أخبار السودان

التيار الثالث في صراع الجنوب

فيصل محمد صالح

قرأت بتمعن شديد تصريحات الدكتور لوكا بيونق، الوزير السابق وقيادي الحركة الشعبية، لقناة “الشروق” ووجدت فيها رابطا لما كتبته قبل يومين تحت عنوان الجيش الأبيض، وقلت فيه إن استرار المعارك سيدفع بالصراع نحو التسييس الإثني بحكم اعتماد الدكتور رياك مشار على قوة النوير العسكرية الضاربة، بما يهدد بفض تحالفه مع مجموعة الإصلاحيين داخل الحركة الشعبية والمكونة من ريبيكا قرنق وباقان أموم ودينق ألور وكوستي مانيبي. وقلت إن هذه المجموعة ميالة للصراع السياسي والعمل داخل جسم الحركة الشعبية بالاعتماد على التيار الرئيسي فيها، وليست لديهم مصلحة ولا قوة ونفوذ عسكري، ولا يملكون أدوات العمل العسكري، ولا تقف خلفهم مجموعات عسكرية.

صحيح أن الدكتور لوكا بيونق بعيد من ساحة الصراع حاليا بحكم وجوده في جامعة هارفارد الأمريكية، لكنه ليس بعيدا عن مجموعة ريبيكا/باقان/ ألور /مانيبي، وربما يشاركهم نفس الأرضية السياسية. ولهذا خالف بيونق المحللين والمراقبين في تقسيمهم المتصارعين لمجموعتين، مجموعة سيلفا ومجموعة مشار، واعتبر أن هناك ثلاث مجموعات تمثل سلفا ومشار ثم مجموعة الإصلاحيين. وربما أنظر ابعد من ذلك لأرى أن لوكا بيونق يعبر عن رأي هذه المجموعة التي لا تزال تحت الاعتقال، ولم يتسنى لنا سماع صوتها ومعرفة رأيها.

بل ورشح بيونق المجموعة الثالثة لتلعب دورا في الوصول لتفاهم يقلل من حدة النزاع ويجرده من الأدوات العسكرية، وهو ما أسماه بـ”الحل القومي للصراع في إطار الحزب والدولة”، ولخصه في مطالب سياسية محددة هي:محاسبة المتورطين في الأحداث الأخيرة، تعديل الدستور الانتقالي للدولة، والحد من سلطات الرئيس سيلفا كير، وإعادة الحكام المعزولين ( وفيهم تعبان دينق)، بجانب المطالب الأخرى التي نادى بها المعتقلون في مؤتمرهم الصحفي في السادس من ديسمبر، وجوهرها إجراء إصلاحات ديمقراطية في الحركة الشعبية. وختم ملاحظاته بضرورة إبعاد “بعض العناصر التي لا تساعد في جمع الشمل. ولعل الإشارة هنا للسيد تيلار رينق، الذي يحمله كثير من الناشطين الجنوبيين مسؤولية كثير من قرارات الرئيس سيلفا كير الأخيرة والتي اشعلت الأزمة.

ربما يرجح هذا الرأي ايضا ما نشرته بعض الوكالات العالمية عن رفض ريبيكا قرنق المشاركة في محادثات أديس ابابا لأنها لا تريد تصنيف نفسها في أحد الجناحين، وأنها تفضل أن تلعب دورا توفيقيا بين أطراف الصراع.

هل فات الأوان على مثل هذا الكلام؟ في اعتقادي أن الأوان لم يفت بعد، وأن هناك جهود جنوبية داخلية تحاول كبح جماح العمل العسكري وإعادة الصراع، في المرحلة الأولى على الأقل، لمساره السياسي، وهي جهود تتوافق مع الجهود الإقليمية والدولية.
ولو نجحت جهود الوساطة في التوصل لقرار بوقف إطلاق النار فإن هذا سيكون خطوة جيدة نحو التوصل لحل سياسي معقول تقبل به كل الأطراف، ولا أظن أن المشاركة في السلطة ستكون من ضمن بنوده. لكن الإصلاحات الدستورية والقانونية والوعد بانتخابات مبكرة، وضمان حرية العمل السياسي وديمقراطية العمل داخل الحزب الرئيسي، الحركة الشعبية، قد يقنع أطراف كثيرة برمي البندقية والاستعداد للمنازلة السياسية بأدواتها المعروفة.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بعد التحية
    من أسميتهم بالطرف الثالث وأسماهم د. لوكا بالاصلاحيين هم فى الحقيقة من يطلق عليهم أبناء قرنق وهم طرف أصيل فى الصراع مع سلفا منذ وفاة قرنق وأحسب أنهم تيار الوسط داخل الحركة. فهم من وجههم قرنق للتسلح بالعلم بدلا عن القتال فى الغابة بغية اعداد كادر فاعل سياسيا. أما سلفا فعقليته عسكرية تضيق ذرعا بالسياسيين والمثقفين كما أن الدكتاتورية جين أصيل فى العسكر. ومشار فى الواقع نموذج للمثقفاتى الانتهازى المستند على قوة عسكرية لها سوابق فى التصفيات. بالتأكيدالمسألة معقدة جدا (سياسيا واقتصاديا واجتماعيا) ويتطلب حلها الكثير من الحكمة فى ظل الحزب الواحد المهيمن على مفاصل الدولة الوليدة وفى ظل الفساد وعدم وجود خطة واضحة لبناء الدولة.
    لا أحد يفهم تفاصيل الصراع الجنوبى جنوبى وتعقيداته الا أهله كما قالها د. لوكا من قبل. والتدخلات الاجنبية ستزيد من تعقيدات الامر لعدة أسباب أهمها:
    1- الجهل بطبيعة وأبعاد الصراع.
    2- أطماع دول الجوار وخاصة يوغندا.
    3- الاجندة الخاصة للدول الكبرى (غربية كانت أم شرقية) والتى قد تلجأ للضغط على أطراف الصراع للتوقيع على اتفاقية (فطيرة) تزيد من تعقيد الموقف بدل حلحلته.

    قلوبنا مع الاخوة الجنوبيين المغلوبين على أمرهم والله المستعان.

  2. اخي فيصل لك التحيه
    الكل يعلم ان الصراع الجنوبي هو صراع قبلي من الدرجه الاولى,فما سلفاكير ومشار الا واجهه لذلك الصراع وما يذيد هذا الصراع القبلي اشتعالا هو الجهل فكما تعلم اخي فيصل نسبه الاميه في الجنوب هي الاعلي بين دول العالم. ربنا يستر عليهم وخاصه مسلمي الجنوب

  3. طبعا دا الفعهم السليم للنزاع
    ولكن الصحفيين ينجرون وراء كتاباتهم السطحية
    ويغذون العالم بحقائق غير موجودة

    المهم عودتك للصواب
    تشكر عليها

    يا صاحب

  4. اذا اردت ان تدمر بلداً من العالم الثالث فحدثهم عن الديمقراطية . والانتخابات .

    يا كريمنا وعزيزنا فيصل ، انت تعلم يقيناً ان القبيلة تساق الى الصناديق قطعانا ، فتكون النتيجة

    فوز القبيلة والعودة للمربع الاول .

    التراضى ـ التوافق ـ الفهم الراقى ، استيعاب الآخر ، عدم الضيق بالرأى .اذا وجدت لا اعتقد ان

    هنالك مشكلة

  5. عزيزي فيصل
    سلام
    أتفق معك بنسبة 80%، ولكن لولا الجيش الابيض والنوير والسند القبلي العسكري وما يمثله من ثقل عسكري وسند لدكتور ريك مشار، لتغدى وتعشى بهم سلفاكير، ولولا ضعف مؤسسة الدولة في جنوب السودان وقوة القبيلة على الطرف الآخر، لكان مصير مشار هو ذات مصير الترابي (ورُب ضارة نافعة).
    المطلوب الآن توجيه وإدارة السند العسكري القبلي لمشار لصالح العمل الساسي المتمثل في الحفاظ على إستقلال الجنوب الذي يُعرضه الدكتاتور سلفاكير لخطر شديد.لذا لا بُد من الحفاظ على تحالف أولاد قرنق (مع أني لا أحب هذه التسمية) ورياك مشار.

    أبه رأيك؟

    مهدي

  6. الصراع قبلي بامتيااااااااااااااااااز وان كان اخذ طابع انقلابي علي حكومة منتخبة
    ولكن المرجح ان يستمر النزاع رغم الوساطات الجارية لحين من الزمن
    وبما ان الصراع اخذ الطابع القبلي عليه فان المجموعة التي تعرف باولاد قرنق من باقان وربيكا وخلافهم لن يكون لهم صوت في المدي القريب فالصوت الحين صوت للرصاص فقط وبما ان النوير تعتبر القبيلة الثانية بعد الدينا عددا غلا ان ما يزيد من مشكلة الدينكا ان هنالك انشقاقات في صفوف الدينكا انفسهم خاصة دينكا بحر الغزال

  7. الصراع فى الجنوب صراع قبلى من الدرجة الاولى رغم التحالفات التى نراها والتى احسب انها تحالفات مرحله …. الجنوب يسير نحو الهاويه بسرعه كبيره جدا وهذا كان متوقع قبل الانفصال …نفس الممطاله التى مارسوها فى مفاوضاتهم مع حكومة السودان يمارسونها الان بينهم ..يجب على السودان ان يحسبها صاح حتى يكون له اكبر كسب سياسى .

  8. الحل هو الاتفاق علي وقف اطلاق النار ومحاكمه المسولين عن الاحداث الاخيره. تكوين حزب سياسي جديد لمشار ومجموعه الاصلاحين خارج نطاق الحركه الشعبيه. فتره انتقاليه بحكومه تكنوقراط رئيسها سلفاكير ونائبه مشار لمده اربعه سنين تهتم بالتنميه في المقام الاول وبعدها قيام انتخابات حره ونزيه. احترام اراده المواطن الجنوبي والحفاظ علي الشكل القومي للدوله بدون الزج بالقبيله في اي صراع سياسي. الابتعاد عن تدويل القضيه والاستفاده من اخطاء الانقاذ وعدم تكرارها في الجنوب. ولو حسنت النوايا فالحل سهل

  9. ما طرحه الاستاذ فيصل الراكوبة صحيح في عمومياته وهذا الصراع الحادث الان هو صراع علي السلطة وبالتالي هو صراع سياسي بادوات متخلفة وهي القبيلة اتقل فيها جهل المواطن البسيط وسوقه للمحرقه ما قاله دكتور بيونق اكيد صحيح وهو وجود طرف ثالث هذا الطرف يجمع عناصر من داخل الحركه الشعبيه وخارجها
    اذا كنا مستوعبين ان الحركة الشعبية ليست حزبا انما تنظيم جبهوي في داخله اليمين والوسط واليسار وما بينهم من درجات اافة الي ان الحركه الشعبية كانت تستند علي الدعم القبلي من زعماء القبايل لمد قواتها بالقوي البشريه ورغم ان الحركه علي مستوي القيادة كانت تتبني طرحا سياسيا وخطاب سياسي متقدم وكان تماسكها معتمد علي شخصية قرنق القياديه والكارزميه وقدرته علي ابتكار الاليات والوسايل للمحافظة علي هكذا تحالف وضح ذلك جليا بعد موت قرنق فبرزت التيارات تيار الانفصاليين وتيار الوحدويين تيار اولاد قرنق وتيار اخر يقوده مشار ومن ثم برز تناقض اخر بعد الانفصال بين تيار اولاد قرنق بين مجموعة سلفا ومجموعة الامين العام باقان
    يتضح من كل ذلك ان الصراع في ابعاده السياسية والقبلية تمور داخله مجموعة من التناقضات والتي ليس لها حل الا بافق سياسي وهذا هو دور الطرف الثالث والذي من المفترض ان يجمع كل القوي المؤمنة بان دولة الجنوب الوليدة لا يمكن ان تعيش وتخطو حطوات للامام الا ببناء دولة المؤسسات والمواطنه والتداول السلمي للسلطة وبالتالي فان دورها هو بناء اوسع جبهة مناهضة للحرب ومع السلام وبالضغط علي الطرفين لوقف الحرب والجلوس في مفاوضات يتم فيها الاتفاق علي عقد مؤتمر جامع لكل القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني ووزعماء القبايل للاتفاق علي منفستوا يضع الاسس المتفق عليها لبناء الدولة الحديثة اومشروع قرنق السودان الجديد سودان المواطنه والديمقراطية والحرية والسلام والتنمية
    وبما ان القوي المتصارعة داخل الحركة الشعبيه وقع ما وقع بينها من دماء وهناك عدد لا يستهان به من الابرياء الذين ليس هم طرفا في الصراع فيجب عليه الافتراق وكل يشكل حزبه الذي يخوض من خلاله معركته السياسية السلمية وجزء مهم من الحل هو الاتفاق علي مبدأ المحاسبة والمصالحة

  10. عدم إستقرار دولة جنوب السودان ليس من مصلحة السودان في شيئ لا على المدى القصير ولا على المدى الطويل ، أفهموها يا أولى الألباب !!

  11. حقيقةً ردود المعلقين شكلت إضافة لمحتوى المقال.. التحية للاستاذ فيصل ورواد الراكوبة..

  12. الجماعة الاصلاحيين همهم الاساسي كان تدمير السودان الشمالي، وعموما الحاجة الوحيدة اللي بتفقوا فيها معظم الجنوبيين هو كراهيتهم العميا للشماليين و بعد توقف الاحداث الحالية حا يرجعو اشد كرها ولجاجة و حا نرجع تاني لموضوعات ارتحنا منها اليومين ديل، انظر لموضوع العملة التي فاجاوا بها الشمال بعد يوم من الاستقلال و هجليج والكثير الكثذر

  13. صحيح تحليل سليم لان المجموعة التي تمثل الوسط الاجتماعي في الحركة الشعبية وهم الاكثر في حالة غيبوبة تماما وهل تعلم بان القاعدة العريضة للحركة الشعبية بعد نيفاشا تفرغ الي مجموعات
    مجموعة الاولي تخصص في نهب ثروات دولة وتعطيل اي مشروع لصالح مواطن الجنوبي
    وايضا تغيب او بمعني اخر طرد ومحاربة ولاء للتنظيم وجعل تنظيم موسسة تجارية
    مجموعة الثالث: هم سماسرة الدولة ويمثلة اغلب القادة الجيش
    مجموعة الثالث : عامة الشعب الذي لا حول ولا قوة لهم سواء الصراع من اجل البقاء
    طيب وسط تلك مجموعات وجدت فريق اول سلفا كير رئيس الجمهورية نفسة فوق شديد ومحط بكم الهائل من الذين يحفرون حفرة وكانت بصراحة حفرة عميق جدا ومنفصل لة تمام بس واسعة شوية يناسب نائبة فرمة فيها وهنا اشتعلت نار الفتنة والعودة الي القاعدة الشعبية او بمعني اخري الي مجموعة الثاني فكانت كارثة الكبري حيث تم دمجهم واخراجهم جميعا
    وهنا لابد من العودة الي جزور لمن يدفع فاتورة اخطاءهم
    هل تعلم من كان مستعد لسداد تلك فواتير اخطاءهم شعبنا بدون اي تردد
    لذلك حتي ولو تم وقف اطلاق نار وادخل مشار نائبا
    ماذا سوف يكون جديد؟
    هل سيتم خلط مجموعات اسياد وعامة والصفوة الحركة الشعبية ؟
    شعبنا نائم نوم عميق جدا وسوف يطول الفترة النوم ربما الي الالف السنين وتحت رحمة كجور وكذب ذهاب الي كنائيس كل الاحد بدون توحيد بالله الاوحد القهار
    نتيجة واضحة – فقر- عدم الصحة – عدم التعليم – موت – عدم تنمية – تقسيم ثروات الي افراد محدودين واما بقية الملاريا حارسك – وجهلك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..