تلكؤ مؤسف

كلام الناس
نور الدين مدني
تلكؤ مؤسف
*لست من الذين يرون أن هذا البلد “مسكون” أو أن الشيطان في التفاصيل, فالبلد والحمد لله رغم كل الأزمات والتحديات بخير وان التفاصيل في كثير من الأحيان مهمة لاضاءة طريق المستقبل.
*نقول هذا بمناسبة التكلؤ المؤسف الذي حدث للقاء الذي دعا له السيد رئيس الجمهورية ورحب به زعيما الحزبين الكبيرين الاتحادي الديمقراطي والأمة القومي لأننا كنا نضع آمالاً عريضة على هذا اللقاء.
*قلنا من قبل انه ليس مهماً من أين تأتى المبادرة أو المبادر من الحكومة أو من المعارضة، وعبرنا عن أملنا في أن يكون اللقاء فرصة للوصول إلى إتفاق قومي حول مختلف القضايا المصيرية العالقة التى تهم كل المعنيين بشؤون البلاد ومستقبلها.
*ان مستقبل البلاد المهددة في وحدتها واستقرارها بل ومستقبلها لا يهم الشريكين وحدهما وإنما هو هم يهم كل السودانيين بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية وجهاتهم المختلفة.
*لكن للأسف في كل مرة يقترب أهل السودان من لقاء إيجابي تعلو أصوات مثبطة ومحبطة ورافضة للحل القومي كما حدث مؤخراً من تصريحات ضيقت ساحة التفاكر في اللقاء في مجال الاستفتاء حول تقرير مصير الجنوب.
*مثل هذه التصريحات المحبطة هي ذاتها أحد أسباب كل الأزمات القائمة في كل ربوع البلاد خاصة في الجنوب وفي دارفور لانه لا يمكن تجزئة القضايا ومحاولة عزلها عن بعضها البعض، ولا يمكن الحديث عن إنجاح الاستفتاء والسعى لجعل خيار الوحدة الطوعية جاذباً إذا لم تعالج قضية دارفور بصورة عادلة وشاملة وإذا لم تعزز الحريات وفي مقدمتها حرية التعبير والنشر.
*ان الحلول الثنائية والجزئية فشلت عملياً ولابد من التحرك بجدية نحو الحل القومي بدلاً عن عرقلته بلا طائل.
السوداني
المؤسف بلد كل من هب ودب ينعق فيه