أخبار السودان

أكاديمية جهاز الأمن ومعارضى النظام

مروة التجانى

برغم الأحزان والمصائب التى تتوالى على الفرد أجد نفسى مرغمة على الكتابة برغم قسوة الظروف التى أجابهها ، حين أنظر الى الواقع السودانى وأعنى به الواقع الإجتماعى لا أعرف هل أصاب بمرض الصمت كعادة كثيرين أم لا ، ما دفعنى لهذه المقدمة هو الواقع المزرى الذى نعيشه كل يوم والذى سأتى لذكر تفاصيله خلال هذا المقال القصير .

لتكن البداية مع الأزمات الأخيرة التى شهدها السودان متمثلة فى أزمة الوقود والخبز وسبق أن ذكرت إنها تمثل أكبر إهانة يمكن أن يتلاقها الفرد أو الأنسان فى المجتمع الحديث إذا أخذنا بعين الإعتبار إننا نعيش فى القرن الواحد والعشرين ، وبرغم إنها كارثة إلا إننا لا يمكن أن نتحدث عن إمكانية قيام ” ثورة جياع ” فى الوقت الراهن بل أعتقد أن من الواجب رفضها رفضاً قاطعاً ما لم نتسائل عن ماهية هؤلاء الجياع ؟ ، وهو الحديث الذى ذكرته فى مقال سابق وإستشهدت بالثورة الفرنسية والتى لا ينكر أحد دور المواطنيين الذين أرهقهم الجوع فيها ولكن لا يجب أن ننسى السياق التاريخى الذى حدثت فيه وكانت أوربا آنذاك تعيش فى عصر التنوير ووجود عقول غيرت ليس واقع فرنسا وحدها بل والعالم مثل الرائع ” جان جاك روسو ” وفى هذا العصر الفريد كتب ” ديفيد هيوم ” أول رسالة طالب فيها ضرورة قيام جمعية تضم عدداً من دول العالم للإشراف على الإنتهاكات الخطيرة التى قد تتعرض لها الإنسانية فى ظل الحروب وتم تجاهل الرسالة وبعد 125 عام تقريباً تكونت عصبة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الأولى ، حين أستحضر هذا الزمن الجميل برغم ما يحمله من كوارث لابد من حدوثها فى كل عصر وأنظر للراهن الذى نعيشه أكاد أصاب بإغماء طويل لأن كثير من المهتمين بالشأن العام لا يمتلكون أبسط وسائل البقاء والمقاومة وهى قبول الرائ الآخر ودراسة واقع المجتمع المنوط بهم تغييره .

التاريخ يعيد نفسه المرة الأولى كمأساة والثانية كمهزلة
ولأذكر هنا واقعة حدثت قبل فترة قصيرة كانت حين قام الشيخ الأستاذ ” محمد العريفى ” بزيارة للسودان من يرى الجموع وهى تحتشد فى إنتظار إحدى ندواته يظن أن مظاهرة على وشك الإندلاع فى هذا المكان وانا هنا لا ألقى اللوم على هذه الحشود فلها حق الإختيار الكامل أن تختار ماذا تريد أن تعرف ولكن اللوم موجه للنشاطين بشكل عام الذين حين نقلت لهم هذا المشهد المهيب كان ردهم مؤلماً لحد الدهشة حيث قال أحدهم : وما يهمنا أن جاء وأن ذهب وقال آخر بإستنكار هل ذهبتى أنتى ؟ وآخر تباكى على الماضى وقال : زمااااان فى جامعة الخرطوم تمت إستضافة الأستاذ ” على حرب ” ولا يعلم هذا الأخير ان الذاكرة عملية قد تنقطع أو تغيب فى اللاوعى الجمعى بين الأجيال ونحن الآن فى العام 2014م والجيل الجديد لربما يقول له ” ده كان زمان وماذا أنت فاعل الآن ؟ ” . الغريب أن جمعيهم لم يذكر النقطة الهامة وهى إختلاف تركيبة المجتمع وإختلاف إهتمامات الشباب بل أنى وجدت عند حديثى مع الكثيرين من المهتمين بهذا الشأن العام أنهم لا يبارحون الماضى إطلاقاً ، والماضى جميل حين تتم دراسته بشكل ممتاز مع إستصحاب التغيرات الكبيرة الحادثة فى الوقت الحالى ويكفى أن ننظر لثورات الربيع العربى لنلاحظ بداهةً أن إقتصادها لم يكن يعانى الإنهيار التام كما هو الحال فى السودان حتى أن ” البوعزيزى ” حين أحرق نفسه لم يكن يعرف ان موته سيغير منطقة الشرق الأوسط ولكنهم الطبقة الواعية والقوية فى وقت واحد هى من فعلت ذلك والأمر يسرى فى بقية الدول ، هذه النقطة الأخيرة الغرض منها تذكير الداعين والمطالبين بثورة جياع دون وعى أن التاريخ ليس بالضرورة أن يكرر نفسه كما حدث فى أكتوبر وأبريل .

سقوط ملكة جانسى ونشوء الأكاديمية
حين كنت فى زيارة لأحدى جاراتنا سألتها هل إنتهى مسلسل ” ملكة جانسى ” فكان ردها بالإيجاب وحمدت الله كثيراً لأنى كنت على حق حين وجهت إنتقاداً لاذعاً لمتظاهرى سبتمبر الذين إتخذوا منها شعاراً بل وحين كتبت مقالاً بهذا الشأن وطالبت أن تكون القضية التى تستحق أن نموت من أجلها كبيرة مثل ” الدستور ” و” العلمانية ” و ” تحديد ماهية الوجود الإيرانى ” قوبلت انا بالرفض دون تبرير موضوعى ، الذاكرة تسقط وتنتهى بإنتهاء مسلسل ، الصحيح هو أن نتعلم من أخطائنا ونعيد النظر فى هذه العقول التى تفكر وتخطط لإسقاط النظام وتبتكر مثل هكذا شعارات ومطالب ولا تعرف حتى كيف يفكر المجتمع ، بل انه قد يجوز لنا القول أن كلمة ” مناضل ” أصبحت أسهل وصف ومهنة ان إعتبرناها كذلك ، يكفى أن يلتف حولك عدد كبير من الأصدقاء حتى تجد التضامن وتمضى .

وحتى لا نذهب بعيداً لنأخذ قضية ” حلايب وشلاتين ” التى عادت الى السطح مجدداً ، جميع من تناول هذه القضية بالبحث أو حتى الحديث لم يطرح السؤال المهم : هل كونت المعارضة السودانية وفداً وذهبت لزيارة المنطقة كما فعلت مصر ؟ هل تم توجيه مذكرات بهذا الصدد من المهتمين بالقضية “بعيداً عن الحكومة ولن نعير مواقفها هنا إهتماماً ” للجهات المسؤولة فى مصر ؟ .

أخيراً بينما أغلب من يمسكون زمام الأمور بيدهم يجوز لى أصفهم بـ ” ظرفاء المدينة ” لأن وصف مثقف كلمة كبيرة جداً ، بالطبع لا أملك إلا التمنى بأن يتغير الحال خاصة وأن جهاز الأمن بحسب ” مصادر ” ماضى فى تكوين أكاديمية خاصة به لم يتم إفتتاحها بعد وهى الكارثة الكبرى لأن كلمة ” أكاديمية ” التى ظهرت مع ” أفلاطون ” كانت تهدف لمعانى نبيلة ومابين غياب فعل حقيقى وإستمرار أفعال أخرى أشد قسوة نتمنى ان تعود الأمور الى مسارها الطبيعى .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الحقيقة هى اننا بصد إزالة ثلاثة أوسان غيرها لن نقوم
    *الطائفية وعوائلها
    *العسكر وفساده وتسلطه
    *المتعلمين وحملة الشهادات الفاسدين
    الطائفية تزال بتكويم حزب ثالث رغم انفهم و التفافهم على الاخرين والعابهم والفهلوة
    العسكر يفصل المتسيسين منهم ويخرج من السياسة والمدن
    اما سدنة الانظمة يمنعوا بتاريخهم من الحكم وتتكون فيدرالية إتحاد الولايات
    حقوق المواطنة والدستور ( 50 % من ايرادات كل أقليم له 40 % من ايرادات جميع السودان توجه للخدمات الصحة المدارس الاطفال العجزة الباقى تسير الحكم بحيث لا يزيد عن 10 % ))

  2. شكرا أستاذة مروة .. في غير هذا المكان تجدينين محاولة متواضعة للإجابة على السؤال : ما الذي حدث ؟ عندما يكون قادة الرأي العام من أمثال العريفي فسيسود الظلام ، عندما تكون أكثر الكتب المقروءة (على قلة القراءة) هي كتب السلفيين ثم كتب الطبخ و الأبراج فتأكدي أن المجتمع يسعى نحو الانقراض ، الإنقراض الجسدي (الجوع و الأمراض و الحروب) و الإنقراض الحضاري (يصبح مجموعة متسولين) … الطريق طويل و الثورة الحقيقية تنتج من الشعور بالظلم و معرفة طريق التغيير و إلا سنكون مثل ساقية جحا ..

  3. نجحت الثورة الفرنسية لانها قامت على اهم ثلاثة مبادئ للحكم الرشيد (العدل والاخاء والحرية) وهي مبادئ ودعائم واسس واعمدة الحكم الرشيد
    ما حكومتنا جاءت الى الحكم وهي مصصمة على العمل بغير هذه المبادئ لا عدل بل ظلم وتمكين ولا اخاء بدليل انها فرقت بين الناس وبين الاحزاب وكان همهما ان تشتت حتى ابناء العائلة الحزبية الواحدة عن طريق ما تقدمه لهذا الطرف وتحرمه للطرف الاخر اما الحرية فإن الواقع حتى الأن يوضح الامور التي صارت اليها الامور وان جهاز الامن يصادر الصحف ويحدد من يكتب ومن لا يكتب.

  4. ما بين الشعب السوداني وجهاز امن المؤتمر الوطني حساب وورقة وقلم ومشانق ومزمار يغني للأبد..ما ضاع حق وراءه مطالب..والدنيا دي ضييييييقة لو دامت لغيرك لما آلت إليك

  5. الآن الشئ الرئيسي الذي يجب أن نقاتل من أجله هو اسقاط نظام الفسقة الفاسدين وكنس آثار عصابة الجبهةالاجرامية والقذف بها إلى مذبلة التاريخ.

    وبعد ذلك لنا أن نتفاكر في الدستور وغيره.

  6. حكومتنا الرشيدة كرست كل ثروات البلاد ومقدراتها لاسراء المفسدين وحرب وتجويع وتشريد لشعوب السودان بمختلف مكوناتها فكيف تناشدين العقلاء والمثقفين وحالهم حال الخبز والوقود يعانون من الندرة هذا حال بنى كوز قوم إن إستنبح الكلب ضيفهم * قالوا لأمهم بولى على النار * فأمسكت بولها بخلاً لاتجود به وبالت بمقدار * والقمح كالعنبر الوردى عندهم × والقمح سبعون اردباً بدينارِ .

  7. كلامك كله صاح يا أختى العزيزة و لكنك إذا شاهدت إحتفال الحواته بالذكرى الأولى لرحيل المبدع محمود عبد العزيز فسوف تتأكدين بأن الكيزان سوف يحكمون السودان لسنوات أخرى غير قليلة و ربنا يستر .

  8. المهتمين بهذا الشأن العام أنهم لا يبارحون الماضى إطلاقاً ، والماضى جميل حين تتم دراسته بشكل ممتاز مع إستصحاب التغيرات الكبيرة الحادثة
    جملتين تحمل قمة مضمون التغيير فالقائمين على الاهتمام بالتغيير والمعارضة من الخارج والداخل يستندون على القديم في سياستهم وشعاراتهم في حين أن الشعب السوداني أصبح عجينة يتم تشكيلها على أي أيدي تريد أن تخبزها فاليون الانقاذ تمكنت من تمكين جميع الفئات (وليس التمكين الا الانحلال الاخلاقي واستباحة المال العام والمحسوبية وغيرها من ما تسبب في تجويع المواطنين البسطاء الشرفاء وتشريد الكوادر ونتج عنه ما نتج في الواقع الاجتماعي والاقتصادي) فلماذا لا يسعون أصحاب القضية وليس أصحاب السلطة إلى السعي إلى الوصول إلى الشرفاء الذين رفضوا الانضمام تحت مظلة الإنقاذ وتشكيل البسطاء فيهم أو بمعنى أصح توعيتهم إلى الدور المنوط بهم للسعي إلى طرد هؤلاء المجرمين حتى ينصلح حال السودان ومن ثم السعي إلى الرجوع إلى القديم لاستعادة هويتنا وقيمنا وعاداتنا فالكثير من أبناء الشعب السوداني يرفضون النظام القائم ولكن خوفهم مما يشاع من تعاملات في معتقلات الأمن وخوف كل واحد من أن يصبح مفردا مستهدفا ولن يعير له البقية اهتمام اكتفى بالصمت فأسعوا يامن بيدكم المقدرة على الحركة إلى جمعهم وتأكدوا لن يطول بكم الطريق

  9. اولا مرة أقرأ لهذه السيدة/الأنسة لان عنوان المقال فت نظري ولم اجد صلة بينه وبين الموضوع او الموصوعات، لم استطع ان اتبين ما اراد ان توصله لنا معشر القراء العاديين باسلوب وعظي يشبه اللغة السائدة في هذه الايام واعتقد ان اسلوبنها وعرضها شبيه بالشباب الذين تنتقدهم فيما يبدو كتب احد المعلقين كلمتين اعتقد انه قد لخص بهما سطوري الاربعة اعلاه حينما قال
    ” انسى الموصوع”

  10. الدمية العريفي.. ببغاء يردد ما انتجته عقول القرون الوسطى..تحركه ايادي الماضي من امثال ابن تيمية الذي فرق الامة وخرج بدين السلفية الذي نشر في الارض القتل والتخلف.. العريفي اسير الاسلام الثقافي الطائفي والبيئي..ليس لديه معرفة نحتاج اليها.. الدمية العريفي جبان يهاجم الدكتور عدنان ابراهيم عبر تويتر ويلصق التهم والاكاذيب جذافا.. وعندما دعى الى مناظرته فر الجبان ورفض مناظرته.. لانه ليس له لياقة ذهنية يجارى بها ذلك الدكتور المستنير صاحب العقلية المركبة والتحليل الموضوعي الدقيق – الذي يرهب كل من امثال العريفي ذوي العقول البسيطة عقول النقل والوعظ الطفولي.. ان الحضور الذي حظي به في السودان ليس لانه عالم مفكر بل لعقدة السودايين لكل القادمين من الجزيرة العربية تلك النسخة العربية المطورة وذلك النقاء العرقي.. انا نعاني فقط من مركب النقص الابدي..

  11. Dear Miss Marwa
    Good day
    ihave been following your notes for the last 10months. ireally support you for all you have written. go ahead and we are supporting your critics in all fields . bes t regards

  12. لا أعلم أتنادين بالثورة أم لا؟ أتلقين باللوم على الشعب السوداني على مايحدث اليوم أم على نهج المعارضة أم على نهج النظام أم على الثقافة الوليدة من صلب هذا النظام أم على الجميع؟ولا انت بس حزينة وحبيت تكتبي زي ما قلت في أول سطرين،عشان تفضفضي حزنك على الحال الوصل ليه السودان.!!

    عموما “جان جاك روسو” كان يتحدث بأسم وآحاسيس وعقلية الطبقة الثالثة،كانت له الموهبة في نقل وتصوير معاناة الطبقة الثالثة وكانت له الجرأة الكافية ليتحدث بشجاعة،ونحن داخل السودان لا نملك سوى اعلام وسلطة عندهم شيزوفرينيا،ومعارضة عبارة عن اروقوزات للنظام،وصحفيين بحبوا يتفلسفوا،لذا شي عادي جدا احتشاد الآلاف لو العريفي أو نانسي عجرم أتوا السودان!!لأن الناس بكل بساطه عايشه في وهم الدولة..ولمن الصحفيين العاملين فيها معارضين يبطلوا تحليلاتهم الفلسفية البوليسية العقيمة ويتكلموابلغة بسيطة هدفها الأول التنوير،ساعتها معظم الناس حتصحى من الغيبوبة.

  13. لو وجدت ذرة امل للمواطن وقدر له ان ينهض ويتعافي من الجوع كان من الممكن الا ينادي من يطالب بالتغيير ولكن الموت البطئ للشعب ما زال مستمر وفي رحول للسواء ولو لو يمت بائ شئ اخر لمات جعان في مقبل الايام لو استمر الامر علي حاله ستعود سنة سته والمجاعة تضرب السودان

  14. البت دي بي اختصار قالت ليكم الرجال ماتو في كرري والمعارضة حقو تشتغل ما تتكل علي التراشق الاعلامي وقالت ليكم مافي حاجة اسمها مثقفين بالساهل كدا ..وقالت ليكم كل الطرق تؤدي الي روما يعني اختلاف الثورات رحمة للامة …وقالت ليكم اي واحد يقوم بي واجبو ويوثق لكل الاحداث عشان الاجيال الجايا تفتخر ..في النهاية ما ممكن في 2014 وجعانين وساكنين بالايجار وبلد مساحتها مليون ميل الا قليل .وفيها انهار جارية وارض خصبة ونحن لسه صفوف في الافران الله المتسعان اللهم اهدي ولاة الامر

  15. التمساح العجوز عندما سقطت اسنانه التى كان يمزق بها الفريسة ظل يفكر فى طريقة يعيد بها مجده
    وشبابه الذى تجاوزه الزمن فاراد تركيب اسنان .اختار اقوى معدن وظن انه الحديد فقام بتركيب اسنان من حديد .فاراد ان يجرب قوة اسنانه .فعندما اقتربت الفريسة اطبق اسنانه ولكنة اخطاء المسافة فغرزت اسنانه فى لحمة وظل على هذا الحال حت فارق الحياة.هكذا حال كثير من الظالمين يفقدون البوصلة.وتشوش الرؤية عندهم بكثرة الذنوب فيموتون وتموت مشاريعهم كما التمساح العجوز والمعنى واضح.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..