أخبار السودان

لا تضيعوا وقتكم في قراءة أرقام تقرير المراجع العام.. فليس فيها فساد ولا يحزنون..!!

عثمان ميرغني

الحكومة ? ولله الحق? سعيدة للغاية بالتقرير السنوي للمراجع العام.. لأنه يمنح الصحافة والإعلام مادة (وهمية!!) ينصرفون إليها ويتركون الحكومة في حالها ترتاح من وعثاء السهر والكدر الإعلامي طوال العام.

إخوتي الصحافيين والإعلاميين.. هل قرأتم تقرير المراجع العام بتمعن؟ ليس هناك فساد ولا يحزنون.. هو تقرير روتيني يتحدث عن (مخالفات) أقرب للإدارية منها للمالية.. غالبها الأعظم ناتج إما عن اجتهاد خطأ (وللمجتهد أجران إذا أصاب وأجر إذا أخطأ).. أو عن تعمد لتجاوز اللوائح والقانون دون الإخلال بكون المال العام موجه في موقع عام آخر غير الذي حدده القانون..
لكن الفساد الذي تبحث عنه الصحافة بالمعنى المباشر لكلمة (فساد!!).. ليس محله تقرير المراجع العام.. ففي كل التقرير الذي أدلى به المراجع العام أمام البرلمان ليس هناك (فساد!!) ولا يحزنون.. بل ولمزيد من الدقة.. الفساد عموماً لا يتم في الدورة المستندية التي يراجعها المراجع.. بل ولا حتى في الأوراق الرسمية بصفة عامة.

حسناً تسألونني أين (الفساد)؟؟ الفساد في (قانون ديوان المراجعة القومي) الذي يعمل به المراجع العام..
هذا القانون قط أليف منزوع المخالب.. يجعل من المراجع العام وبقية منسوبيه الكبار والصغار مجرد (ضيوف!!) يطرقون باب المؤسسة الحكومية المطلوب مراجعتها بكل لطف وتهذيب ويلتزمون بالآية الكريمة (فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ.. وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا..).

مثلاً الخطوط الجوية السودانية (سودانير) التي تنشر صحيفة (اليوم التالي) هذه الأيام تحقيقاً صحفياً استقصائياً عنها.. كانت تملك الحكومة 30% من أسهمها وينص قانون ديوان المراجعة القومي على إلزام مراجعة أي شركة تمتلك الحكومة 20% وأكثر من أسهمها.. ومع ذلك ظلت دون مراجعة.. هذا مجرد مثال واحد فقط..
لكن الأنكد من كل ذلك.. هل تدرون كم يبلغ (أجر!!) المراجع.. لا أقصد المراجع العام ونوابه الكرام (رغم أن الأمر ينطبق عليهم أيضاً) بل أقصد أعضاء فرق المراجعة الذين ينتشرون في المؤسسات الحكومية لإعداد تقرير المراجعة لكل وحدة حكومة..
موظفو المراجعة يقبضون أجراً مماثلا للأجر الذي يناله رصفاؤهم في الخدمة المدنية.. بل أقل منهم بحساب البدلات و(المخارجات) الأخرى التي يتفنن فيها موظفو الخدمة المدنية.
إذا لم يُميز المراجعون في ديوان المراجعة بامتيازات وظيفية ومالية بائنة فإن قدرتهم على فرض (هيبة!!) المراجعة على أجهزة الدولة سيكون مشكوكاً فيها.. أي (ملاينة) أو (ظرافة) طفيفة من المؤسسة الحكومية التي يراجعونها تكفي للتأثير على أدائهم.. ولو نفسياً.

كيف ينجح جهاز الأمن والمخابرات الوطني في فرض هيبة القانون والنظام على الجميع؟.. طبعاً بـ(التمييز) الإيجابي.. الذي يجعل منسوبيه قادرين على ممارسة عملهم بكل سهولة ودون اعتراض. نفس الأمر ينطبق على ديوان المراجعة القومي.. لابد من تمييز (إيجابي) في شروط الخدمة والحصانات الوظيفية حتى لا ينتظر موظف الديوان ?بكل أدب- أن تبتسم في وجهه المؤسسة الحكومية وتقول له (هيت لك..).
لا تضيعوا وقتكم في قراءة أرقام تقرير المراجع العام.. فليس فيها فساد ولا يحزنون..!!

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. تدهور كبير في أسلوب كتابات عثمان ميرغني..
    كلام حبوبات بس.
    كلمة (ولا يحزنون) كررها 70 مرة.
    وما فهمنا قصدو شنو بالتمييز (الايجابي) بتاع جهاز الأمن ده..؟ مافي زول غيرو ربط الايجابية بجهاز الأمن قبل كده، وكونو الأمن والجيش ميزانيتهم تعادل 80% من ميزانية البلد فدي نقطة سلبية مش إيجابية.

    وكان داير يقول لينا مرتب المراجع العام كم ثم لف ودار وقال: بياخذ ذي باقي رصفائه في الخدمة المدنية..!! ده كلام ده..!! يعني لو بياخذ ذي رصفائه مشكلة ولو بيأخذ ملايين تقيلة ومميزة أكيييد برضو حيقول مشكلة (ودي قروش الشعب ووو).. طيب أنت داير تقول للقراء شنو بالضبط؟

    عدم موضوع.

  2. اذا اردنا شفافية الديوان يجب ان يكون هناك شركة مراجعة قانونية تقوم بمراجعة أي مكتب او شركة او مصنع حتى لو فيه عشرة اسهم تخص المواطن العادى و الا فهو فساد منكر
    في سلاح الموسيقى كان هناك ضابط مسؤل من التموين كان له يد في القيادة العامة تخبره بيوم التفتيش الدورى و حينها يقوم باستخراج فواتير البيع و الشراء و يوم التفتيش يكون كل شئ تمام التمام الفوتير مظبوطة و التعاون متروس بمساعدة نفس التاجر الذى يقوم بالامداد و اليوم هذا الضابط مفلس و مريض الله اشفيه و يغفر له و التاجر ما زال يمارس نفس الاسلوب

  3. هذا ليس مقال ولا يحزنون، يا سيد عثمان ميرغني كل شيء له علاقة بهذه الحكومة أي انه جهة حكومية تدور في فلك هذه الحكومة ما نااااافع، وما لم تتخارج مننا هذه الحكومة وتدينا عرض اكتافها فلن يفلح لنا شأن ولا يحزنون … ولا تحزن أيها الشعب ..

  4. نتفق مع أستاذ عثمان ميرغنى في ما سقته .. كما ننوه و ننبه الى أهمية أن يطول مثل هذا الفهم و التوجه كافة المناحى الهامة و الحيوية في الوطن .. بدءا ب معلم الأساس ,, الذى هو الأساس .. و كذلك مفتشى الجمارك و نقاط العبور للبضائع الواردة للوطن . و أخيرا أيضا .. نتمنى أن يكون لديوان المراجع العام ,, ديوان مراجع لديوان المراجع . ماذا و الا لن ينصلح الحال . وفقكم الله و ايانا لمصلحة هذا الوطن الموجوع ,, و الذى طال مرضه و هوانه ..

  5. نتفق معك في مقالك فعلا ما لم يكن هنالك استقلال مالي بعيدا عن وزارة المالية للديوان ومرتبات مميزة للعاملين بالديوان لا يمكن ان يفرض الديوان هيبته على كل الوزارات والمصالح والهيئات والمؤسسات والبنوك والشركات الحكومية هذا اولا وثانيا الكوادر المؤهلة والمدربة بعيدا عن المحسوبية والحزبية وقانون للديوان لفرض هيبته على كل مؤسسة أو جهة ترده عن مراجعتهاوالفساد الأعظم يتم خارج الدورة المستندية وفي المشتريات التي لا تطبق اللائحة المالية لديوان الحسابات
    وفي تجنيب الايرادات والصرف منه من دون لوائح مالية

  6. كما ذكرت فان الفساد لا يدخل الدورة المستندية واذا دخل فأنه يدخل بوثائق معترف بها كفواتير البيع والشراء للعربات والاليات وغيرها لا يدقق في كيفية الحصول عليها ولا في ارقامها الفلكية مادامت هناك فواتير ويدخل الفساد ايضا في ارساء العطاءات والسفريات والنثريات وكلها تتم بوثائق يقرها المراجع رغم فسادها وكما قال احد الوزراء انا عوير دايرني اسجل حاجة بي اسمي ؟ نحن العوراء .
    كما ذكرت فان موظفي المراجعه يأـون للمؤسسات والوزارات بكل ادب فيسمح لهم بالدخول وينعمون بوقت جميل في الوزارة المعنية يتم ترحيلهم ويأتيهم الفطور والغداء من امواج ومعطم البحر الاحمر ويتم تحفيزهم في نهاية المأمورية وهم معذورون لضعف الراتب وايمانا منهم بالمثل القائل دار ابوك كان خربت ………..

  7. الاخ عثمان ميرغني اتمني قبل ان تكتب شيئا تحري الدقة اولا … المراجع العام ظل يراجع سودانير منذ زمن طويل وظل يبعث اكفأ المراجعين ومن هم يجيدون اللغة الانجليزية لارتباط سودانير بمحطات خارجية وكذلك ظل يرسل من هم حملة للزمالات المحاسبية دون ان ناتي باسماء …مبني ديوان المراجع ليسي بعيدا عن وسط الخرطوم لذلك اذهب واستفسر ..

  8. * لا شك ان تقرير المراجع العام يشير بوضوح لجزء من الفساد ” المالى” و ليس غيره، اخى عثمان ميرغنى.

    * إنما الفساد فى مجمل تعريفه يمكن ان يشمل النواحى الإقتصاديه، السياسيه، الإجتماعيه و الأخلاقيه. جميعها يتميز فيها ” نظام الإنقاذ” بتفرد. و لذلك يطلق عليها “دولة الفساد” لإستغلالها، مثلا ، النواحى الإجتماعيه او الأخلاقيه او السياسيه أو جميعهالأهداف خاصه!!

    * و ما يهمنا هنا ان نشير الى بعض من “مفهوم الفساد”)CORRUPTION CONCEPT) الذى نحن بصدده، و نعايشه يوميا فى حياتنا العاديه:

    + فغياب “العدل” هو فساد
    + و سوء توزيع الثروه القوميه هو فساد
    + و عدم المساواة بين المواطنين فى الحقوق و الواجبات هو فساد
    + و المحسوبيه و المحاباة (فى منح الوظائف مثلا) (NEPOTISM) هو فساد
    + و تبديد موارد الدوله (كما فى ألإحتفلات الباهظه) هو فساد
    + و إختلاس الأموال ( MONEY EMBEZZLEMENT) هو فساد
    + و غياب الشفافيه ( TRANSPARANCY) فى كل ما يتعلق بالقضايا العامه هو فساد
    + و غياب حكم القانون هو فساد
    + و شراء الذمم هو فساد
    + و الرشوه فساد
    + و الثراء دون وجه حق هو فساد.

    * و على ذلك، يمكنك يا اخى القول ان الإنقاذ نظام فاسد من راسه الى قدميه، بشهادة المراجع العام او بدونها، لا فرق. و الله اعلم.

  9. ديوان المراجع العام على الورق هو سلطة دستورية تتبع لراس الدولة ولا تتحكم فيها السلطة التنفيدية التي تخضع لمراجعتها ( المراجع العام والجهاز القضائي ) ولكن انه عهد الضلال
    المراجعون كانهم جزء من السلطة التنفيدية يقاتلون من اجل حقوقهم التي تتحكم فيها وزارة المالية
    اين الاستقلالية؟؟؟

  10. سبحانه الله كنت اقول في يا ليت احد الكتاب يكتب لنا عن المراجع نفسه لانه هو شخصيا محتاج الي مراجعة في مقدراته وصلاحياته …المراجع كل نقرريه طلع 43 مليار فقط معقولة بس يا عمك …43 مليار دي شكرة واحدة بتجيب خبرها او تحصيل في اقصي الولايات في نقطة عبور علي مدي عام فمبالك كرش الفيل واللقف التقيل ..اذن المراجع يحتاج الي مراجعة والمراجعة تحتاج مراجعين والمراجعين محتاجين مراجعات والمراجعات محتاجة مراجع والمراجع

  11. نفهم من مقالك هذا ان تقرير المراجع العام لم يوضح الحجم الحقيقي للتجاوزات المالية و ان ما نشر هو قمة جبل الجليد و ذلك لا بعض موظفي المراجع العام غضوا الطرف عن كثير و ذلك لتلقيهم رشاوي و امتيازات من كثير من المصالح الحكومية و الشركات نسبة لرواتبهم المتدنية التي لا تكفيهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..