جنوب السودان..جذر الأزمة

حيدر ابراهيم علي
استهل الكاتب الفرنسي(رينيه ديمون)كتابه(بداية خاطئة في أفريقيا)والذي صدرت نسخته الانجليزية عام1966م، بنفي اللعنة عن أفريقيا.ولكن طوال الكتاب كان يريد أن يؤكد أن لعنة افريقيا هي في نخبتها والتي تقوم بدور الاستعمار الذي أجلته بطرق ومضامين مختلفة .فقد تذكرت الكتاب،عندما كان التلفزيون يعرض اعضاء وفديّ (سلفا كير)و(مشار)في فندق المفاوضات الفخم ب(أديس أبابا)؛وهم يتبسمون أمام الكاميرات، ببدلاتهم الكاملة والكرافتات الحمراء،ثم يتحول المشهد إلي مواطنيهم في معسكرات الأمم المتحدة وتحت الأشجار،والأطفال يصرخون من الألم والجوع.وتحمل هذه المقارنة،دلالات ورمزية عميقة تفصح عن حقيقة الواقع وعلاقة النخبة الجنوبية بشعبها.لذلك لابد من العودة لجذر الأزمة الجنوبية،إذ لم يعد من الممكن التمسك بالإختزالية التي اختصرت الصراع في أبعاد إثنية بين العرب-المسلمين مقابل أفارقة غير مسلمين،وتهمل ما هو طبقي-سياسي.ففي هذه الحرب،نحن أمام جنوبيين يقتلون جنوبيين آخرين،وقد يكونون من نفس القبيلة،بشراسة ووحشية تفوق كثيرا ما فعله بهم “العرب” في الماضي.فهذا أيضا ليس صراعا قبليا صرفا،فالدينكا مثلا موجودون في الجانبين.ويظل السؤال عن سبب الصراع،وماهي القضية المحورية التي أوصلت الطرفين حد استعمال كل أنواع الأسلحة الفتاكة؟وماهو الخلاف الأيديولوجي العميق الذي أجبر(كير)و(مشار)علي اللجوء للسلاح لحسمه؟
ظلت النخبة الجنوبية مثل رصيفتها الشمالية،فهي قد تعلمت منها بل تعتبرها مثلها الأعلي؛في حالة اغتراب عن شعبها وعجزت عن إحداث تغيير حقيقي عميق ومستدام في حياته منذ الاستقلال.إذ لم يحاول السودانيون-شماليون وجنوبيون-منذ عام1956 أي بعد خروج البريطانيين،إنجاز مهام ما بعد الاستقلال.وهذا يعني بناء دولة وطنية حديثة تحقق الوحدة الوطنية، والتنمية المستقلة والعادلة.فالسودانيون بعد58 عاما من الاستقلال يتحدثون عن قبائل الدينكا والنوير والشلك أو المسيرية والسلامات والرزيقات.وهذا يعني العجز الكامل عن تحويل أفراد القبائل إلي مواطنين سودانيين،يعرّف الواحد نفسه:أنا سوداني.بل تدهورت الهوية الوطنية مع الاستعادة المقصودة للقبلية باعتبارها البديل الفعّال للأحزاب والولاءات الحديثة.فمن الملاحظ أن عملية الإندماج القومي لم تكن من أولويات النخب السياسية السودانية بشقيها.فقد انشغل الجميع بمفهوم تجريدي غامض يٌسمي “الهوية” وتشاجروا حول هل نحن عرب أم أفارقة أم خلاسيون؟وأهملوا قضية كيف نكون سودانيين أولا؟ وتبدو مفارقة كبرى،مسألة تعايش النخب رغم تعليمها مع مؤسسة القبيلة.ولكن الواقع هو أنه مع التخلف والركود الاجتماعي،بقيت القبيلة هي الموقع الآمن الوحيد-اجتماعيا-الذي يلجأ إليه الفرد السوداني .كما أنها مصدر النفوذ السياسي بسبب النظام الانتخابي القائم علي الدوائر الجغرافية/القبلية،وحتي في حالة العمل المسلح.
كان الفشل التاريخي الثاني، وهو من شروط الإندماج القومي: العجز التنموي.فقد بقي الجنوب قريبا من المستوي الذي وجده عليه الإنجليز قبل أكثر من قرن.ولنترك فترات الحكم الجماعي للسودان،ونركز علي فترات حكم الجنوبيين بأنفسهم للجنوب أي بعد اتفاقية أديس أبابا عام1972 حتي علم1983،ثم الفترة الانتقالية من2005 حتي2011م ،ثم فترة الإنفصال الراهنة.أين هي المشروعات التنموية التي أُنجزت لضمان استقرار القبائل وتغيير نمط حياتها؟تحتاج هذه القبائل للطرق المعبدة،والمدارس،وتوفير المياه النقية،والسكني اللائقة.هل فكرت النخبة الجنوبية التي ناضلت من أجل هذا الانفصال في مشروعات لاستقرار الرحل، وفي تحويل الثروة الحيوانية إلي مصانع إنتاج لحوم وألبان من خلال تغيير العادات والتقاليد؟هل فكرت النخبة في إحياء مشروعات مثل نسيج(أنزارا) الذي أنشأه الإنجليز عام1945م،والإستفادة من الغابات وأخشابها التي تضاهي أخشاب(فلندة)
ومن المانجو والموز والأناناس والتبغ؟ ولكن شاهدنا أنواع المدرعات والعربات المصفحة التي تجوب الشوارع الترابية في مدن (بور) و(جوبا).ويظهر أن العقل الجنوبي بقي مقاتلا فقط وضعف فيه حس التنمية والبناء منذ زمن طويل.فقد لاحظ كاتب جنوبي:-” يبدو أن الحركة الثورية الجنوبية كانت ناجحة في تعبئة المواطنين في الوقوف خلفها،ولكن لماذا فشلت في إرساء قواعد إدارية مدنية قوية تساعد في تنمية المناطق التي كانت تحت سيطرتها؟”(جون قاي،العزلة..الوحدة والانفصال،2009:208).
هذا صراع عبثي وإنتهازي،وقوده-للأسف-المواطن الجنوبي.فالخلاف حول الامتيازات، وشرعنة الفساد،واكتساب الجاه والمكانة،وهو داخلي أي ضمن نفس الحزب:الحركة الشعبية.فهي تتحكم ولا تحكم الدولة الفاشلة الثانية في الجنوب،بلا فكر ولا مشروع ولا أيديولوجيا بل-مثل جارتها الشمالية-بالقمع الأمني والترغيب المفسد.فقد سقط”المشروع الحضاري الإسلاموي”في الشمال،ومشروع”السودان الجديد”في الجنوب.وبقي في الدولتين مشروع القمع والفساد العاريين بقيادة الحزب الواحد.ففي الجنوب كانت الكارثة السياسية مضاعفة،فقد فشلت(الحركة الشعبية)في التحول إلي حزب ديمقراطي مدني جماهيري.ولذلك كان من الطبيعي أن تفشل في الواجب الثاني أي إقامة نظام حكم تعددي في وطن يسع الجميع.ومن العادي في هذا الوضع الفاشل أن نسمع عن صراع الدينكا والنوير،رغم أنه ليس الحقيقة.ومن ناحية أخري،هناك أموال طائلة مجهولة المكان:خلال الفترة من عام2005م حتي ابريل2009 كان تحت تصرف(الحركة الشعبية)7,3مليار دولار من موارد البترول،ولا توجد أي إشارة في أي عمل صرفت؟
أضاعت (الحركة الشعبية)فرصة تاريخية في أن تتحول الي حزب ديمقراطي جماهيري علي مستوي السودان كله وليس الجنوب فقط.وفي هذه الحالة كان يمكن للوحدة أن تكون جاذبة.فقد شهدت فترة توقيع إتفاقية السلام عام2005م مدّا جماهيريا كاسحا يتجه نحو الحركة الشعبية في الشمال،وقد تجلي في استقبال شعبي نادر حظي به(قرنق)ووفده.وكانت هناك أعداد كبيرة أرادت تحويل هذا الشعور العفوي إلي ممارسة وعمل من خلال الإنضمام للحركة.ولكنهم فوجئوا بصدٍ قوي أغلق عليهم الأبواب،وعمل علي إبعادهم عن هذا التفكير.ومن الغريب أن هذا الموقف تبنته قيادات شمالية في الحركة وليس الجنوبيون.ولكن من يفهم طريقة تفكير النخبة الشمالية لن يستغرب،فقد خافت هذه القيادات من تراجع دورها ومكانتها عندما يكثر الشماليون داخل الحركة.فقد فكرت بقانون السوق:العرض والطلب،وقررت التمسك بنُدرة الشماليين علي مستوي القيادة حفاظا علي “الثمن”العالي والغالي.وخضعت الحركة الشعبية خلال الفترة الإنتقالية لممارسات متخلفة اضرت بكل شيء حتي نتيجة الاستفتاء.ومازلت اتساءل:هل كان الانفصال حتميا؟أم الخيار الوحيد الممكن؟فقد تخلت الحركة تماما في دعم التحول الديمقراطي الذي كان ركنا أساسيا في الاتفاقية،ولم تدافع عنه.ووصل الأمر لدرجة انسحاب مرشحها من انتخابات الرئاسة لأسباب لم توضح لنا حتي الآن.
أوصلت النخبة الجنوبية ممثلة في (الحركة الشعبية)مواطنيها إلي حافة الجحيم بلا أي أهداف نبيلة وعظمي،مجرد أحلام العصافير وشبق السلطة.فهي قد تراجعت عن مشروع (السودان الجديد)وحتي (الجنوب الجديد)فهي لم تقدم لشعبها أي إنجاز يشعره بالكرامة الإنسانية والتغيير.لذلك لابد من ممارسة كل الضغوط لوقف هذه الحرب العشوائية والتي ستكون نتيجتها الهزيمة للطرفين، لأن ضحيتها هو الشعب الجنوبي.وبعد ذلك علي الحركة أن تبدأ في الاستجابة للتحدي الكبير:الديمقراطية.وهذا يعني أن تتحول إلي حزب ديمقراطي أصيل،وأن تقبل بأن يكون الجنوب دولة ديمقراطية ومجتمعا تعدديا حديثا يسعي لتجاوز الانتماءات القبلية والعشائرية.فمن العار علي النخبة الجنوبية أن يبقي وطنهم في مطلع القرن الحادي والعشرين علي هذه الحال مجرد قبائل وأدغال ومستنقعات.
عن صحيفة”الحياة” اللندنية.
[email][email protected][/email]
كثيراً من الكتاب يعتقدون مشكلة السودان يكمن في الانتماء القبلي ، لكن هذا لم يكن صحيحاً ، الانتماء القبلي ليس عيب في السودان ولكن العيب عدم تمكن ساسة السودان من الاستفادة من هذا الانتماء القبلي لدي الشعب السوداني ، وتقليل احتماء السودانيون بالقبيلة ، فكثير من ابناء السودان يلجا للقبيلة هرباً من الانظمة الحاكمة وبطشها ، ومن فجر الاستقلال ، الساسة في السودان سواء حكام من الجيش او مدنيين ، يحاولون ان يصلوا للسلطة عن طريق القبلية لا عن طريق عرض برنامج تنموي يجذب جميع القبائل السودانية اليه ،وكثيراً من دول العالم فيها انتماء قبلي اقوى واكثر من السودان ولكن دولتهم في امن واستقرار ، ثم دخول المؤسسة العسكرية في السودان ليقرر مصير السلطة هذا اكبر عيب يوجد في السودان ، جنرالات الجيش كل فهمهم في الحلول الامنية في فقط ، لم يجهدوا انفسهم لكي يبحثوا عن الحلول السياسية ، واي دولة يهيمن عليها جنرالات الجيش لا ينعم باستقرار ولا تنمية ، وهيمنة المؤسسة العسكرية في الدولة السودانية هذا اكبر عيب ، ورثها الاحتلال للسودانيين ، في عهد الاحتلال اغلب حكام السودان كانوا من جنرالات جيش الاحتلال وهذا الامر طبيعي لان كل الحلول لآي دولة محتلة حلول امنية ، وبعد الاستقلال سار السودانيون علي هذا النهج ، وهنا كانت بداية الخطاء وذلك شدد من انتماء السوداني للاحتماء بالقبيلة من بطش الجنرالات ، حتي المعارضة في السودان اصبح علي اساس قبلي ، مثلاُ في تركيا كان حزب العدالة والتنمية حزب محظور من قبل جنرالات الجيش ولكن تمكن هذا الحزب من كسر كل القيود والوصول الي السلطة لا عن طريق السلاح والقتل ولكن عن طريق عرض برامج هادف يجذب جميع الشعب التركي الي صفه ، وبعد ذلك اتبع سياسة تغيب المؤسسة العسكرية عن تقرير مصير السلطة في تركيا ، وأصبح جنرالات الجيش يحاكمون في جرمهم التي يرتكبونها مثلهم مثل المواطن التركي بينما كان في السابق جنرالات الجيش خط احمر ، وأي حاكم مدني يمس هؤلاء الجنرالات كان مصيره غيبت السجون ، وفي السودان حتى الاحزاب المدنية كل تفكيره في الحلول الامنية وانتمائه لقبيلته وهذا يدعي المواطن للاحتماء بالقبيلة والانتماء للقبيلة اكثر من انتمائه للدولة في السودانية لان في السودان من فجر التاريخ لم يعرض حاكم برنامج يرضي جميع السودانيين بل كل الحاكم ميولهم لقبائلهم او حلول امنية اذاً العيب ليس في انتماء السوداني للقبيلة ولكن العيب في ساسة السودان .
اوكي حتي لايتنطع البعض بالحركة الشعوبية التي ظللنا نهرف انها اكثر سؤا وفسادا من الموترالوطني!!وهاهي تنج بامتياز في نقل الفشل الشمالي الي الجنوب لينتج دولتا فاشلتين!!!!
لقد اسمعت ما قد كان حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
لك التحية د حيدر لهذا المقال التي يستحق قراتها من كل النخب الجنوبية و الشمالية المتصارعة جذر الازمة في الجنوب تكمن في نخبتها كما ذكرت لكن تتعقد ذلك في غياب ايدلوجيات فكرية وانما يتصارعون في شكل مجموعات قبلية ناسف عن نجد رئيسا لدولة يرتمي في احضان قبيلته لحماية سلطة الدولة .
الاستاذ حيدر ابراهيم على لك التجلى و الاحترام كل ما كتبته صحيح بنسبة 1000% ما اريد ان اقوله هو انني كمواطن جنوبي غير مرتاح لهذه الحرب و الغريب انها حدثت بين اشخاص ينتمون لذات الحزب و هذا لايعقل على الاطلاق الحركة الشعبية ظلت تقاتل عشرون عاماً و زيادة بحجة ان الجنوبيين مظلموين من قبل الشماليين و انهم يريدون ارساء الديمقراطية و مجانية التعليم و الصحة و العلمانية و غيرها من الشعارات الرنانة التي تخدع الاذان و لكن بمجرد انفصال الجنوب نجد ان كل شئ قد ذهب ادراج الريح لا تنمية و لا مجانية التعليم و الصحة هذا ان كانت توجد اساساً ، كان الله في عوننا جميعاً
و شكراً.
الاستاذ حيدر إبراهيم علي لك التحية المقال رائع ليت حكومتنا الرعناء تستفيد من سيل الأفكار التي تنهمر عليها طيلة ما فتئت الأقلام الرائعة الناقدة والمعارضة لسياساتها العبثية صامدة تنشد الرفعة والنصرة لوطننا المنكوب السودان, كان كل ماقامت به حكومة الخرطوم كارثة تتبعها كارثة تدهور في كل مرافق الحياة إنهارت المشاريع القومية وذهبت المباديء القومية وظللنا نتقهقر باستمرار النظام ومشروع التمكين والترويع والتشريد حتى أصابتنا الفاجعة بالطامة الكبرى إنفصال الجنوب. لم يكن نشوب الحروب في جنوبنا الحبيب الجزء الأصيل منا ومن سوداننا الكبير بعيدا عن أذهان العقلاء من الأمة السودانية , كنا ندرك أن الجنوب سينفصل بتهاون من الحكومة وفق إرادة تلك الفئة الضالة ( شماليين وجنوبيين) التي لا تعي العواقب الجسيمة وها هم اليوم يتخبطون ويتلعثمون حيال ما يمكن ان يفعلوه في مثل تلك الحروب التي وصلت إليها الدولة الأم ودويلة الجنوب الوليدة والتي تنم الي افتقار اتفاقية نيفاشاء الي أبسط بنود الاتفاق الذي يضمن الوحدة في السودان الكبير حينما تنعدم عوامل الامن الحقيقية في حال انفصال الجنوب ولو في بند سري ملحق يحقق الأمن والسلام في الجنوب.
دكتور حيدر بارك الله فيك الفشل الحقيقي في النخب الحاكمة وهي لا ترى الانفسها (النرجسية) العمياء ما يحدث بالسودان عموما شمالا وجنوبا هو فشل النخب الحاكمة ومقدرتها على تحويل المجتمعات العشائرية الى مجتمع مدني متسامح تحكمه القوانيين التي يرتضون بها وهكذا يدور السودان في حلقات مفرغة مغيتة الى يوم الدين
أخي ود الشمال و كما زعمت لنفسك صفة الانتماء للشمال و أنت لا تنتمي اليه أرجو شاكراً و مقدراً التوضيح لأن فعلك هذا مدعاة لتفسيره من عدة و جوه – سلبية/ أو إيجابية – و قل هاكم إقرأوا كتابيا
لذلك دعنا نقرأ كتابك في تعليقك المنشور هنا حول التحليل السياسي التاريخي للدكتور/ حيدر إبراهيم :
إقتبـــــاس (أ):(( مشكلة السودان يكمن في الانتماء القبلي))- تكمن و ليست يكمن.
(ب) (( ثم دخول المؤسسة العسكرية في السودان ليقرر مصير السلطة هذا اكبر عيب يوجد في السودان)) – لتقرر و ليس ليقرر – اذا كنت قلت الجيش بدلاً عن المؤسسة كان استعمالك لكلمة ليقرر صحيحاً.
(ت) – (( واي دولة يهيمن عليها جنرالات الجيش لا ينعم باستقرار ولا تنمية)) – لا تنعم و ليس لا يتعم. الاحظ على كتاباتك و تعليقاتك دائماً ما تذكر المؤنث و تؤنث المذكر – فمثلاً إذا وردت كلمة السودان في أي تعليق لكم تخاطب السودان فيها بالمؤنث علماً أن الشائع عن السودان لغوياً نعته بالمذكر الا اذا كانت الاشارة اليه في سياق كلمتي دولة أو حكومة مضافتان إليه.
(ث) – (( هذا اكبر عيب ، ورثها الاحتلال للسودانيين )) أورثه و ليس ورثها.
(ج)- (( حتي المعارضة في السودان اصبح علي اساس قبلي))المعارضة ياراجل أصبح – أصبحت و ليست أصبح.
(( عن طريق عرض برامج هادف))-هادفة و ليس هادف.
(ح) (( وأصبح جنرالات الجيش يحاكمون في جرمهم التي يرتكبونها))جرائمهم التي يرتكبوها و ليس جرمهم التي يرتكبوها.
(خ) (( وأي حاكم مدني يمس هؤلاء الجنرالات كان مصيره غيبت السجون)) غياهب و ليس غيبت .
و الله مقال غاية في الروعة يا أستاذ حيدر ابراهيم علي، بس قول لي مين اللي بسمعك شماليون كانوا أم جنوبيون؟ قد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
دكتور حيدر أتفق معك تماما في ما ذهبت إليه نعم القبيلة لا تزال حية وفعالة بل وضارة بمستقبل أفريقيا والسودان خير مثال ولا سيما أن الإدارة الأهلية قد عادت بشكلها القديم وبوجهها القبيح الكالح والمقيت، أما القبيلة في دولة جنوب السودان ذات شأن كبير للأسف وزعيم القبيلة هو نفسه الزعيم السياسي والوطني و الصراعات السياسية هي صراعات قبلية وليست لها أسباب موضوعية مقبولة ، فقط السبب هو أن هذا الزعيم تم إبعاده أو ذاك ، تقوم الحرب وتأكل الأخضر واليابس !!
مقال وتحليل رائعين!!!!
ونستون تشيرشل بطل الحرب العالمية الثانية اسقطه الشغب البريطانى بعد الحرب ليس كرها فيه ولكنه لم يكن رجل مرحلة ما بعد الحرب!!!!
الجبهة الشغبية فى اريتريا والحركة الشعبية فى الجنوب وعسكر وعقائديى شمال السودان لم يفهموا ان مرحلة ما بعد الاستقلال لم تكن مرحلتهم وعليهم ان يفسحوا المجال للحرية والديمقراطية وبناء مؤسساتها والتى من اجلها ناضل الشعب !!!!!
مرحلة البناء الوطنى تختلف عن مرحلة الحروب والتحرر الوطنى من الاستعمار!!!
حتى الحروب نفسها لا يجب ان يترك امرها بيد الجنرالات كما قال جورج كليمنصو رئيس الحكومة الفرنسية خلال الحرب العظمى لانها امر جدى !!!
الاستعمار الداخلى او الوطنى اسوأ من الاستعمار الخارجى ويفرق ولا يجمع ويدمر ولا يبنى ويمزق ولا يوحد ولا يجلب الاستقرار والامن والتدوال السلمى للسلطة اللى هم اساس البناء والتطور والتقدم فى جميع المجالات !!!!!
الهندارسلت مسبار للمريخ كمثال لا حصر ونحنا لسع عايزين نقضى على التمرد ولا استقرار سياسى ودستورى لدينا بعد 58 سنة من خروج المستعمر الاجنبى الذى حل محله مستعمر وطنى !!!!
انتو العسكر ديل اصلا ما بيشوفواو يقرأوا تجارب الدول من حولهم بتاتا وانه لا يجب وقف الديمقراطية حتى تتطور وتنمو من مولود الى طفل يحبو ثم يمشى ثم ينطلق فى الجرى ؟؟؟؟؟
لا يُنتظر من العسكر و القبليون /الإقصائيون سوى ما نرى في الجنوب وايضاً في الشمال من حروب
وفشل وخلافات وتخلّف مستدام ..
سيستمر الحال مادامت عقلية (لحس الكوع) هي التي تحكم هذا البلد المنكوب الذي تّم فصله في اكبر عملية (غباء) في العالم .
للتأكيد
قد نجد العذر للاباء والاجداد غير المتعلمين فى احتمائهم بالقبيلة/الجهة ولكن ما هو عذر الابناء المتعلمين وللأسف الشديد جدا جدا منهم بروفسيرات!!!!!!!!!!!!أنظر حولك منذ الاستقلال تجد أن الصراع الدائر بالبلاد منذ العام 1955 وحتى تاريخه تقوده نخب مصالح ذاتية تتاجر بقضايا المسحوقين من بنى وطنى بينما هم فى واقع الأمر أبعد ما يكونوا عن هؤلاء المسحوقين (ينطبق هذا على الحاكم والمعارض). جميعهم غارقون فى حب الذات وشهوة السلطة أعمى الله بصائرهم بل هم صم بكم عمى لا يفقهون. يؤكد ذلك ماتم صرفه من موارد على الصراع من قبل الاطراف المتصارعة منذ الاستقلال وحتى اليوم مضافا اليه حجم الدمار الحاصل زائدا الخسائر المادية والبشرية وتعطيل الانتاج. كل ذلك يقودنا الى ارقام كانت كفيلة بحل كل مشاكل البلاد والعباد (تعليم – صحة – مياه شرب نقية – بنية تحتية – تنمية زراعية/صناعية – بيئة صحية متجانسة …الخ).
لو أن القلم يزيل بلما لكنّا اليوم فى مصاف الدول الكبرى. قاتل الله الجهل والجهلاء.
كل النخب سياسية وثقافية تعلم تمام العلم ان المشكلة تكمن في مركزية الدولة الموروثة ومالم تتخلى النخب من العقلية المركزية وتفكر بجدية في التاسيس لنظام اتحادي حقيقي تتوزع بموجبه السلطة والثروة لن ولم نغادر تلك الدائرة الخبيثة ديمقراطية + عسكر وما ينطبق على الشمال ينطبق على الجنوب.
انا اعتقد ان الفهم الصحيح للنخب السياسية في افريقيا ودول العالم الثالث بصورة عامة
ان هذه النخب توهم وتشغل مواطنيها بايدلوجيات فارغة نعم بايلوجيات هم انفسهم لا يؤمنون بها (المشروع الحضاري في الشمال والسودان الجديد في الجنوب) وفي الماضي القريب كان البعث والشيوعية والقومية العربية المهم كلام فارغ يشغل به الشباب الي حين غرة لا يهم اي ايدلوجية ولو من ارشيفات اوربا.
وبعد ذلك يتفرغ هذه النخب في الاتي
1- تامين انفسهم للبقاء الي اكثر فترة ممكنة وتوريثها اذا امكن ذلك
2- البدء في تدمير المجتمع اخلاقيا وشراء الذمم والتخوين وعزل المثقفين.
3- استباحة الدولة بما فيها من مال وبشر.
اما التنمية وغيرها فهي في الاعلام
يا اخوان ما هى القبيلة؟ -القبيلة هى تجمع بدائ اخترعه الانسان فى المجتمعات البدائية ليحمى به نفسه ضد كل ما يمكن ان يتعرض له من عنف او غيره من التجمعات الاخرى فى نفس البيئة الجغرافية . كان هذا الاختراع اختراعا باهرا فى ذلك الزمان الذى لا توجد به حكومات او سلطات جماعية اخرى. كانت القبيلة فى زمانها و مكانها تجمع مثالى و اختراع مثالى و كما يقال الحاجة ام الاختراع .
بعد تطور المجتمعات فكرت فى ان تفك شفرة هذا التجمع و احلاله بالاحزاب وهى ايضا تجمعات لحماية من ينتمى اليها و السعى به ليحقق طموحاته التى تطورت فاصبحت طموحات اكبر من طموحات القبيلة. هدف اى حزب ان يحكم الاحزاب الاخرى طواعية و بالتراضى و ذلك باختراع اسلوب حديث تقبله كل القبائل(الاحزاب) الاخرى فى نفس البيئة الجعرافية وهو ما يعرف بالانتخابات . هكذا تدريجيا تخلت القبائل فى المجتمعات المتطورة عن القبيلة لان هذا الاختراع الجديد ( الحزب) يوفى و اكثر باهداف القبيلة فى المجتمعات الاولية .
نحن يا اخوان ما زلنا فى عصر ما قبل الاحزاب, اذن نحن متخلفون عن العالم الحديث بالاف السنين فلذلك نحن معذورون نحن نعيش فى عصر ما قبل التاريخ او ما يعرف ب(B.C)قبل الميلاد .