مصادر دخل معقودة على أجنحة الحمام وهديله

ريفي المتمة – محمد عبد الباقي
لم يجد مُحدثي وصفاً يليق بمن يريد أن يخبرني عنه، غير أن يصفه بأنه إنسان فعّال، ثم شرع يعدد باستفاضة خصاله الحميدة كما يراها، دون أن يفكر مجرد تفكير في أن مثل هذا المدح يهمني أم لا؟
لم يكن بوسعي فعل شيء غير الانصياع التام وإصاخة السمع لحديث الرجل، وحتى يبدو الأمر مثيراً، كنت أبدى القليل من الملاحظات بين الحين والأخر على ما يقول، لكنه كان يستمع لبعضها بمضض. قال الرجل الذي يبدو من طريقة اقتحامه، إنه من ظرفاء المنطقة ولسان حال أهلها الذي يتغنى بفضائلهم بين العالمين، قال: إن شاباً جاء إلى القرية صغيراً مع أقربائه للعمل في تشييد طريق شريان الشمال.
وعندما طاب له المقام شرع في اختراع عدد من المشاريع الصغيرة التي لفتت نظر سكان القرية إلى ذاك الشاب الذي دخل قريتهم ذات مساء من بابها الغربي!!
*الحلم ينمو كظل صاحبه
أعظم الأشياء تبدأ صغيرة ثم تنمو وتكبر لاحقاً إذا كان القائم على أمرها أولاها اهتمامه، وبما إنني كنت منذ الصغر أحلم بتحقيق الكثير من المشاريع المهمة بقدر ما يتوفر لي من إمكانيات شرعت فور وصولى، لهذا المكان في تربية الحمام، وحتى تكون الفكرة دافعاً لغيري بأن يحذوها، اتبعت طريقة محببة للناس، وهي توزيع فراخ الحمام بين الحين والآخر على الجيران ترغيباً لهم وتشجيعاً مني على أن يستشعروا أهمية تربيته والاهتمام به.
هكذا شرع (مهند الجزولي) الشاب الصغير الذي لفت نظر السكان بتربيته لعدد كبير من الحمام، يحدثني عن فكرته والغرض من تكبده عناء ومشقة الاهتمام بهذا المشروع الذي قال: إنه لا يطمح من ورائه إلى تحقيق عائد مادي، إنما يهدف من خلاله إلى إشباع رغبته وهوايته في تربية الحمام، بجانب دفع الآخرين إلى الاستفادة من مثل هذه المشاريع التي لا تكلف كثيراً، وإنما تحتاج فقط إلى فكرة وقليل من الاهتمام لترى النور.
*مخرج آمن من حياة الكفاف!
بدأ (مهند) مشروعه بجوز حمام واحد فقط، وضعه داخل قفص صغير وأجزل له الرعاية ووفر له الحماية من القطط والكلاب واللصوص بحسب وصفه، وبعد مرور عامين تجاوز عدد الحمام مائة جوز ضاقت به الأقفاص على كثرتها مما جعله يقوم بتوزيع الفراخ على الجيران والمعارف.
واعتبر (مهند) أن فكرة تربية الحمام بسيطة ولا تحتاج تكاليف مالية كبيرة، ولهذا يستطيع أي مواطن أن ينفذها، لأن الحمام لا يحتاج لغير توفير الأمن والنظافة الدائمة والغذاء، وفي مقابل هذه الأشياء القليلة يمكن أن يجني الإنسان من ورائه فوائد كبيرة ترتقي لمستوى تحسين الوضع المعيشي بصورة غير مسبوقة، وأجزم أن لو كل أسرة بسيطة نفذت مثل هذه الفكرة التي لا تحتاج إلى رأس مال كبير لاستطاعت أن تحسن من وضعها الاقتصادي كثيراً في زمن لا يتجاوز العام الواحد، ولصارت مثل هذه المشاريع خطوات عملية في اتجاه محاربة الفقر الذي ضرب المجتمع في المدن والأرياف.
*الدجاج رفيق لا يعيق
بجانب الحمام الذي تكاثر بصورة ملحوظة في المنطقة كلها قام “مهند” بتربية عدد من الدجاج البلدي مع الحمام في مكان واحد وفلسفته في الأمر أن الدجاج غير مؤذٍ للحمام ويمكنه أن يتعايش معه باستمرار، فالدجاج يستطيع قتل بعض الحشرات التي تدخل إلى أقفاص الحمام، وأيضاً يلتقط بقية الحبوب التي يتركها الحمام خلفه.
بجانب هذا كله يمثل الدجاج مصدر دخل إضافي مع الحمام بالنسبة للأسرة أو للفرد الذي يقوم بتربيته، وهو أيضاً مثل الحمام لا يحتاج لتمويل بنكي أو عقاري أو أي أموال كبيرة غير الرعاية في أوقات الفراغ.
ويختم (مهند) بتأكيد على أن مثل هذه المشاريع الصغيرة لو وجدت دعماً مادياً أو أي تشجيع آخر من جهات رسمية أو منظمات مجتمع مدني لإعانة عدد كبير من الأسرة الفقيرة

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. ****** مقدمة سخيفة جدا ******* صحفي الغفلة عامل فيها مهم ******* اختار موضوع الحمام و الدجاج ***** ذات الريش تتشابه ****** اذ هو ديك منفوش الريش ***** تواضعوا يرحمكم الله **********

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..