التعليم الأجنبي.. ما له وما عليه

الخرطوم – تنزيل عبد المنعم
على دأبهم القديم؛ يدفع الآباء بفلذات أكبادهم إلى المدارس، بعد أن يودعوا فيهم أحلامهم، تحدوهم في دور العلم الآمال العراض، لما يتوخونه فيها من حكمة، يبتغون من وراء ذلك أن ينهلوا من منابع العلم ما يعينهم في حياتهم، ومن مقامها التربوي أن يضيء دروب مستقبلهم بنور الرشاد.. رويداً رويداً صاب تلك الثقة بعض من اهتزاز.. ما بين بعض مؤسسات التعليم وأولياء الأمور يتكئ ألف استفهام.. بات الآباء يطرقون أبواباً عدّة حتى يجدوا من يأنسون فيه ما تطمئن إليه نفوسهم.. في الفترة الأخيرة اصطفت أعداد مقدّرة من الأسر على بوّابات التعليم الأجنبي، عساهم يجدون فيه ما تساقط من مميّزات ألفوها في السابق، وهم الذين تربوا بين يدي بخت الرضا ومناهجها، مروراً بالتعليم الأهلي، ليصبح أبرز معالم العمليّة التعليميّة اليوم.
التردّي الذي أورث الخلل فتح الباب على مصراعيه للمستثمرين في مجال التعليم، الأمر الذي بموجبه تشرع العديد من الأسئلة: هل فعلا التعليم الأجنبى استثمار فقط؟ أم هو تعليم خاضع لكلّ قوانين وأسس ومبادئ التعليم في البلاد؟ هل ثمّة ضرورة لانتشاره كالنار في الهشيم؟ أم هو نوع جديد لرفاهية المجتمع، وظاهرة ما هي إلا سنوات حتّى تخبو، وينطفئ ألقها، ليحلّ محلّها شيء جديد، حالها حال التعليم الخاص، الذي انتشر حينها حتى ظننا ألا تعليم لمن لم يحجز مقعده داخل قاعات الدراسة الخاصة.. الاستفهام الأهمّ: هل تُعزى المسألة برمّتها لضعف في المقرّرات الدراسيّة؟ أم لعدم ملاءمة البيئة المدرسيّة، أم..؟؟
الأسئلة متناسلة، والإجابات بعضها قيد هذا التحقيق، والمهمة ينبغي أن يضطلع بها الجميع، بغية إعادة الحال إلى ما كان عليه؛ يوم كانت الأسر تأتمن دور العلم الحكومية على أبنائها، فتضطلع الأخيرة على أكمل وجه بواجب التنشئة الاجتماعية، جنباً إلى جنب الأسرة، فيتخرّج فيها اليافع وهو على قدر كبير من المعرفة والدراية، وبآفاق منفتحة، كونه قد جلس في مؤسسة حكوميّة للتربية والتعليم.
**
ما الذي يقدمه حتى يدفع أولياء الأمور المبالغ الطائلة لأجله؟ كنا في غنى عن مصاريفه فيما سبق، والآن ? بداهةً – لابد أن يكون العائد كبيراً، يتسق مع الإنفاق المبذول.. منذ عقود والمتفوّقون يأتون من رحم التعليم العام، وينصهرون من بوتقة المدارس الحكوميّة.. قوائم التفوّق يومها كان يتزاحم فيها أبناء الغبش، فهل انعكست الآية في زمان المتغيّرات هذا، مع انتشار مدارس التعليم الأجنبي في السودان؟ آثرنا أن نقوم بزيارة ميدانيّة لعدد من مدارس التعليم الأجنبي، ابتغاء التحقّق من ظاهرة بدت بائنة في الأفق، في محاولة لاستقراء الهمّ الذي حاق بمؤسسات التعليم الحكومي، أو إزالة الغباش الذي التبس بأذهان أولياء الأمور، والانطباع الذي ترسّخ في العقول.. الحق يقال؛ وجدناها منظّمة وجميلة، ومتميّزة في الشكل، ولكن المضمون (محتاج قعدة)!
بلسان إنجليزي طليق، تبدأ ملامح الدهشة في السفور.. إنجليزية الأطفال هنا لا نبالغ إن قلنا إن بعض طلاب الجامعات يعجزون عن مجاراتها.. حسناً؛ سأدوّن المسألة من وجهة نظر شخصيّة على أنّها محمدة، غضّ النظر عن تحفظات كثيرة إزاء المسألة، تنطلق دوماً من هنا وهناك، كون اللغة العربيّة في نظر الكثيرين هي الأولى بالرعاية والعناية والاهتمام، وأنّ ما عداها في عمليّات التربية قد يدرج ضمن خانات الاستلاب الثقافي وما سواها من تهم يسوقها البعض، ولسنا بصدد الوقوف عندها لتفيدها أو تأييدها.. وحدها الأسئلة التي طرحها البعض أثناء نقاشات جانبيّة، هي التي جعلت التصنيف يمضي في اتجاه (المحمدة)، فالاستفهام العالق في أفق النقاش كان يراوح: ما هي الامتيازات التي سيحظى بها هؤلاء الطلاب عن غيرهم في المستقبل، ممن حالت ظروفهم دون بلوغ بوّابات التعليم الأجنبي؟ الإجابة ? من وجهة نظر البعض – كفيلة بالتنبّه لمزايا التعليم الأجنبي، وموضعته في سلّة (النقاط الإيجابيّة).
ثمّة من يهاجم كون التعليم الأجنبي يبعد الطفل عن لغتنا الأم، لغة القرآن، وأنه يجعلنا كحال الشعوب المستعمرة فكرياً، عن طريق طمس الهوية واللسان، ويرمون بآخر كروت الذم في وجهها بكونها محض استثمار!
* قراية في.. تعليم مافي
حين عودتها من المهجر، وجدت حال التعليم متدهوراً جداً، ما اضطرها لرحلة طويلة بين مدارس التعليم الأجنبي.. صحيح أن تجربة تعليم أبنائها بجنوب أفريقيا كانت بمثابة فرصة لها لتكتشف حجم الفارق مقارنة بالسودان.. أكثر ما كان يؤرقها وجود مدارس يواصل أبناؤها تعليمهم فيها، فبدأت رحلة البحث عن مدرسة لينضم أبناؤها إليها.. كان نصيبهم أن يمرّوا على أكثر من (4) مدارس، حتى وجدت مبتغاها.
الأستاذة أروى علي، حين ابتدرتها بالتساؤل، اعتبرت أن التعليم الأجنبي في السودان له فضل كبير على أبنائها.. حكت لنا عن تجربتها وقالت إن ما دفعها لتلك الوجهة هو ضعف التعليم، وفقر المناهج، حسب قولها.. قبل أن تلخّص المسألة في عبارتها: “قراية في.. لكن تعليم مافي”..!
التعليم الأجنبي من وجهة نظر محدّثتي وفّر لهم بيئة تعليميّة مستقرّة: “خصوصاً ابنتي التي كانت بالمرحلة الثانويّة وحققت نسبة متفوّقة مكّنتها من دخول كلية الصيدلة”. وتضيف أروى: “ما زال بقيّة أبنائي يدرسون بالتعليم الأجنبي، فقد كان أفضل خيار متاح لنا، فهم إلى جانب التعليم يتلقّون نشاطات أخرى، تفتقر لها مؤسسات التعليم العام؛ بشقّيها الخاص والعام، وأتمنّى أن يتحسّن مستوى التعليم العام في السودان، ليتاح تعليم أفضل للجميع”.
* فكرة دخيلة
ثمّة نصف فارغ في الكوب.. ثمّة من يتحدّث في اتجاه آخر، وينبري ضدّ عمل المؤسسات من هذه الشاكلة. السيدة رفيدة بابكر كان لها رأي مخالف لمن سبقها؛ حيث قالت إن التعليم الأجنبي فكرة دخيلة على التعليم العام، ويوجد به قصور في مادتي الدراسات الإسلامية واللغة العربية، هذا بالإضافة إلى أن لغة التعليم عندما تختلف عن لغة التحدّث اليومية فتربك الطفل، وتجعل عمليّة التعليم غير سلسة، ويصعب على الأم أن تربط بين المدرسة والبيت، فلماذا أدخل ابني في هذه الدوامة وتشتّت الأفكار؟
تجريدة رفيدة التي شنتها على مؤسسات التعليم الأجنبي قالت فيها إن تعليم اللغات ليس بالأمر الصعب، ويمكن للطالب أن يتحدث اللغة فيما بعد، فالتعليم لدينا مازال بخير، ولديك النماذج ماثلة، وبدلا من التعليم الأجنبي يجب أن نعمل على تطوير المناهج والارتقاء بالتعليم العام فقط، لينعم أبناؤنا، بتعليم مستقر، فما زال هنالك معلمون أكفاء بالمدارس العامة، قادرون على تعليم أبنائنا، وتربيتهم بأفضل الأساليب.
* اهتمام بالعربية والإنجليزية
نبرة الرفض ليست وقفاً على النساء فحسب.. السيّد محمد مضى في ذات الإتجاه قائلاً إن التعليم الأجنبي يبعد الطفل عن لغتنا الأم، وهي لغة القرآن، فبدلا من أن ننشر لغتنا، نقوم بدثرها لننشر لغة بديلة لها.. محدّثي يقول: أنا لا أطالب بوقف التعليم العام ولا عدم تدريس اللغة الأجنبية، فـ”من عرف لغة قوم أمن شرهم”، ولكن أطالب ? حسب ما يمضي بالقول – بالاهتمام باللغة العرببة والتربية الإسلامية. وأضاف مواصلا: حتّى نخرج أجيالاً تعتزّ بلغتها وموروثها الثقافي الإسلامي، ولا يحدث لنا استلاب ثقافي، حالنا حال الشعوب المستعمرة فكرياً، عن طريق طمس هوية الشعوب، فنرجو الاهتمام بهذه المحاور ومراعتها جيدا قبل الشروع في عمليه التعليم، وألا نجعل العمليه التعليمية مجرد استثمار فقط.
* خاضع للقوانين
الأستاذ محمد زين العابدين دلفنا إليه في مكتبه داخل مدرسة أجنبيّة خاصّة.. رحّب بنا كثيراً، قبل أن يقول بصدد الجزئيّة التي ابتدرناه حولها: “التعليم الأجنبي ما هو إلا مساهمة في دفع عجلة التعليم في السودان، وخفّف العبء كثيراً على التعليم العام، وهو خاضع لكل قوانين وزارة التربية والتعليم، فهم يحرصون على الجوانب التربوية كثيرا، والمدرسة بها عدد من الطلاب من الجنسيات الأخرى لكنهم لا يمثلون إلا نسبة 5% من النسبة الكلية للطلاب بالمدرسة، فالطلاب بالمدرسة يجلسون لامتحان شهادة لندن ولها مواعيد محددة يجلس لها كل الطلاب في مختلف أنحاء العالم، ولكن المدارس الأجنبية في السودان أدخلت مادتي التربية الإسلامية واللغة العرببة ضمن المناهج، هذا بالإضافة إلى أنّهم يدرسون جغرافيا وتاريخ السودان، ويقومون بربط الطلاب بالمجتمع عن طريق الفعاليات التى تقيمها المدرسة”.. محدّثنا عدّد بعض المشاركات في المناسبات الوطنية مثل عيد الاستقلال وغيرها، ودعم المحتاجين، في تأكيد منهم على أنّهم ينمّون لدى الطفل فضيلة المشاركة.
زين العابدين أشار إلى أن المدرسة تستقبل الطلاب المحوّلين من مدارس التعليم العام، وذلك بعد خضوعهم لامتحان قدرات في المراحل السابقة، شرط أن يجيد الطالب اللغة الإنجليزية لأنها لغة التدريس هنا، والطلاب يمكنهم الجلوس لامتحان شهادة الأساس باللغة الإنجليزية، ومن ثم يتمكنون من الجلوس للشهادة السودانية ودخول الجامعة.
وعن المبالغ التي يدفعها أولياء الأمور يقول زين العابدين: ما يدفعه هؤلاء يعود بالنفع على أبنائهم، فالشخص عندما يدفع أي مبلغ، ينتظر خدمة تتناسب مع مدفوعاته، وهم في التعليم الأجنبي يبذلون قصارى جهدهم من اجل التلاميذ وتعليمهم. محدّثنا طالب الجهات المختصة بإعطائهم أراضي ليشيدوا عليها المدارس، حتى تتوفر بيئة مستقرة لهؤلاء الطلاب، بدلا عن المباني المستأجرة.
* ثغرات وقصور
بالنسبة للسيدة آلاء عبد الرحمن، فقد كانت لها تجربة مختلفة عن سابقتها.. آلاء لديها ابنة درست بالتعليم العام، ما أتاح لها فرصة الاطلاع على مقررات التعليم هنا وهناك.. تقول محدّثتي إن ما دفعها للجوء للتعليم الأجنبي هو وجود بعض الثغرات والقصور في تعليم ابنتها، هذا بالإضافة إلى أنها قررت أن يخوض ابنها هذه التجربة وتعني التعليم الأجنبي، ووجدت أن طريقة التعليم شيقة ومفيدة للطالب وأن المناهج تحبب للطالب مادتى العلوم والرياضيات، بعكس مقرراتنا القديمة التي تنفر الطالب من هاتين المادتين، وبالأخص الرياضيات، فطريقة الأسطوانات المدمجة طريقة فعالة جدا لتعليم مادة العلوم، وهي الطريقة المستخدمة لدى أطفالي بالمدرسة، ومعظم مدارس التعليم الأجنبي، وإلى جانب الدراسة هنالك نشاطات أخرى مصاحبة، ما يجعل العملية التعليمية متكاملة ومفيدة، وأكدت أنّها وجدت ضالتها في التعليم الأجنبي.
* بيئة منزلية ومدرسية
خلال جولتنا التقينا بالأستاذة إيلاف عبد الرحمن، وهي معلمة بإحدى المدارس الأجنبية، والتي أكدت لنا أن التعليم الأجنبي ليس إلا مكملا للتعليم العام، وهو نوع من التعليم، حاله كحال التعليم الخاص، والتعليم التقني وغيره، أوجدته ضرورة الانفتاح العلمي وثورة التعليم، وما كان علينا إلا أن نواكب العالم، فأصبح لزاما علينا إدخال التعليم الأجنبي، وفي المدرسة نحن نتبع كل أساليب التربية الحديثة لكننا غير منفصلين عن عاداتنا السمحة وتقاليدنا وتعاليم ديننا الحنيف، ولدينا عدد من الباحثات الاجتماعيات لدراسة سلوك الطلاب، ونتعاون إلى حد كبير مع أولياء الأمور لنخلق للطالب بيئة مدرسية ومنزلية مستقرة
اليوم التالي
***** التعليم العام الله يرحمه ***** التلميذ تُفرض عليه 22 مادة ****** عبارة عن حشو ***** لا يسمن ولا يغني من جوع ***** و النتيجة تشويش لذهن التلميذ الصغير ***** كان علي سبيل المثال 7 مواد كافية التربية الاسلامية اللغة العربية و الانجليزية الحساب العلوم التاريخ و الجغرافية و يمكن اضافة التربية الوطنية **** مع التركيز علي التربية البدنية و المناشط الادبية والثقافية و الزراعية *******
التعليم الاجنبي افضل بمليون مرة حكاية استلاب ثقافي و لغتنا العربية خلاص (قريش) الانجليزية اصبحت لغة العالم والعلوم بقت حاجة مفرغ منها ***** والتعريف الحديث للانسان الامي هو الانسان الذي لا يجيد لغتين خلاف اللغة الام ****** بشة اللغة الام ما بجيدها هههههه *********
**** نموذج مواد مقرر الاساس ****
**** مأكلنا ***** مسكنا ***** ملبسنا ***** الانسان و الكون ****** الاشياء من حولنا **** علوم عسكرية ****** الخ ******