غازي صلاح الدين وحقيقة الإسلاميين

غازي صلاح الدين وحقيقة الإسلاميين
عبدالعزيز النور
[email protected]
نشر موقع ويكيليكس المعلوماتي الشهير مجموعة قصاصات معلوماتية يتعلق جزء منها بالقائمين بأمرالسودان وسياساتهم وممارساتهم التضليلية وعن ما يقولون ويدعون من وكالة حصرية للدين الإسلامي الذي يأمرهم بمقاطعة الذميين بحسب قولهم ، ومواصلة فقط إخوانهم المسلمين ، ثم وماذا يفعلون من خلال حبوهم تحت الستائر بحثا عن التطبيع مع نفس القوى التي منعوا من مؤاخاتها ثم البحث عن التطبيع مع أمريكا وروسيا ( اللتين دنا عذابهما منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي ) بل وحتى إسرائيل التي ما زال جوازسفر السودان ممحورا بعبارة ( كل الأقطار ما عدا إسرائيل ) ، ولكن الجدير بالوقوف عنده ضمن سيل المعلومات المثير للجدل تلك هو ما أدلى به د. غازي صلاح الدين العتباني عن قوله ( نحن أقرب إلى مسيحيي أثيوبيا وأريترتيا من مسلمي جنوب السودان ) ، ثم ما الدلالة التي أراد غازي العتباني إيصالها للمبعوث الأمريكي آنذاك ، هل كان يريد أن يقول لا تخافوا يا أمريكان نحن أحرص على تقسيم السودان من اي كائن من كان في هذه البسيطة حتى يتسنى لنا المجال لتأسيس دولة عربية ؟، أم أنه أراد أن يقول أننا تراجعنا عما تبنينا من قبل من مشروع تعريب قسري وسط الكيانات الزنجية السودانية وبالتالي لا داعي للتعامل مع أدواته ؟ ، أو بالأحرى وربما الأرجح أنه أراد أن يقول أن (الدم أقوى كثافة من الماء ) ، وهذا ما لم يكن بعصي على أناس يتفوهون بعبارات على شاكلة ؛ ( الغرباوية لو ركبها جعلي ما شرف ليها ؟) ،،،، بلسان قائدهم “البشير” كما ذكر الترابي .
االواضح أن الإسلامويين استنفذوا جميع الطرق الخداعية والحيل التي مكنتهم من البقاء علي صدر الشعب السوداني وقتل وتشريد الملايين منه ، حتى وجدوا أنفسهم مضطرين عن الكشف عن حقيقة المشروع الحضاري حتى يحافظوا على الأقل على من خسروا الشعب بتبنيهم رؤية الحركة الإسلامية وخصوصا مؤتمرها الوطني ، وإلا لما كان غازي قد أعلنها صراحة أن جميع شعاراتهم بل وحتى النصوص التي وردت في القرآن و الكثير من الأحاديث كانت لها ضرورة إبتكارها و ليست مقدسة “كما في فقه الضرورة عندهم ” ، لذلك لم يكن هناك ضرورة الإلتزام بها ، وإن ما هم عليه ” من التحالف الجديد المشار إليه من قبله ” لم يكن بحديثا في تاريخ الدولة الإسلامية حيث غلب فيها رابط الدم على الدين الإسلامي حيث صراع الأنصار والقرشيين من جهة وصراع الأمويين ” السنة لاحقا ” وآل البيت من جهة وإنتصار الأولين في كل صراع ومن ثم تحالف الأضداد و الظفر بالسلطة والإعتداء على الشعوب الأخرى في بوادي مكة وما عرف ” بحروب الردة ” وتواصل ذلك في الشام في منطقة الهلال الخصيب ومناطق أخرى متفرقة وممارسة نفس ما ظلت تقوم به الجبهة القومية الإسلامية بمختلف مسمياتها ضد الشعوب غير العربية في بلاد السودان أو بالأحرى التي تختلف لونا عن منتسبيها على حد وصف غازي صلاح الدين ، والعمل بفرضية ” إما السيطرة عليهم أو طردهم ” مهما كانت النتائج ، وكان إستقلال جمهورية جنوب السودان نتاج طبيعي لأفكاركهذي بعد أن فشلت عقلية الربح والخسارة في قراءة الوضع بشكل مسئول عقب إنفجار الثورة في معقل اللوح والتقابة ووضعت ذات العقلية في موقف المفاضلة ” ما بين الدين والدم ” وكان خيارها حرق اللوح و ” التقابة ” نفسها ، ثم التحالف مع ألد أعداء الدين حسب قولهم ” روسيا والصين الشيوعيتين ” ، والتراجع عن بقية السودان بالفرضية أعلاه بغرض متابعتها في أماكن أخرى أو ربما فصلها في حال فشل ذلك والإكتفاء بفكرة مثلث حمدي ، ولكن ثمة أسئلة قد تفيدها أجوبتهم في حال إصرار غازي ومن حوله في هذا النهج الغريب ، في أي من بقاع العالم إستطاع سلفيو الفكر الإسلاموي تأسيس دولة على شاكلة مثلث حمدي ناهيك عن مجددوه؟ ، هل أقاموها في تركيا ، فلسطين ، لبنان أو في رومانيا ؟ ، أم هل خروج الغازيين من أسبانيا ” الأندلس ” هو مجرد حكاية ؟ .
لذا و كما كشف غازي ، بات أغلب السودانيين يدركون حقيقة الإسلامويين وخصوصا بعد إنقلابهم على أنفسهم بذات الدعاوي العنصرية التي تنفسها المعني موضوع المقال ، و الذي لايعرفه هو أن المفاهيم الإستعمارية قد تستقر لبرهة من الزمان ولكنها لا تدم للأبد ولم يكن الإستعمار بشتى أنواعه قد إستطاع تأسيس دولة في أي مكان في العالم خارج حدوده ، وأن أحفاد المستعمر لم يكن لديهم خيار غير قبول ذاتهم وإنتماءهم لما أوجدتهم الحياة حيث كانوا ، لذلك فمن الأجدى لمن يرضون البقاء في السودان الإنتماء له بدلا من معاداته والعمل على تمزيقه وتقطيعه في زمن فيه يتوجه العالم على التوحد في كيانات عريضة تتجاوز الوحدات السياسية الصغيرة ، وإن تجربتي تركيا وأسبانيا دلالة لا لبس فيها لنتائج مشروع المثلث .
نصيحة لك أ عبدالعزيز طريقة كتابتك تشبه نظرية الجالوص "أبني ولييس يطلع كويس " انت بعيد في فن حبكة المقال وتوصيل الهدف من المقال ، الله يعينك
فيما يتعلق بنصيحة الناقد ، فقد قرأت المقال فلم أجد فيه إدعاء من الأخ عبد العزيز النور بأنه أديب أريب أو سياسي ضليع ، كما أن فكرته التي أراد إيصالها لنا قد وصلت بوضوح مثل وضوح مقولة د. غازي ( نحن أقرب إلى مسيحيي أثيوبيا وأريترتيا من مسلمي جنوب السودان ) .