المتمة الحبشية والقلابات السودانية.. منافذ العبور والتواصل

القلابات ? حسن محمد علي
من بعيد تكاد الأرض تحلق بك في سماء الهضبة الإثيوبية والعربة التي تقلك ربما تأخذ وضع الطيران، إذن أنت بالقرب من مدينة القلابات التي تجاور الحدود الإثيوبية قبالة مدينة (المتمة) التي رغم انتمائها إلى الأحباش أرضا وجغرافيا، إلا أن اسمها ظل كما هو منذ أن أطلقه التاريخ القديم، لن تستريح قليلا إلا وتتنفس رئتاك هواء (الكسبرة الإثيوبية) والعرق (الجنزبيل) ثم قبل أن تفرك عينيك جيداً، يحيطك الصبيان ببعض من الفضول، فأنت غريب في هذا البلد، وهذه مهمتهم التي لا يخطئنوها ابداً، يتراءى لك من بعيد، الخور الفاصل بين المدينتين (القلابات، والمتمة)، الكبري الذي يصل بينهما، تحرسه قوة من الإثيوبيين، لكن الطريق سالك وبإمكانك أن تعبر إلى داخل إثيوبيا بكل سهولة، ويسر، وبلا حاجة إلى جواز سفر أو تأشيرة دخول، البعض أصبح يشتكي من بعض التفلتات، التي دائما ما تكون بعيدة عن أعين السلطات في الجانبين، لكن في العموم فإن ممارسة التجارة في هذه النقطة الحدودية المهمة، كانت ذات عائد كبير، وضخم صنع منه الكثيرون أموالاً طائلة واستقروا بتجارتهم في هذه النقطة البعيدة، الطريق القاري إلى المتمة الإثيوبية تدهور بصورة مريعة وشكّل مخاطر كبيرة على مستغليه، رغم حداثة إنشائه، وعلى الرغم من أن المدينتين تعتبران منافذاً للعبور، ونقاطاً للالتقاء تحت أواصر الأخوة والمنافع المشتركة، وظلتا في حرز أمين طوال السنوات الماضية من أي تفلتات عرفت بها حدود البلدين (إثيوبيا والسودان)، إلا أن التجار هناك أعلنوا أنهم يكابدون عناءً كبيراً في استمرار العملية التجارية عدد كبير من تجار القلابات بالمعبر الحدودي بين القلابات والمتمة الإثيوبية كشفوا عن رفضهم للرسوم الجديدة التي فرضتها وزارة المالية بالولاية، وبلغت الرسوم حسب التجار على رأس البقر من (30) إلى (50) جنيهاً، وعربة الحطب البان من (1130) جنيهاً إلى (2400) جنيهاً، وعربة الفول المصري (40) طناً من (1200) جنيه إلى (4000) جنيه، وقالوا إن الزيادات الجديدة دفعت تجاراً كباراً إلى مغادرة المنطقة لممارسة نشاطهم عبر كسلا والدمازين، بحسب جعفر حمد النيل أحد تجار المنطقة، أهمية هذه النقاط التي يجب أن تحرر من الجبايات في كونها حاضنة للنشاط لا طاردة له إلى أنشطة أخرى ربما تكلف الحكومة أضعاف ما تأخذه من رسوم، فمن يحمي القلابات من غول الجبايات لتنساب الحياة على الحدود المفتوحة على مصراعيها
اليوم التالي