انظروا ما فعلت بها الانقاذ: حرية التعبير نزلت زمان في بير

انظروا ما فعلت بها الانقاذ: حرية التعبير نزلت زمان في بير
د.عبد القادر الرفاعي
ولان الانقاذ صادقة مع نفسها وفية لكدحها، امينة لكسبها، سعيدة بما جنت متخمتة به، ولكنها ما اكتفت. وبالرغم من الشعار المعروف :?لا ضلالا ولا تضليل? والذي كان يتردد علي مسامعنا ونحن في مدارج الطفولة، الا ان الانقاذ امعنت في التضليل. الشواهد علي ذلك كثيرة اخرها انها :?لن تورث الاجيال سوداناً بجنوب جديد?، والصحيح ان الاجيال التي يتحدثون عنها الان، قد شبت في ظل الكساد السياسي الذي خيم علي السودان اكثر من نصف قرن، وحصادهم في زعزعة الحكم واقتلاعه وفير. هذا الكساد لم ينج منه من الاجيال احد. فقد تفوقت الانقاذ في تعميم ظاهرة انعدام الامانة امام الانسان، صادرت االديمقراطية ومعها حرية التعبير. البيت الذي اسوقه الان هو بيت من قصيدة لشاعر الشعب محجوب شريف: ?حرية التعبير وقعت
زمان في البير?
لقد عانت الاجيال وخاصة الحديثة، انعدام الامان امام الانسان في ظل اقتصاد الرأسمالية الطفيلية ولكنها تعلمت الايمان بالمسئولية الاجتماعية مما جعل الانقاذ تطلع علينا بلوحة :?اصفر اخضر احمر? انها بهذا تؤكد مشروعها لملاحقة ابناء الشعب حتي لو تجمهروا في صرادق عزاء.الاحيال الحديثة الان كادت ان تفقد البوصلة ازاء لقمة العيش بسبب كثرة الزعازع وقلة الاوتاد. انها تتنقل بين البطالة وبين الخدمة في الاعمال الصغيرة (جوبز اود) وهي اعمال درج كثير من ابناء هذا الجيل علي امتهانها لا بهدف صقل تجاربهم وتعميق صلتهم بالحياة ليصبح مصيره الانخراط في سلك اعمال مرهقة، سائق راكشة، او بائع ماء في حارة السقايين او وقوف بعضهم يرفعون السبابة علي قارعة الطريق اعلاماً منهم بان كيلو الموز بواحد جنيه، .. الخ هذه الاعمال تبدا من الثامنة صباحا وخاصة في شارع النيل بامدرمان لتنتهي في السابعة مساء وهم وقوف بمكان واحد، فكيف يكون شعور هؤلاء حين يقفوا علي اقدامهم في مكان واحد لعشرة ساعات يومياً، وهكذا ? اليس حرياً بالانقاذ ان تورثهم فرص العمل المنتج ليخصب ارواحهم برواء لا يجدونه في تصريحات (لا ولم ولن) ان هؤلاء لو استمر حالهم هكذا فانهم،الورثة الحقيقيون لسودان مقطع مثل لحم الرأس. ان لوحة (اصفر اخضر احمر) ليعجزوا اهم عباقرة الفن التشكيلي امامها بكاسو وسيلفادور دالي واحمد محجوب وابراهيم الصلحي ووقيع الله طالما ان الاستهداف والملاحقة بديلا للبناء، والقمع بديلا للحرية وهلم جرا.
الميدان