مفقودو الخارج .. وما أكثر مفقدوي الداخل !ا

مفقودو الخارج ..
وما أكثر مفقدوي الداخل !
محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]
من الواضح جليا ازدياد كثافة الاغتراب والهجرة ، في الأربعين سنة الأخيرة وبشكل تصاعدي بين مواطني السودان ، والذين كانوا قبلها الا فيما ندر لا يرتادون السفر أو ركوب البحر شرقا الا لاعتبارات الابتعاث أو الدراسة أو للحج لمن استطاع اليه سبيلا وفيما بعد للاعتمار وكسرته الخفيفة لاحقا المسماة بالذوغة .
فكان الناس يتحركون في هجرات داخلية وحالات نزوح مؤقت أحيانا الى مناطق الانتاج كالجزيرة والمناقل و الخرطوم عاصمتنا المثلثة الأضلاع وقتها قبل أن يترهل جسدها بعد التزاوج مع الريف عرفيا و يمتلىء بيتهما صبيان وبنات في عيشة لا فيها ثبات ولا نبات .
كان الناس يسافرون ويتنقلون للعمل هنا وهناك من الشمالية والغرب والشمال الأوسط ، خروج وعودة حسب الظروف أما سنويا أو نحو ذلك. فيما كان السفر الى الجنوب وبورتسودان ، والضعين يعتبر مرتاده مفقودا الى أن يثبت بحضوره سالما عكس ذلك !
بدأت كثافة الغربة الخارجية تترى تباعا ، مع استشراف قرون الاستشعار عند بعض العارفين ببواطن الأمور بداية انهيار الوضع السياسي والاقتصادي وعند تناثر البقع السوداء النتنة على ثوب العفة والأخلاق الناصع والمتين شكلا وخامة ! وقسمات قذارات الفساد التي بدأت ترتسم على ملامح الحكم وتلقى بالتالى ظلالها على الوجه السودانى الأصيل الذي خشيوا على ذهاب سماحته الأزلية.
ففي منتصف السبعينيات وفي غمرة الاشارات الأولى لفقدان نظام مايو بوصلة قيادة سفينة الحكم الصدئة التي بدأت تتأرجح بها أمواج نزوات نميرى لاطالة عمر تسلطه ، تارة الى اليسار وأخرى الى اليمن الى أن قادته رمادية رؤاه الى الفشل التام وتاه دربه في ظلام نفق المصالحة الوطنية ، بعد أن ارهقته انقلابات اعدائه المتعددة وغزواتهم ، ومن ثم ركن دائخا الى الارتماء في أحضان اخوان البنية من جماعات الجبهة الاسلامية بقيادة شيخ الترابي بعد أن قلبوا هم من ناحية أخرى ظهر المجن لتحالف القوي الوطنية في انتهازية لاستغلال العشى الفكرى الذى جعل نميرى يبحث عن اية عصا تقوده في طريق الاستمرار!..وبقية الفيلم طبعا دخلته الأجيال الكبيرة والمتوسطة في كل دور عرض مراحل تردى زماننا السياسي والاقتصادى وخلافهما ، والتحقت بهم الأجيال الحالية لتشاهده عبر الأسفير والفضائيات ، وبعد أن غاب عهد السينما ، وأحيلت حيطانها في ارجاء العاصمة الى متاحف الذاكرة .
بالطبع ما قصدناه عاليه هو أن تزايد الغربة في السنوات الأخيرة والتي تفضلت حكومة الانقاذ بحكمتها ونجاعة مشروعها الحضارى أن أضافت اليها وأكملت الناقصة أفواجا من الفارين من الحياة في جحيم تسلطها وظلمها ، وذلك في مجمله ما هو الا انعكاس لسوء الوضع المعيشي وتناقص الشعور بالكرامة في الوطن، فيفر الانسان بجلده راضيا ولو بجر شوك الذلة عليه في بلاد الغير، فمهما كانت المزايا ومغريات العيش خارج الوطن فالانسان غريب هناك ولايستطيع سلخ ذلك الجلد الموشوم سماره عليه كقدر لا فكاك منه أو من احساس يملاء دواخله لا مهرب عنه وان نال جنسيات العالم الحر مجتمعا.
والكلام في شئون المغتربين ومصيبتهم في شتات الغربة ذو شجون، وأنا واحد من ضحاياها بعد أن قذفت بي عكس الهواء وقد قضيت فيها أكثر مما عشت خادما لوطني ، كُرها لا بطولة . وطبعا دون أن اتوانى في القيام بواجباتي المادية و المعنوية تجاهه ولم اكن أغب عنه حضورا بالجسد او الوجدان ولم ارتجي مردودا مقابل ما أعتبره فرضا حيال ذلك التراب الغالي.
وها أنا أعيش في المنطقة الوسطي مثل الكثيرين مابين نارها . وحلم العودة. فيلفحني لهيب الضياع من السنة الجحيمين في يومي الف مرة.!
ولكني سعيد بذلك الأكتواء حينما أجد يدى تمتد لمسح دمعة الأخرين عبر كلمات ولو من قبيل الطرح لاشعارهم بالمواسأة ، ان لم أكن املك الحل من خلال قلمي الذي بات بالنسبة لي شمعة اسهم بضوئها المتواضع في تبديد عتمة ليل أهلي في الداخل و حيرة أحبتي في فجاج البعثرة الخارجية ..فكلاهما في نظري مفقود.. يا
ولدي مفقود!
ولعل ما خطه قلم بعض المعلقين النبلاء حول المفقودين من ابناء الوطن ، جسديا ومعنويا على الأقل في نظر ذويهم حتي الآن ولايعرفون ان كانوا أحياء أو موتي أو يعرف لهم عنوان حتى!
هو ماكان مناسبة هذا الشبال الطويل ، وقد اقتضته ضرورة التمهيد نظرا لاهمية قضايا الغربة مجتمعة في عمومياتها ومسبباتها أو تحديدا للدخول الى هذا الموضوع المأساوي الهام .
تقول الطرفة ان صفوف المتطوعين للقتال الي جانب العراق ، ابان حربه ضد ايران ، و قد كان تطوعهم من السودان هربا من واقعنا الداخلي بكل تداعياته من البطالة والقرف ، لاحبا في صدام .وهذه حقيقة يدركها الجميع !
أن شابا جنوبيا وقف زاحفا في الصف الطويل ، وعندما لامس بجبينه الذي يتصبب عرقا ، نافذة الموظف المختص ، أراد أن يغلق الشباك في وجهه وهو يقول له .. خلاص يا خينا العراق قّفل .. فما كان من الشاب الا أن سأله في براءة وسذاجة..طيب ايران مافي؟.
ولعل ذلك يجسد مأساة الناس وقتها في تفضيل الموت في ساحات الوغي دون هدف أو معرفة باسباب العداء لمن يقاتلونهم على العيش غبنا وغلا في بلادهم.
المئات بل الألاف من الشباب الذين ابتلعهم المصير المجهول عقب غزوات صدام شمالا وجنوبا وحتي بعد سقوطه ، لم يعرف ماذا حل بالكثيرين منهم، في غياب متابعة السفارات التي تهتم بالمواطن المغترب فقط وهي تتحسس جيبه، ليذهب رسم تجديد جوازه وتوثيق شهاداته والمساهمات والزكاة الباهظة شفطا من عروقه الناضبة ، والنابضة بالأسي في ابتزاز واضح الى علاج أشبال أسود الانقاذ تكرما من بعثاتنا المعادية في سفاراتنا على غرار هدية الأربعين الف دولار لوزير ماليتنا الذي ينتقد بالأمس من داخل قبة برلمان الغفلة سفر المسئؤلين من زملائه وزوجاتهم لقياس السكر المكتنز في أجسادهم بالخارج .
تتكرر المأساة الآن في ليبيا لتضيف فصلا من غياب البشر السودانيين ان كانت حكومتنا و ممثليها بالخارج يسمحون لنا بأن نطلق عليهم تلك الصفة ، فكثيرا ما انتظرت الأسر المكلومة عودة غائبيها في فترة حكم القذافي ايضا وبعد انقشاعه ، وحتي في السعودية ودول الخليج نسمع بان المئات لا يعُرف دليلٌ لوجهة اختفائهم ،واليمن وسوريا مرشحتان لاضافة المزيد لقوائم المفقودين ، وفي مناحي الارض الأربع أو في ثنايا القارات المجهولة ، وحتي في القمر قد تجد من تاهت بهم الخُطى ولا يجدون سلم القمرة كما قال شاعرنا الراحل ابوصلاح للنزول بسلام الى اليابسة .!
ولعله من أولويات مهام هيئة شئون المغربين أن تقوم بفتح ولو غرفة بدارها لاستقبال ذوى اولئك النفر ،لتسجيلهم ومخاطبة السفارات لتقوم ولو لمرة واحدة في حياتها الدبلوماسية و القنصلية الطويلة وتضع ابرة مص دماء المغتربين جانبا. لتعمل فيهم خيرا !
وتحقن دم من لازال حيا من أولئك المفقودين ، أو ليعرف اهلهم اين سكبت دماؤهم الطاهرة وفي أي ارض قبروا . وسيكونوا بالطبع راضين بقدر ه تعالى وقضائه متى ما سكن اليقين قلوبهم بعد طول نزفها من جروح الشك، وسيدعون لهم بالرحمة حيثما كانوا رقودا ، فأرضه كلها جعلها مقابرا تعود فيها الأجساد الى أصلها في الأديم . وكان الله في عون من انتظروهم بالدمعات والسهر سنينا عددا .. وكان في عون المفقودين الأحياء ، تحفهم رجاءات العودة أو على الأقل التبليغ باماكنهم ، وفي عوننا نحن الذين لا نقلُ فقدانا عنهم ،ولكن بعناونين معروفة وان كنا لانعرف متي ستزول اسباب مأساتنا جميعا مفقودي الخارج والداخل معا.. !؟
أنه المستعان ..
وهو من وراء القصد.
مقالاتك دوماً رائعة وفي الصميم
ولست الوحيد ولن تكون الوحيد الذي يشتاق لتراب وطنه ، ولن تكن الوحيد الذي سيجلس وحيداً في غربة موحشة ، فكلنا نعاني من هذه الأمور ، نشتاق ونحن ونتمنى أن نكون هناك في وطننا الذي أصبح بلا هوية وبلا عنوان.
وطنا الذي كان جميل ورائع ، والذي كنا دائماً نقول عليه السودان جميل بناسه وأهله.
ومع تلك الظروف الحمقاء والحكم الفاشي والتدني وتغير كل الظروف المحيطة في بلدنا وبعد كنا محبوبين ونتمتع بالشرف والأمانة ، تغير الحال ، تغير إلى قمة الإنحطاط ، وأصبحنا من ضمن القائمة السوداء في دول المجهر بسبب ما يحكمنا في السودان ، وما جعلنا متشردين وليسنا مغتربين .
في الزمن الجميل لم نكن نعرف معنى الدعارة بالمعنى الواضح ، كنا نسمع بها، لم نكن نعرف غير المحبة والوئام والشوق والحنين.
اسودت قلوبنا وتفشت ظاهرة الدعارة بل كل الظواهر تجمعت فوق رؤسنا، وبعدما كنا مرفوعي الرأس أصبحنا ننظر للأرض بسبب السمعة السيئة التي ومازالت تمشي بخطى ثابته نحو التقدم.
ولما لا وهؤلاء موجودين ، يرحل شخص وياتي نفس الشخص بثوب آخر.
اصبحنا في زمن غريب وحتى في المهجر لا نستطيع فعل شيء ولم نستطيع تحقيق الأحلام.
والغريبة في الأمر من بالداخل يحققون أحلامهم بكل معنى ، زمان كنا نسأل عندما نشاهد شخص يبني عمارة فنقول أين يعمل هذا المغترب.
تبدل الحال واصبح المغترب لا يعمل شيء ، وأصبحنا في الزمن الجديد نسأل عندما نشاهد فيلا جميلة ونقول من هذا الحرامي وأين يعمل وما هو منصبة في الحزب الوطني
البحر خلفي والعدو إزائي – مساكين … متغربين الداخل موؤود والخارج مفقود , نسأل الله اللطف. الهم اجعل لنا فرجا ومخرجا.
وعلشان تزيد وجع فوق وجع وكي فوق الكي, انظر
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-31885.htm
تحت عنوان:
مركز الدراسات السودانية يستنكر نزع أعضاء الأفارقة بسيناء والمتاجرة بها.
فلك مني العزاء وربنا يصبرك ويصبرنا.
التحيه والاحترام لك يا ابرقاوي في الحقيقه انت تناولت موضوع في غايه الاهميه واضف لك معلومه جديده بخصوص المغتربين واهمال السفراء لهم الان يقبع في سجون لبنان مئات الاشخاص ومنتظرين من يسال عنهم ويرحلهم الي بلدهم والسفير لايسال عنهم عندما تكلم معه احد الاشخاص مستفسر عن مجصير هولاء الاشخاص رد بان هاولاء اتو متسللين من دون اقامه بالله عليك ما من المفترض ان تغلغ
الاستاذ القدير محمد عبدالله برقاوي المحترم
لك التحية والشكر الجزيل لتفاعلك مع قراءك ومتابعى كتاباتك النيرة واستجابتك لما يطلبون ولالتقاطك لاطراف خيوط مشربكة نرمى بها املين ان يلتقطها امثالك من الشرفاء الحادبين على الوطن والمواطنين ..
اما بخصوص سفاراتنا بالخارج فحدث ولا حرج ، هذه السفارات والقنصليات يا استاذي تعلم علم اليقين عدد افراد الجاليات في كل بلد ، فهي تعلم عدد الرجال والنساء والاطفال من الجنسين بالطبع الاحياء منهم فقط ، اما من توفاه الله فهو خارج حساباتها ولا يهمها في شيء .
العلم هذا ياتيها من من احصاءاتها التى تقوم بها من حين لاخر والهدف بالتاكيد ليس لخدمة رعاياها ومعرفة احوالهم وحلحلة مشاكلهم كما تفعل كل سفارات الدنيا انما لشفط مافي جيوبهم على قلته عن طريق حيلهم القزرة التي كل مرة يتفننون في اساليبها وطرقها ،
قديما كان الرجل يضيف زوجته واطفاله وان كثروا في جوازه اما الان فلا والهدف طبعا واضح الشفط ثم الشفط ، وطبعا كل جواز داير رسوم استخراج وكل رسوم استخراج دايره رسوم كثيرة وبعد الاستخراج داير تجديد وبعد التجديد داير تاشيرة وكل تاشيرة دايره رسوم وكل رسوم تاشيرة دايره رسوم كثيرة وكل جواز داير رسوم مغادرة و و و الخ ز
لنا ولكم الله ونحن في غربتنا الاجبارية عزانا فيها اضاءة شموع بالوطن لها الفضل في اضاءة سبلنا في الحياة بعد الله العلي القدير وان كادت شموعنا ان تنطفي من شدة رياح الغربة ومعناتها .
نسال الله ان يعود غربتنا وغربتكم وكل من كان حاله من حالنا سالمين حتى وان لم نكن غانمين المهم ان نعود سالمين .. امين .
لك الشكر مجددا اخي برقاوي
اللهم أرحم المغتربين برحمتك يا رب العالمين وأن يعودوا إلى أهلهم سالمين.
البركه فيكم
المغتربين لهم رب ولكن نحن مابنعفى اى قرش اخذته السفاره ممثله السودان والسفارات فى الخارج وخاصه السفاره السودانيه فى السعوديه شغاله جبايات وضرائب وذكاه ويرسلوا السودان عشان ابنوا بها الابراج العاجيه ويسافروا المسؤلين عشان يتعالجوا فى الخارج كما قال وزير الماليه