(قَطَعَتْ جَهِيْزَةُ قَوْلَ كُلِّ خَطِيْبٍ)

اجتمع قَوم يَتَشاوَرونَ في صُلحٍ بَينَ حَيّينِ، قَتلَ أحدُهُما مِن الآخَر قتيلا، ويحاولون إقناعَهم بِقَبولِ الدِّية. وبينما هُم في ذلك جاءَت أمَةٌ اسمُها “جهيزة” فَقَالت : إنَّ القاتلَ قَد ظَفِرَ به بعضُ أولياءِ المقتولِ وقتلوه
فَقَالواعند ذلك: (قَطَعَتْ جهِيزةُ قولَ كلِّ خَطيبٍ)
ان هذا المثل يضرب لِمن يَقطعُ على النّاسِ ما هُم فيه بأمرٍ مُهمٍ يأتي به وذلك مافعله بالضبط نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب ابراهيم محمود حامد حينما خرج للناس امس الاول بقوله ان حديثه برفض الحكومة الانتقالية يعبر عن رؤية ورأي المؤتمر الوطني وليس حديثا شخصيا كما وصفته آلية (7+7) واضاف بحزم لا اعتذر لانه راي الحزب (انتهى حديثه)
وقبل التعليق على هذا التاكيد من ابراهيم محمود حامد نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب ) نتساءل ببراءة شديدة كيف علمت هذه اللجنة (7+7) ان تصريح ابراهيم محمود حامد الاول بان المؤتمر الوطني يرفض الحكومة الانتقالية هو راي شخصي له هل تمثل هذه الالية المؤتمر الوطني ام هي ناطقة باسمه ؟
ان المحللين استغربوا لحديث هذه الالية لانها افتت في مسالة (ومالك موجود في المدينة ) ولانها لا تملك سلطة شرح معاني تصريحات قيادات الاحزاب
ولكنها السياسة السودانية ومفارقاتها العجيبة التي تبيح للبعض الحديث بلسان الاخرين كما فعلت لجنة (7+7)
ان حديث ابراهيم محمود حامد برفض الحكومة الانتقالية وتأكيده بانه راي الحزب هو حديث صحيح لانه اهم شخصية في الحزب من حيث المنصب وياتي بعد الرئيس المشير عمرحسن احمد البشير رئيس الحزب
وحديثه هو مثل حديث جهيزة التي قطعت قول كل خطيب و تأكيد جديد على ان المؤتمر الوطني يرفض الحكومة الانتقالية
كما ان رفضه للحكومة الانتقالية ( اي المؤتمر الوطني ) لا يعني بالضرورة انه لن يوافق اذا اجمع عليها المتحاورون بقاعة الصداقة وتوصلوا الى اتفاق كامل بشانها
ولهذا لا يجب النظر اليه ( اي حديثه وتأكيده ) شزرا والتوجس منه الا اذا كان المؤتمر الوطني هو فعلا من يحاور نفسه لا الاخرين يرفض اشياء ويوافق على اشياء والاخرون يرقصون طربا
انها قضية مهمة ان تعي الاحزاب التي قبلت الحوار ان رفض المؤتمر الوطني لاي قضية لا يعني انها مرفوضة كذلك من قبلهم فيبصموا على رأي المؤتمر الوطني ايا كان باصابعهم الخمسة والا مافائدة جلوسهم في حوار تملمت فيه بعض الاحزاب من عدم صرف نثريات لهم بل وانسحبت من القاعات
نشر بصحيفة المستقلة السودانية الاربعاء 11/11

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..