مقالات وآراء سياسية

حرية.. في عيد الحرية..!ا

حديث المدينة

حرية.. في عيد الحرية..!!

عثمان ميرغني

أستاذنا الصحفي الكبير عبدالله عبيد حكى لنا.. أنه في الستينات عندما شرعت حكومة عبود في تشييد شارع المعونة (شارع الطيار الكدرو حالياً).. حرك الساسة مظاهرات جماهيرية تطالب بوقف العمل في الشارع فوراً.. وذلك بحجة أن الشارع المسفلت (ستستخدمه الطائرات الأمريكية في الهبوط والإقلاع لضرب حركات التحرر الأفريقية).. تصوروا!!.. ليس مشهداً في فيلم كرتون لتسلية الأطفال.. بل رجال كبار بالغون .. يحملون صفة (ساسة) ينجحون في تحريك مظاهرات لمنع العمل في شارع مسفلت.. لأن الطائرات الأمريكية ستستخدمه لضرب حركات التحرر الأفريقية.. إلا إذا كانت حركت التحرر الأفريقية تسكن في قريتي “الخليلة” التي تقع على هذا الشارع.. كيف ستهبط الطائرات الأمريكية في شارع الطيار الكدرو.. الله أعلم.. كيف ستقلع الطائرات الأمريكية من (شارع الطيار الكدرو) لتطير حتى جمهورية الكنغو لقصف (حركات التحرر الأفريقية). الله أعلم.. لم يجرؤ عقل واحد على التفكير في منطق هذا الاتهام.. لكن مع ذلك تجشمت الأبدان مشقة الخروج في مظاهرات تهتف بالذي لم يفكر فيه العقل المحمول في الرأس بين الكتفين.. حالة الدخول في (غيبوبة) ذاتية.. وإغلاق العقل.. ومنعه من التفكير بكل حرية ومنطق.. هي التي تتسبب في تعتيم البصيرة الوطنية.. فنظل نئنّ من وطأة الفشل في مناحي تاريخنا المعاصر.. وفشل يلد فشلاً.. سلالة ممتدة.. تجبرنا أن نظل في أسفل قوائم دول العالم.. رغم كل مواردنا الهائلة الطبيعية والبشرية.. خذ مثلاً آخر.. ثورة أكتوبر الشعبية…وهي أول ثورة في الربيع العربي (حتى رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم الذي أشعلها اسمه “ربيع” حسن أحمد).. رغم أنف الفضائيات والصحافة العربية التي تصر أن ثورة تونس هي أول الربيع العربي.. غالبية المثقفين والصفوة في بلدي يفضلون أن تظل أكتوبر فتاة جميلة، هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة لا يشتكى منها قصر ولا طول.. ويصدم ضميرهم بشدة إذا التقط لها طبيب صورة أشعة .. فوجدوها من الداخل عظاماً وأوعية دموية وشرايين ومصارين. لتظل أكتوبر مجرد حالة شعرية.. نغني لها ونرقص على أنغامها.. لكن إذا حاولت عين التدقيق في خطوط اليد وتفاصيل الوجه.. تصفعها صيحات الاستنكار والرفض مثلما كتب الدكتور عبدالله علي إبراهيم معلقاً على تعليقي على ثورة أكتوبر فكتب: (أريد في الذكرى الحادية والأربعين لثورة أكتوبر 1964 أن ألتمس من الكاتب المميز الأستاذ ‏عثمان ميرغني أن يكف عن قلة أدب وطنية له معتادة يبخس بها هذه الثورة كلما أطلت علينا ‏ذكراها). حسناً.. ثورة أكتوبر 1964 كانت من أجل الحرية أولاً وقبل أي مطلب آخر.. إذن من أول معطيات الحرية ألاّ تكون أكتوبر نفسها كتاباً مقدساً غير قابل للجرح والتعديل.. فالحرية لا تتجزأ، ولا تشترط رخصة (ممارسة!).. صدقوني.. أول شروط الخروج من فشلنا السياسي.. أن نملك شجاعة نقد الذات وتشريح الخطأ؛ حتى لا يتكرر.. حراسة التاريخ بنفس فهم (حارس بوابة المستشفى).. ستحجب عنا الحكمة وبصيرة صناعة المستقبل..!

التيار

تعليق واحد

  1. ستظل اكتوبر مجيدة و تظل ابريل تليدة وستاتى الثورة القادمة ان شاء الله التى ستقتلع كل العفن والوسخ

    المشكلة ان صانعى اكتوبر و ابريل لم يحموا الحرية والديمقراطية من امثال السارقين الذين لا يظلم عندهم احد!!!:lool:

  2. مقال تفوح منة عدة روائح اجملها خبث الكيزان
    حقيقة سمعت عن هذة المظاهرة بتاعت المعونة لكن لم اسمع عن السبب اللي ورد في المقال دا
    لكن من السذاجة بمكان ان يصدق اي شخص هذا الادعاء
    اعترضت جماعة كبيرة علي المعونة لانها ستمس السيادة الوطنية فيضحى من السهل تمرير اغراض مقدم الاعانة و من بينها ضرب حركات التحرر في المناطق القريبة جغرافيا (فقصة الرنوى دى حارة شيلا)
    بعدين مسألة ربيع حسن احمد هو مفجر ثورة اكتوبر وقصة انو الترابي لو شالتو نومة اكتوبر كان فشلت دى استهلكت

  3. الان (فهمتك) كما فهم بن على (شعبه) !! ياهندسة ثورة اكتوبر لم يكن مهندسها ربيع او كما جاء فى بعض روايات ما قبل المفاصلة بأن قائدها كان حسن الترابى00والثورة كانت ستنتهى بتشييع جثمان (القرشى) لولا لا صلابة طلبة (المدرسة الانجيلية والمدرسة الثانوية المصرية) الذين هبوا خفافا وثقالا نحو المشرحة ثم إنتشروا فى مدينة الخرطوم 00وللذكرى لم يكن لاحد أن يجرؤ على لمس (كومر بوليس) ناهيك عن حرقه !! فتجراء الطالب وقتها بمدرسة الانجيلية (هنقا) وبمساعدة زملائه على قلب (كومر البوليس) وإشعال النار فيه مما بعث حماسا فى بقية الطلبة وأستمروا فى مظاهراتهم وطافوا كل شوارع الخرطوم ثم تلتها المظاهرات فى كل من امدرمان وبحرى00وطبعا عثمان بإيراد ه لإسم (ربيع حسن) أراد طمس التاريخ وسيرا فى ركاب نافع على نافع والذين يركبون الموجة من المتأسلمين هذه الايام يريد ان يقنعنا بأن أى (ربيع او ثورة) بالضرورة مقترنه بالمتأسلمين او يجب أن تقراء هكذا00طيب يا شاطر وين صورة الترابى الذى كان محمولا على الاعناق كغيره من الذين خرجوا فى المظاهرات وقتذاك00على كل حال أحيل موضوع طمسك للحقائق للمؤرخ القدير (ود البدرى)00ويا (ود البدرى)الراجل ده دخل غلط فى حوشك مع تمنياتى لك بطول العمر!!0

  4. نعم اكتوبر مقدسه وحملناها عندما كنا طلبة مدارس فى المرحلة الثانوية ولم يكن لدينا اى اتجاه سواء شيوعي او اسلامي عندما شعرنا باالاضطهاد من الحكومة العسكرية

  5. يا باشمهدس حكاية سرقة بيت الشيخ قطبى المهدى دى صحيحة ولا مؤامرة امبريالية …. نورا يا باشمهبدس ؟؟؟؟؟؟؟؟

  6. إكتوبر ثورة عظيمة لم تجد من يحافظ على مبادئها ….. أخبار حزبك شنو منبر كل السودانيين أفكارك لم تجد الرواج ولا شنو …. المهم يحمد لك أنك حاولت ولك أجر المحاوالة …. وأن تصنع حزب له جماهير عملية ما ساهلة

  7. "رغم أنف الفضائيات والصحافة العربية التي تصر أن ثورة تونس هي أول الربيع العربي."

    الاخ/عثمان
    السلام عليكم
    لا أحد في هذا العالم الفسيح يصنف السودان دولة عربية الا السودانيون انفسهم، أو قل بعضهم أن شئت. ولذلك لا ولن تجد في كل وسائل الاعلام من أو ما يشير الى هذا السبق. وهذا من البدهي بمكان لا ينطح عليه عنزان. يجب أن نحسم موضوع الهوية هي السودان: عربي أم افريقي. أن أظن أن الاشرف لنا الافريقية. ولو اخضعنا الامر لاستفتاء لكان أفضل، ولا أشك في مخرجات مثل هذا الاستفتاء أن كانت حرة ونزيهة، ويا له من شرط!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ودمتم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..