تجار الأصداف البحرية.. رزق البحر يُباع في البر

بورتسودان- علاء الدين أبوحربة
بورتسودان تلك المدينة التي أضحت تضاهي المدن السياحية العالمية بتلك الطفرة المدهشة التي نهضت بها حكومة ولاية البحر الأحمر، مستفيدة من الطبيعية المتاحة مورداً سياحياً يمكن الاعتماد عليه في الاقتصاد ومرتكزاً أساسياً لتوفير العملات الصعبة لخزينة الولاية، التي استثمرت بحق وتخطيط موقعها الجغرافي المطل على ساحل البحر الأحمر، لتنشيط الحركة التجارية، وتفعيل المشروعات التنموية، وإعادة الحياة إلى المدينة الساحلية الرائعة.
بدت بورتسودان في حلة زاهية وحين وصلنا إلى كورنيشها ظننا أنه أحد تلك اتلكورنيشات التي نشاهدها في الفضائيات العربية والغربية، ولم يخيل لنا البتة أن يكون هنالك كورنيش سياحي على هذا المستوى الرائع في السودان، لكنها بورتسودان تصنع المعجزات، إذ تحتضن العديد من الكونيشات التي تحمل في داخلها جملة رسائل لبقية الولايات للسير على ذات النهج الذي جعل منها قبلة سياحية لكل أهل السودان، الكورنيش يقدح خيالك حتى يذهب به إلى خارج البلاد، خاصة في تواجد هذا العدد الذي لا بأس به من السياح الأجانب.
أرزاق البحر معروضة على ساحله
الاكسسوارات والأناتيك المصنوعة من المواد الطبيعية المستجلبة من أعماق البحر الأحمر كالصدف والقواقع وغيرها، تعود بك للغوص داخل عقلك الباطن، فتتذكر رائعة الفنان صديق سرحان (ناس تغوص عمق البحار كان تلقى لؤلؤ أو صدف)، وها هم يغوصون عمق البحار للحصول على الصدف، ثم يشكلونه بمهارة وحذق بأنامل خبيرة، فيصبح كاللؤلؤ المكنون، روعة وبهاءً وجمالا أخاذاً.
سماره يحيينا بحرارة
(اليوم التالي) تجولت في كورنيش الثغر والتقت بائع الاكسسورات الذي يقيم معرضاً على باحة الكورنيش تحت اسم سمارة وشعاره (واقفين في القيف نستقبل الضيف) صاحب المعرض الزبير سمارة رجل بشوش، وبهي الطلة، ولطيف الحديث عندما علم أننا من صحيفة (اليوم التالي) استقبلنا بمقطع شعري (أنا سمارة وأحييكم بحرارة).
رغم أن معرض الزبير سمارة كان محتشداً بالسياح، لكنه اقتطع من وقته لإفاداتنا بالتالي، يقول إنه غير الموهبة الشعرية يحب تشكيل الصدف، وهي موهبة اكتسبها منذ الصغر، وما إن شب عن الطوق حتى ابتدر مشروعه في تطوير (الشغل). واستطرد: اصبحت مشهوراً جداً، واستفدت كثيراً من تراكم خبراتي. وأضاف: أرسم وأشكل الصدف على الكورنيش. أما عن فكرة هذا المعرض فإنه يهدف لنشر الثقافة البحرية، ويعود الفضل في معرفتي بتصنيع الأصداف وتشكيلها إلى الراحل إبراهيم عبدالسلام، وهو تشكيلي في مجال الأصداف، وهدفنا الأساسي إضافة جماليات من وحي الطبيعية للبيت السوداني.
*اللؤلؤ والمحار
وعن الأماكن التي يجلب منها على الصدف، كشف سمارة أنهم يختارون فصل الصيف لجمع الصدف الذي يجلبونه من مناطق بعيدة مثل دنقاب، سلك، أركا، وغيرها. ومضى قائلاً: للصدف أنواع عديدة منها اللؤلؤ، البوح، المحار، والصدف النمري وغيرها من الأنواع، والسودانيون هم الأكثر إقبالا عليها رغم أنهم لم يتعرفوا على الثقافة البحرية إلا من خلال مهرجانات السياحة السنوية التي تنظمها الولاية.
مافي أي جبايات
إلى ذلك أشار سمارة إلى أن المحلية دعمت هذه الفكرة بتوجيه من الوالي الذي أصدر قراراً بأن لا تكون هناك أي جبايات على مثل هذه المعراض والصناعات، من أجل دعم السياحة، لذلك نحن نفكر في المشاركة بكافة المعارض على المستوى الاتحادي إن أُتيحيت لنا الفرصة
اليوم التاتلي
زرمباك مافي !!