صهاينة ياعم ابكر..!ا

تراســـيم..

صهاينة ياعم ابكر!!

عبد الباقي الظافر

عم أبكر كان يقود إحدى السيارات المخصصة لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم في منتصف التسعينات.. عم أبكر عميق رغم بساطته.. تستطيع أن تنتزع منه ابتسامة في أصعب الظروف إن سألته عن كريمته أسماء.. فشل الإسلاميون في تأليف قلبه نحو تنظيمهم الطلابي.. رغم ذلك تعايشوا معه سلماً.. عم أبكر كان يقود سيارة أحد الكوادر الطلابية.. فجأة وفي حالة غضب نادرة وصم عم أبكر مجموعة من سائقي السيارات بأنهم صهاينة.. الكادرالطلابي وجدها فرصة لإدارة نقاش سياسي مع عم أبكر عسى ولعلّ.. ولكنه عاد إلى صمته عندما أفاض عم أبكر في الشرح ورد المفردة السياسية إلى مصدرها الدارجي (صهينة) بمعني (تنطيش) في دارجة هذه الأيام.. رحم الله عم أبكر حياً أو ميتاً. فوجئت وأنا أطالع صحيفة ألوان الغراء قبل أربعة أيام بتصريح منسوب للسيد رئيس الجمهورية.. التصريح يضع إسرائيل والسودان في قائمة شرف جديدة.. محتوى التصريح الرئاسي حمل كثيراً من الزهو والافتخار مؤكداً أن السودان وإسرائيل من دون (خلق الله) يتحدون قرارات مجلس الأمن الدولي.. انتظرت فوق ثلاث ليالٍ عساني أظفر بتكذيب أو مجرد توضيح يفيد أن الرئيس أراد في تصريحه هذا إيران أو سوريا أو حتى زمبابوي.. ولكن زلة لسان رئاسية منحت دولة إسرائيل امتياز هذه المقارنة الإيجابية. من حيث الموضوع نادراً ما تكسر إسرائيل قرارات مجلس الأمن الدولي.. ليس من باب الاحترام ولكن وللأسف لأن الولايات المتحدة الأمريكية كفتها ذلك.. أما نحن في السودان لا نجد ملاذاً غير الاستجابة لقرارت مجلس الأمن.. صحيح أننا نثير كثيراً من الغبار وغير قليل من الضجيج.. ثم نرضخ لحكم القوي على الضعيف.. نكتفي فقط بعد القسم المغلظ بتغيير لون القبعات. من حيث التوقيت جاءت المقارنة وإسرائيل تقاوم إصدار قرار من مجلس الأمن يعترف بفلسطين دولة كاملة السيادة.. من حق إسرائيل الآن أن تقول: إنها لن تنصاع لقرار يقر بحق الفلسطينين في إقامة دولتهم.. وربما يستخدمون تصريح رئيس جمهورية السودان كسابقة تعضد موقفهم في تجاوز الشرعية الدولية. الخرطوم كانت إن أرادت أن تغتال سياسياً معارضاً وصفته بصاحب الارتباطات مع العدو الصهيوني.. عندما صافح الإمام المهدي نائب رئيس وزراء شيمون بريز في أحد المؤتمرات العالمية في إسبانيا.. الإمام الصادق تحت قصف مدفعية الإنقاذ اضطرّ أن يقول: إن بيريز فاجأه من حيث لا يحتسب بالتحية. الأستاذ ياسر عرمان أمين عام الحركة الشعبية بشمال السودان لم يجد غير أن يصرح على الهواء مباشرة وعلى أثير الـ (بي بي سي) أنه لم ولن يزور إسرائيل.. عرمان كان يدرك أن أي كلمات غير النفي الصريح والقوي يحرجه مع الرأي العام السوداني. السودان حتى وقت قريب كان يضع على صفحات وثائق مسافريه عبر الدول أن جوازهم لا يصلح للاستخدام في دولة الكيان الصهيوني.. ولكن السودان الآن لا يجد حرجاً أن يستنجد بإسرائيل في مواجهته مع المجتمع الدولي. بصراحة مطلوب الآن اعتذار رسمي للشعب السوداني.

التيار

تعليق واحد

  1. ما هو العيب في اسرائيل والله اشرف وانبل حكومه من مرو علي حكم ما يسمي السودان دي بلد ولا عندك حكام
    يلا بلد اوانطه
    مالنا وفلسطين والمسجد الاقصي لديه رب يحميه ونحنا عرب اتركوا شغل اللصيق ويمموا وجوهكم شرق وغرب وجنوب واتركو مؤخراتكم للشمال
    يلا بلا خيبه

  2. بصراحة مطلوب الآن اعتذار رسمي للشعب السوداني…. الفضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل!!!!؟؟؟؟!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..