عقد الجلاد حالة سيولة وتردد علي مستوي مضامين الغناء

مدخل مهم : لست ناقد فني انا مجرد مستمع عادي جدا”……………….
الفرقة الي تأسست في منتصف الثمانينات, أو أقل بقليل من ذلك التأريخ تعتبر من أميز فرق الغناء الجماعي في العالم. وهي فكره أستلهمها مؤسسوها من البيئة السودانية المحضة (طرق العيش في جماعة), وشكل الغناء الجماعي في ريف الوطن قبل فرض شكل أغنية أمدرمان كمعبر وحيد عن فن الغناء السوداني.
مرت الفرقة بتحولات مختلفة منذ نشأتها وحتي الأن, وتركز التغيير علي الشكل غالبا” دون مس الجوهر أو المضمون فالجيل المؤسس ـ عثمان النو, عوض الله,مجاهد,شمت, منال بدرالدين عركي ـ هو من ساهم في إحداث نقلة نوعية في نمط هذا الغناء, بشكل مميز جدا” يقوم أعضاء أعضاء المجموعة بأداء الأغنية علي تفاوت درجات الصوت عندهم وتكون هناك حالات غناء فردي (صولو) لأكثر من صوت مختلف في تلك الفترة غالبا” ما يكون عوض الله أو مجاهد وربما شمت. علي هذا المنوال إستمتعنا ب أمونة, عيناك, الناس في بلدي.و تنوعت الإيقاعات المصاحبة للغناء الجماعي عند الفرقة من الأفريقي إلي الدليب إلي المردوم والتمتم وهذا جيد.
تقول الدكتورة منال بدرالدين لا إنتماء سياسي لأي فرد من أعضاء المجموعة في ذلك الزمن. ولكن ماذا حدث من تقدم أو تراجع؟
وبما أن الأدب لا ينفصل عن سياقه التاريخي والإجتماعي فإن القصائد التي غنتها الفرقة في فترات لاحقة ومنذ إنضمام طارق جويلي (عازف), وبعده مجموعة من (النمارقيين) أتوا من فرقة نمارق وهم: أنور, عمر بانقا, حمزه سليمان إختلفت في دلالتها ورسالتها تجاه المجتمع, إبان موجة الأغاني ذات الصبغة الدينية (المديح).
وبنظرة لأغاني مثل حاجة أمنة أتصبري والتي جاءت في فترة أشد الازمات الإقتصادية في السودان ـ سنين الإنقاذ الأولي فنحن ننظر للأغنية من زواية الدعوة لتحمل الوضع القائم. هذا كان في مطلع التسعينات. ومن هنا مرت الفرقة بصراعات داخلية مقيتة تارة أسبابها فنية وتارة إدارية ومرات إجتماعية, وحدث إحلال وإبدال في العضوية نتيجة لعوامل الصراع الداخلي وليس من أجل التجديد أو الحوجة الفنية للفرقة. كذلك من الأغنيات التي لدينا عليها تحفظ اغنية (إيدينا للبلد) فيها دعوة تشبه إلي حد ما شعار نأكل مما نزرع الذي رفعه الأبالسه في مطلع تسعينيات القرن المنصرم. أضف إلي ذلك بعض القصائد مثل الغناي والطمباره ومسدار أبو السره لليانكي لولا كتبها شاعر مثل القدال.
من الأشياء المحيرة أن تغني عقد الجلاد في مؤتمر للحزب الشيوعي السوداني وأيضا” تغني أمام الرئيس البشير شخصيا” داخل مبني القيادة العامة للقوات المسلحة ويلحن ربانها وقائدها المؤسس (عثمان النو) أغنية الشارة لبرنامج إنقاذي شهير يسمي مسابقة الفداء الكبري ـ التي هي أحد حضانات الموت للمواطن السوداني وهي فرع من برنامج في ساحات (الموت) الفداء وهي مؤسسة إعلامية ضخمة يديرها الكريه جدا” إسحق أحمد فضل الله.
انا من الجيل الذي أستمع لعقد الجلاد في منتصف التسعينات وحتي الأن أتابعها ففي هذ الفترة تغير الجمهور المتابع والعاشق للفرقة, حيث نجد إنها ضمت الجمهور الراقص إضافة للجمهور المستمع ـ فضلا عن إنضم إليها مغنيين إسعراضيين في أزمنة متفاوته معهم شريف شرحبيل,محمد شبكة, الخير أحمد أدم. بالنسبة لرسالة الغناء لا زالت ايدينا للبلد وحاجة أمنة تطلا علينا بكثرة ـ برغم من وجود إشراقات مهمة في متن الخطاب الإبداعي في أغنيات مثل كفاك للشاعر عثمان بشري, وطواقي الخوف للقدال.

محي الدين عبدالرحمن البشاري
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. عفوا: العنوان الصحيح هو: عثد الجلاد حالة سيولةوتردد علي مستوي المضامين والسلوك

  2. يضيع اﻻبداع الفني عندما يسكب في غالب السياسة. سوف يبقي (حاجة آمنة) واحدة من روائع عقد الجﻻد.

  3. انا من متابعى عقد الجلاد وكثيراً ما أرى ان اعمالهم بالجد معبرة عن واقع الحياة فى البلد.. اتمنى الّا تكون الصبغة السياسية سبب فى انهيار هذا العقد الفريد..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..