يا اخوان تونس مهلاً

يا اخوان تونس مهلاً

احمد المصطفى ابراهيم
[email protected]

هل نبارك لحزب النهضة الإسلامي التونسي الفوز في الانتخابات؟
هل نقول لهم ما قلناه لإخوان مصر « يا إخوان مصر، لا تحكموا»؟
هل أنتم جاهزون للحكم يا إخواني في تونس؟
أن يفوز حزب النهضة الإسلامي في تونس ليس خبراً وأن يحصل تكتل اليسار على صفر من المقاعد فهذا هو الخبر. لكن حديثي اليوم ليس عن هزيمة اليسار في تونس فهذه مرحلة تجاوزتها كثير من الشعوب.
ولكـــــن الخـــــــبر ثم ماذا بعد فوز حزب النهضة ؟
أمام الإسلاميين في تونس تجارب كثيرة سبقتهم للحكم ولكن نريدهم أن يقفوا طويلاً أمام تجربتين قريبتين لهم التجربة التركية والتجربة السودانية. حزب العدالة والتنمية اتجه إلى الإصلاح وبدأ بالإصلاح الاقتصادي إلى أن أقنع الجميع بجديته وقفز بالاقتصاد التركي من هوة سحيقة إلى أن جعل من تركيا رمزًا لا يمكن تجاوزه يحترمها الغرب والشرق وتخافها إسرائيل. لم يركنوا للشعارات وإرضاء الناس بكثير الكلام ولم يَسْتَعدوا خصومهم استعداءً ظاهراً ولم يتنازلوا عن مسلماتهم لمقابل رخيص، حتى حجاب زوجة أردوغان كان موضوعاً ولكنه بقي. المواطن التركي البسيط الذي لا تهمه الصراعات السياسية اقتنع أن من يحكمونه صادقون ومتلمسون لهمومه لذا عندما احتاجه حزب العدالة والتنمية في الانتخابات والاستفتاءات وجده كما يريد.
فترة حكم حزب العدالة والتنمية بدأت 2002 م أي كل فترة حكمه 9 سنوات وهذا إنجازه على كل الأصعدة التي حيّرت دهاقنة العلمانيين في تركيا. وبلغ كل هذا الاحترام بسبب بسيط أنه كان يملك خطة واضحة لما يريد أن يفعله، وقطعاً وراء هذه الخطة قادة رأي وسياسيون. ولكن فوق ذلك اسمعوا إجابة هذا السؤال: سئل آردوغان رئيس وزراء تركيا: كيف استطعت تحويل خزينة تركيا من عجز إلى فائض؟أجاب بكل بساطة : لم أسرق!.« هل هاتان كلمتان فقط أم محاضرة في الحكم؟».
يا إخواننا في تونس. أما التجربة في السودان فيمكن بكل بساطة أن نقول هي النيجاتف negative لكل الذي ذكرنا عن تركيا.
لم تتجه تجربة الحركة الإسلامية في كل مسمياتها جبهة ،مؤتمر وطني، مؤتمر شعبي، إلى ما ينفع الناس ولم تلامس أوجاعهم بل عهدت إلى الشعارات لا الخطط وإلى الزعيق وليس الدبلوماسية وإلى الصياح وليس الهدوء استعْدَت كل خصومها استعداءً ظاهرًا دون أن تكون جاهزة لتعض أي منهم . كانت جاهزة للتنازلات في كل كبيرة وصغيرة. بنت كل سنين حكمها على الأسماء والأسماء فقط والشعارات.
احتكرت شلة الحكم، لم تسأل عن قواعدها ولا شعبها وصرفت على البقاء في الحكم كل ما بين يديها من أموال ولو صرفته على الشعب كما في تركيا لبقت في الحكم، ولكن بحق وكرامة يباركها الله.
هاتان تجربتان على إخوان تونس دراستهما جيداً. أما عن مدة الحكم في السودان مقارناً بمدة الحكم في تركيا 22 /9 على طريقة نتائج الكورة.
ونحول سؤال أردوغان عن تحويل خزينة تركيا من العجز للفائض حيث مثل هذا السؤال غير مطروح أصلاً في السودان ونجعل السؤال: من أين لك هذا؟
وأشك أن يجيبوا كما أجاب رجب طيب أوردغان. لم أسرق!!.

تعليق واحد

  1. تجربة الاسلام السياسي اخذت وقتهاوفشلت فشلا ذريعا في السودان والشعب السوداني سوف لن يلدغ من ذات الجحر مرة اخرى  

  2. لا ارى انه من الدقة ان نسمي الحكم فى تركيا بانه اسلامي او علماني.
    فهو تجربة فى اقتصاد السوق التزمت بشفافية يتطلبها تمرير التجربة بنجاح.
    فاتى النجاح وفق هذا المعيار.
    واقتصاد السوق متاح للبوذي واليهودي والعلماني.
    المهم هنا هو ان ترضى عنك الاحتكارات الكبرى.

  3. يا ود المصطفى

    كلام مفيد مختصر…يدرس فى الجامعات…ليتهم يوعونه ..فلقد نصحتهم

    أتمنى لو ترسل نسخة من هذا المقال لصحفهم..كى يفقهوه

  4. رجع الامور لنصابها يا استاذ
    هل الكيزان ديل جو الحكم زاتو عن طريق انتخابات حرة ونزيهة!!! لا
    بل دجلوا والفو فقه التمكين بتشري الناس للصالح العام وبيوت الاشباح والقتل والقمع—
    فهذ هو الاساس خطا فكيف ان يتم البناء عليه
    لا تقولول الحقيقة الا كاملة ايها الصحفيون – كونوا صادقين شرفاء

  5. النمل عندما يأمر الله بهلاكه يلطع له ريش !!

    حركة النهضة طردت من تونس لاكثر من عشرين سنة وقام ابن علي بتعقيم الجو من رائحتها وهاهي تعود اليوم لتمارس نفس الخداع الذي مارسته الجبهة الاسلامية في الجزائر حتى تنبه العالم لخطورتها فقطع عليها الطريق قبل تسلمها السلطة في خوفاً من تأسيس نظام مشابه لنظام هتلر في شمال افريقيا والمنطقة باعتبارها حوش اوروبا ومن ضمنها تونس لذلك فحركة النهضة تحت المجهر حتى ان فازت في الانتخابات فلا تظنن ان اوروبا غافلة عما تعمل وستجد نفسها قاب قوسين أو ادنى كما وجدت نفسها مثيلتها في السودان بعد وصلت للحكم بخدعة اطاحت بالسفير المصري والامريكي في الخرطوم في الايام الاولى ثم بدأت العاكسة حتى انتهت بالسودان كدولة مقسمة وقابلة للمزيد من التقسيم…

  6. لاحولة ولاقوة الا بالله

    هنا البشير العوير

    وهناك اوردغان

    هنا بداو حكمهم بالكذب والحزعبلات وختموه بالفساد

    وهناك الاصلاح والتنمية الحقيقية والعدالة

    هنا جاءوا بالانقلاب وهناك بالديمقراطية الحقيقية لا المحجوجة

    سؤال بسيط

    انت لسه قاعد تكتب فى جريدة الخال ابوضراع

  7. لا حول ولا قوة إلا بالله هلكت تونس هلكت تونس

    الناس حيبدوا ليهم بلأمارة والولاية والدينار والتمكين التكبير والتهليل سنة ولا سنتين وبقلبو كفار عديل زي كيزانا ديل إغتصبوا الرجال والنساء من تاني سنة ليهم يا ناس تونس وقعتوا ما سميتوا

  8. لماذا استباق الأحداث دائما ، الشعب التونسي يريد النهضة وأتى بها عن طريق الديمقراطية ويأتي التحذير منها وتشبيهها بكيزان السودان ، فلماذا لا يصبر الجميع حتى يروا ماذا تفعل ثم يحكموا عليها .

    وعين الرضا عن كل عيب كليلة
    ولكن عين السخط تبدي المساويا

    أنظروا بعين محايدة حتى تتمكنوا من الحكم الصحيح على الأشياء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..