«الإنقاذ» تريد إعادة صياغة نفسها بالتخلص من الحرس القديم.. البشير أطاح برجال الصف الأول من الإسلاميين.وأتى ببدلاء من «الصف الثالث»

الخرطوم: أحمد يونس
تأخر «الربيع السوداني» كثيراً، رغم رياح التغيير العنيفة التي تهب على هذا البلد منذ أكثر من عقدين، وتأخرت «الثورة الشعبية الثالثة» التي يحلم بها السودانيين منذ وقت طويل كثيراً.
حين ثارت شعوب «الربيع العربي»، وتونس تحديداً، وهي جغرافياً قريبة من السودان، ظن الكثيرون أن الربيع التالي سيحل في البلد الذي خبر الثورات الشعبية، وغير نظامين عسكريين دكتاتوريين بثورة شعبية خلال نصف القرن الماضي، وأن نسماته اللطيفة ستظلل الخرطوم ذات صباح، على الرغم من مناخها المتطرف الذي لا يعرف ربيعاً.
بأثر من زخم الربيع العربي، تحرك ناشطون أكثر من مرة خلال العامين الماضيين، ونظموا احتجاجات شعبية آخرها احتجاجات سبتمبر (ايلول) الماضي، التي زلزلت حكم الرئيس البشير، وكادت تطيحه لو لا العنف المفرط الذي واجهت به السلطات المتظاهرين، وأدى لمقتل ثمانين مدنياً باعتراف السلطات، وأكثر من مائتين حسب منظمات حقوقية وناشطين.
ومنذ ذاك الوقت ظلت «الأوضاع هادئة» على الرغم من أوراق النظام الحاكم بدأت تصفر وتذبل وتسقط تدريجياً منذ وقت طويل، دون أن يتبرعم «نوار الربيع» محل الأوراق الساقطة بالطريقة المعهودة، رغم نسمات الفصل البديع.
ورداً على فشل «عشاق ربيع الثورات»، فإن نظام الحكم والرئيس البشير شخصياً قال مباشرة «السودان يعيش ربيعه منذ يونيو 1989»، وهي السنة التي جاء فيها الإسلاميون للحكم بالإنقلاب الذي يحكم منذ ذلك التاريخ، وهو قول أغاظ كثير من المعارضين والناشطين، لكن المحصلة أن «الثورة السودانية» ما زالت كامنة لم تتفتح بعد.
وقد يحمل هذا القول ما يحمل، لكنه تعبير عن استهانة أهل الحكم بقدرة الجماهير على التغيير، وربما يهدف لإصابتها باليأس، وضرب مكامن التفاؤل بتغيير قريب على طريقة اكتوبر 1964م، وأبريل 1985م.
لم يشجع بعض المعارضون التغيير على طريقة الثورة الشعبية، وأبرزهم زعيم حزب الأمة الصادق المهدي، فهو يرى أن التغيير بتلك الطريقة ربما يؤدي لـ»إنهيار الدولة»، سيما وأن المعارضة المسلحة ظلت على الدوام تهدد بدخول الخرطوم وإسقاط النظام بالقوة، وهو ما تخشاه شرائح من الإنتلجنسيا «الإسلاموعروبية».
المهدي، وآخرين انشقوا من عظم النظام نفسه، يعتقدون أن الأسلم للسودان أن يتم فيه التغيير «تدريجياً»، وأن تتبرع أوراق ربيعه ورقة إثر أخرى حتى يكتمل الإزهار، وظلوا على الدوام يحذرون من «النموذج السوري».
* التمكين وبراعم التغيير على الرغم من الخلاف حولها، بل وعدم تصديقها، فإن محللين كثر يرون في تصريحات الرئيس بـ»إلغاء سياسات التمكين» في الخدمة التي أعلن عنها نهاية العام الماضي، بداية لنمو «براعم التغيير». قال الرئيس عمر البشير في محفل عمالي بالخرطوم قبل يومين من نهاية العام الفائت، إن حزبه يعكف على برنامج إصلاح شامل لإصلاح الخدمة المدنية «وإعادتها لسيرتها الأولى».
وأكد البشير العمل على تمكين الخدمة المدنية لتؤدي واجبها بإستقلالية وحيدة، واعتبار الكفاءة والتنافس الحر لكل السودانيين، المعيار الذي سيتبع في الإختيار للخدمة العامة، وقال: «سنعمل على إبعاد الخدمة المدنية من التسييس والتمكين وأية شعارات أخرى، وسنفتح الباب للترقي في الخدمة على حسب الكفاءة والقدرة والعطاء».
«براعم التغيير» التي رآها البعض بعيد قرارات إلغاء التمكين، ليست الوحيدة ولا الأخيرة، فقد سبقتها قرارات «كبيرة» تمثلت في إطاحة «رموز نظام الحكم» القديمة دفعة واحدة، وأبرز الرموز المطاح بها النائب الأول للبشير علي عثمان محمد طه، ومساعده نافع علي نافع، ووزير النفط عوض الجاز وآخرين.
لم يطح البشير برجال الصف الأول من الإسلاميين فقط، بل أتى ببدلاء لهم، من «الصف الثالث»، والصف الثالث هم الشباب الذين اكتملوا والإنقاذ حاكمة، ما يعني أنهم ليسوا رجال «تنظيم الإسلاميين السودانيين»، ولم يتربوا داخله، بل هم رجال الرئيس البشير الذي تربوا في نعيم السلطة حتى حلّوا في المواقع الأولى بالدولة.
سيرة هذه النفر من رجال الحكم وتربيتهم السياسية ارتبطت بالحكم، وبالتالي حال حدوث أية اهتزازات أو تململ من «الحرس القديم» فإن موقفهم سيكون إلى جانب «السلطة والثروة»، رغم أن سلفهم الأول نفسه اختار في أول تصدعات الإسلاميين 1999م الوقوف إلى جانب الرئيس البشير، وتخلوا عن باني حركة الإسلاميين السودانيين د. حسن الترابي، وهو موقف اختار ذهب المعز على سيفه.
* أوراق جديدة
* الأحد الفائت، ألحق الحزب الحاكم حزمة جديدة من التغييرات بالحزمة القديمة، ذهب بموجبها من يمكن أن ينصفوا بقيادات «الصف الثاني» في الحزب، وجاءت قيادات من «الصف الثالث»، تتناسب عمرياً وولاءً من قيادات الجهاز التنفيذي، وهكذا بدل الحزب الحاكم قياداته القديمة بأخرى جديدة مع وجود رمزي للقيادات القديمة، وحتى هذا «الرمز» يشهد له بأنه موال للسلطة وللرئيس البشير أكثر من ولائه لأيدولوجا «الإسلام السياسي».
وحسبما نقلت صحف الخرطوم الصادرة الإثنين سيتبع الرئيس البشير بإجراءاته القديمة إجراءات جديدة، تذهب في ذات الطريق، وسيعلن عن «مبادرة شاملة» لإصلاح الحزب والدولة، تشمل تعديلات دستورية مهمة خاصة فيما يتعلق بالحريات العامة التي تثير جدلاً بين الحكم ومعارضية، ويتوقع ترتيب لقاءات بين الحكم ومعارضيه، تسوق الأشياء باتجاه «الربيع على الطريقة السودانية».
لعل ابتداع الإسلاميين السودانيين لمصطلح «التمكين، ويعني عملياً «طرد غير الموالين للحكم، وتمكين أنصاره بدلاً عنه في الوظيفة العامة»، هو القشة التي قصمت ظهر العلاقة بين الحكم، وملايين السودانيين الذين تشردوا بفعل تلك السياسات، وتفرقوا في أصقاع متعددة من المنافي والمهاجر والمغتربات.
* قطع الأرزاق
* بعد استلامهم للسلطة عام 1989م، سيطر الإسلاميين على الخدمة المدنية، وإبعدوا منها كل من يشتبه بعدم ولائه للنظام الجديد، وإجلسوا مكانه «إسلاميين»، بغض النظر عن مؤهلاتهم أو كفاءتهم أو خبراتهم.
وضرب النظام الجديد وقتها عصفورين بحجر: أبعد كل من يمكن أن يشارك في «إضراب وعصيان» ضده، وفي ذات الوقت سيطر على أجهزة الدولة، و»مكّن» مؤيديه من احتلالها.
ولم يكتف عرّابي الحكم من الإسلاميين وقتها، بتفريغ الخدمة من كافة كوادرها، بتلك القرارات السياسية التي وصفت وقتها بـ»المتعسفة»، بل انتجوا فقهاً برروا به تصفية جهاز الدولة، وأطلقوا عليه «فقه التمكين»، مستندين على فهم خاص بهم للآية الكريمة: «الذين إن مكّناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر»، فصارت مفردة «التمكين» من المفردات «الكريهة» كثيفة التداول.
واشتغل عليها الخيال الشعبي على تلك المفردة، وأنتج مصطلحات مشتقة، وأدوات تشير إلى «المتمكنين من أهل النظام»، مثل: «حقيبة تمكنّا، لحية التمكين، ولحية دعوني أعيش، وغرة الصلاة الصناعية»، واشتعلت الطرائف المريرة الساخرة من الموظفين الجدد، ومن شروط التوظيف.
ميلودراما وعاش رجال خدمة مدنية معتقون حالة من «الميلودراما» الضاجة بالمفارقات، وتجسدها، قصة شاب يدعى «م. ض» عاد من إجازة الزوجية وشهر العسل ليجد «أمر الإحالة للتقاعد للصالح العالم» في انتظاره، وحين سلم «المظروف» ظنه أول الأمر «هدية الزواج من مؤسسته، وحين فتحه وجد نفسه بلا عمل. عاد الشاب مصدوماً إلى بيته، وأخبر زوجته بالخبر الفاجع بإحالته للتقاعد «المعاش»، فاستقبلت الأمر بدعابة: «وا فضيحتي.. أنا شابة تزوجت رجلاً في المعاش، كيف أقول لزميلاتي زوجي بالمعاش»..؟! «الملودراما» التي عاشتها هذه الأسرة الشابة لمجرد أن الزوج ليس إسلامياً، جسدت حال عشرات الآلاف، إن لم يكونوا مئات الآلاف، من الذين فقدوا وظائفهم على أيام الإنقاذ الإسلامية الأولى، بينهم رجال خدمة مدنية، ضباط وعسكريين في الجيش والشرطة وأجهزة الأمن ومهنيين، ولم يستثن من ذلك حتى موظفي القطاع الخاص.
وانعكس ضعف خبرات وكفاءة القادمين الجدد سلباً على الخدمة المدنية السودانية، التي كانت تعرف بتميزها ودقتها وانضباطها، ليس محلياً بل على مستوى الإقليم، بعد صارت «اللحية وغرة الصلاة» هي المؤهلات التي تقدم للحصول على أية وظيفة مهما علا شأنها، وفي هذا يحتفظ الخيال الشعبي بطرائف أضافية، تقول إحداها وأكثرها بلاغة أن لجنة الإختيار للخدمة العامة سألت أحد الإسلاميين عن عدد شهداء الجزائر فأجاب أنهم «مليون شهيد» فحصل على الوظيفة، فيما طلبت اللجنة من متقدم «غير إسلامي» تقديم كشف بأسماء هؤلاء الشهداء..! بيد أن تطور الأوضاع، وتدهور جهاز الخدمة المدنية الذي تسببت به تلك الإجراءات، جعل الحكومة تطلق وعوداً بإعادة من فصلتهم للصالح العام، لكنها لم تفعل رقم أنف «لجنة رفع المظالم والحسبة العامة» التي شكلتها لمعالجة الأمر.
* وعود مجهضة
* على الرغم من مرور أكثر من عقدين من الزمان على إعمال قانون «الصالح العام»، وسياسات التمكين، والوعود الكثيرة المجهضة برفع المظالم، فإن تصريحات الرئيس البشير تلك، مقرونة بقراراته التي أطاحت بكبار رجال الحكم من الإسلامين أخيراً، فإن النظر إلى «إلغاء التمكين والتسييس» في الخدمة العامة، يأخذ ضمن هذا السياق شكلاً مختلفاً.
بيد أن عضو اللجنة العليا للمفصولين للصالح العام كمال حسين، لم يتفاءل بجدية الحكومة في تصحيح أوضاع الخدمة العامة، وقال لـ»الشرق الأوسط»: «هذا الكلام قيل أكثر من مرة وليس جديداً»، وأضاف: «التشريد لم ولن يقف، وطالما يسير النظام على سياسات الخصخصة، فإن مزيداً من التشريد للعاملين هو المتوقع، والدولة لا تملك القدرة الإقتصادية، لإعادة المفصولين، ولا تملك في ذات الوقت القدرة على إبعاد من حلوا محلهم».
وأضاف حسين إن سياسات الصالح العام والتمكين أدت لتشريد قرابة الثلاثمائة ألف عامل وموظف، بينهم أكثر من 36 ألف من العسكريين بين ضباط وضباط صف، وخربت الخدمة المدنية، ما يجعل من إصلاحها ضمن الظروف الإقتصادية الحالية شبه مستحيل.
فيما وصف مصدر ـ طلب إبقاء إسمه سراً ـ إلغاء التمكين وتسييس الخدمة المدنية الذي وعد به الرئيس البشير أمس، بأنه امتداد لعملية إخراج الإسلاميين من الحكم والتي بدأت من رأس الهرم نزولاً إلى القيادات الوسيطة.
وأضاف إن القرارات المزمعة، مقروءة مع إكثار الحديث عن محاربة الفساد، وإطلاق يد الصحافة المحلية جزئياً، في تناول قضاياه، مؤشرات إلى أن وراء الأكمة ما وراءها.
وأوضح المصدر، أن الخيارات ليست كثيرة أمام الرئيس البشير، فإما أن يذهب باتجاه الإصلاح الفعلي لا الشكلي، وإما أن ينهار إقتصاد البلاد على رؤوس الجميع، متوقعاً التضحية برؤوس كبيرة من رموز الماضي في قضايا فساد.
وفيما يلي الحزب الحاكم «المؤتمر الوطني»، فقد أقر بوقوع «تجاوزات ومظالم» في الخدمة المدنية، تسببت فيها ما أسماه «الشلليات، ونظرية شيلني وأشيلك»، وأعلن تكوين لجنة لوضع معايير التعيين للخدمة العامة، وقال نائب رئيس الحزب إبراهيم غندور في تصريحات، إن حزبه يريد معاييراً للعمل العام تتجاوز «الإستلطاف والشلة و شيلني وأشيلك»، ووعد بإعمال مبدأ المحاسبة داخل الحزب، وإنفاذ معايير العدالة في الخدمة المدنية، ومبدأ الشفافية، مقراً بأن معظم المؤسسات يقودها شخص واحد «إذا صلح صلحت».
* تمكين جديد
* ورأت رئيسة حركة القوى الجديدة «حق» المعارضة هالة عبدالحليم في حديثها لـ»الشرق الأوسط»، أن تصريحات الرئيس البشير بإلغاء «التمكين وتسييس الخدمة المدنية» لا يمكن فهمها إلاّ ضمن الصراع الذي يدور في داخل النظام نفسه.
وقالت: «الحكومة الجديدة التي كونها الرئيس أكثر ضعفاً من سابقاتها، وبالتالي لا تستطيع تنفيذ مثل هذا القرار»، وأضافت: «هذا الحديث موجه لمن كانوا معه، ومن التجربة فإن ما تقوله الإنقاذ لا يمكن تصديقه، إلاّ على الطريقة الجديدة وهي إلغاء تمكين الحركة الإسلامية، للتمكين للقادمين الجدد».
وأوضحت عبد الحليم أن نظام حكم الرئيس البشير لا يستطيع القيام بأي تغيير لصالح الشعب، وأن أية تغيير جدي في سياسات النظام ستطيح بهم، وأن ما هو ممكن الحدوث هو مجرد «تغيير لسياسات التمكين، للقول للإسلاميين إن عهد تمكينهم انتهى».
* خالية من دسم الإسلاميين
* ويربط المحلل السياسي والكاتب خالد التجاني بين السياق الذي أصدر فيه الرئيس البشير قراراته بإلغاء التمكين، وبين ما سماه التغييرات الكبيرة التي حدثت بذهاب الرموز الإسلامية الكبيرة من الحكم.
ويصف التجاني تلك القرارات بأنها انتقال من النسخة القديمة للإنقاذ لنسخة جديدة «خالية من دسم الإسلاميين»، بعد خروج ? أو إخراج – الرموز التاريخية للإسلاميين السودانيين، ويعتبرها عودة للإنقاذ الأولى التي بدأت عسكرية، وكان الإسلاميين وقتها قد قدموها باعبارها نظاماً عسكرياً، لتعود عسكرية من جديد.
ويضيف التجاني أن النظام احتفظ بطبيعته العسكرية على الرغم من وجود رموز الإسلاميين ضمنه، لكن بعد تخلصه من هذه الرموز فإن تلك القرارات تحمل رسالة فحواها الإعتراف بأخطاء المرحلة السابقة، وتحميل الرموز الإسلامية مسؤولية تلك الأخطاء.
ويضيف: «كأنه يحمّل من أخرجوا من السلطة مسؤولية الأخطاء الفظيعة التي وقعت فيها الإنقاذ في المرحلة السابقة، هذه رسالة واضحة بأن من خرجوا من السلطة كانوا يقفون في وجه الإصلاح القادم».
ويعتبر التجاني تلك القرارات تمهيداً لعودة الإنقاذ لسيرتها الأول، سلطة عسكرية، تحاول الإستفادة من الإنتماء للمؤسسة العسكرية وتوظيف الصبغة القومية التي ترمز إليها.
وعلى الرغم من إختلاف المذاهب التي ينظر من خلالها المحللون، لما أحدثته سياسات التمكين وتسييس الخدمة العامة، طوال قرابة ربع قرن من الزمان، تحول خلالها جهاز الدولة لأداة حزبية بيد فئة قليلة استأثرت بكل شئ، فقد جرت «مياه كثيرة جرت تحت الجسر» الذي عملت عوامل التعرية الكثيرة بمعاولها فيها، بما يهدد بـ»إنهياره الوشيك».
* اعتراف متأخر
* حتما سيكون الشاب «م. ض» الذي قطع رزقة بتلك الطريقة، قد بلغ سن التقاعد «المعاش» فعلاً، بل وربما يكون قد رزق من الزوجة التي سخرت من «إحالته للتقاعد في تلك السن ظلماً وفظاظة»، ببنت أو ولد زوجة، وربما تزوج أحدهما أو كلاهما أحدهما، وأصبح جدّاً يحاول تجنيب أحفاده ما واجهه في بداية الطريق».
كيف يتم تعويضه عن تلك الخسائر الكبيرة، والمعاناة الجمة التي عاشها لكسب عيشه في بيئة معادية وغير صديقه دامت ربع قرن من الزمان، بيئة «تسرق اللقمة من الفم»، ليس لعدم الإستحقاق، بل لأنه «ليس إسلامياً». رجل عاش هذا كله، وربما زاد قليلاً، هل سيكفيه الإعتراف المتأخر بأنه «ظلم»، مثل الآلاف الذين عاشوا ظروفاً مشابهة «قطع رزقهم لتمكين الإسلاميين»، وهل تكفيه تربيته متأخرة لأكثر من عقدين لنسيان الماضي، وبداية مرحلة جديدة وهو في تلك السن..؟
* أكمام الوردة
* قد لا يكفي كل هذا، لكن مثلما كشفت «الشرق الأوسط»، في وقت باكر من شهر أغسطس الماضي، أن نظام حكم الرئيس البشير يتجه للإطاحة بالإسلاميين، وذهبت أكثر بالوصول تحليلاً إلى أن رجل الإسلاميين العتيد علي عثمان محمد طه سيطاح به في التغيير القادم، في وقت لم يكن يجروء فيه أحد على القول بهذا، فإن «إلغاء التمكين»، و»إطاحة القيادات المزمنة»، و»إحلال رجالات الصف الثالث» في الحزب والدولة، خطوات باتجاه تبرعم «ورد الربيع السوداني»، ولو على طريقة «إضعاف قبضة» المجموعة التي تمكنت من السودان لربع قرن، بما يسهل «الثورة عليها»، إذا لم تكن ربيعاً على الطريقة السودانية التي سبق بها السودان كل الثورات العربية، أو اتفاق سوداني لمواجهة الأخطار المحدقة من كل اتجاه..!
* محطات في تاريخ الإنقاذ
* – 30 يونيو (حزيران) 1989 دقت الموسيقى «المارشات» العسكرية معلنة انقلابا عسكريا بقيادة عقيد مغمور في الجيش السوداني اسمه عمر حسن البشير، الذي أطاح بحكم الصادق المهدي الذي عرف بفترة الديمقراطية الثالثة.
– موه الانقلابيون على هوية النظام الإسلامية، لكن تمويههم لم يخف على الأوساط السياسية فاكتشفت من الوهلة الأولى أن «الجبهة القومية الإسلامية» بقيادة حسن الترابي هي التي تقف خلف الانقلاب.
– لمزيد من التمويه اعتقل العسكريون د. حسن الترابي مع قادة القوى السياسية والأحزاب الذين ألقي القبض عليهم وأدخلوا السجن، وأبقى على نائبه علي عثمان محمد طه ليدير دفة الحكم مع العسكريين.
– في عام 1994 أعلنت سياسات «التمكين»، وتقوم على «تطهير» الخدمة من غير الإسلاميين، وتوظيف إسلاميين محلهم.
– تشرد وفصل مئات الآلاف من موظفي الخدمة المدنية مدنيين وعسكريين، تحت مسمى «الصالح العام» وسياسات التمكين.
– أضعفت سياسات التمكين الخدمة المدنية، وأفقدتها أفضل كوادرها، وأدت لتسيب جهاز الدولة فانتشر فيه الفساد المالي والإداري.
– ظل الترابي يدير كواليس الحكم حتى خروجه أو إخراجه من الحكم عام 1999م، في انشقاق الإسلاميين الأول والذي عرف محليا بـ«المفاصلة»، وتكوين حزبه المناوئ «المؤتمر الشعبي».
– لم يخرج نائب الترابي علي عثمان محمد طه مع شيخه، بل بقي وآخرون مع البشير فأسند إليه منصب النائب الأول للرئيس.
– تخلى طه عن منصبه لزعيم جنوب السودان الراحل جون قرنق بعد توقيع اتفاقية السلام في 2005م ولنائبه سلفا كير ميارديت.
– بعد انفصال جنوب السودان عام 2011، استرد طه منصبه نائبا أول للرئيس البشير.
– في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أطاح البشير بطه ومعظم رموز الصف الأول من الإسلاميين، ضمن عملية سميت طوعية، لكن كثيرين يرون أنها انقلاب كامل على الإسلاميين.
– وفي الأسبوع الأخير من العام الماضي أعلن الرئيس عن إلغاء سياسات التمكين ليكمل بها إبعاد رجال الصف الثاني من الإسلاميين في جهاز الدولة.
الشرق الاوسط
اولاً نحن ما عندنا ربيع عربى, عشاب نحن ما عرب , نحن سودانيين, افارقة, و بعدين ديل شنو الفى الصورة ديل واحده عامله وشها تقول الجريو الامو راقده بيهو فوق رماد, تف عليهم قرف ما عارفين راسم من قعرم. اهييييى علينا نحن.
سلام تعظيم للبشير
كل يوم يثبت البشير غبائه وبلادته بل ونسيان ما فعله بالأمس ، عندما أطل بوجهه الكالح صبيحة إنقلابه المشئوم أطلق كذبته الأولى بإعلانه التبرؤ من أي صفة حزبية وأرسل عراب نظامه الى السجن وبعد عشرة سنوات طرده من سدة الحكم وأرسله مرة جديدة إلى سجن كوبر ، وعندما طرد نائبه الأول نهايات العام المنصرم أقسم أمام جمع من الناس أن نائبه المطرود هو مهندس التغيير الأول ، والآن يدرك الجميع أنها إطاحة وطرد لتلك الوجوه القبيحة التي سببت الأذى لخلق الله طيلة ربع قرن، ولكن هل يدرك هذا الغبي أن مسرحية التغيير هذي إنطلت على الناس؟ بالطبع لم تنطلي على أحدوكلنا يدرك أن الوجوه الجديدة ما هي إلا إعادة لإنتاج المسرحية البايخة المستمرة منذ ربع قرن ، يجب أن يفهم هذا المخلوق الغبي المكروه أن وجهه المشئوم هو أول مطالب التغيير وأن التغيير المطلوب ليس هو تبديل عصابة بإخرى وإنما كنس لعصابات النظام جميعها ومحاسبة وعقاب لكل من أباد وقتل وسرق
علي سبيل المتال لا الحصر انظروا لادارة اقتصاد البلد في قمة موسساته بالبنك المركزي تشوفو العجب رجال دين لاعلاقة لهم بهذا العمل كل موهلاتهم في الطلاق والوضو لبسو البدل والكرفتات وركبو افخر العربات وسكنو اعلي البنايات. ! فكيف وربكم اتقدم البلد.?
للأسف يظل هذا الكلام ( المقال أعلاه) يتكرر يومياً باختلاف الكتاب والصحفيين فنجد هذا المقال مشابه للكثير من المقالات التي قرأناها في الراكوبة الغراء , والكل يعرف ما حدث ويحدث منذ1989م وحتي الآن من تدهور في شتي المجالات السياسية والاقتصادية والزراعة وفي الصحة والتعليم وانتهاك حقوق الانسان وتكميم افواه الصحفيين واعتقالهم والفساد المستشري في كل منحي .
السؤال هو ثم ماذا بعد ؟ متي تكون الانتفاضة أو الثورة!!! المعارضة ماذا تنتظر وما هو عملها الجدي لاسقاط النظام بعيدا عن الشعارات والتسخينات خارج الملعب!!
ثم ماخبر نظرية توقيعات اسقاط النظام التي ابتدعها الصادق المهدي لا بل ( سرقها واستشفاها ) من المصريين إلي أين وصلت النسبة؟
أبصم بالمليون أن الشعب جاهز للثورة لكن من يقوده؟ ما حدث في سبتمبر كان بدون قيادة للأسف ولو كانت هناك قيادة لكان لهذه الثورة شأن آخر.
دعونا من الحديث عن التغييرات التي أحدثها النظام من حرس قديم وجديد وصف أول وثالث , كل صفوف هؤلاء معفنة وفاسدة والكلام عن الحرس القديم والجديد لا يجدي نفعاً….. أكتبوا للشعب كيف يتخلص من هذا النظام وأكشفوا له الطرق السليمة التي يتبعها في القضاء عليه.
بعد ما شاب خشا الكتاب. الانقاذ التي تحلم بإعادة صياغتها ومحو فشلها والعودة الى نقطة البداية عسكر وحرامية ومحاولة فك الارتباط بذلك الوجه الكيزانى القبيح (دقن شحدة وجيوب مفرهدة وباقي الناس متشردة) بعد ان فشلت التجربة الاسلامية وأصبح من غير المنطقي والمعقول الاستمرار في نفس المنهج الذي أصبح يصيب بمشاعر متناقضة ما بين الضحك والبكاء على حالنا وما خلصت اليه التجربة خلال 24 عاما”.
اتفاق نيفاشا قد كان بداية انفصال العسكر من الكيزان والقشة التي قصمت ظهر البعير. حيث ظهرت حقيقة الكيزان وما يدعونه من جهاد خاصة في اواسط الشباب والقوى الامنية العقائدية. فكانت الصورة واضحة تنظيم فاسد وكوز مستفيد وكوز طلع بقد القفة.
فقد اصبح الكيزان لقمة سهلة يستطيع البشير بلعها ومحوهم من الوجود حيث اصبحت ميليشياتهم ومجاهديهم عبارة عن مرتزقة يسعون وراء المناصب والمكاسب المادية
ان نظام دكتاتوري مثل السفاح عمر البشير يحتاج الى من يدعمه عسكريا” فهو يقف الان برجل واحدة معتمدا” على شرعية البندقية وفى نفس الوقت أصبح الكيزان مشغولين بالمناصب والمكاسب المادية وما يستطيعون سرقته قبل ذهاب الانقاذ. فكان من الطبيعي ان يحاول العسكر تخفيف الاعباء المالية والادارية ومحاولة الظهور بمنهج إصلاحي بحثا” عن شرعية غائبة طوال 24 عاما
اللهم اكفنيهم بما شيءت وكيف شيءت. ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون. أحصاه الله ونسوه. اين الملوك اين أبرأهيم شمس الدين والزبير ونافع وطه.
تقرير ممتاز يعكس بدقة شديدة واقع حال ما جري وسمي تغييراً .
هذة الصورة تعبر عن الطريقة التى يدار بها السودان ؟؟؟؟؟
اسا دا ريس ولا ناس موديين شيلة الله يمرضكم
صحيح وجه كريه و جسمه زباله . لا خلقه لا اخلاق . و لن يتحقق التغيير الا بذهاب هذا الوجه الكريه الى محكمة لاهاى.
بله الغائب واساطيره التى تبرر بقاء دكتاتورية الانقاذ وتبسيطات حسين خوجلى الليليه التى تدعم فكرة انه ليس بالامكان احسن مما كان و………………..الخ ويا الكديس ما عندك شغله تانى بالفار الزول ده بيرمرم من فضلات البيوت تقوم تصداده نحن والله فى حزب السودانيين ما نقبل الكلام ده وطبعا انقلاب الانقاذ وفساده مسئول منه الافنديه سأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأكت
نفسي اعرف الناس دي بترقص علي شنو .
الانقاذ دا غضب الله وجانا عديل — لا يرفعه الا الله — فلندعو الله مخلصين تعجيل الفرج فقد بلغت روح الصبر الحلقوم — والأمل معقود على فرسان الجبهة الثورية
YOU GUYS DO NOT FOOL YOURSELVES , THERE IS NO OPPOSITION , PERIOD . THE SO CALLES OPPOSITION WAS BOUGHT LONG TIME AGO BY THE DEMOCRATS . THESE FACES YOU SEE WHO DOMINATE THE NEWS , ARE PART OF THE SAME REGEIM .
فيك الخصام وانت الصم والحكم مشكلتنا ليست فى قراراتك ولا فى سياسات جديده تتبعها مشكلاتنا كلها فيك انت سيدى عليك ان تفكر فى كيف تذهب الان وليس غدا اى قبل ان يخرج الامر من يدك وتكون مجبر على الذهاب الى المكان الذى لاترضاه ولن يأسف على فراقك احد حتى فاطمه خالد او وداد بابكر والاخيره دى ما عندها قشه مره بتعرس جمال الوالى هذه نصيحه كدى اعمل جس نبض للعرض الذى قدمه لك زمان الملك عبدالله الله يديه العافيه مازال العرض قائم ام لا بأن تسكن مكه تجاور باقى عمرك يمكن تكفر عن شئ من زنوبك الكثيره وتتركن نحاول بناء دوله من الصفر وأنا لقادرون بعون الله وتوفيقه والله من زراء القصد
هل تذكرون مهندس /اليسع رئيس اتحاد طلاب المؤتمر الوطنى اذا كانت الاجابة بنعم فهو الان تم تعينو كمعتمد لمحلية كبيرة بولاية الخرطوم كل خبراتة الهتاف والمهاترات باركان النقاش
«الذين إن مكّناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر»،
نعم انهم يقيمون الصلاة رياءا واكلوا الزكاة وامروا بالمنكر ونهو عن المعروف
اخوان مسيلمة والشواطين تلاعبوا بالاية الكريمة وبدلوها لهواهم
اليك ياعمر ان ترى ماذا فعل خامس الخلفاء سيدنا عمر بن عبدالعزيز حينما صار واليا على المدينة ( لما قدم على المدينة والياً صلى الظهر ودعا بعشرة: عروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وسليمان بن يسار والقاسم بن محمد بن أبي بكر وسالما وخارجة بن زيد بن ثابت وأبا بكر بن عبد الرحمن وأبا بكر بن سليمان وعبد الله بن عامر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: “إني دعوتكم لأمر تؤجرون فيه، ونكون فيه أعواناً على الحق، ما أريد أن أقطع أمراً إلا برأيكم، أو برأي من حضر منكم، فإن رأيتم أحداً يتعدى، أو بلغكم عن عامل ظلامة فأحرج بالله على من بلغه ذلك إلا أبلغني”. فجزوه خيراً وافترقوا.)
اليك ياعمر البشير ان تتأمل قول امير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز عندما اختيروالياعلى المسلمين( عن عطاء بن أبي رباح قال: حدثتني فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز: أنها دخلت عليه فإذا هو في مصلاه، سائلة دموعه، فقالت: يا أمير المؤمنين، ألشئ حدث؟ قال: يا فاطمة إني تقلدت أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلّم فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، والمظلوم المقهور، والغريب المأسور، وذي العيال في اقطار الأرض، فعلمت أن ربي سيسألني عنهم، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم، فخشيت أن لا تثبت لي حجة عن خصومته، فرحمت نفسي فبكيت.)
التمكين ده زاتو الشردنا من البلد
خليناها ليكم كلو كلو وشلنا جواز تاني
بلد شعبها عظيم لكن حاكماهو جماعة من اللصوص والحرامية
اما المعارضة المسلحة ديل لو مسكو كتار برضو البخلو البلد بسياسة التمكين اللوني والماجلابي والقبلي
يعني بالحالتين مافي امل