الغناء والرقصات الشعبية.. اختفاء نهائي أم فاصل حداثي ونعود؟!

أم درمان/ فتون صديق
السودان بلد متعدد الثقافات والأعراق التي تختلف عادتهم وتقاليدهم وتراثهم وأعرافهم، وكذلك لغاتهم كُلٍّ حسب بيئته، وكل مجموعة ثقافية لها تراثها الذي تفتخر وتتمسك به كونه يمثل هويتها ويعبر عنها، وهناك أنواع عديدة ومختلفة من الفلكلور الفني الشعبي لمختلف من القبائل السودانية كالنحاس والجراري والسسعيت والطنبور والدلوكة والدوبيت وغيرها من الفنون الشعبية، التي عادةً ما تقام في الأفراح والمناسبات العامة والخاصة، ومن مميزات هذا التراث أنه يدعو إلى دعم السلام والتنمية وترابط المجتمع ونشر الثقافة لذلك تعتبر هذه الفرق الثقافية أساس لكل قبيلة، لكنها للأسف أصبحت تختفي تدريجيا عن حفلات بيوت الأعراس ولا تجدها إلاّ في المناسبات الرسمية والمعارض والمهرجانات التي حلت محلها حفلات الأورغ ذات الايقاع السريع وبعض الأغنيات غير السودانية.
نبحث عن أسباب كل ذلك، هل سببه الانفتاح على الآخر عبر التقنيات الحديثة، أم تداخل الثقافات وتأثرها ببعصها البعض، (اليوم التالي) استقصت جانباً من هذا الموضوع المهم عبر هذا الاستطلاع:
تغير الذوق العام
تقول ابتهال محمد: وجود الفرق الشعبية أمر ضروري جداً خاصة مع الوجود الكثيف لوسائل التكنولوجيا الحديثة، حيث صار الناس بعيدين جداً عن معرفة تراثهم وعاداتهم، ولا ننسى أولئك الذين يعيشون خارج السودان، فكثير منهم ليست لديهم أدنى فكرة عن تراثهم وعاداتهم، وبالتالي فإن وجود الفرق الشعبية سيحافظ على التراث الوطني من خلال الرقصات الشعبية التي يمكن الترويج لها ? وهي لا تجد مساحة كافية في أجهزة الإعلام الرسمية – يمكن الترويج لها في وسائل التواصل الاجتماعي لنتشرها بشكل أكبر وتعريف فئة الشباب الأكثر استخداماً لتلك الوسائل بها، حتى لاتندثر في خضم هذا التسونامي الثقافي. واستطردت ابتهال قائلة: للأسف سادت الآن تلك الأغاني ذات الايقاع السريع بيوت الأعراس، وهذا يرجع إلى التغيير الذي طرأ على الذوق العام، ولكن هذا لا يمنع من نشر الفن الشعبي والترويج له، بقليل من الجهد والاهتمام والدعم والتحديث، بحيث لا يخرج عن إطاره المعروف حتى نعلمه ونورثه للأجيال بدلاً عن تركها فريسة لما يسمى بالأغاني الهابطة .
نشر وتوثيق
من جهتها، اعتبرت رانيا محمد الأغاني الشعبية ذات تأثير كبير على مجتمعنا السوداني، ولفتت إلى أن مختلف المجموعات الثقافية السودانية تمتلك تراثاً متنوعاً، وأضافت: على سبيل المثال لا تزال للحكامات سطوة في غرب البلاد. واستطردت: من وجهة نظري أن كثيرين لا يزالون يتمسكون بتراثهم الشعبي خاصة في الطقوس المصاحبة للزواج. وأثنت على جهود الفرق الشعبية التي تضطلع بنشر ذلك التراث وتعمل على التوثيق له.
أذن نظيفة ووجدان سليم
وفي ذات السياق، لا بد من الإشارة إلى أن هذه الفرق التراثية الشعبية أثرت بشكل كبير في المجتمع السوداني، ولا تزال تحتفظ ببريقها، ولعل فرقة فنون كردفان تعتبر نموذجاً يحتذى، بجانب غيرها من الفرق التي وثقت لهذا التراث داخل وخارج السودان، ولكن مع تغير نمط الحياة اختفت كثير من هذه الفرق وأصبحت قليلة الظهور، إلاّ في المناسبات العامة ولا نجدها في بيوت الأفراح إلا لماماً، وهذا لا يمثل مؤشراً خطيراً لضياع تراثنا السوداني طالما أنه لا تزال هناك أذن نظيفة تستمع إلى الفن الأصيل وتحفظة وتهتم به،
بين جيل اليوم وسدنة الماضي
لكن أحمدعبد الله اعتبر أن الحياة تطورت وتطور معها الناس، فما عادوا مهتمين بما كان يهتم به أسلافهم (أجدادهم وحبوباتهم)، لأن اهتمامات ذاك الجيل لم تعد مناسبة لجيل اليوم. وأضاف: نحن كشباب نفضل الاستماع للأغاني ذات الايقاع السريع وللكلمات المتجدده المعبرة عنا، تجديد في الكلمة واللحن، بالإضافة إلى دخول آلات الأورغن. وشدد على أن هذا النوع من الأغاني لا ينبغي أن يُسمى هابطاً كما يطلقون عليه، لأنه ذو مضمون، إذ يحكي عن الوقع الذي يعيش فيه جيل اليوم يرفضه كثير من سدنة الماضي لأنهم يخشون التغيير والتجديد في كل شيء حتى في الأغاني، وبالمناسبة أغنيات الجيل الراهن تعتبر شعبية أيضاً، لكنها شعبية حديثة، أما الشعبية القديمة فلا علاقة لنا بها ولا تحظى بإقبال وسطنا، وهذا اتجاه عام إذ أن كثيرين يأتون من (فئة) سريعي الإيقاع إلى مناسباتهم، فهم مطلوبين أكثر من غيرهم، وختم قائلاً: يا خي الحياة اتغيرت والمجتمع كمان لازم يتغير، دي سنة الحياة، وفي ظل هذه الظروف قاسية يفضل الناس أن يحتاروا على خشبة مسرح أفرحهم من يجعلهم يرقصون ويصرخون.
لا أكثر ولا أقل
إلى ذلك قالت نايلة خليفة أغاني إن التراث الشعبي كثيرة ومتميزة، وتغنى بجانب الرقصات الشعبية في المناسبات العامة، وأحياناً الخاصة في سياق الفخر والاعتزاز بالقبيلة من تصوير معاني الفروسية والشهامة والعزيمة والتكافل والتراحم والكرم والكثير من القيم الاجتماعية الأخرى، لا أكثر ولا أقل
اليوم التالي
ظلت عرضه الصقريه حاضره في البطانه العزيزه علينا وكذلك عرضه النحاس وهي تمثل عماد القبائل العربيه السودانيه
كل هذه الاشياء منظمة من جهة ………. لهدم الثقافات الافريقية
كل هذه الاشياء منظمة من جهة ………. لهدم الثقافات الافريقية
هو الناس لاقيه تاكل عشان ترقص الناس بطونه فاضيه عشان كده مافى رقيص
تدخل الدولة في موضوع الرقصات الشعبية اسهم في قلة ظهورها واندثار بعضها واذكر انه تم تناول ان الدولة اصرت على ان تؤدي رقصة الكمبلا وغيرها من الرقصات الشعبية في التلفزيون القومي بالزي الاسلامي
ستظل رقصة البشير وعرضة الفروسية التي يقدمها كل مرة عندما ينتشي بأغنيةالنار ولعت،هي البديل الراهن لجميع الرقصات الشعبيةوأغانيها التراثية،بما في ذلك التي تعبر عن الهوية الأفريقية الخالصة،وسيستمر الحال بلا تغيير أو فاصل ،حتى نرى في القريب العاجل خمسة من القادة يمشون بفخر وسط زغاريد النساء في شوارع الخرطوم هم(1)مالك عقار(2)عبدالعزيز الحلو(3)مناوي(4)عبدالواحد نور(5)وياسر عرمان.