كفى جلدا للذات فالثورة آتية لا ريب فيها

د.زاهد زيد
تماما كما قلت وتوقعت في مقال سابق لم يكن هناك من داع للتفاؤل أو إضاعة الزمن مع الرئيس البشير في خطاب المفاجأة ، لذا فقد قررت حتى قبل الخطاب ألا أكتب عن محتوى ذلك الخطاب ، مهما كان ذلك المحتوى لأنه لا محتوى له ، وعلى أحسن الفروض إن أحتوى على شيء ذي بال فأنه أي الرئيس لن يلتزم بما سيقول أو لن يتمكن من هذا تنفيذ ما سيقول ، أذن ما الحاجة لإضاعة الوقت فيما لا فائدة منه ؟ واتفق تماما مع الذين يدعون لتجاوز هذا الهراء وأن يلتفتوا إلى ما نحن فيه والبحث عن سبل لنيل ما نريد من حقوق مستحقة ولا ننتظر أن تمنح لنا على طبق من مفاجأة .
لكن هناك ملاحظتين لفتتا نظري صاحبتا ذلك الخطاب بل هي من افرازاته المباشرة ، الأولى تتمثل في الذين أدمنوا جلد الذات ولا أقول النقد الذاتي ، لأن النقد الذاتي هو ظاهرة تصحيحية وصحية ولكن إذا لم يصحبه الأمل في الاصلاح ووضع البدائل للاخفاقات تحول إلى جلد للذات ، وهذا بالضبط ما وقع فيه للأسف الكثيرون من إلقاء اللوم على الشعب الذي لا يستحق هذه التصويبات التي يوجهها له المحبطون من الخطاب المهزلة ، وكان الأولى بهم أن يوجههوا سهامهم صوب من تسبب في احباطهم بل المستحق أن يلوموا أنفسهم أولا لأنهم سمحوا لها أن تأمل خيرا في من لم يعهدوا فيه خيرا ، أما جموع من تحلقوا حول التلفاز من الناس فلهم العذر ، فالناس عموما لا يرغبون في أكثر من العيش بكرامة وأن تيسر لهم سبل الحياة في هذا الزمن الصعب وكانوا ولا زالوا يأملون أن يتحقق ذلك بسلام وأمن ، فيوفر عليهم وعلى الحاكمين سفك الدماء والخسائر التي تصحب كل تغيير بالقوة ، فالشعب يعي تماما هذا ويعلم مما جرى ويجري لشعوب حوله أن أفضل طريق للإصلاح هو الحوار وأن آخر العلاج الكي وليس لأن الشعب جبان أو خانع أو مستجدٍ لحريته وكرامته من جلاده ، إلي آخر ما يصفه به المحبطون وتابعيهم من أهل الثارات والاتنقام لأسباب تخصهم ، ومن يريدونها حربا تقضي على الأخضر واليابس .
فأول درجات النصر الثقة بالنفس ، وجلد الذات بهذه الطريقة ما هو إلا هزُ لهذه الثقة وبث للاحباط في النفوس ، فلا ألوم من جلس وأمِلَ في حل ما يأتيه ولو من رحم الظلم والظالمين فلا ترثيب عليهم بل لعل في خيبة الأمل التي خرجوا بها ذخيرة ووقود للثورة القادمة واقناع عملي لهم ألا خلاص لهم إلا بثورة تقتلع هذا النظام من جذوره ، ولو أنفقت المعاضة الملايين من الدولارات لما استطاعت أن تفعل ربع ما قدمه هذا الخطاب من خدمة لها وبلا أدني مجهود أو تعب ، فالواجب أن نبتهج بقرب الخلاص فقد عبأت الإنقاذ دون وعي منها الملايين من الناس ضدها برعونة لا يحسدون عليها .
ولم ينظر المحبطون لهذا الخير والفتح المبين وبشائر النصر القريب فقد أعمى الله أهل الحكم وأفقدهم البصيرة فضلوا الطريق ، فلم يضحك علينا البشير ورهطه بل اثبتوا للناس أجمع أنهم أبعد الناس عن هموم وتطلعات الأمة ولأنه لا خير يرتجى منهم ، وبذلك فقد كتبوا بأيديهم نهاية الفصل الأخير من حكمهم وقطعوا بما لا يدع مجالا للشك آخر ما يمكن أن يربطهم بالناس من مصداقية كانت أصلا في مهب الريح . فهل كانت المعارضة أيا كانت قادرة على ربع هذا الانجاز ؟ ولعل من المتبهين لهذا الخير ما ورد على لسان الشيخ الكودة وأمله في أن يكون هذا أذان ببداية النهاية لهذا النظام . وأتفق معه تماما أن هذه هي بشائر النصر والدليل لكل متردد أن الإنقاذ قد أفلست تماما وأن هذا التخبط ما هو إلا {فرفرة مذبوح } .
والملحظ الثاني لا يقل أهمية عن الأول ، وهو أن يجتمع في هذا اللقاء قادة ما يسمى بالمعارضة التقليدية فقد أراد الله أن تتمايز الصفوف فيجمع الخبيث على صعيد واحد ويفضحهم أمام الملأ .
ولعل نظرة واحدة لمن حضر هذا اللقاء تشي بهم وبأنهم شركاء أصيليين في هذا النظام وأنهم يظهرون غير ما يبطنون ولولا هذا اللقاء لربما خُدع بهم الكثيرون فالصادق المهدي سبب هذه الكارثة أصلا بما فرط في مكتسبات ثورة السادس من أبريل ولفشله في إدارة البلاد بعد الثورة وقد كان هو و المرغني وعراب الإنقاذ الترابي شركاء في الحكم قبل انقلاب الإنقاذ والشاهد الذي لا تخطئه العين اليوم هو مشاركة أبنائهما في الحكم الآن وإدعاء المعارضة في خارجه .
أما الدكتور غازي فيحسب أنه قد نجا من الطوفان بقفزته الأخيرة فيأبى الله إلا أن يجمعه مع من أحب في هذا اللقاء الكاشف للحق .لقد أسقط هذا اللقاء الأقنعة عن كثيرين فإسودت وجوه وبانت على حقيقتها لا يستر عورتها شيء.
لقد أثبت هذا اللقاء أن الباطل واحد وأن أهله ملة واحدة وأنه مهما كان من احباط شعر به الناس فإن الخير قد أتى من حيث لم يحتسب الكثيرون .
كفى إذن جلدا للذات وتبكيتا لهذا الشعب العظيم ، الحليم ، وآخر هبات هذا الشعب قدم فيها نفوسا طاهرة وعزيزة وعشرات المعتقلين ، ويقيني أن غضبة الحليم آتية لا ريب فيها فقد نضجت الثمرة وأفلس الخصم وقدم رئيسه بنفسه إشهار إفلاسه في خطاب المفاجأة ومؤيديه حضور وشهود عليه .
وبذلك فالمبادرة الآن بيد الشعب وقادته الحقيقيين من الشباب الذين جربوا صدام هذا النظام وكادوا يقلعونه وقدموا دماءهم قربانا للنصر وهو آت لا ريب فيه .
لن يثق الشعب بعد اليوم في نظام أفلس وأكل الدهر عليه وشرب وأصاب قادته الخرف فترهلت منهم الأبدان وتلوت الأرجل وضعفت العقول، ولا في عجائز المعارضة ولا في أولادهم المترفين ذوي الخدود الناعمة والممتلئة بخيرات الشعب المحروم ، ولا حتى في معارضي الفنادق الذين يبحثون عن الخلاص في مباني المؤسسات الدولية في أروبا . ولا حتى في معارضة مسلحة جهوية لا ترى السودان إلا من منظورها الضيق .
الخلاص الآتي سيكون من رحم الشعب ممثلا في شبابه المثقف الواعي بدوره في كل البلاد الذي رضع قيم الثورة والتغيير من آبائه صناع أكتوبر وأبريل ولن يصنع النغيير غير هؤلاء فهم أمل الأمة المرتقب وعندها سيعلم الظالمون أي منقلب سينقلبون .
[email][email protected][/email]
يا سلام عليك طبت وسلمت وجزاك الله خيرا فانت دائما مصدر تفاؤل وامل لك الود والتحية واللقاء في سودان العزة والكرامة
يا دكتور انت ما تتكلم عن المعارضة المسلحة وتصفها بالجهويه لانك انت الجهوي لانك انت احد اركان هذا النظام لانو مهمتك من قبل اسيادك من الموتمر الوطني هو وصف الجبهة الثورية بالعنصرية والجهوية من خلال نقدك لمجموعة غازي والموتمر الشعبي وحزب الامة و الاتحاد ي
نعم المتنبي ، إحتمال لو قلنا النبي (الفيتوري) يكفرونا ذي ما حصل لاخينا مع مانديلا !
ما اروعه وهو يخبرنا بتوقيت خلاصنا من عبودية هذا !!!
(الكائن الاخواني المستعمر) سليل (مثلث برمودا) وما حولها.
–
******
الفيتوري
عرس السودان
في زمن الغربة والإرتحال
تأخذني منك وتعدو الظلال
وأنت عشقي
حيث لا عشق يا سودان
إلاّ النسور الجبال
يا شرفة التاريخ
يا راية منسوجةً
من شموخ النساء
وكبرياء الرجال
***
لمن تُرى أعزف أغنيّتي
ساعة لا مقياس إلاّ الكمال
إن لم تكن أنت الجمال
الذي يملأ كأسي فيفيض الجمال
***
فداً لعينيك الدماء
التي خطّت على الأرض
سطور النضال
داست على جلاّدها
وهي في سجونه
واستشهدت بجلال
***
فداً لعيني طفلة
غازلت دموعها
حديقةً في الخيال
شمسك في راحتها
خصلة طريّة
من زهر البرتقال
والنيل ثوبٌ أخضرٌ
ربّما عاكسه الخصر
قليلاًَ فمال
***
كان اسمها أم درمان
كان اسمها الثورة
كان العرس عرس الشمال
كان جنوبيّاً هواها
*** وكانت ساعة النصر **** إكتمال الهلال
*** وكانت ساعة النصر **** إكتمال الهلال
*** وكانت ساعة النصر **** إكتمال الهلال
فداً لك العمر
ولو لا الأسى
لقلت تفديك
الليالي الطوال
فداً لك العمر
دعوة للعموم اهل السودان اذا ما مرقنا من مظلة الاحزاب تغيير مافى ثورة مافى ياهى دى واضحة ذى الشمس مافى شئ رجعنا الى الدمار غير الاحزاب ياخى اللة خالقى ومحمد صلوات اللة وسلامة علية رسولى والداى من احق ان ابوس او اقبل اياديهم فاصحوا ياعالم وللاسف بكل شرائح المجتمع تلاقاهو دكتور ومبارى حزب وشيخ صحيح من انضم للحزب عشان المنصب والجاه ومصالحة الشخصية ونسى هذه المكاسب من دم الغلابة من اخوانة الذين غورر بهم .
الى علمائنا داخل وخارج السودان ممن غير ما تلوست افكارة بحزب او شيخ ذيه ابن تسعة سنوات لان رؤساء الاحزاب كل من تحتهم يتاخذونكم عبييييييد لهم والى حواء السودان فنقل كلمتنا ونرجع الى معدننا ونحكم وطننا بانفسنا من غير حزب حتى نبنى ونرد الجميل لهذا الوطن الذى علمنا .
ان الاوان لاحزب ننتمى ولا لشيخ ننحنى بس للة خالقنا
انهض ياسودانى واغضب
وسوف يهيى لنا اللة من يقود المسيرة
لا احزاب بعد اليوم ومهما يكون اسمة
اي ثوره اتيه تتحدث عنها يا دكتور فالشعب مستسلم ولا حيله له في ظل حكومه متاهلكه و معارضه هالكه فالسودان اصبح عقيم الا من الترابي و المهدي و الميرغني والحركه الاسلاميه حتي و الحركات المسلحه التي تتقاتل مع بعضها البعض ؟لن يعود السودان الا بعودة ابناءه الخلص بتكوين حكومه انتقاليه تحاسب كل من ظلم هذا السودان ثم انتخابات حره بعيده الحكومه لتكوين برلمان يعمل علي صياغة دستور يكفل حقوق الجميع
مما لاشك فيه ان المؤتمر الوطني قد قرأ الواقع تماما وادرك حتمية ونتيجة مواجهته مع الشعب السوداني الذي لن يتحمل الجوع والفقر والمرض نتيجة امعان النظام الحاكم في سياساته الاقتصادية الخاطئة والقاتلة
نعم المؤتمر الوطني لايخشى الاحزاب ولا الجبهة الثورية ولا متمردي دارفور لانهم يقاتلون خارج الخرطوم ولكنه يخشى من الشعب لان الشعب في الخرطوم
نعم لقد اشتم المؤتمر الوطني رائحة الثورة التى بدت فعلا تتبلور وتتشكل ملامحها
وحتى ان الشعب السوداني ليس في حاجة للاحزاب بعد تجربته معها في سبتمبر حيث اخذت موقع المتفرج والمتربص للجلوس على سدة الحكم واختطاف السلطة بانتهازية على نهج ثورتي اكتوبر وابريل
وقد يطلق الشعب شعار لا حكم لمن حكم
لقد استفاد الشعب كثيرا من الربيع العربي بالدول الاخرى سلبيا وايجابيات واستفاد كثيرا من التجربة المصرية في ثورتيه الاخيرتين الاولى باسقاط مؤتمر وطني مبارك والثانية بالقضاء على الانتهازيين الذين ارادوا فرض ارادة من منظور ضيق جدا لا يسع فئات الشعب المصري ويؤدي الى تفتيت دولتهم التي حافظوا على وحدنها من قبل الميلاد
رائع يا دكتور كعادتك لقد بعثت في الأمل وفعلا لاخير في هؤلاء ولا في هولاء والنظام سيسقط بيدنا نحن الشباب
لك التحية د. زيد ..نعم رب ضارة نافعة فان (لمة) تلك الاحزاب مع النظام قد تمايزت به الصفوف وكنت اعلق بأن هذا الخطاب به خير… بل ان النظام وتلك (الشلة) هما وجهان لعملة واحدة..وأثمن توجيهك الكريم بعدم (إعمال) جلد الذات لانه بالطبع يعتبر نوع من الاستسلام او مثبطا للهمم.. بالطبع لو لم يكن هناك فشل لما وجدنا في القاموس كلمة (نجاح)!
اما بخصوص المعارضة.. فمن المعروف يا دكتور ان الثورة لاسقاط النظام هي (تكامل أدوار) وتنسيق ما دام الهدف واحد وواضح.. وهذه هي من عوامل تحقيق النجاح.. ان ما يسبب الاحباط يا دكتور هو دمغك للحركات المسلحة بالجهوية (ان لم اكن مخطئا في فهمي)..بالطبع ليس هناك ثورة مسلحة غير (الجبهة الثورية).. فان كانت جهوية (من الجهة) كما زعمت..فلنتساءل عما هي اسباب قيامها؟؟ ماهي اهدافها وبرامجها؟؟ ماهو المنفستو الذي تواثقت عليه؟ اجابتك على هذه الاسئلة قد يجعلك تعيد النظر في دمغك لها بالجهوية… ان الجبهة الثورية وبلا تفاصيل.. تسعي لاسقاط النظام واقامة حكومية قومية انتقالية لحلحلة مشاكل كل السودان (وليس تلك الجهة) والا لما ظلت ترفض تجزئة الحلول حيث يرغب النظام!!! ثم أوليس للجهويين (قاطني الجهة) حقوق وهي جزء لا يتجزأ من الكل!!!
** كما ان النضال لا يخضع للعمر انما (للعطاء) ان المناضل لن يتوقف عن النضال الا عندما (يُقبر) وستظل سيرته حية عطرة تمشي بين الناس ( النماذج ليس لها حصر) قد تعلمها د. زيد…. المعروف ان النضال آلياته متعددة ووسائله متباينة…ان كنت يا دكتور ممن عاصر ثورة اكتوبر64 وابريل قطعا ستعلم ذلك.. وحتى مقالك هذا وكتاباتك في هذه (الراكوبة) هو نوع من النضال ولو اختلفت نوعية و (ماركة) السلاح…دعونا لا نحجر على الاخرين.. بل لا نبخس الناس اشياءهم..
فلندع كل هذا الطيف المعارض يتحد.. يتكامل…يندمج…وعندها سيعلم الظالمون أي منقلب سينقلبون
لك الود وخالص الاحترام دكتور.