أخبار السودان

السودان : حالة الضياع العظمي – ساعة الإفاقة المثلي

دكتور الوليد ادم مادبو

نجح المؤتمر الوطني إذ جعل الكل في حالة ترقب. لا يخلو مجلس إلا ويتسأل فيه الناس عن لحظة إعلان التعيين الوزاري، كأنما يفتقر السودان فقط الي برنامج وطني من المرتجى ان يأتي به أناس متميزون ومن خانة أيدولوجية محددة (من علل الاسلاميين السودانيين المزمنة أنهم حتي هذه اللحظة وبعد ربع قرن من الزمان لا يرون حرجا ولا يحسون وخزاً في الضمير جراء استبعادهم لشتي الكفاءات الوطنية، إنما يتبرمون اشد التبرم جراء استبعاد إحدى فصائلهم المستهلكة)، وقد استقرت هياكله المؤسسية والدستورية واستبانت له سبل الخلاص الوطني المسترشدة بهدى رؤية اخلاقية.

فيما يسعى المشير لتأمين وضعه مستعينا بعسكريين غير مؤدلجين يسعى أعضاء المؤتمر الوطني لتطمئن أنفسهم بأن الإسلاميين ما زالوا يتمتعون بنفوذ داخل منظومة الحكم المتهالكة. لقد فقد الإسلاميون نفوذهم الفكري أو (الايدلوجي) يوم دفعوا بأطروحتهم إلى حدودها الغير المنطقية، فلم تعد عبارات مثل الخلافة، البيعة، الشريعة، الدستور الإسلامي، إلى أخره، تستفز شعور اي مواطن. لان المواطنين ايقنوا بعد التجربة أن الحضور المؤثر والفاعل للهوية الإسلامية لا يستند على حتمية قانونية أو حتي دستورية إنما تمثل قيم الإسلام الرقيقة والشفيفة في الممارسة. كما إنهم ادركوا بأنه ليس بمقدورهم ان يتناسوا حيواتهم الدنيوية باسم الغايات الأخروية التي لم تنجح في كبح شره الاسلاميين السودانيين انفسهم. إنني اركز علي صفة التمييز حتي لا يغتر أحد او يستفزه الهوي فيعمد علي سحب خلاصات التجربة الاسلامية الفاشلة والمخزية في السودان علي كآفة الاقطار وإن تشابهت الخصائص.
انقسم التنظيم يوم ان انقسم على أسس جهوية (غرابة وأولاد بحر)، وانقسم من بعد على أسس قبلية (أولاد البحر فيما بينهم)، وينقسم اليوم على أسس شخصية (أيهم اشد ولاءً للمشير؟).

هذه هي الحقيقة المجردة التي يود الاصلاحيون تغطيتها: لقد سقطت الورقة التي كاد الملك يتغطى بها. وكلما وقعت حاول رفعها الصحفي حسين خوجلي الذي استحال مؤخرا الي محلل سياسي وفيلسوف وعالم اجتماع. صح المثل:”بلد ما فيها تمساح بقدل فيها الورل.” وما اعظمه من ورل!
لقد أدرك المشير بأنه قد أصبح عالة على الإسلاميين كآفة ولذا فلم يعد بمقدوره تفعيل التناقضات القبلية، الجهوية، أو حتى الفكرية، أكثر مما فعل، إنما استثارة حمية الولاء الشخصي. وإذا حمى الوطيس فالاستعانة على الجيش المؤدلج بمليشيات قبلية ليس بينها وبين (اب طيرة) أواصر مودة، إنما العداء أشده.

بهذا يكون المشير قد آثر ان يتخذ من الشعب رهينة حتى تستبين له سبل الخلاص الشخصي أو يموت الشعب دونه في معترك غير محمود عقباه. وقد كان هذا دأب الملوك من أبناء جلدته من قبل، فهل يا تري يكذب التاريخ سننه؟

لا يمكن فهم ما يحدث الان من تكهنات اطلق لها العنان بيان التعيينات الوزارية في السودان الا في خلفية ما حدث في سبتمبر من هذا العام. إن المطلع على حيثيات ذاك المشهد الدرامي والمراقب للشعور العام يحس بأن الجمهور قد خرج من تلكم المسرحية مذهولا، محتاراً، غاضباً، محبطا، مجهدا ومرهقاً، بل عازماً على عدم دخول الفصل الاخير من هذه المسرحية وقد شهد فصلاها الأولين في أكتوبر 1964؛ وأبريل 1985:
ما إن ضرب البومبان حتى أصاب الذعر الغلمان،أو هكذا يقال. لن تمر لحظات حتى يظهر (على بيلو) مرتبكا وقد عهد التشدق بعبارات قانونية تخلو من أي مرتكز سياسي أو مضمون أخلاقي، المتحدث الرسمي من قبيلة ( علي بيلو) تمثل الثبات وتوخي الرشاد، أب (هرج) رهاب انزوى عن الانظار، القسيس أصطحب ابنه وهرب إلى خارج البلاد .

ابو رغال ظهر علي الفضائيات مرددا بعض “الشمارات” ممتدحا ابن عمه وواصفا إياه بالحكمة (الحكمة تعني وضع الأمر في نصابه. هل وضع الكهنوت الأمر في نصابه يوم ان عين الاخير وزيرا للداخلية في عهد الديمقراطية فلم يكن منه إلا أن لاذ بالفرار عشية الانقلاب تاركا البلاد وأهلها في عهدة ود جداوية؟)، خمس افراد من نفس الأسرة نددوا بالأساليب القمعية والوحشية، كل خرج بخطاب يطمئن فيه الاحباب، وذلك في غياب تام لمؤسسات الحزب، اتحاد الكتاب خرج بخطاب تحرى فيه جزالة اللفظ وابتسر فيه المضمون، رئيس الاتحاد استمر في براعته الكتابية واستهباله الثقافي .

“عجائز ام شطيطة” الاخرين خرجوا من أقبية حقوق الإنسان، الطفل، المرأة، إلى أخرة، منددين بحكم الكيسان، النخب المركزية خرجت بأوراق تمزج بين المنحى الاستقرائي الوصفي والمفاهيمي التحليلي والتخطيطي الاستراتيجي (لكأنها اخذت علي حين غرة، كأن ربع قرن من الزمان لم يؤهلها لإعداد نفسها)، النخب الريفية افاقت من نومها ثمَ رجعت وسرعان ما هجعت، الجبهة الثورية تعهدت بالتدخل في اللحظة الحاسمة، الشيوعيون نفضوا بالطوهاتهم وبشروا بنبوءة جديدة تبذ تلك التي جاء بها لينين، قوات (اب طيرة) تبخترت دون ان تختبر قدرتها على النزال: هل أزفت ساعة اللقاء؟ ليس بعد.

الموتى صنِفوا غرابة وعبيد وأولاد ناس (توخى بهرام الصدق لكن سعادة الوزيرة لم يكذب — حاشاه الله!)، خرج نواب البرلمان بمذكرة مدعيين لأنفسهم براءة من الزور وقد كان حفيي بهم ان يذكروا الحيل التي اتخذها جهاز الامن كي يؤمن لهم مقاعدهم هذه، لا تنس رواتبهم، الكهنوت لعن الفساد والاستبداد وهدد بمنازلة الطغاة،.

ما هي إلا لحظات حتى يسدل الستار على مسرحية سيئة الاخراج.
مؤلفها: “القدر”
مخرجها: جهاز الأمن “الوطني”
وممثليها: مجموعة من المهرجين والمتواطئين
وقليل من المخلصين
ثمة شيء قد حدث جعل النقاد يحسون بأن هنالك نغمة قد انكسرت في الظلمة أو بالأحرى هناك صرخة قد ابتلعها الفراغ. الشعب كبرياءه جرح، القائمين على الأمر حيرى لانهم يعرفون مكمن الخطر ولا يتبينون جهته(الحِدق منهم يعلم بأنها كتمت او بلغة الضمنةقفلت، ليس ثمة مخرج!)، لم يعد للإسلاميين ما يبذلونه غير القوة إذ تجاوزا طائعين “قوى التحكم المخملي” (علي الاقل مع مواطني الخرطوم) إلى “البطش غير السوى”.لا يمكن لأي شخص ان يتكهن بشكل السيناريوهات التي ستؤدي إلى سقوط النظام السوداني، لكنني موقن بسقوطه للأسباب الأتية :

 أصبح النظام في عزلة محلية، إقليمية، دولية.
 استنفد النظام كافة الحيل لاحتواء (الأزمات) ولم يبق له غير المواجهة العسكرية. فلا يمكن لأي مبادرة مهما برعت أن تنجح في ظل فراغ سياسي.
 حتمية المواجهة العسكرية ادت إلى تمايز الصفوف داخل المنظومة الحاكمة.
 استبعاد القوات النظامية واستنفار كل لميليشياته القبلية، بل الشخصية ينذر بقدوم كارثة ماحقة.
 تتمثل في حدوث فراغ أمني، سياسي وعسكري نتيجة الهزائم العسكرية المتتالية التي يتلقاها الجيش النظامي من الثوار.

المعارضة مجهدة وتحتاج إلى إعادة تأهيل نفسي وفكري واخلاقي، فخطابها دون مستوى القضية، مرافعتها ضعيفة، وتوكيلها منتهي الصلاحية لان “الصغار” ببساطة لم يعودوا قصرا. لا تحتاج الأمة إلى وصفة إجرائية قدر حوجتها إلى وقفة مبدئية. تحتاج الأمة إلى خطاب يلفت الضمير الجمعي إلى أهمية تبني رؤية اخلاقية تتجاوز كل الفوارق الاثنية والقبلية والطبقية تجاوزا لا يلغيها إنما ينميها حتى تكون عماداً لجسور تلحق الأمة بالمستقبل وفق استراتيجية تعني بالحاضر ومعطياته، كما تتغذى من الماضي وامجاده دون ان تكون اسيرة له.

ختاماً، إن المحاولة لاستخدام لافتات (Brand Names) لتوصيف واقع المبادرة الجماهيرية اليوم في العالم العربي (Arab Spring) يضيع علينا فرصة التعرف على خصائص كل مجتمع ودراسة مكمن القوة والضعف فيه. مثلاً، إن أنظمة مصر، تونس، واليمن أنظمة عسكرية استبدادية أما أنظمة سوريا، السودان، وليبيا أنظمة عسكرية شمولية. وذلك حسب التصنيف الذي اتبعه أستاذ العلوم السياسية لاري دايموند (Larry Diamond) في تصنيفه لدول امريكا اللاتينية في اواخر السبعينات واوائل الثمانينات. الأولى ليست لديها رؤى عالمية تسعى لإسقاطها إنما برامج تنموية لشرعنة نفسها محليا. الثانية تتخطى واقعها لتبني رؤى عالمية قد تلجئها إلى محاولة استبدال المجتمع، خاصة إذا لم تنجح في تطويعه: الواقع الذي جسدته بابتذال شديد مسرحية “النظام يريد”. هذا مما يقتضي الاحتلال الكامل للفضاء العمومي بل يستلزم مقاومة الدولة أي نزوع للمجتمع في محاولة الاخير للحفاظ على استقلال، ولو نسبي له عن الحكومة (الشمولية الايدولوجية).

إن بعث روح التضامن وضمان فعالية التنسيق رهين بهامش الحرية المتاح، لامركزية الحوار، وتوفر منصة للعناية بالسياسات وتبيان سبل ترجيحها، على أسس مصلحية، وليس بالضرورة علمية. مثلاً، قد تقتضي المصلحة بناء طريق لا تقره دراسة الجدوى الاقتصادية، لكن تطلبه الجدوى السياسية والاجتماعية. لا يمكن إنفاذ برنامج تنموي في غياب تام للأمن، بل تمكن واستطالة لجماعات مسلحة قد تعيق فكرة التداول السلمي للسلطة. إن مشروعية إدماج هذه المجموعات في الجيش النظامي يعتمد على مدى جاهزيتها للالتزام بالضوابط المهنية، الأهم رغبتها في تغليب الولاء القومي على أي ولاء فرعي أو أخر طارئ. قد يكون من الاصعب تخلي جهة اثنية أو مجموعة قبلية عن سلاحها قبل أي تحصل على ضمانات سياسية واقتصادية او اجتماعية (شخصية أو جماعية). وإن حصلت علي ضمانات فلن ترعوى إلا لوجود دولة قادرة علي استخدام نفوذها معتمدة علي شرعية توافقية.
إن المبادرات الحالية ظلت مفتقرة إلى الحساسية السياسية اللازمة لتبني مشروع بناء تتواصل فيه الرؤى القاعدية مع الرؤى الفوقية او مراعاة اسس الديالكتيك بين الريف والهامش، فإن خلافات الاسلاميين مع اليسار او خلافتهم فيما بينهم لا تعدو كونها مخاتلة القصد منها الاستحواذ علي ذمام المبادرة والابقاء عليه قدر الامكان في دائرة ايدولوجية او اثنية معينة؛ وبإمكانهم ان يحصلوا علي مقصدهم لو ظلت نخب الريف او النخب المهمشة في حالة التداعي الحالي.

إن التوافق علي الصعيدين السياسيوالعسكري مطلوب بين كآفة مكونات البلاد الاثنيةوالجهوية حتي لا تتكرر مأساة (إقليم) دارفور في الخرطوم. عسكريا لا يمكن تجاوز المجموعات/الكيانات العربية (التي جيرت زيفا واسفا لصالح المرتزقة الذين لا تستبعد الخرطوم احدهم حتي تستعين بأخر، مع الصمت المخزي والمقيت لحكمائهم وعقلائهم)، أماَ سياسيا فلا بد من التوافق علي إمكانية قيادة ريفية(من اهل الدار) حتي تسهم الاغلبية في حكم البلاد ويتمكن الكل من رأب الصدع الذي أحدثته تجربة “الانقاذ” من جراء تفعيلها للتناقضات الدينية والاثنية حتي اجلت الجنوب ولم تزل عازمة علي قتل الزنج عن آخرهم ولو كلف ذلك تصدع الوجدان ونفي حدوده بأكملها. لا سيما تكرار تجربة زنجبار، فهل آن لنا الاعتبار؟

تعليق واحد

  1. دكتور الوليد قد اصبت كبد الحقيقة ومقال يجب ان نقف فيه جميعا بما يحمله من معاني ومضامين يمكنها ان تكون اجندة وطنية لحلحلة الوضع السياسي السوداني المازوم منذ الاستقلال بكل تشعباته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاستراتيجية لاننا اليوم بحاجة ماسة جدا لان يكون السودان او لا يكون وامامنا تجربة الجنوب ومازالت الساقية مدورة ولانتستغرب ان تكون هناك بعض الاقاليم الاخرى تتجه صوب ما اقبل عليه اخوتنا في الانسانية بجنوب السودان وللاسف الشديد كل الاحزاب السودانية في الحكومة والمعارضة ديدنها واحد وكثيرين يضمرون بحسن نية او سوئها للهامش السوداني وخاصة للغرابة فترة حكم الخليفة عبدالله التعايشي ول تورشين وفي اعتقادي المتواضع هؤلاء القوم يخشون جميعهم من ان تتقدم قوى الهامش السوداني الصفوف هذه المرة والتي ظلت لمدة 58عاما من الاستقلال تتفرج على المشهد السياسي السوداني بل تشجع اي فريق سياسي اعتلي منصة القصر الجمهوري ان كانت هذه الحكومة ديمقراطية او عسكرية او شمولية يجب علينا جميعا ان ننبذ العنصرية والجهوية والمناطقية التي استشرت اخيرا في السودان وخاصة في ظل حكومة اصحاب المشروع الحضاري الذين لا يبالون ان يظلون في سدة الحكم ولو على جماجم كل الشعوب السودانية
    الوضع جد خطير ومازوم ومحتاجين الى مبادرة حقيقية ليست فيها اي اطماع او اهواء مجموعة او جهة تراعي المكون الاجتماعي السوداني بكل اطيافه والوانه واشكاله نحن محتاجون لمانديلا سوداني يخلصنا من هذا التيه السياسي والاجتماعي والاثني الخطير انني ارى اشجارا ضخمة تتحرك صوب ما تبيقى من الوطن العزيز فهل من مخلص

  2. على ايتها حال
    دولة السودان تعاني من حالة احتقان عام
    نعم .. هي حالة من الضياع لاشك في ذلك
    النظام الحاكم يتشبس بالحكم ويكنكش كنكنشة غير مسبوقة
    رغما عن ان انفصال الجنوب وضياع البترول كان كفيلا با يتنحى النظام الحاكم ويعتزل العمل العام تماما بعد الاعتذار للشعب السوداني والذي من حقه ان يقبله او لايقبله
    ولكننا نجد العكس تماما .. هؤلاء يمعنون في الفشل بل ويريدوننا ان نتغنى بالفشل نجاحا
    لقد دمروا مشروع الجزيرة تماما والسكة حديد والخدمة المدنية
    ولقد باعوا كل شئ وحتى مصانع السكر لن تسلم منهم ولو بعد حين

    لقد قضوا على المعارضة وجعلوها احزابا ضعيفة لا تجيد غير البكاء والتشاكس والنفخ في الفاضي
    ولا يمكن ازاحة هؤلاء عن سدة الحكم لا بانتخابات ولا حركات تمرد ولا احزاب ولا حتى جبهة ثورية

    خصمان لدودان في الحلبة الحكومة والشعب ورغما عن تمكن الحكومة من هزيمة الشعب هزيمة نكراء في سبتمبر الماضي باستخدام القوة المفرطة ولكن من الواضح ان الشعب لم ينكسر بل بدات ارادته تتبلور وتتشكل جراء ما يعاني من جوع وفقر ومرض يقابله ترف وبهرجة الحكومة التي لا تابه بالشعب ولا غيره

    اخشى ان يكون هؤلاء ياجوج وماجوج لانك ببساطة ترى الخير من مياه واراضي وبترول وذهب ولكن اين تذهب هل الجنس الشري يتمتع بمثل هذه الشراهة والنهم؟

  3. لقد كثرت الإنتقادات و التصنيفات للمشكلة السودانية و أسبابها و مآلاتها حتى مل الناس و أستشرت فيهمااللامبالاة و أخذ كل فرد يبحث عن مخرج شخصي من الأزمة .
    الدكتور الوليد مادبو / الدكتور الطيب زين العابدين / الدكتور غازي صلاح الدين / الدكتور عمر القراي /الدكتور الأفندي / الدكتور كامل إدريس / الدكتور حيدر علي أبرهيم و قائمة الدكاترة تطول ، أضف لذلك عدد من النقاد و المهتمين بالشأن السياسي أمثال فتحي الضو و سيف الدولة و الكثير من شباب الأحزاب بما فيهم شباب من المؤتمر الوطني ، إلى متى تمدوننا بأوراق سودتها الأحبار بالكثير من الإنتقاد و تشريح الواقع ، شعبكم يريد من ينقذه إنقاذا حقيقيا و إلا فلن تجدوا أرضا و لا شعباتوصوفون له واقع حاله .

  4. “لا تحتاج الأمة إلى وصفة إجرائية قدر حوجتها إلى وقفة مبدئية.”
    ممتاز ممتاز ممتاز من أرقي وأعمق ما كتب علي الراكوبة عن الوضع الراهن.وأزمتنا وصفاً وحلولاً
    (مرحباً بالصغار الذين لم يعدوا قاصرين) مرحباً بالسودان الجديد

  5. مقالة الدكتور جيده ولكنها متنافضة فى كثير من اجزاءها فهو يدعو الى الوحده والانسجام المجتمى ويقول فى جزء رائع جدا من مقالة((تحتاج الأمة إلى خطاب يلفت الضمير الجمعي إلى أهمية تبني رؤية اخلاقية تتجاوز كل الفوارق الاثنية والقبلية والطبقية تجاوزا لا يلغيها إنما ينميها حتى تكون عماداً لجسور تلحق الأمة بالمستقبل وفق استراتيجية تعني بالحاضر ومعطياته، كما تتغذى من الماضي وامجاده دون ان تكون اسيرة له.)
    ولكن فى اجزاء اخرى الاحظ ان الاخ الكاتب جنح الى ترسيخ فكرة الخلاف والاختلاف على اسس جهويه وفكريه وادعى ان الاسلام لم يقدم شى للامة سوى البطش غير السوى وان الاسلاميين غير قادرين على تفعيل التناقضات الجهويه الموجودة بين السياسيين والعسكريين لان كل مكوناتهم اثنيه وجهويه وليس هناك انتماء وطنى خالص . ويصف الكاتب مايجرى فى دارفور بالحرب الجهويه بل والادهى فان التنميه والاستثمار يردها ان تكون بطرق جهويه.
    هذا مافهمته من مقالة الكاتب وارجو ان اكون غلطان.

  6. لك التحية د.مادبو.. مقال محكم..بمهنية عالية وموضوعية لا يختلف عليها اثنان…
    لقد قام هذا النظام بتبني أسوأ السلبيات في المجتمع وأكثرها جاهليّةً..اعتنى بها.. ثم نمت وترعرعت في كنفه واشتد ساعدها.. تبنى المشاعر الدينية… فمات أو قتل مايربو على المليونين.. واخيرا انفصل الجنوب .. وذهب الجمل بما حمل!!
    تبنى القبلية والجهوية والعنصرية والهيمنة والاقصاء.. فها هو الوطن يعيش في الرمق الاخير.. بل يعاني سكرات الموت بعينها… فماذا بعد!!!!
    اصبح صراعنا.. صراع الجاهلية الاولى..قانون الغاب.. البقاء فيه للأقوى.. حيث لا مكان للافكار والمفاهيم.. لا مكان للمعايير الانسانية.. لا مجال للرؤى.. لا مجال لمن يهمه مصلحة الوطن… البقاء فقط من منظورهم… لمن هو أكثر مالاً وأعز نفرا…
    الا انه… فليلعم من لا يعلم….ان دوام الحال من المحال…ولابد لليل أن ينجلي!!!

  7. من اجزل وامتن واجمل المقالات التي قرأتها في هذه الراكوبة .. تشوف شنو .. الوصف ولا رصانة الحديث ولا مضمون المقال .. مقال كتب بعناية وترتيب منقطع النظير تعالوا ياناس الهندي وحكامات الانقاذ من صحفيين غفلة انظروا وتعلموا كيف الناس يكتبون

  8. الاخ الدكتور وليد مادبو، لك التحية والتجلة على هذا المقال الرصين ، كل ما آمله منك أن تكون عند حسن الظن بنا ، وكما عهدناك في فترات سابقة إبان مزاملتنا لك في جامعة الخرطوم ، كلية الهندسة ، خلقا وأدباًوتواضعا ، آمل أن تكون محافظاً على كل ذلك والأ يكون الزمن قد غيرك ، فهذه المعاني التي سطرتها تعتاز كثيراً للإخلاص والنية الطيبة,وانت أهل لذلك ، أقول هذا لأننا فجعنا كثيراً بأبناء هذا الوطن كانوا يتكلمون ويكتبون بمعاني عالية القيم ، وعند تحمل المسئولية الفعلية إرتدوا على أعقابهم ، أخي دكتور الوليدأتمنى أن يصدق ظني فيك فأنت مؤهل لعمل كبير ينتظرك وبك نفاخر فنصيحتي تأكد من حسن النية والإخلاص دوماً مع الشكر والتقدير لك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..