الحوار الوطني يحتاج إلى أجواء ومستحقات.

محجوب محمد صالح

ظل الرأي العام السوداني طوال الأسبوع الماضي في حالة ترقب وانتظار (للمفأجاة) التي سيفجرها رئيس الجمهورية ورئيس حزب المؤتمر الوطني عبر خطاب يوجهه لكافة السودانيين يكشف فيه النقاب عن مبادرة يطرحها حزبه لحوار وطني شامل يحدث سلاماً واستقراراً وحكما ديمقراطيا راشداً، وظلت التسريبات والتكهنات الإعلامية ترفع سقف التوقعات من يوم ليوم حتى بات الجميع في لهفة لسماع ذلك الخطاب المرتقب المتفائلون توقعوا فيه مشروعاً وطنياً جامعاً قابلاً للحوار والاتفاق بينما كان المتشائمون على قناعة -من واقع تجارب سابقة- بأنه لا جديد تحت الشمس وأنهم لن يسمعوا إلا تكراراً ووعوداً لا سبيل لتحقيقها.

ومساء الاثنين الماضي كان الجميع ?المتفائلون والمتشائمون? على موعد مع ذلك الخطاب المرتقب الذي أعد له جمع حاشد ووجهت الدعوة لقادة أحزاب المعارضة فكان فيهم من استعصم بالرفض ومنهم من لبى الدعوة والحدث الأكبر أنه كان في طليعة من لبوها الدكتور حسن الترابي عراب الإنقاذ ومهندس انقلابها الذي انقلب عليه حواريوه وتلاميذه وأطاحوا به من كابينة القيادة قبل عقد ونصف العقد من الزمان مرت خلالها مياه كثيرة تحت الجسر ولكنه ظل صامداً في معارضته لمن أطاحوا به فقرأ الحاضرون في حضوره هذا اللقاء العلني لأول مرة منذ خمسة عشر عاماً مع أولئك الذين أطاحوا به إشارة إلى (تفاهمات) من وراء الكواليس لأن الدكتور الذي يعرفون ما كان ليلبي الدعوة لو لم تكن جزءاً من مشروع أكبر إن لم تكن صفقه سياسية ثنائية كاملة الدسم.

أما الذين كانوا أكثر تفاؤلا فتوقعوا صفقة أكثر شمولاً تضم بجانب الدكتور الترابي وحزبه الإمام الصادق المهدي وحزب الأمة القومي، لكن الخطاب المرتقب أحبط المتفائلين وأدهش المتشائمين؛ إذ وجدوا أنفسهم أمام خطاب يتحدث كثيراً ولا يقول شيئاً فقد تمت صياغة الخطاب بأسلوب اتسم بالغموض وأمعن في العموميات والتنظير وتفادى التعامل مع واقع الأزمات والتحديات ولم يفصح عن آليات مقترحة ولا عن أي إجراءات أو ترتيبات لتهيئة الأجواء لمثل الحوار المقترح.

ورغم أن قيادات حزبي المعارضة (الشعبي والأمة) أحست بخيبة أمل بعد هذا الخطاب الغامض المبهم الذي تحدث كثيراً ولكنه لم يقل شيئا فإنهما آثرا ألا يصعدا الحديث عن خيبة الأمل مؤكدين التزامهما بالحوار الجامع متى ما توفرت ظروفه، ومن جانبه أقر المؤتمر الوطني أن الخطاب لم يكن موفقاً في صياغته ولا واضحاً في طرحه ولا معالجاً للقضايا بكامل أبعادها وعزوا ذلك للاستعجال نتيجة لارتفاع وتيرة التكهنات بمضمون وأبعاد التغيير المرتقب، واعتبر الخطاب مجرد مقدمة ولذلك تقرر أن يقدم الرئيس البشير خطابا آخر بعد عودته من أديس أبابا يكون أكثر وضوحاً يعالج الأزمات والتحديات بصورة مباشره ويطرح مقترح الحوار بصورة أكثر تحديداً.

لقد أدى الإحباط من الخطاب الأول إلى نظرة سالبة تجاه مشروع الحوار وسيحتاج الرئيس البشير إلى أكثر من شرح ما سبق تقديمه حتى يسترد مشروع الحوار مصداقيته وذلك بإعلان خطوات إجرائية تهدف لتهيئة الأجواء للحوار إذا كان الحزب الحاكم جاداً في طرحه ويأتي في مقدمة الإجراءات المطلوبة لتهيئة المناخ لحوار قاصد وراشد البدء في رفع القيود التي تحاصر الآن حرية التعبير وحرية التنظيم وحرية الحراك والنشاط السياسي بحيث تحدث انفراجة حقيقية في الوضع السياسي ولا بد أن يتضمن الخطاب إشارات واضحة لإحداث مصالحة وطنية وتعافٍ وطني وعدالة انتقالية تكون جزءا من أجندة الحوار، وأن يحفز حملة السلاح بإعلان عن استعداد الحكومة لإنفاذ وقف العدائيات طوال فترة الحوار توفيراً للأجواء المناسبة لإشراك حملة السلاح في الحوار واعتماد الحوار مدخلا أساسياً لتحقيق السلام عوضا عن البندقية.

وإذا كانت هناك رغبة حقيقية في حوار جاد فلا بد من إقناع الجميع بأنها ليست رغبة هلامية وإنما هي رغبة صادقة تستند على إجراءات عملية تثبت مصداقيتها بعد أن اهتزت تلك المصداقيه كثيراً بسبب الإحباط الذي أحدثه الخطاب الأخير، ويجب أن يكون الطرح مباشراً يخاطب كل القوى السياسية وعامة الناس على قدم المساواة دون أن يركز على جهة بعينها حتى ينفي تهمة الصفقه الثنائية أو الثلاثية لأن الهدف هو الوصول إلى الحد الأدنى المشترك بين كل أهل السودان وأنه لا يستثني أحداً فذلك هو السبيل الوحيد للوصول إلى مشروع وطني قومي يصنعه السودانيون بأنفسهم ويتطلعون إلى دعم إقليمي ودولي لذلك المشروع لا ليرفع عنهم الحظر فحسب بل يدعم اقتصادهم ماديا ليتعافى من محنته.

محجوب محمد صالح
العرب
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بعد كل الوثبه هذه لم تفهم شئ؟!!! الله معك .الرئيس تحدث عن الوثبه في السودان ، لقد شرح معناها وكيفيه تنفيذها عن طريق الرقص اليومي في الاحتفالات. ماذا تريد من رئيس كهذا اكثر من ذالك.

  2. الحكومه الانتقاليه وبصلاحيات كامله هي بداية الحل الصحيح وهناك برنامج شامل وواضح في اصلاح الخدمه المدنيه جذريا ووضع دستور عقلاني وعلدل مثل بقية بلدان العالم الراقي والتي تعيش الرفاهيه الان ونحن نعيش الحروب وضنك العيش والظلم الكامل وانعدام ضمير والقوي ياكل الضعيف وفوضي في كل شي اكرر الحكومه الانتقاليه وبصلاحيات كامله هي بداية الحل والا فسيذهب السودان واهله الي المجهول والان بدات هجره جماعيه غير مسبوقه وسط الشباب والمثقفين والاطباء والمهندسين والفنيين والعمال المهره وبعد فتره ليست بالطويله سيطفو علي السودان حثالة البشر ويسمون انفسهم علية القوم وحينها !!!!

  3. بمناسبة المفاجات استمعت للخطاب ووعدنا غندور بمفاجاة يوم الثلاثاء القادم تذكرت قصة هجم النمر@هجم النمر

  4. يا المدعو ((( حسن ))) … غندور دا وجماعته نحن عارفنهم ناس هجم النمر … الدور والباقى عليك انت المدعى … انت أكبر واحد كذاب وصاحب أكبر هجمة نمر … بعد اساءاتك العجيبة والكلها كذب الكتبتها فينى من غير سبب وما رديت عليك … الآن بقول ليك ((( كل اناء بما فيه ينضح ))) … ولا تنهى عن خلق وتأتى مثله ……..

  5. لمن لم يفهم الخطاب تطوعنا واصدرناطبعه منقحه من الكتاب التالي فاحجز نسختك من الان الكميه محدوده:
    كتاب تفسير العسير في فهم خطاب البشير

  6. كيف السبيل الي حوار معافي مع انعدام حرية التعبير .. بل الاصرار علي كبتها بايقاف صدور الصحف لآجل غير مسمي كما حدث لصحيفة الجريدة قبل ( 48 ساعة ) من اعلان الوثبة ؟ ؟ ؟ و من قبلها التيار و رأي الشعب ( التي اطلق سراحها في لمحة صبيانية لاستدراج الترابي للقاء الوثبة !!! و يبدو أنه قد ابتلع الطعم .. ليكتشف بعدها أنه قد لعق ماء السراب …

  7. كش .. تخديره من نوع ممنهج بفبركه مقننه ومفعمه باالاسلوب الطايش ..
    الان حديث المدينه

  8. للمرء أن يحتار في مساعد الرئيس ( غندور ) .. فهو تارة يحدثنا بأن خطابهم قد استغرق ستة أشهر من التمحيص .. ثم يعود و يبرر ما شابه من غموض و لزوم خطاب آخر لشرح متونه بسبب الاستعجال و كثرة التأويل بعد أن تسببوا هم بالتثريب الاعلامي بقدوم مفاجأة في خطاب الرئيس !!!!

  9. استاذ الأجيال
    الاستاذ محجوب محمد صالح
    التحية لك أينما خط قلمك .. موضحا أو معلما .. أو شارحا .. لما يكون أو يجب أن يكون .. و نحن مازلنا نعك … و نلك… في أيهما أولا : البيضة أو الدجاجة؟ أم الدجاجة أم البيضة .. حتى أضاعوا علينا البيضة و الدجاجة معا .. و صرنا نتلفت لا بيضة ولا دجاجة وجدنا !!
    يا استاذنا الآن قضيتنا ليست الدستور أو الكنتور … قضيتنا الآن ليست الوثبة او الكذبة … القضية الأساسية والعاجلة الشعب الآن يئن من الجوع … فهل من تسبب في جوعه يمكن أن يطعمه … الشعب الآن يموت من المرض على أبواب المستشفيات و وزراء النظام يغلقون حتى في المستشفيات و يسرقون محتوياتها فلماذا يصرون على اغلاق مستشفى البروفيسور ابن عوف و هو وقف من الرجل العظيم البروفيسر ابن عوف لأبناء السودان قاطبة من رجل عظيم إلى شعب كريم … و لماذا الاصرار على بيع مستشفى العيون بدل من تطويره و تنميته و اقسم لك يا سيدي أننا لن نرحم منهم أحدا و هم لو أصابتهم نزلة برد لتعالجوا في مستشفيات الأردن على حساب الشعب ولو أصابتهم نوبة سكري لحملوه في طائرة خاصة إلى ألمانيا على حساب الشعب
    ولو احس ابن أحدهم بألم في أذنه لرافق والده الوزير و تعالج من مالية الخارجية في نيويورك بــ 36 ألف دولار في عشر دقائق على حساب الشعب و نساءنا تضع أطفالها في الباصات و تحت الشجر و في الكهوف و تحت الجبال و يطالبنا الوزير بالعودة إلى العواسة … 97% من كل شعب السودان صار يعتمد على ربع وجبة في اليوم فهل من الحاضرين من مر بذلك فهم يأكلون و يشربون حتى كبرت اردافهم و تمددت كروشهم و صارت لهم وجنات في أوداجهم … 97% من الشباب يشكون لطوب الأرض من العطالة و البطالة و غيرهم يستجم بالشهور في كايرو و ماليزيا و ضفاف نهر التايمز على حساب الشعب التعبان
    فأنا أطلب منك طلبا صغيرا أن تأخذ 10% من الذين حضروا الخطاب رجال او نساء و من ضمنهم الأنجال في رحلة سياحية صغيرة إلى بيت الاشباح في موقف باصات شندي بشرط أن يشرف عليهم قطبي و نافع و قوش و كباشي ليذيقوهم فقط 5% من ما مر به المهندس بدر الدين حسن أو الدكتور فضل أو العميد الريح و للنساء 10% مما عانته الدكتورة سمر أو الأستاذة نجلاء محمد على أو الصحفيه هندوسة ثم تأخذوهم 10أيام يعيشوا في معسكرات اللاجئين في دارفور أو جبال النوبة أو النيل الأزرق أو خذوهم ليعرفوا معنى التهميش في شمال الخرطوم و القرى و الأرياف و كيف يعيش الأطفال من الجري وراء الباصات و اللواري طلبا للرزق و كيف تعيش المرأة على ضفاف النيل وهي تزرع و تقلع و رجال الجبايات على رأسها ؟؟ و حتى غنمها و خرافها ارتضت الموت على حياتها
    و أنا أسألك كيف يعيش الأخوة الصحافيين أمثال الاستاذ عثمان شبونة و الاستاذ صلاح الدين عوضة و غيرهم و قد اوقفوا عن العمل و اعتقل قلمهم فمن أين يعيشون أسرهم ؟؟
    ومن أجل ذلك و من أجل حقوق شعبنا و مال شعبنا و كرامة شعبنا فإن دماء شهدائنا لن تضيع هدرا و إن تضحيات المعتقلين و المعتقلات في سجون النظام لن تمر مرور الكرام نحن لسنا شيوعيين ولا نعرفها و نحن لسنا علمانيين ولا نعرفها نحن من يهمنا السودان أولا و لا شيء غير ذلك

    التحية لكل شعبنا العظيم الصابر على كل هذه الأهوال
    التحية لكل المعتقلين و المعتقلات في سجون النظام
    و على راسهم المعتقل الشاب تاج الدين عرجا و اصحابه الأبطال
    الثورة مستمرة و النصر لنا و عاش كفاح الشعب السوداني

  10. سوق السياسة السوداني اشبة بملجة الخضار لا شئ فيها غير الصياح والصياح المضاد ايام البشير علمتنا ان لا نصدقة بل جعلتنا نكذبة ونشام حين نراه ونسمعة بل لو كان واقفا يصلي لربة لكذبناه ولقنا انها صلاة رياء ليس لله ما بالك من عمد الاطيان والطائفية الرجعية السياسة لم ولن نتعلمهم اتو لعقد عرفي ليس فية عروس وعريس لكنهم خاب املهم لم يجدوا العريس والعروس العرفيين لانهم اصلا لا يوجدون وجدوا الماذون الذي طنطن ورطن وانتهي العقد العرفي وكانو يمنون انفسهم بزواج متعة او مسيار ي سيد العارفين

  11. نعم يا ((( حسن )))لا يوجد لى سبب معك لتسيئنى به … وأنت حاولت تنتقد الأستاذ جبرا عن طريقى لتنال منى … أليس اساءتك لى بانى سطحية جدا وانى أتغش بسهولة واتغشيت فى الاستاذ جبرا وانى اصدق كل ما يتقال لى كله بسبب تهنئتى للأستاذ جبرا فى برنامجه مع جبرا ؟؟؟ وهاجمنى بسببه أيضا المدعوة شمس والمدعو كدروك المدينة وشمس حتى قالت لى انت تنكبتى الطريق الخطأ لأن جبرا مسكين فأبعدى منه وثنى على كلامها المدعو كدروك … لماذا لم تهاجمهما معى بنفس الطريقة اذا كنت ترى أن جبرا يلف ويدور كما قلت … واذا بمنطقك هذا … سطحيتى … لأننى هنئته فهما كذلك كانا مدعيين أن قلبهما على الأستاذ جبرا أكثر منى وافتكرونى هنئته بخبث ورغم ذلك أنت تجاوزتهما وقلت لى ما لى دعوة بكلام شمس وكدروك وابتدأت تسيىء فينى بشدة… طيب اذا عندك رأيى فى أستاذ جبرا كان الأفضل أن تواجهه وتوجه انتقادك له مباشرة وليس عن طريقى … ولكنك أصلا كنت قاصد تسيىء لى … وفعلا لا يوجد لى أيى سبب معك لتوجه لى كل هذه الاساءات … وعمرى ما تخاطبت معك قبل هذا سواء بخير أو شر … و قلت لى يبدو انك لست امرأة صغيرة باين أنت امرأة كبيرة ووضعتهما بين قوسين وهذا يدل على انك مبيت لى نية الاساءة … وظهر تناقضك فى انك وصفتنى بالامرأة الكبيرة وفى نفس الوقت تقول أنت مغشوشة فى ((( عمك )))؟؟؟ جبرا … لنفترض أنى امرأة كبيرة هل الكبر أصبح عيبا لتوصف به انسان وباساءة ؟؟؟ دع كل ذلك … أكثر شيىء أحزننى فى حديثك عندما قلت لى باين أنت امرأة فاقدة أشياء وتبحثين عنها ولكنها لا تشترى بالمال فهمتى قصدى ؟؟؟ بربك ماذا تقصد بهذا الكلام المشين … اسألك بالله هل ترضى لأختك أن يقول لها رجل هذا الكلام ؟؟؟ أنا بنت ناس ولست بالذى تقوله … لو افترضنا عندك رأى مخالف لرأيى فى موضوع الأستاذ جبرا كنت توصله لى بطريقة جميلة غير الاساءات لأننى بتعامل بالحوار وتبادل الآراء وما كنت سأزعل منك … لكن بطريقة اساءاتك هذه أحزنتنى جدا… وبعد كل هذا تقول لى وضحى الاساءة اذا كانت من غير سبب كما تقولين ؟؟؟ أطالبك كذلك أن توضح لى الاساءة البالغة الأخيرة التى صدرت منك فى حقى … وأريد أن أذكرك أن التجنى على الناس واساءاتهم لا يصعب على أيى انسان ولكن يختلف الخوف من الله من واحد للثانى وشخصى من الذين يخافون الله جدا لأن ديننا يقول ((( لا يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ))) …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..