عادت صفوف الخبز إلى سابق عهدها،..

د. هاشم حسين بابكر
عادت صفوف الخبز إلى سابق عهدها، وكذلك الوقود أي أننا عدنا ربع قرن إلى الوراء أهذه تباشير التشكيل الوزاري الذي ظل الشعب السوداني يترقبه منذ أمد طويل!!
الوزارة الجديدة إن لم يكن لديها ما تضيفه حتى تزول الضائقة عن المواطنين فليس أقل من أن تحافظ على ما وجدته من سوء لا أن تضيف إليه آخر ليصبح الحال أسوأ مما كان!!
مثل هذه الوزارات كغرفة الإنعاش التي عندما يدخلها المريض كل ما تقوم به أن توقف تدهور صحة المريض حتى يبدأ العلاج الحقيقي، ولكن الحكومة الجديدة ولم يمضِ على تكوينها أيام معدودات حتى زادت الطين بلة ومريضها الذي يعاني وهو في غرفة الإنعاش زادته رهقًا فأصبحت سقماً جديداً أضيف إلى ما يعانيه الشعب من أمراض!!
يحدثونك عن الاستثمار وعن إزالة عقباته التي تتضاعف يومًا بعد آخر بدليل عزوف المستثمرين عن الاستثمار، الاستثمار الذي يمكن أن يقوم في السودان هو الاستثمار الزراعي، فالأرض الزراعية متوفرة والماء بحمد الله موجود فالذي يريد أن يستثمر في الزراعة يأتي إلى السودان لوفرة المياه فيه ولو وجدها في بلده لما عانى مشقة السفر إلى السودان، ولكن نجد الصورة مقلوبة تماماً، حتى المشروعات الزراعية القائمة منذ ما يقارب القرن من الزمان أصبحت حطاماً تذروه الرياح وأطلالاً يبكي عليها الباكون والوزارة المنوط بها الشأن المائي هي الأخرى تم إلغاؤها رغم أهميتها للمستثمر، وفضائح التقاوي الفاسدة تزكم الأنوف والمستثمر يرى ويسمع كل هذا فكيف يمكن لرأس المال المجازفة ورأس المال أكثر ما يميزه الجبن؟!!
المسافر من الخرطوم إلى عطبرة وبورتسودان بالسيارة يلاحظ أن الشاحنات المتجهة إلى بورتسودان خاوية من أي نوع من الشحنات إلا من شاحنة أو اثنتين من جملة عشرات تحمل البرسيم المضغوط، أو تحمل حاوية فارغة وهذا يعني أن صادرات السودان أقرب إلى الصفر منها إلى الرقم الصحيح!! اليوم الصين تندب حظها لأن معدل النمو فيها انخفض إلى 7.5% وأن ناتجها القومي بلغ تسعة تريليونات وثلاثمائة مليار دولار في العام الماضي، وقد انخفض إنتاج الكثير من المصانع وانخفض الصادر، بعد كل هذه الأرقام الفلكية نجد أن وزير مالية الصين قلق على هذا التدهور وربما يتقدم باستقالته بينما ينام وزراء ماليتنا قريري العين السابقون منهم واللاحقون وكأنهم يقولون لنا إن حال السودان الاقتصادي أعلى بدرجات من الصين!!
السكة حديد من التخصصات الهندسية التي يديرها من هم على دراية تامة بها، أذكر في العام «1972» وأنا أدرس هندسة السكة حديد في مدينة ليننجراد السوڤيتية واسمها الآن سان بترسبورج دُعيت لاحتفال الذكرى المائة والخمسين لإنشاء المعهد وكان يجلس بجواري وزير المواصلات وكان أحد خريجي ذلك المعهد ومدير معهد السكة الحديد بموسكو وكان كذلك أحد خريجي المعهد، ووزارة النقل والمواصلات السوڤيتية والروسية الآن بها أربعون مستشارًا متخصصاً في السكة حديد يجتمعون من كل أنحاء الاتحاد السوڤيتي وروسيا، الآن أسبوعياً في موسكو يضعون الخطط ويناقشون مدى تطبيقها، ولجنة الأربعين هذه تضم في تكوينها علماء بدرجة أكاديمي وبروفيسور ودكتور في تخصصات السكة حديد المختلفة، ومدير عام السكة حديد الروسية من أعلى الدرجات الوظيفية في الاتحاد السوڤيتي وفي روسيا الفيدرالية الآن!!
وفي السودان نجد السكة حديد ملطشة للأنظمة الحاكمة حتى بلغت ما بلغت من التدهور المريع. ومشكلة السودان مع التخصصات الهندسية مشكلة كبرى وهي التي أدت إلى هذا التدهور في كل المشروعات الهندسية!!
رؤساء مجالس إدارات المرافق الهندسية وتشكيلها آخر ما تضم إليها الاختصاصيين في ذات المجال، وقد يعين مهندس في مجال الزراعة مثلاً مديراً لمؤسسة هندسية لا تمت للزراعة بصلة، فكل نوع من الهندسة له لغة خاصة يجهلها المهندسون في التخصصات الأخرى، ولكن طالما يحمل شهادة هندسة فهو يصلح لإدارة أي مرفق هندسي والمثل السواني يقول «ما كل المدردم ليمونة»!! السوداني وخاصة عطالى السياسيين يتقمصهم وهم كبير بأنهم الأخيرون زمانهم، فالذي يُقلَّد منصباً وزارياً هندسياً وهو خريج شريعة مثلاً يتملكه وهم كبير بأنه هو العالم الوحيد في المجال الهندسي الذي تؤديه وزارته، بل إن البعض شبه لهم أنهم هم الأعلم بشؤون الوزارة ولو لم يكونوا كذلك لما تولوا شأنها، وبهذا الوهم يؤدي القسم ويمتلك الوزارة وكأنها ملكية خاصة يتصرف فيها كيف يشاء دون رقيب أو عتيد!! وخاصية التملك هذه شائعة في السودان، فالذي يقود سيارة في الشارع العام لا يملك عربته فقط بل الشارع الذي تسير عليه، وهناك عبارة شائعة في السودان دون غيره من بلدان العالم تقول «الشارع حقي» وكثيراً ما تجد «شكلة» بين اثنين كل منهما يدعي ملكية الشارع، وهكذا الوزارة حقتي والولاية حقتي والبلد حقِّي، وحتى الشارع العام أصبح ملكية خاصة!!
البعض امتلكوا كل شيء، البلد والوزارة والولاية، أما بقية الشعب فيتنازعون ملكية الشارع العام فيما بينهم!!
اللهم اهدِ القوم فإنهم ضلوا.. آمين!!
الاتنتباهة
عنوان موضوعك صفوف الخبز – وشتان ما بين موضوعك والسكة حديد – وعرفنا أنك درست هندسة السكة حديد وهل الشعب بيأكل الحديد يا ناس والله حيرتونا – يا وجعك يا شعب ….
وماذا قال د مصطفي اسماعيل
الشعب كان شحات
صفوف البنزين والجاز في الطرمبات
صفوف الرغيف الناس تقوم من الفجر عشان تجيب العيش
والشعب السوداني كان عبارة عن شحاتين
الراجل كان بيقرا المستقبل وكأنوا بيقول حنخلي حال البلد كدا!!!!!!!!!!!!!
مرحبا بالصفوف للخبر والبنزين وفى دار الرياضه اصلا نحن خلاص تعودنا واصبح لايهمنا وصبرنا على المعاناه من زمن نميرى
البخلينا مانقيف شنو مكسرين والله فى سبيل لقمه العيش لاطفالنا نظل واقفين ونسهر الليالى ورانا شنو
والمابقدر يقول الروب ! ونحن اصحاب مبادىء
اي انسان ينظر للعالم من زاوية تخصصه فالدكتور ذكر بان صفوف البنزين والمخابز عادت من جديد ، ولكن
ما بين الاولى والثانية بعد واحداث كثيرة ( واريته وقفت علي السكة حديد براها ).
الهم لا نسالك رد القضاء ولكن نسالك اللطف فيه …
ﻛﻞ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻣﻼﻭﻱ ﺟﻮﻳﺲ ﺑﺎﻧﺪﺍ
ﺁﻟﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺿﺎﺋﻘﺔ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺧﺎﻧﻘﺔ … ﻭﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺠﻮﻋﻲ .. ﻓﺄﺗﺨﺬﺕ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺗﻘﺸﻔﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ :ـ
– ﺑﺪﺃﺕ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺧﻔﻀﺖ ﺭﺍﺗﺒﻬﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ .%30
– ﺑﺎﻋﺖ 35 ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻣﺮﺳﻴﺪﺱ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺣﻜﻮﻣﺘﻬﺎ .
– ﺃﻟﻐﺖ ﺣﻮﺍﻓﺰ ﻭﻣﺨﺼﺼﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ .
– ﻗﻠﺼﺖ ﻋﺪﺩ الموظفين ﺑﺎﻟﺴﻔﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺎﺕ .
– ﻭﻣﺆﺧﺮﺍً … ﺑﺎﻋﺖ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻷﻃﻌﺎﻡ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺟﺎﺋﻊ ..
– ﺳﺄﻟﻬﺎ ﻣﺮﺍﺳﻞ All Africa Malawi ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ؟؟
– ﻗﺎﻟﺖ: ﺑﺎﻟﺒﻼﺩ ﺟﻮﻋﻰ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻜﻠﻔﻨﺎ 300 ﺃﻟﻒ ﺩﻭﻻﺭ ﺳﻨﻮﻳﺎ … ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﻟﻮﻗﺖ … ﻭﺍﻟﺮﻓﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻣﻤﺘﻌﺔ .
– ﺷﻜﺮ ﺟﻤﻴﻼً ﺟﻮﻳﺲ ﺑﺎﻧﺪﺍ ﺇﻧﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﺋﻊ
الاربعة سطور الاولى تتكلم عن الازمة… وباقي المقال انا قريت هندسة في روسيا
سير سير يا بشير؟ ولسة وبكرة احلي؟؟؟