ألا تخافي ذات المصير؟؟!ا

صدي
ألا تخافي ذات المصير؟؟!!
امال عباس
٭ جاءني في المكتب صبي يافع.. قال اريد خدمة هل تقدمينها لي؟ قلت في استغراب: ان كانت في مقدوري لا اتوانى ولا اتردد.. قال اريد ان احمل جرائد في يدي واطوف الطرقات احرض الناس على القراءة واسهل لهم الحصول عليها واستفيد.
٭ اندهشت واعجبت بطريقة حديثه وبلغته.. وبالرغم من ان ما يبحث عنه ليس في مكتبي ولا ضمن دائرة اختصاصي ولكن رأيت ان استمر في الحديث معه.. عليّ افيق على حقيقة هذا الصبي الصغير الذي يريد ان يحرض ويساعد الناس على القراءة ويقرأ هو ويستفيد.. قلت له لماذا تبحث عن عمل وانت في هذه السن الصغيرة.؟
قال انا لست صغيراً وانما احمل أعباء اسرة مكونة من امي وثلاثة اخوة اصغر مني وعملت في مجالات كثيرة.. بعت الاكياس والماء وفي الاجازة عملت كمساري.. قلت له هل توفى والدك..؟ هنا امتلأت عيناه بالدموع وتيقنت بأنني أمام يتيم دفعه موت ابيه الى خضم المسؤولية في هذا الزمن الصعب.. وفي كلمات حزينة مريرة منكسرة قال لي: لا ابي حي يرزق ولكنه تزوج من امرأة اخرى غير امنا وذهب معها أو طفش معها كما تقول امي ولا ندري الى اين ذهب او الى اين اخذته؟
٭ تحدثت معه طويلاً واقترحت عليه بعض الاقتراحات وطلبت منه الا يترك الدراسة بأى حال من الاحوال..
٭ شكرني في ادب جم وطلب مني نسخة من الجريدة وذهب.
ولكن بقيت صورته وصورة اخوانه وامه تكبر في ذهني وتسد مساحة الافق امامي وبالمقابل صورة ابيه الهارب من مسؤوليته.. وظللت طوال اليوم اناقش هذه القضية.. قضية ان يتخلى الاب عن مسؤوليته ويذهب مع هواه تاركاً زوجة واطفالاً بلا عائل وكلمات ذلك المسؤول الصغير الذي يريد ان يعمل عملاً لا يبعده عن مناخ القراءة ليزيد الجنيهات التي تتحصل عليها والدته من بيع الكسرة داخل المنزل فهي لا تستطيع ان تذهب للسوق او الشارع وتترك الصغار بالمنزل (ذهب الى جهة غير معلومة مع امرأة اخرى) جملة استقرت في اذهان كل افراد الاسرة.. الام الابناء?يا للهول.
٭ انا بالطبع لا اعرف هذا الاب بعينه ولكن اقول له ولامثاله ان صرخات اطفالكم تملأ المكان من الارض الى السماء بأنكم لا تستحقون لقب اب.. ذلك لأن الابوة شيء مختلف تماماً ليس له علاقة بالفحولة والذكورة والشوارب والدقون والعضلات.
٭ الابوة الحقة هى الحنان بغير حدود هى المسؤولية بغير حدود هى التضحية بغير حدود هى نكران الذات في ابهى صور الانسانية.
٭ واقول بصفة خاصة لهذا الاب الذي طفش مع الاخرى كما تقول زوجته.. هل يجد النوم طريقه اليك؟ هل تجد راحة البال والسعادة والهناء طريقها اليك مع زوجتك الجديدة؟ ام انك مريض لفقدان الاهتمام بكل شيء ام تعتقد ان الهروب من معاناة الحياة بهذه الحياة هو الحل؟
٭ وأقول للزوجة الجديدة كيف تثقين فيمن ترك اطفاله وزوجته بلا عائل.. بلا مسؤول أمام عوادي هذا الزمن الصعب؟
٭ الا تخافين ذات المصير؟ ويكون ابناؤك ضمن المصدومين في آبائهم.
٭ واخيراً عفواً أيها الاب الهارب مع هواه انت لا تستحق لقب أب.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة
ليس كل زكر رجل ولكن كل رجل زكر فالرجال موافق وكذلك النساء ياما شوفنا نسوان مواقفهم ارجل من مواقف الرجال ،واقول لهؤلاء الرجال الذين يهربون من مسؤليتهم اتجاه اولادهم لماذا تتزوجون????
يعني اوصدت الباب في وجهه ,علي الاقل كان تأخذيه لقسم التسويق ان لم يكن اختصاصك ,او تنشروا له طلب عمل في الجريده من ذوي القلوب الرحيمه, ولكن هي طريقة مسؤولين ومشاهير واغنياء السودان ليس لهم في الفقراء ان يموتوا او يحترقوا ما دامت بطونهم واسرهم شبعانه ورويانه.