الكراسى أم المبادئ والبرامج؟

قولوا حسنا الثلاثاء 25=10-2011

الكراسى أم المبادئ والبرامج؟

محجوب عروة
[email protected]

لو صحت الأخبار التى تواترت أمس حول قبول الحزب الأتحادى الديمقراطى جناح الميرغنى الدخول فى الحكومة القادمة شريكا لحزب المؤتمر الوطنى على أساس المحاصصة قى المناصب فسيكون الحزبان قد انحدرا بالعمل السياسى الى الحضيض. فقد شهدنا منذ الأستقلال حكومات ائتلافية تقوم على المحاصصة على كراسى السلطة وليس على المبادئ ولا البرامج.. يسهر زعماء الأحزاب وقياداتها حتى ساعات الصباح الأولى وتذهب الوفود وتجئ ويتحرك الوسطاء كلما انهار الأئتلاف ليجتمع أخيرا زعماء الحزبين ليعيدوا توزيع الوزارات ويتقاسموا كعكة السلطة دون أن يعلم الشعب بل جماهيرهما فيم اختلفوا و لماذا انفضوا ولم عادوا رغم تبادل الأتهامات والشتائم، وما هو البرنامج الأقتصادى الذى سيرفع من قدرة الأقتصاد ويحسن معه الوضع المعيشى ويحارب العطالة ويحجم التضخم ويشجع الأستثمارات. وما هو برنامج التعليم والسياسات التى ترفع مستوى الأجيال القادمة ويواكب التطور ويوفر حاجات التنمية.. وما هو سياسة الأئتلاف تجاه التنمية المتوازنة والتوزيع العادل للسلطة والثروة خاصة على المستوى الأقليمى، هذه وغيرها من قضايا لم فى خاطر اهتمامات الحكومات الحزبية الأئتلافية ولا أولوياتها، كل همهم تقاسم المقاعد ولو بمستوى قيادات دولة ووزراء عديمى الفهم و الخبرة والشعبية لذلك تسقط الحكومات الأئتلافية عند أول اختبار حيث تكون مغرية للأنقلابيين المتربصين وجدت التأييد منذ اذاعة بيانهم الأول اذ سيكون الشعب قد أصابه الأحباط وكره تلك الممارسة الحزبية الساذجة المتخلفة وقيادات وزعامات الأحزاب التى يهمها فقط أوضاعها الشخصية ومصالح أحزابها الضيقة فلا يخرج ليعيدها ويثبت الديمقراطية التى وضعوا لها المواثيق بل للأسف يشمتوا فى الأحزاب وقادتها.. حتى اذا وجد الشعب بعد فترة من الحكم الديكتاتورى أنه أكثر سوءا اشتاق للديمقراطية ولكنه يخاف من عودة تلك الزعامات وممارستها.
واليوم يكرر حزبا المؤتمر الوطنى والأتحادى الديمقراطى جناحى الميرغنى والدقير نفس الأخطاء الحزبية السابقة فيكون همهم الأكبر كم يحصل كلا منهم على مقاعد الوزارات والسفارات والمعتمديات وكأن مشكلة السودان هى ذلك… نعم نسمع عن عروض فى نسب تقاسم كعكة السلطة والأمتيازات الخاصة وربما فيها ما لم يعلن ما دار حقيقة وراء الكواليس والجدران ربما عن اعتذارات ومصالح (شخصية جدا جدا !!؟؟) ولكن لم نسمع ونقرأ عن المبادئ والبرامج ومصالح الشعب السودانى الصابر على زعامات وأحزاب لا هم لها الا نفسها وأسرها.
ماذا عن الدستور القادم؟ ماذا عن الحريات العامة؟ بل ماذا الأصلاح الأقتصادى والسياسى والأجتماعى والقانونى؟ ماذا عن تطبيق العدالة والمساواة والتصالح والتصافى الوطنى؟ ماذا عن دولة سيادة حكم القانون ودولة المؤسسات والفصل بين السلطات وفوق ذلك ماذا عن مشكلة دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وقضايا الشرق وتنميته؟ ما هو رأى أحزاب الحكومة القادمة عن قضايا التعليم والصحة والتوظيف الأفضل للموارد؟ ماذا عن السياسة والعلاقات الخارجية؟ ماذا عن نظام الحكم اللامركزى ووضع الولايات الحالية هل سنستمر فى هذا الكم الهائل من الولايات أم الأفضل العودة للمديريات القديمة منذ الأستقلال التى كانت تدار بكفاءة وصرف مالى أقل وتمثل تراثا تاريخيا واجتماعيا وتكاملا اقتصاديا؟ ماذا عن الفساد الذى أزكم الأنوف؟ كل هذه وغيرها قضايا وأسئلة هامة وأساسية وملحة تحتاج لناقش عميق وجاد وصادق ولها الأولوية قبل توزيع المغانم الوزارية والمصالح الشخصية لهذا الزعيم أو ذاك الحزب.أما اذا كان الهم الأكبر والأساسى هو من يحصل على ماذا ومن يورث ماذا فلن أندهش اذا فشلت السياسة السودانية واحزابها وانتحرت زعاماتها سياسيا التى لم و لا ولن تتطور فيسخر منها الشعب ويهجرها ولا يكون مصيرها الا هادم اللذات.

تعليق واحد

  1. الناس الجارية ورا الاستوزار و الذى منه والله العظيم لا هاميهم الدستور ولا دولة القانون و فصل السلطات و الصحافة الحرة و الذى منه بس هاميهم مصالحهم الشخصية و والله الذى لا اله غيره انهم لاقزام و الاقزام ذاتهم ما بيرضوا يشبهوهم بامثال هؤلاء و طظ فيهم واحد واحد عديييييل كده و بدون لف ولا دوران !!دا مصير بلد و اجيال جايه مش لعب عيال و مصالح خاصة و الحكاية واضحة و بيسطة جدا مصلحة السودان فى مؤتمر قومى دستورى و قبله كفالة الحريات لان البلد دى ما حقت ابو واحدفيهم يا شعب يعيش فى حرية و كرامة و عزة انشاء الله يتقاسم النبقة ولا تحت الارض احسن من ظاهرها!!! بلا كلام فارغ بلا عفن بلا لمة!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..