مقالات سياسية

ديمقراطية تونس.. والخرطوم.. في الاتجاه المعاكس..!ا

ديمقراطية تونس.. والخرطوم..
في الاتجاه المعاكس..!

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

وفي ذات اتجاهات استشرافنا الذي طرحناه بالأمس والذي لا يحتاج الى كثير ذكاء أو قليل جهد ، أو كما تشير كل الاستطلاعات والنتائج الأولية التي ربما يكتمل اعلانها عندما تكون هذه السطور بين ناظري القاري ء العزيز . فان عرس تونس التي تخضبت بحنائه انامل كل الذين رموا باصواتهم في صناديق الاقتراع وغمسوها في ذلك الخضاب بعد حفة طويلة أو عدم ممارسة فعلية . وعدم الدخول في التجربة قبلا من أصلها بالنسبة للكثيرين .فان تقدم التيار الاسلامي بات واضحا في ذلك السباق الذي يعتبر فاتحة ونخبا اول لربيع الثورات العربية التي نضج محصولها هناك ، ويصارع آخر موجات التصحر والتعطيش التي تحاول خنقه في أكثر من مكان .
فنتيجة هذا الاستحقاق التونسي لا تكمن أهميتها في من الذي فاز ولكّن في كيفية فوزه . والأهم هو استمرار هذه الكيفية كنهج لتداول البرامج السياسية والوطنية عبر دورات معلومة الأجل ، فمن يخفق يمضي ولكن بارادة من اتوا به وهكذا دواليك.
طبعا منذ الغد سيلتقط نظامنا العزيز في الخرطوم خيط هذا النصرالذي حققه غيره من جماعتهم في تونس ..بينما هو هنا في لجة اخفاقاته وضياع دربه في عشب العودة بوطن ناقص ،بلا جنوب الى خلافة ثانية ، تنتظرها ازمات اقتصادية وجراحات حروب متجددة ، وململة شارع لا زال يشاهد عروض أفلام تساقط العروش وترنح بعضها وان كان يبدو لمن لايعرفه جيدا غير مبال ، يعلك الصبر .
وسيقولون أن الشعب العربي في تونس اختار برنامجنا وهذا يعطينا الحق في ان نقول لكم . مالكم تستعجلون رزقكم الذي سينزل من السماء قمحا ووعدا وتمني ، لا زال حكمنا للسودان طفلا يحبو، فلما لانحكم عقدين آخرين ، كما قال الدكتور قطبي المهدي متفائلا بان تلك مدة ستكون كافية لتحويل السودان الى دولة عظمي.
ونقول له ..آمين .. حينما يقال للنحيل .أنت سمين!
ولكننا في ذات السياق نهمس لجماعة المؤتمر الوطني الذين سيقولون هذه هي الديمقراطية التي أتت بنا !
وهي ذاتها التي جعلت الغنوشي هناك متقدما على الأقل حتى الان حسب النتائج الأولية.
فنقول لهم.
تفرق كثير يا سادة.
فتلك غير هذه . لانها تمت عقب ثورة شعبية حقيقية،و لم تكن وصلة جورسي مزيف لستر شعر انقلاب قصير التيلة.
. فديمقراطية تونس فتحت السقف دون حدود لكل الأحزاب وفق التراضي على قيام دولة وطنية مدنية تعددية. يتم التمهيد لها من خلال هذه الانتخابات لقيام مجلس تأسيسي ، مهمته اعداد دستور دائم للبلاد .ايا كان فهو خير وبركة على الشعب طالما ارتضاه باختيار من يمثلوه ، وأولى مهمات ذلك الدستور هو الفصل الكامل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية في ظل حرية كاملة للصحافة والاعلام ، وتلك الانتخابات جرت في اجواء الحكومة فيها كانت حارسة خارج الصناديق ولم يكن بين المتنافسين حزب يتم تمويله من خزينة الدولة ولا توجد ولو شعرة فاصلة بين ماله وما للقيصر في كل الادوات المساعدة على الحركة و البركة!
ثم لم تنسحب الأحزاب ذات الارث التاريخي والزخم الشعبي من السباق فاصبح المضمار خاليا لجواد الحزب الحاكم وبعض الخيول المنسلخة من حظائر الفعاليات الكبيرة والتي حدد لها المؤتمر الوطني ، خطوط سباقها وزودها بانفاس الدعم في مخلايات رضيت بما في جوفها من عليقة المناصب و سدت افواهها عن الحمحمة .
ولعل الأمر لا يتطلب استعراض المزيد من نواقص ديمقراطيتنا ، التي لاتملك من مقومات ديمقراطية تونس الا الآسم !
وهي الأخرى ستُدخل حركة النهضة هناك في محك الاختبار الصعب لمصداقيتها وهي التي كانت تخاطب الناس في حقل الحملات الانتخابية باغلظ ايمان التطمينات بان تحافظ على كيان الدولة المدنية وديمقراطيتها السياسية وحريتها الاجتماعية . سواء في شان عدم التأثير على صناعة السياحة أو حقوق ومكتسبات المرأة أو في منظومة علاقات البلاد الخارجية!
وستجد نفسها أمام التحدي في واقع الممارسة عند تشوين الحصاد في ساحة البيدر ، لان التمنيات والشعر الخطابي شيء . وحسابات الناخب هناك وفرزه للحبوب عن التبن شيء آخر .و هو الذي سيحدد ان كان سيتيح لها الفرصة مرة أخري أم لا؟
وعندها سيصدر الحكم القاطع الذي سيحدد مكانة الاسلاميين على مطلقهم في خارطة مستقبل الحكم الديمقراطي التعددى في المنطقة بأثرها ،
وربما يثبت لهم ، أن سر التلاوة ليس كجهرها الذي يتطلب تجويدا في اللغة وصوتا حسنا للترتيل لينال المقريء استحسان المنصتين .
والله المستعان..
وهو من وراء القصد.

تعليق واحد

  1. نعم نهنى الحزب الفايز واى كان هو فيجب عليه العمل ورفعة الوطن- وفوق هذا كله عدم ممارسة الارهاب الفكرى والنهج الوصاءى والاقصائى-
    يجب المحافظة على هذه الحرية والديمقراطية لتدير الدولة كالتروس والعض عبيها بالضروس..

  2. الاستاذ برقاوى لك التحية
    نبارك للاشقاء فى تونس مولد دولتهم الديمقراطية … وكما قلت ان الايام خير دليل على حقيقة الخطاب الانتخابى لجماعة النهضة الاسلامية والتى نبارك لها ايضا نيلها ثقة الشعب التونسى ….
    خارج النص:
    نرجو منك التفاتة لما يحدث من فساد بمحلية الحصاحيصا والجهود التى تبذل من قبل شباب مهموم بقضايا منطقته ونرجو عكس ذلك الجهد على قراء الراكوبة ذات الاثر الواضح ولكم الشكر …

  3. "وهي الأخرى ستُدخل حركة النهضة هناك في محك الاختبار الصعب لمصداقيتها وهي التي كانت تخاطب الناس في حقل الحملات الانتخابية باغلظ ايمان التطمينات بان تحافظ على كيان الدولة المدنية وديمقراطيتها السياسية وحريتها الاجتماعية . سواء في شان عدم التأثير على صناعة السياحة أو حقوق ومكتسبات المرأة أو في منظومة علاقات البلاد الخارجية!"

    حتى وصلت حد أن إحدى مرشحات النهضة كانت ترتدي بنطلون جينز وتعتمر طاقية

    وكانها إحدى بنات نيويورك …

    سبحان مغير الأحوال …

    الواحد بقى ما بيعرف يقدر المدى الذي يمكن ان يصل اليه هؤلاء ..؟

    عموما مبروك للنهضة ونتمنى أن يكون تغيير حقيقي بقدر الضغط الذى فرض

    عليهم تغيير مفاهيمهم عن لباس مرشحاتهم ….

  4. الأخ المعلق ..راشد الجاك .. أنا مثلك من ابناء المنطقة ..وتهمني مصلحلتها وارقب من على البعد ما يجري في معتمديتها.. وبحكم وجودي مع الأخ برقاوي في الخليج فاننا على تواصل وان اختلفت المدن التي نقيم فيها.. وقد هاتفته بعد قراءتي لتعليقك .. وسالته عن حقيقة الموقف وما يجرى في معتمدية الحصاحيصا..خاصة وان المعتمد الكوز عبد الرحمن مصطفي هو ابن عمه والمدير التنفيذي مصدق زميل دراسة له..؟
    فأجابني أن وجود تجاوزات أو فساد باى درجة ما في أي مكان لا يغير من ضرورة محاربته عنصر العلاقات الشخصية فهي قضية وطن.. وانه متي ما تملك المعلومات التي تتطلب النشر وكانت مسنودة من الناس الثقاة حيث يصعب توفر الوثائق في ضبط فساد أهل الانقاذ فانه لن يتردد في ابراء ضميره..بالنشر والتعقيب..
    ثم طرقت له ايضا..باب.. صراع النعرات في معتمدية الحصاحيصا ..بين المعتمد و مديره باعتبارهما من الحلاوين ..لذا فان الهجوم موجه عليهم .. من شايقية ودباسين واثنيات مدينة الحصا حيصا..ونواحيها الأخرى . خارج مربع الحلاوين..فقال لى نحن كلنا اولاد منطقة واحدة وسودانيين قبل كل انتماء اخر .. وقال بالحرف الواحد..تلك واحدة من حلقات التفرقة التي غذت اطارها الانقاذ ..وقد رحب باي معلومات تصب في مصلحة المنطقة عبر بريده المنشور في مقالاته عادة..
    وأنا من ناحيتي على استعداد في معاونته متي ما توفر لي ما يخدم قضايا الوطن بصفة عامة ومنطقتنا بصورة خاصة ونأمل من الجميع التعاون اللتام و..شكرا .. المنصورى ..
    دولة الامارات العربية المتحدة..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..