أخبار السودان

القصة ما قصة قروش

اماني ابوسليم

هل القصة قصة قروش، و علي رأي المثل المحبط، اللي معاه قرش يسوي قرش، و بالتالي نحن في سوداننا الكبير هذا لا نسوي اكثر من ميزانية الدولة الهزيلة. هل التطور و التقدم مرهونان بالقروش، ما عندنا يعني لن تنقدم الي الامام الاَ بمقدار ما في جيبنا العام من ( ابو النوم). نبتسم حين يصفوننا بالشعب الطيب و يبتسم كل منَا ان وصفه شخص بأنه طيب، و ما معني الطيبة عندنا التي اكتفينا بها عن باقي ما توصف به الشعوب و الافراد. الواحد يمكن ان يكون سلبيا و نقول هو طيب، ينكمش علي نفسه بلا حراك و نقول رجل طيب، ينتظر الاحسان و العطاء من الاَخرين في ركود و لا زلنا نقول عليه طيبا. هل تلتقي الطيبة و السلبية في نفس الجلابية او التوب، وهل علي الطيب ان يكتفي بهذا الوصف و يجلس بلا حراك في انتظار يد المعجزات او يد خارجية لتعينه علي الخروج من البؤس الذي يحيا فيه . و بشكل اَخر هل القدرة مرتبطة بالمال فقط ، مما يجعل الفقير غير قادر علي العطاء منتظرا الاحسان، مما يلفه بالسلبية و الضعف و عدم التفاعل مع ما حوله فيكون النموذج المتعارف عليه للشخص الطيب، الذي يجمع الفقر و المسكنة و قلة الحيلة و انتظار عطاء و احسان الموسرين. أليست هذه هي الصورة التي درج حكامنا علي تسويقها عن السودان و سكتنا عنها فأكدنا الصورة السلبية عنَا لانفسنا وللعالم، فقراء و لكن طيبين نستحق العون.

او بشكل اَخر هل تبني المجتمعات بموسريها فقط حيث لا قدرة لضعافها من الفقراء علي البذل و العطاء ، لانهم لا يحسنون سوي انتظار الغير لتفعيل حياتهم. كم عدد الموسرين في كل مجتمع، و ما هي النسبة منهم التي تساهم بالعطاء في المجتمع، و ايضا ما هو نوع عطائهم. و هل تكفي هذه النسبة لسد حاجة اضعاف هذه النسبة من الفقراء للوصول الي مجتمع مكتف و مترابط و فعَال و قادر علي بناء نفسه و الخروج من مأزقه. اذا طبقنا هذا علي السودان كيف يا تري تكون المعادلة بين انفاق موسريه علي فقرائه، طبعا اذا استبعدنا الصرف… اقصد الانفاق الحكومي، في ظل هذه المعادلة او النسبة، هل من امل لخروج السودان من ضعفه و فقره و انتظاره العون الخارجي في حال لم تأتينا المعجزة.

الدراسات النفسية تقول ان العطاء و التعاطف مع الاَخرين و عمل الخير ينشط منطقة في الدماغ تؤدي الي احساس الفرد بالراحة النفسية من خلال الرضا عن نفسه مما يعطي شعورا بالسعادة. و هو ذات المفهوم الديني للصدقات، التي تساعد في تبديل العسر الي يسر. لأن التصدق او العطاء أو التطوع لعمل الخير يعطي الفرد احساسا بقيمة ذاته فيشعر بالرضا و هذا الشعور يدفعه للتفاؤل و يمكنه من التفكير و العمل بشكل احسن للخروج من عسره الي يسر. اذاً التقي المفهوم الديني مع الدراسات الدنيوية ( كما يحلو للبعض تقسيم العلوم الي دينية و دنيوية، في حين ان الدين هو عمران الدنيا بالخير للوصول الي اَخرة سعيدة، و العلوم كلها طالما كانت مفيدة فهي تنفع الدين و الدنيا دون تقسيم)، المهم التقي المفهومان في اهمية الانفاق علي مستوي الفرد و طبعا الجماعة.

و بربط ما تقدم و ما تأخر، هل الشعور بقيمة الذات من خلال العطاء و التحول من العسر الي اليسر متاح فقط للموسرين القادرين علي التصدق بالانفاق؟

من الاَيات التي يدعو فيها الله تعالي عباده للانفاق:

( انفقوا من ما رزقناكم، انفقوا في سبيل الله، انفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه، انفقوا من طيبات ما كسبتم، و ما تنفقوا من شئ فان الله به عليم، لن تبلغوا البر حتي تنفقوا مما تحبون) كلها اَيات موجهة للجماعة، مما يعني ان الفقير ايضا كالغني مطالب بالعطاء و الانفاق علي غيره من افراد مجتمعه ، فمما ينفق الفقير ان كان لا مال له. لم يرتبط الانفاق في هذه الاَيات بالمال، لان ما اتانا الله من اشياء و نعم و رزق و طيبات و مكاسب و مما نحب لا يحصي و لا يعد. فلما ينكمش الفقير متعللا بقلة المال و لا يتفاعل مع ما حوله منتظرا العون و المعجزة التي تخرجه من بؤس حاله. و هناك اَيات اخري كان فيها تخصيص الانفاق من المال مثل: (مثل الذين ينفقون من اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت …) و ( خذ من اموالهم صدقة) مما يفيد ان الانفاق عندما يذكر علي اطلاقه دون تخصيص المال فهو انفاق يشمل من له مال و من لا مال له.

فانظر حال مجموعة يتبادل افرادها مما اوتوا كل من نعمة و خير و مما احبوا. انظر الكم في العدد و النوع و بعد زمن انظر للكم بعد التراكم العددي و النوعي للخير و النعمة و الرزق و الطيبات و كل ما احبوا، كيف يكون حال هذه المجموعة، و المجموعة يمكن ان تكون الاسرة، الاصدقاء، المدرسة، الجامعة، الحي، القرية، المدينة، الاقليم، البلد.

وعد الله ان يجعل لنا بعد العسر يسرا ان انفقنا، ليس علي المستوي الفردي فقط و لكن علي المستوي الجمعي لأن الانفاق او العطاء او عمل الخير يحول الطاقات الخاصة الي طاقات عامة بتبادلها، تتفاعل مع بعضها فتنتج في نهاية سلسلتها الجماعية رفاه المجتمع المعين.

النظر الي القدرة علي انها مرتبطة بالمقدرة المالية و فهم الانفاق انه متاح للموسرين فقط، يجعل الفقير في حالة خمول في انتظار الحسنة، و اقتصار الانفاق علي المال و توجيهه لكفاية الطعام و الشراب يجعل المجتمع يدور في حلقة مفرغة تدور في المال و الطعام و الشراب، و ان كانت هي من ضرورات الحياة، فانها ان جمعت مع ربط العطاء بالمال يذهب المعني الاكبر و الاوسع لتبادل الانفاق بين افراد المجتمع لأن طاقات الفقير و طاقات الغني غير المال مجمدة مما يجمد التنوع في العطاء فيعطل الفنون و الابداع و الفكر و الثراء الروحي و القيمي للمجتمعات.

الطيبة غير مرتبطة بالضعف و قلة الحيلة بل بالعطاء، فالارض الطيبة لغة هي الخصبة كثيرة الخير و الانبات، و كل ارض تنتج نوعا مختلفا من النبات، فقط ان عرفنا النوع المناسب، و اختلاف و تنوع منتجات الارض خيره يعود لكل الجماعة تنوعا و ثراء. و البر الذي لن نبلغه الاَ اذا انفقنا مما نحب هو الخير و صلاح الحال، و البر ايضا في اللغة هو الوفاء و الالتزام، بما؟ اعتقد بالجماعة و خيرها و صلاحها. و بالتالي ما الذي نحب و يمكننا بذله من جهدنا الخاص غير المال لمن حولنا فتنشط تلك المنطقة في عقولنا كجماعة فتؤدي الي احساسنا بالراحة و الرضا عن انفسنا لشعورنا بقيمتنا الذاتية فيتبدل حالنا من العسر الي اليسر. نحب و يمكن ان نعطيه دون مال: امان، شارع نظيف، معلومة، رسم، تربية جيدة، حكي، استماع، عطف، موسيقي، فرح، غفران، فكرة، صحة،معاملة كريمة، بناء، نظافة، طريقة اسهل للأداء، امانة، اتقان عمل، التزام بالقواعد، عافية، تفهم، تسامح، تقييم عادل، وفاء، تدريب، دراسة، تفاكر، قراءة، خبرة، احترام الرأي الاَخر، عدم سرقة جهد الاَخرين، اظهار الجمال. هل يمكن ان نفعل ذلك علي مستوي المجموعة الصغيرة فتتفاعل مع مجموعة اخري فتكبر و تتنوع و تتلاقي مع اخريات، فتتوسع و تتكاثر و تشمل و تترابط و تقوي ببعضها البعض. الانفاق و العطاء و عمل الخير ليس ببساطة اختزاله في بعض قروش و بقايا طعام و هدوم مستعملة. المجتمعات لا تتطور بهذا الفهم الضيق و المادي للانفاق و عمل الخير، و العطاء في قانون الارض لا يقبل ان يكون طريقا لاتجاه واحد، فالعطاء بطبيعته تبادلي و تنوعي، لاغيا تقييم الدونية و الفوقية في قيمة الأخذ و العطاء.

لما لا نغيَر مفهومنا للعطاء و للطيبة ، و لما لا نفك الارتباط و الاشتباك بين الفقر عن المال و بين الضعف و قلة الحيلة، اي السلبية و الخضوع و (شر الفقر الخضوع). و اذا كانت نسبة الفقر في السودان تتجاوز التسعين فتري هل سيجدي انتطار العون و الاحسان لقلب هذه النسبة. متي نقيس الطيبة بمقدار العطاء للجماعة و المجتمع. متي نحررها مما التصق بها من سلبية و خنوع و هروب. متي نصل الي ان القصة ما قصة قروش. متي فعلنا ذلك بدأنا التغيير. لما لا ندخل سباق الانفاق كدولة فقيرة للمال لا فقيرة بنعم لا تحصي في افرادها فردا فردا. و بالمناسبة المعني القريب للانفاق هو الصرف ، و لكن اذا قلت انفق التاجر، تعني راجت تجارته، و انفق القليل من سلعته اي لم يبع منها الاَ قليلا.

تعليق واحد

  1. دعنا نحدد اولا نحن نريد السودان “دولة منتجة” زراعيا و صناعيا و نصدر مثل الدول العظمى ام دولة “مستهلكة” اعنى نستورد ابسط الاشياء التى نحتاجها فى حياتنا اليومية .. هنالك دول متقدمة لان المورد البشرى متقدم و الدول المتخلفة لان المورد البشرى متخلف.
    عندما نلاحظ المورد البشرى فى الدول المتقدمة استطاع ان يستقل الموارد الطبيعية حولة لرفاهيتة و لمصلحتة الحياتية … بينما الدول المتخلفة نلحظ انها اقلمت نفسها على على المورد المتاح دون تخيرة بالصورة الامثل للاستفادة منة فى الحياة واستكان على ذلك.
    نشير الى كتاب ستيفن كوفى فى كتابة “the 7 habits for highly effective people” حيكون بالنسبة لنا افيد حتى نستطيع نقيم الموارد التى حولنا و هى كثيرة جدا و لكننا لم نقدر قيمتها احق قدر و يمكن تحولها وتكفينا نحن و غيرنا .

  2. تشكري عزيزتي, هذا المقال الثاني الذي قرأته لك وربما فاتتني مفالات أخري. طرح نوعي وفي الصميم ويكشف عللنا الحقيقية ويشخصها والتشخيص هو نصف العلاج. إننا كسودانيين نجيد دفن رؤوسنا في الرمال ورغم معرفتنا التلمة باوجه قصورنا في الكثير من شئوننا ولكننا دائما لا نفصح عنها , وللاسف هذا حالنا في العام والخام ايضا.

  3. معليش أخت أماني،ولكن استقرار الدول وتقدمها وتطورها يقاس بالمال في زماننا هذا “فالقصة قصة قروش”،عندك أقرب مثال السعودية والأمارات شعب متخلف لأبعد الحدود في طباعه ولكن البلاد تكاد تقارب دول العالم الأول وأنا لا أتحدث عن تطور البنيان!،بل أتحدث عن الطفرة التعليمية والصحية والخدمية وغيرها الكثييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير.و الفلبين شعب فقييير جدا ولكنه يتمتع بنف ما نحلم به،وسنغافورة،وموريشيوس دولة سياحية وفقيرة في نفس الوقت،زي ماقلت استقرار البلد ووتقدمها يعتمد المال،و موارد البلد البتتحول لكاش في نهاية المطاف يعود للبلد نفسها،اماني نحن ماعندنا خطوط طيران،خلينا نسكت أحسن لينا ومانرثي روحنا أكتر من كده!!ونعمل تغيير حقيقي جد.

    بالمختصر كده طالما ميزانية البلد زيرو فالشعب أغلبه حكون زيرو لأنه ما حكون بفكر الا في قوته”أكله وشرابه”64..

    ونحن ما فقراء،بس شاء القدر يحكمونا جهلة منافقين يضيعوا مواردنا ويبيعوا البلد!!!! وكمان بتراب القرروش!!.

  4. مافي طيبه في رمامه تكسب رزقك بقوه وصلابه وراسك مرفوع ويكون فيه البركه المؤمن القوي خير من الضعيف الانفزاره والخوف والانبطاحه مابتنفع الله تعالي لم يظلم احد ولكن البشر هم من يظلمون انفسهم مافي شي بسوا ماتسمع لاسلطه لاقصور لااموال مرض خفيف يخليك ماتشوف الا القبر اليوم عمل بدون حساب وغدا حساب بدون عمل مافي شئ في الارض يخيف الانسان مادام الرزق مكتوب والاجل مكتوب والدنيا قصيره ماتبقا فيها ماتبقا من عمرك

  5. الاخت اماني ابو سليم، ربما لا اتفق معك في كثير مما طرحتيه في هذا المقال، لكن اقول لك مثل هذا المقال يصلح لان يدرس في قسم الفلسفة في الجامعات لا علي صفحات الراكوبة
    المقال عبارة عن فلسفة لتأثير الانفاق ايا كان نوع الانفاق علي تطوير المجتمع ونحن ناس بساط عاوزين واحد + واحد يساوي اتنين

  6. لمثلك ترفع القبعات
    تكريماً واحتراماً وهذا كلام جميل
    وأرجو أن تكون هذه المقالات في شكل محاضرات وأركان نقاش وندوات حتى تعم الفائدة

    كما أرجو ولوج الميديا الجديدة من فيس بوك ويوتيوب وتويتر وغييرها لإيصال هذه الأفكار النيرة

  7. موضوع ظريف … القصة ما قصة قروش … القصة قصة شعب راكع من زماااان ما قادر يقيف … مقهور بالسلاح وفوق راسو سيف ولو قال بغم الدم نزيف … مسكين خلاص ما قادر يقول بالرغم من انو زولا حريف …

  8. أستاذة/اماني ابوسليم شكرا جزيلا على هذا الموضوع الرائع والمحفز للفكر…
    نعم الطيبة هي صفة حميدة ملآزمة للسودانيين ولكن علينا أن ننتبه عندما يصفنا بها بعض جيراننا فهم يقصدون بها السخرية والتهكم، نعم الطيبة هي صفة جميلة ولكن لا تعني القعود والإتكالية وإنتظار العون من الآخرين هذه ليست طيبة هذا هو التسول بعينه،،
    نحن شعب تقليدي جدا كل أنماطه الحياتية هي عبارة عن مفاهيم منقولة وأغلب ثقافتنا هي ثقافة منقولة فقط وليست ثقافة تجريبية نحن لا نجرب الأشياء ولكننا نكتفى فقط بتجارب الآخرين ونأخذ آراء الأخرين وكأنها حقائق مسلم بها،إذا إبتعدنا عن التقليدية ومحاكاة الآخرين وكيفنا كل أمور حياتنا بالعلم سنكتشف ذاتنا من جديد ونجد مكامن قوى كثيرة في عقولنا وسواعدنابعد أن نحرر عقولنا من الخرافات والشعوذة والمعتقدات البالية …. شكرا مرة أخرى

  9. قرأت لكي مقالين
    يتميز الأسلوب بالجدة والجدية والتفاؤل
    أحي هذه الروح العالية الطموحة الوثابة
    أتفق مع ما جاء في المقالين
    يجب أن تكون همة أفراد شعبنا عالية تناطح السحاب
    يجب ألا ننظر إلي الأسفل إلي الحفر بل نتطلع إلي صعود الجبال
    رسولنا الكريم قال: المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير.
    رأى الفاروق “عمر” رجلاً مظهرا للنسك متماوت المشية فخفقه بالدرة وقال له:
    .. لا تمت علينا ديننا أماتك الله ..
    ونظم الشابي شعراً :
    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بد أن يستجيب القدر
    ولا بد لليل أن ينجلي
    ولابد للقيد أن ينكسر
    ومن لم يعانقه شوق الحياة
    تبخر في جوها واندثر
    كذلك قالت لي الكائنات
    وحدثني روحها المستتر
    ودمدمت الريح بين الفجاج
    وفوق الجبال وتحت الشجر:
    إذا ما طمحت إلى غاية
    ركبت المنى ونسيت الحذر
    ومن لا يحب صعود الجبال
    يعش ابد الدهر بين الحفر
    فعجت بقلبي دماء الشباب
    وضجت بصدري رياح أخر
    وأطرقت أصغى لقصف الرعود
    وعزف الرياح ووقع المطر
    وقالت لي الأرض لما سالت:
    يا أم هل تكرهين البشر ؟:
    أبارك في الناس أهل الطموح
    ومن يستلذ ركوب الخطر
    وألعن من لا يماشي الزمان
    ويقنع بالعيش ، عيش الحجر
    هو الكون حي يحب الحياة
    ويحتقر الميت مهما كبر
    وقال لي الغاب في رقة
    محببة مثل خفق الوتر
    يجيء الشتاء شتاء الضباب
    شتاء الثلوج شتاء المطر
    فينطفئ السحر سحر الغصون
    وسحر الزهور وسحر الثمر
    وسحر السماء الشجي الوديع
    وسحر المروج الشهي العطر
    وتهوي الغصون وأوراقها
    وأزهار عهد حبيب نضر
    ويفنى الجميع كحلم بديع
    تألق في مهجة واندثر
    وتبقى الغصون التي حملت
    ذخيرة عمر جميل عبر
    معانقة وهي تحت الضباب
    وتحت الثلوج وتحت المدر
    لطيف الحياة الذي لا يمل
    وقلب الربيع الشذي النضر
    وحالمة بأغاني الطيور
    وعطر الزهور وطعم المطر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..