورؤيته المستنيرة في حقوق المرأة الانسانية و الاسلاميه ومنهجه الذي يدعوا لربط الاصل بالعصر من اجل مستقبل له وفاء ووفاء له مستقبل .
وهنالك فرضية ثالثه : تقول أن النظام بتكريمه للحبيب الامام الصادق المهدي اعترف ضمنا بدورة الريادي والقيادي في دعوته الصادقة للتحول الديمقراطي الذي ظل يراهن علي انه الخيار الامثل و الافضل لحل المشكلة السودانيه في احلك ظروف المواجهه مع الشمولية وكتب (الديمقراطية عائده وراجحة) وهو إقرار مبطن بان الحل السياسي الشامل هو المخرج كما دعا له الحبيب الامام وتم منحه وسام الجداره بناءا علي ذالك .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بطلو تلميع لهذا الرجل الذي هو احد اهم اسباب كل بلاوي السودان، ولا احد كان سياخذ عليه اذا لم يتقبل الوسام سوي الموهومين امثالك ممن يطبلون للحبيب محب السُلطة والظهور.

  2. بالنسبة لى الامر واضح فيما يخص هذين الانتهازيين لكننى استغرب للهنابيل الذبن يسيرون خلفهم

  3. و الفرضية الرابعة:
    ان النظام قد سجنه وشرده.. و اعاده مكسور الخاطر.. وفكاه عكس الهوا. ثم جاء ليكرمه….
    لان النظام … غير مستبعد ان يقبل التكريم… فمن الذي سوف يقوم بدفع و صرف المبالغ اللازمة لتسيير منصرفات حزب الامة….لا يمكن ان تحني رأسك لمن داسك و اخذ منك السلطة بالقوة تحت مسمي الموافقة الوطنية…..

  4. لك الشكر الحبيب وطني ,,شكرا لهذا التحليل الدقيق العميق والاحتمالات وراء هذا التكريم كثيرة لكن هنالك نقطة مهمة جدا ينبغي اضافتها للفرضية الاولى والتي تقول :(الفرضية الاولي : انه دق إسفين مابين حزب ألأمة والقوي الوطنيه ، وبين الحبيب الامام الصادق المهدي وبعض العضوية الذين لايدركون عمق المقاصد .. ولمزيد من حملة التشتيت والتشكيك ولدعم حملة تشويه صورة الامام للرأي العام المعارض .. وهم يؤمنون يقينا بموقفه الرافض الواضح لكل التسويات السياسيه الرافضة للحلول الثنائيه وأجندته الوطنيه التي لا تقبل القسمة علي أثنين والتغير الكامل الذي لايقبل الترقيع .)بالاضافة لذلك اعتقد ان الحكومة تتجه لاحراج الحبيب الامام وتحاول اسكاته وشراؤه بهذا الوسام او ان تكون عربونا لمشاركة حزب الامة للاوطني في الفترات القادمة لكن نقول لهم هيهات هيهات ,,,,

  5. يا من يدافعون عن الصادق الكاذب و يجدون انه وطني ابن وطني فاقول لهم خموا و صروا و لعنه الله على صادقكم ابن سلول العصر الحديث فالرجل يوم بعد يوم يثبت للعالم اجمع بانه مثل الحرباء يتلون و يتشكل حسب مصلحته فارجل و بلافخر جمع كل صفات المنافق التي جاءت في الحديث النبوي الشريف ….. الى مزبله التاريخ ال المهدي و ال الميرغني سبب بلاء هذه الامه …. لعنه الله عليكم و على من والاكم

  6. الإمام هو من وضع نفسه هذا الموضع بضبابية مواقفة ضبابية وصلت حداً جعلته أقرب للحكومة ، أنا أكره مواقف الإمام لأنه يداهن ورجل في مثل عمره ومكانته ينبغي أن يتعامل مع الأمور بلونين لا ثالث لهما إما أبيض أو أسود

  7. إبليس قال للمسيح: “قول لا إله إلا الله”
    المسيح قال له: “كلمة حق لا أقولها بقولك”
    الصادق لو صادق كان يرفض التكريم وكان يجب أن يطالب بتكريم الشعب السوداني وهو ذهاب هذا النظام. كان كسب تكريم الشعب السودلني. وما كان انطبق عليه المثل السوداني “الهوين دقو واعتذر لو”

  8. ” …انه دق إسفين مابين حزب ألأمة والقوي الوطنيه ، وبين الحبيب الامام الصادق المهدي وبعض

    العضوية الذين لايدركون عمق المقاصد .. ”

    “عمق المقاصد ” دي خلتنا زي فرعون وقلة عقله .

    لحدي ما نمرق عريانين ساي في الشارع حتين نعرف مقاصد السيد الامام .

  9. هذه التبريرات غير دقيقه لا احد يؤاخذه اذا رفض التكريم …لان الكل يعرف مقاصده ..اي التكريم بل العكس سوف يحترمه الشعب السوداني عامه قبل خاصته السياسيين..وسوف يكبر في عين عضوية حزبه المؤمنين خاصه بقضية التغيير…

  10. اخي الهادي مهما حاولت ان تقنع نفسك بصحة خطوة الامام فلن تقنع الآخرين – ما سمعنا بهذا القول الا منك ومن بعض من يقدسون هذا الرجل ذو المواقف المخزية بكل اسف – ان كان يستحق هذا الوسام فهذه ليست اليد التي تقلده انها يد قتلت وسرقت وفي اذهاننا شهداء هبة سبتمبر الذين سقطوا بنيران النظام وبدم بارد وانكر هذه الجريمة امام القتل والترويع في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم – لنا في رسول الله وصحابته اسوة حسنة اذ انهم لم ينكسروا ولم يلينوا لا لكسرى ولا لقيصر ذهبوا اليهم ورؤسهم مرفوعة ورفضوا كل الهدايا والمغريات لايمانهم العميق بصدق دعوتهم وعدالة قضيتهم – وماذ قال سليمان عليه السلام لملكة سبا حينما ارسلت رسولها و{ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ ٱلْمُرْسَلُونَ } [النمل:35] فإنْ كان ملكاً قَبِلها، وعرفنا أن علاجه في بعض الخراج والأموال تُسَاق إليه كل عام، وإنْ كان نبياً فلن يقبل منها شيئاً، وهذا رَأْي جميل من بلقيس يدل على فِطْنتها وذكائها وحصافتها، حيث جنَّبتْ قومها ويلات الحرب والمواجهة.واعتقد ان المواقف متشابهة ان افترضنا ان المهدي على الهدى والحق المبين وان البشير على الباطل والضلال المبين وذات الفطنة التي تمثلتها ملكة سبا يحاول البشير ان يتمثلها لكن انظر مذا كان موقف من هو على الحق وعلم ان الهدية ارسلت للاغراء وهو ليست في حوجة الى مغرييات الدنيا وغايته اسمى وارفع من ذلك فماذا قال في رده البليغ{فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ قالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ (37)}.وفي هذا الموقف نقول ان ما اتاه الله للمهدي من رؤيته للحق وربما ثباته عليه وهو خير مما اوتي للبشير الذي اغتصب السلطة اغتصابا واهلك الحرث والنسل واستحل النفس البشرية وبكل اسف فهو يرى انه على الحق بيد انه وزمرته في ضلالهم يعمهون – قصص الانبياء لنا فيها العبرة والاعتبار في مثل هذه المواقف تحديدا خاصة اذا علمنا ان النظام لم ولن يسدي ويقلد امامكم هذه القلادة حبا واعتباطا فيه وانما يرمي بذلك الى بعض افكاره الخبيثة جدا وان لم يفهم الامام فتلك مصيبة وان علم ومضى وحقق لهم مرادهم فالمصيبة اعظم اذ انه ضرب بانصاره والشعب الذي اوكل اليه الامانة ودماء الشهداء عرض الحائط ونظر ادنى نفسه فقط وليته استشار اهل الحل والعقد في حزبه ليهدوه الى الصراط المستقيم وما هو ذلك الرجل الذي يستشير لصبغة الدكتاتورية التي تلون بها .. اخي الهادي اهلنا في المثل العامي البسيط قالو :((اثنين لو قالوا ليك راسك مافي اهبشه)) وقد طالعنا مواقف كوادر وشباب الحزب تجاه هذا التكريم فأتت معظمها رافضة له وترى ان الامام ارتكب جرما عظيما لن ينسى ولن يغتفر بينما شخصك الضعيف والاخت نعماء المهدي فقط من غردتم خارج السرب في موقف اعتقد انه تقديسي قل ان نصفه بذلك والا فكيف لكم ان ترضوا بذلك ان يكرم امامكم بيد ملطخة بدماء الشعب العظيم ومستمرة في ارتكاب افظع الجرائم في جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور قتلا وحرقا للقرى باهلها وانعامها – اخي هكذا التاريخ يسري وعند المواقف الجسام تتبين معادن الرجال ومدى صمودها على الحق الابلج …

  11. طيب فلسفة تكريم المرغينى على اساس بنيت اذا افترضنا الصادق على اساس بيضة ام ضبيبينة فهل الميرغنى على اساس خم الجداد ببيضة ولا ماذا يا اخى الهادى نحن ومنذالجامعة نحترمك جدا لطرحك الشجاع والناقد لمواقف الاحواب ولاسيما الميوعة احيانا فى حزب الامة ويحب ان لاتمسحتاريخك النضالى بالدفاع عن مواقف أقر بها المتهم فتصير هوانا حتى فى عين من تدافع عنة

  12. الامام ،،،يستحق ،،، التكريم ،، من ،،، من ، يكون ،،،،،نقطه ،،،،قبل ،،، السطر ،،،،ونطقه ،،،،بعده،،،،،،؟

  13. قالوا الاضينة دقو واتعضرلو
    البشير دا مش قلعك من الحكم بدبابة ولا اتنازلت ليهو بطيب خاطر
    الصادق زول خاينه خايفه عين في الجنة وعين في النار ما عارفينوا داير شنو

  14. الهادي عبدالله عبدالكريم، كاتب المقال سهمك طش يا عزيزي
    هذه الخطوة تأتي من الصادق المهدي في سياق تغيرات سياسية عملها نفس الصادق للبعد من المعارضة والقرب من النظام
    من إسمك واضح عليك ود أنصار.. لكن إسلوب إهالة التراب على قبول الصادق للوسام من أيدي السفاح البشير.. هو اسلوب لم يعد يجدي مع شعبنا هههه

  15. (كتاب كيف نال السودان استقلاله .. بقلم/ بروفيسور مهدي أمين التوم طباعة أرسل إلى صديق
    الأربعاء, 01 كانون2/يناير 2014 08:40
    Share

    تساؤلات حول كتاب (كيف نال السودان استقلاله) للدكتورة فدوى عبد الرحمن علي طه
    [email protected]
    لقد استمتعت واستفدت كثيراً من قراءة هذا السفر العظيم الموسوم ب “كيف نال السودان استقلاله: دراسة تاريخية لاتفاقية 12 فبراير 1953م المصرية البريطانية حول الحكم الذاتي وتقرير المصير للسودان” للبروفيسور فدوى عبد الرحمن علي طه في طبعته الثانية الصادرة عام 2008 عن مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي.
    لقد وجدته وثيقة شديدة الأهمية ولازمة لكل مكتبة أسرية أو شخصية يتداولها الأبناء جيلاً بعد جيل وحفيداً بعد حفيد، تمجيداً وعرفاناً لآباء عظام بذلوا من أجل السودان جهوداً عظيمة خالدة، وحرصوا على بلادنا بشتى السبل والوسائل حيث اقتلعوها من براثن استعمار ثنائي بغيض. والكتاب مكتوب بلغة رصينة وبأسلوب علمي دقيق وبمنهج أكاديمي لا يخلو من وطنية صادقة ومن حيادية علمية وموضوعية ليست مستغربة من البروفيسور فدوى ذات الإرث التاريخي العظيم والبصمات الواضحة في سبر أغوار جوانب تاريخ السودان الحديث والمعاصر.
    لقد قرأت الكتاب كمواطن مهتم بتاريخ بلاده يقلقه ما لا يزال يشوب ذلك التاريخ من ضبابية وأهواء شخصية، ومناطق رمادية، ومواقف يصعب على أمثالنا فهمها أو هضمها، بخاصة عندما نخضعها لما تدربنا عليه من نهج أكاديمي وحرية فكرية، ولهذا خرجت ببعض الملحوظات والتساؤلات التي آمل أن تحظى بعناية الكاتبة الموقرة في طبعات قادمات للكتاب، أو في بعض منافذ مساهماتها المستقبلية إن شاء الله.
    لقد أبرز الكتاب بشكل واضح إيجابية الدور المصري بعد ثورة يوليو 1952 المصرية، ذلك الدور الذي يبدو لولاه ، أو بالأحرى، لولا هدى الله قادة الثورة المصرية إليه، لما نال السودان استقلاله في خمسينات القرن العشرين، ولما ناله بالأسلوب السياسي السلمي الذي شاءه الله وسخر له قادة الثورة المصرية وعلى رأسهم اللواء محمد نجيب طيب الله ثراه. وعلى النقيض من ذلك أبرز الكتاب الدور السلبي بل المُعوق والمتخاذل للحكومة البريطانية التي يتضح من الكتاب أن حرصها على علاقتها الاستراتيجية مع مصر كان أهم من حرصها على السودان ومستقبله، وهذا ما فضحته الوثائق بعد أن أصبحت في متناول المؤرخين، فلقد كان البريطانيون يتحدثون داخل السودان بلسان شراء الوقت ويتحدثون إلى المصريين بلسان شراء المصالح الاستراتيجية لبريطانيا العظمى، غير عابئين بأن يذهب السودان إلى الجحيم ما دامت بريطانيا ستبقى سيدة البحار وصاحبة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.
    من ناحية أخرى فقد تطرقت الكاتبة إلى موضوع الفشل الذريع لحزب الأمة في انتخابات تقرير المصير، وقدمت تحليلاً عقلانياً جيداً وشديد الحيادية. ولكن أليس صحيحاً أن لجنة الانتخابات الدولية برئاسة سوكمارسن قد تجاهلت كل شكاوي حزب الأمة ضد مصر والاتحاديين وضد الأساليب الفاسدة التي كانوا يستخدمونها؟ أم يا ترى أن إثبات تلك الجرائم لم يتيسر إلا بعد مرور سنوات طويلة على تلك الانتخابات بعد أن قيض الله للسيد/ خلف الله خالد يرحمه الله وغيره من السودانيين والمصريين كشف ما كانت تقوم به مصر وعملائها المحليين والأجانب من شراء للذمم، وتخويف غير مبرر من مهدية جديدة، ومن تطلع لوحدة اندماجية زائفة وغير متكافئة.
    لقد أدهشتني الكاتبة بما أوردته من تدخل حزب الأمة مرتين لدى الحكومة البريطانية داعياً لها لإلغاء اتفاقية تقرير المصير واعلان استقلال السودان من جانب واحد، مكايدة في المصريين والاتحاديين. كانت المرة الأولى عندما فشل حزب الأمة في إحراز الأغلبية التي كان يتوقعها في انتخابات تقرير المصير وحاز على أقلية برلمانية بائسة أمام أغلبية اتحادية كبيرة. أما المرة الثانية حسب الكاتبة، فلقد كانت بعد حوادث مارس 1954 الدامية التي راح ضحيتها العشرات من رجال حزب الأمة في صدام غير مبرر بين جماهير الحزب ورجال الأمن.
    ومن المدهش حقاً أن الحكومة البريطانية كانت في المرتين أعقل من حزب الأمة ورفضت التورط في إجراء يعرقل تنفيذ اتفاقية تقرير المصير التي كان حزب الأمة أحد أهم بناتها. هل تُرى كان قادة حزب الأمة جادين في سعيهم ذلك أم أن الغضب من نتائج الانتخابات يدفعهم لتحطيم المعبد فوق رؤوس الأشهاد؟
    لقد لعبت الجبهة الاستقلالية دورا مهماً في بلورة الأفكار الاستقلالية وفي دفع الشعب السوداني نحو الدعوة للاستقلال والانعتاق من الاستعمار البريطاني/ المصري الثنائي، ولكن واجهتني بعض الإشكالية في تحديد الجهة التي كانت وراء تكوين هذه الجبهة الاستقلالية. فالكتاب يورد مرة أن الحكومة البريطانية كانت وراء تكوين الجبهة الاستقلالية، بينما يورد في مكان آخر أو صفحة أخرى أن اتحاد طلاب كلية الخرطوم الجامعية هو الذي كان وراء فكرة تكوين الجبهة الاستقلالية!! فأيهما كان له الفضل وأين كان حزب الأمة راعي دعوة الاستقلال من كل ذلك هل كان مشاركاً فقط أم مبادراً ولو من وراء الكواليس.
    لم أكن أعرف أنه قد كان للسيد عبد الرحمن المهدي مستشاراً سياسياً بريطانياً هو المستر يودال. ولقد أدهشني ذلك كثيراً بخاصة وأنا أدير بخيالي شريط الرجال العظماء الذين كانوا حول الإمام مثل الآباء عبد الرحمن علي طه، ومحمد صالح الشنقيطي وغيرهما. فماذا كان موقع هؤلاء مقارنة بالمستر يودال في ما يتعلق بتشكيل وبلورة أفكار السيد عبد الرحمن المهدي وما كان يترتب على تلك الأفكار من تأثيرات على مسيرة حزب الأمة ونشاطاته السياسية ومواقفه الثابتة والمتحركة؟ أعتقد أن ذلك الأمر يستحق البحث والإجلاء.
    كذلك لفتت نظري التعليقات السياسية التي كان يقدمها المندوب التجاري البريطاني إلى وزارة الخارجية البريطانية مما يؤكد أن دور ذلك المندوب قد كان سياسياً أكثر منه اقتصادياً، أم تراه كان دوراً أمنياً في غطاء اقتصادي؟ وهل كانت أحزابنا مدركة لذلك أم انتظروا مثلنا لتكشفه لهم الوثائق بعد عشرات السنين؟
    من ناحية أخرى يؤكد الكتاب أن السيد/ محمد أحمد محجوب يُعتبر دخيلاً على حزب الأمة مقارنة بقيادة الحزب التاريخية وبعصبة الرجال العظماء الذين كانوا حول السيد عبد الرحمن المهدي. كذلك يؤكد الكتاب تذبذب مواقف المحجوب وبعض مواقفه الغريبة والمتناقضة من مواقف الحزب مثل اعتراضاته على اتفاقية تقرير المصير ومثل خروجه على الجمعية التشريعية رغم مساندة حزب الأمة لها، ثم انضمامه متأخراً جداً إلى حزب الأمة …. أليس كل ذلك يؤدي إلى التساؤل البريء عن السر الذي جعله رغم كل هذا الماضي يُقدم على رجال سبقوه في الحزب والثبات على المبادئ وفي الولاء الحزبي والعقائدي للسيد عبد الرحمن المهدي مثل أمين التوم، والأمير عبد الله نقد الله، سواء في رئاسة الوزراء أو في تولي وزارة الخارجية أو في المشاركة في وفود التفاوض الخارجية التي كانت تمثل مواقع نضال أساسية ما كان يجب أن يحتلها غير رجال متشربين حتى النخاع بأفكار الحزب وبتوجهاته السرية والعلنية وبخططه الآنية والمستقبلية.
    ملفت للنظر أن الكتاب يخلو تماماً من أي ذكر لرجال مثل الأمير نقد الله والدكتور عبد الحليم محمد. فهل لم تكن لهما أي أدوار في هذه الفترة المهمة من تاريخ السودان بخاصة وأن الأمير نقد الله كان من البناة المؤسسين لحزب الأمة منذ أن كان فكرة وحتى عمت لجانه وأفكاره السودان بأكمله. بينما كان دكتور حليم من أقرب المقربين إلى السيد عبد الرحمن المهدي ومن أخلص مستشاريه.
    هذا وتتناثر في الكتاب بعض الإشارات الموحية التي تستدعي التأمل مثل قول الكاتبة: إن حزب الأمة تضرر كثيراُ من صلته الوثيقة ببيت المهدي. واعتقد أنه لا يزال متضرراً وبدرجات متزايدة!! كذلك تقول الكاتبة “إن الحزب لم يتخذ موقفاً محدداً من مؤسسات الإدارة البريطانية في السودان”” فكيف يفهم ذلك وقد شارك الحزب في الجمعية التشريعية وفي المجلس التنفيذي وكان أعضاؤه وزراء ومستشارون؟ وتورد الكاتبة إن تخوف حزب الأمة من الدعاية المصرية دفعه لأن يقترح على الحكومة المصرية أن تعلن من جانبها استقلال السودان. وطبعاً رفضت الحكومة المصرية وهذا مفهوم. ولكن من يفهمنا كنه ذلك الموقف الغريب من حزب الأمة، وهل كان عندئذ ناسياً أنه يخاطب دعاة سيادة وحقوق سياسية وتاريخية يظنونها مطلقة وأبدية؟؟
    إن الكتاب جدير بالقراءة والتأمل ومليء بما يثير التساؤل والاندهاش. ويستحق الاقتناء والاحتفاء.
    ودنوباوي/ أم درمان

    جريدة الرأي العام، 18 سبتمبر 2013)

  16. لنفترض ما حللته صحيحا كان من المفترض ارسال اصغر شخص في حزبه لاستلامها بدلا منه ولا بس لازم الطلة امام الكاميرا

  17. ربمالم تلاحظوا الصوره الضخمه التي علقت في واجهة القصرالجمهوري للبشير وبالاضاءه المبهره-فعلا شئ غريب وكان ذكرى الاسقلال ليست الا احتفال برئيس السودان وليست لاستقلال السودان !!!

  18. ياجماعة الامام الحبيب في حيرة من امره
    ولده لاصق في النظام الحاكم لصقة شديدة
    مما جعل الرجل مكبلا لايستطيع ان يقوم بعمل معارض فعال
    غايتو ريح توديه شمال واخرى جنوب
    نطة مع المعارضة ونطة مع الحكومة
    رغما عن انه بيشرح عيوب الحكومة بمبضع ماهر ولكنه لايستطيع ان يصب حتى سبيرتو على الورم الخبيث خوفا على فلذة كبده
    والله الجنى ده حيرنا وحير ابوه الامام الحبيب
    ولكن رغم ده وده الا واننا نحب الامام ونحترمه
    المعادلة صعبة جدا

  19. لو كان الصادق سياسيا من الدرجة الاولى لاعتذر عن قبول الوسام و لقال انه لن يهنأ بأي وسام و عامة الشعب لا بالكاد يستطيع الواحد منهم ان يوفر ا لقمة عيش كريمة لاولاده و ان تاييد انصاره له اكبر وسام

  20. يا جماعة نحنا بنعارض نفسنا بالله عليكم شوفوا السيد / الصادق المهدي والسيد/ محمد عثمان الميرغني والسيد/ حسن الترابي يأخي أولاً هم يقوموا بالتغيير ويطلبوا من البشير ذلك أكثر من 50 سنة في رئاسة الأحزاب ويطلبوا من الأخرين التغيير المشكلة في السودان حب السلطة بصورة غير عادية وتقولوا السيد الرئيس / عمر البشير ما عاوز يجيب دما جديدة عمر البشير زي ولدكم من حيث السن === العملوا عمر البشير مع المشاكل الكثيرة والله يشهد له كل بيت سوداني ولو في أي تأخر أو تضخم أنتم السبب بإفتعال المشاكل وإلهائه عن متابعة مسيرة التنمية والتقدم للجميع والسيد/ الرئيس من شكلوا راجل متواضع لأبعد الحدود صح من بيت سوداني مئة بالمئة وعاش ما يعيشه كل سوداني من ضيق اليد في الماضي،،، وقت ما في تبديل ياجماعة الأحزاب غيروا ما بأنفسكم أولاً

  21. و الله الصادق المهدى ما عندو اى عزة نفس او كبرياء ….ياخى البكرم فيك ده شال السلاح و قضى عليك بالفوة .ياخى استحى و احترم نفسك .ولا داير تورينا الروح السياسية العالية

  22. ان الله هو السلام ويدعو الي دار السلام ،،يقول عز من قائل والله،،وان جنحو للسلم فاجنح لها ، وطالما ان الحكومة جنحت للسلام وتقدمت نحوه خطوة فمالمانع ان نتقدم نحن كمعارضة خطوتين من اجل الوطن ،،اذا كنا فعلا وطنيين مثل الصادق المهدي !!الصادق المهدي يثبت كل يوم انه وطني ،،رجاحة عقلته وحنكته السياسية جعلته يقبل ان يمد ه ويتعامل مع الحكومة ويصالح بيريز ،،،هكذا السياسة ،،،لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة افهموها يا متشدقون….

  23. كده خلونا من ده كله ,, وين حكاية الأول من يناير والعصيان والشعارات الطنانه ,,ولاالحكايه كلها رمى البيض وأكياس المياه على الماره ؟؟؟؟؟
    على كل حال أنا من اليوم مع البشير ,, إن شاء الله يودينا السماء الأحمر يا كرور يا عواليق

  24. لااجد مايمكن ان اقوله او اكتبه سوي لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

    ارحموا عزيز قوم ذل تفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففوه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..