أخبار السودان

التصدي للإنهيار القيمي و الأخلاقي في السودان

د. عمر بادي / عمود : محور اللقيا

كنت قد كتبت في مقالتي السابقة عما يدور في سودان اليوم , و أجبت من سألني : (كيف وجدت السودان؟ ) بأنني ( وجدته سمحا بناسه و وجدته لا يطاق جراء الغلاء الفاحش ) ! كنت في هذه المقالة أود أن أتطرق إلى ما وعدت به القراء الكرام في مقالتي السابقة بخصوص التجاوزات المالية و ما عرف بالتجنيب بشيء من التفصيل خاصة في قطاع الكهرباء الذي يخصني كثيرا , لكن على ضؤ فيديو فتاة الواتساب الإباحي الشهير و فيديو الفتى الشاذ على حفرة الدخان فقد تأكد لي أن مجتمعنا السوداني في خطر من التحولات السالبة الكبيرة التي تمر به و أنه لا بد من دق ناقوس الخطر و دعوة الإخوة الكتاب و المسؤولين و منظمات المجتمع المدني لدراسة هذا الوباء الذي تفشى و إيجاد الحلول الناجعة و العمل بها . كلنا نعلم بأمراض مجتمعنا الناتجة عن الفقر المدقع الذي أودى بالناس إلى العجز عن تلبية أساسيات الحياة و الإكتفاء بوجبة واحدة في اليوم , بعد أن إنهارت الطبقة الوسطى و إزداد الفقراء فقرا و بقي القليلون من أهل الحظوة يزدادون غنى على غناهم , و لم تعد الإختلاسات و السرقات عيبا بل ( شطارة ) فظهر رأسماليون لم يكونوا شيئا مذكورا في سابق عهدهم , و انهارت مؤسسات كثيرة كانت عونا للسودان في إنتاجه و تطوره و أدى ذلك إلى تفشي البطالة . هذا بجانب الحروب الأهلية التي طالت البلاد في كل الإتجاهات و التي تكلف الدولة ما يعادل الأربعة ملايين دولار يوميا . لقد كتبت في مقالتي السابقة عن المستجدات السالبة في الحياة المجتمعية في السودان و التي تمثلت في إختطاف الأطفال و إختفاء و ( طفش ) الكبار و إزدياد حوادث الإغتصابات و إستفحال تعاطي المخدرات و إزدياد معدل الإصابة بالإيدز و تفشي البطالة و إنتشار عصابات النهب و سرقة المقتنيات الشخصية مع التاثير الواضح بثقافة أفلام الآكشن الأمريكية و مقاطع الفيديوهات الإباحية . هكذا هو الوضع المجتمعي الراهن , فكيف يتم تجاوزه ؟
من المؤكد أن التدهور الإقتصادي المستفحل في السودان قد طغى بجحافله على كل معاقل الأخلاق و القيم و المثل الرفيعة فأصابها بالتضعضع ولم ينج إلا من أنشأوا بنيانهم على قواعد عميقة و ( مسلحة ) , و صار حال هؤلاء المتمسكين بها كحال الممسكين بالجمر ! يقول الشاعر أحمد شوقي :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
لقد كان الفقر موجودا على مر الأزمان , و العين كانت ( مليانة ) و الزهد كان فضيلة لردع النفس الأمارة بالسوء , و الحياة في بساطتها كانت لا تتطلب الكثير من الضروريات . في زماننا هذا إزدادت ضروريات الحياة العصرية و توزعت ما بين التعليم و المسكن و المأكل و الملبس و الترحيل و الصحة و الكهرباء و الماء و الغاز , أما قديما فإن ما وجد من هذه الضروريات كان مجانيا في البادية و بأقل تكلفة عند أهل الحضر . لذلك فإن ضيق ذات اليد صار وقعه أكبر في زماننا هذا . هنالك فتيات و نساء تضطرهن ظروف التعليم و إعالة الأطفال إلى التضحية بأنفسهن عند عدم وجود من يسد متطلباتهن المادية سواء كان أبا أو أخا أو إبنا مغتربا أو عند عدم توفر العمل أو قلة عائده , فيلجأن إلى إتخاذ ( الأخدان ) الذين يسدون لهن ( حوجتهن ) المادية , و معظم هذه النوعية من النساء يتعللن ب ( الحوجة ) في ما يفعلن , و قد وضعت مفردة ( الحوجة ) بين قوسين لأن المفردة العربية الصحيحة هي الحاجة و هذا خطأ شائع . لذلك فقد ضاقت دار المايقوما لإيواء المواليد مجهولي الأبوين على سعتها من كثرة النزلاء بها . لا أود أن أطيل في وصف الحال المائل في السودان , و لكن سوف أتصدى للإنهيار القيمي و الأخلاقي عن طريق طرح حلول هي بمثابة خارطة طريق يجب العمل بها في شكل ترتيب زمني :
أولا : يجب إغلاق منافذ التسلل من دول الجوار فورا و مطاردة المتسللين بواسطة شرطة الجوازات و شرطة النظام العام و قوات الأمن العام و إعادتهم من حيث أتوا , و التدقيق في هويات الأجانب غير المسجلين إن تمت معرفتهم , أو التدقيق العشوائي في الهويات و الإقامات كما يحدث في دول عدة و إبعاد المخالفين لقوانين الهجرة و العمل , و عمل فحوصات طبية للأجانب القادمين بطرق شرعية للأمراض المعدية الفتاكة كالإيدز و إلتهاب الكبد الوبائي و السل و هي امراض منتشرة في دول الجوار جنوب الصحراء و يجب توفير الإعتمادات المالية الكافية حتى يتسنى القيام بهذا الواجب على أحسن وجه . يردد المسؤولون من خلال أجهزة الإعلام أن حالات الإيدز المكتشفة في السودان تعادل 18 ألف حالة و أن عدد الحالات المتوقعة يعادل 70 ألف حالة بنسبة تعادل أقل من 0.2 % من عدد السكان . إن الكثير من الدول خاصة العربية لا تظهر إحصائيات الإيدز فيها على حقيقتها و بكثرة كما هو عندنا في السودان , و هذه الصراحة الزائدة قد جلبت للمغتربين السودانيين مضايقات عدة في إعادة فحوصات الأمراض المنقولة جنسيا عند إجراءات تجديد الإقامات .
ثانيا : تضمين الثقافة الجنسية و نشر الوعي الصحي في مقررات التربية الوطنية في المدارس و الجامعات و أن تساهم منظمات المجتمع المدني في نشر الوعي بإقامة الندوات للشباب , خاصة عن الأمراض المنقولة جنسيا و كيف يمكن تجنبها و توفير الواقي الذكري و الأنثوي في الصيدليات و بأسعار زهيدة كما هو الحال في كل دول العالم دون تمييز , و أن الوطن في حاجة إلى شباب أصحاء مربين على حب الوطن و الإعلاء من شأنه و العمل على صون ممتلكاته العامة و الخاصة و الذود عن حياضه . بعد ثورة أكتوبر 1964 تقرر تدريس مادة التربية الوطنية في المدارس الثانوية و لكن إنتهت تلك التجربة مع إنتهاء العمل بمباديء تلك الثورة نفسها !
ثالثا : محاربة الأفلام و مقاطع الفيديو الإباحية التي تروج لإشاعة الفاحشة عن طريق إنتهاج طرق مغايرة لأسلوب حجب تلك المواقع لأن الحجب صار غير مجدٍ مع البرامج التي تبطل مفعول الحجب و التي يمكن الحصول عليها بسهولة من الإنترنت . لذلك الأجدر التقليل من تأثير تلك الأفلام و مقاطع الفيديو عن طريق تعزيز مفهوم العيب في المجتمع , و كما هو معروف فإن العيب يلتقي عليه كل أفراد المجتمع رغما عن تبايناتهم العقيدية , فالتلفظ بالكلمات النابية باللغة الإنجليزية كما ترد في الأفلام و مقاطع الفيديو من شاكلة ما تتم ترجمته على الشريط بالعربية ب ( تبا لك ) و ( يا إلهي ) و هي ترجمات تراعي ثقافتنا رغما عما بها من إيحاءات جنسية و لكنها لا تسمح بترجمة تلك الألفاظ حرفيا . يشمل العيب أيضا ممارسة الجنس على مرأى و مسمع من الآخرين و المشاركة في ممارسته بالتناوب و تصويره ! إن مفهوم العيب يتم غرسه في الطفل غرسا منذ أن يعي توجيهات والديه و هو في المهد حتى يحكم تصرفاته الطائشة , و عند دخوله إلي المدرسة يتكفل مدرسوه بغرس مفهوم العيب عنده . هذا الدور التربوي أراه قد إختل مع مشاغل الوالدين و المدرسين مع متطلبات الحياة المعيشية التي تعقدت كثيرا , و لا بد من العودة إليه . لقد كانت للمدرس مسؤولية كبيرة تجاه تلاميذه حتى خارج سور المدرسة و كان على صلة بأولياء أمور التلاميذ حتى يتضامنوا في تربية التلاميذ . في ذلك يقول الشاعر أحمد شوقي :
إذا رشد المعلم كان موسى و إن هو ضلّ كان السامريا
و كان التلاميذ يبجلون مدرسيهم عملا بقول الشاعر أحمد شوقي :
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
رابعا : العودة إلى إحياء التعاليم الدينية و القيم المجتمعية مع تنشئة الطفل حتى وصوله إلى سن الرشد , و تربيته على أن الحلال بيّن و الحرام بيّن و أن الخير فيه الثواب و الشر فيه العقاب و كل نفس بما كسبت رهينة , و لذلك فإن مخافة الله و إتقائه خير رادع للإنسان من عمل الموبقات . من المؤكد أن كل الشباب قد تعلموا التعاليم الدينية منذ صغرهم , لكن قد غلبت عليهم شقوتهم و هم في سن المراهقة بفعل قوة مجتمعية دخلت عليهم و لم يستطيعوا منها فكاكا و هي قوة الشلة أو الشللية ! فكيف يتم لنا ردع تأثير الشلة ؟ يتم لنا ذلك بمراقبة الأبوين لأبنائهم و بناتهم مراقبة لصيقة عند سن المراهقة في كل ما يخص دخولهم و خروجهم و الإصرار لمعرفة أفراد شللهم و إبداء الرأي فيهم إن علموا بسوء مسلك البعض منهم , و يجب على الآباء فرض قراراتهم تلك بكل حزم , لأن أصدقاء السوء يحرضون الأبناء كي لا ينصاعوا لوالديهم .
خامسا : الخروج من إحباطات التردي الإقتصادي و البطالة و قتامة المستقبل , و كما هو معروف فإن جل المظاهر المجتمعية السالبة تعتبر من إفرازات الإحباطات الآنفة , فالسلبية و اللامبالاة هي مؤشرات لرفض الواقع المجتمعي عند إنتفاء القدرة على تغييره بعد أن فرض فرضا على الناس , و هذا العجز يصل بالبعض إلى حالة من اليأس تؤدي إلى الخروج و ( الطفش ) أو إلى سد الأذنين بطينة و عجينة – كما يقال عندنا ? و ترك أفراد الأسرة يعيشون حياتهم كما يشاؤن ! هذه الحالة من الإحباط تجعل الشباب مهيئين نفسيا للإهتمام بسفاسف الأمور كالإهتمام بالقنوات الرياضية و الألعاب الإلكترونية كالبلي ستيشن و الإكس بوكس و متابعة الأغاني الهابطة و ( سك ) المناسبات و الحفلات و تعاطي المحظورات و الخمول التام و الإكثار من النوم . الخروج من هذه الإحباطات أراه حاليا في الخروج من السودان نفسه و لا ارى حلا آخر في الوضع الراهن مع إنعدام فرص العمل و قلة دخل الأعمال الحرة الهامشية . كان من الممكن إيجاد حلول إسعافية و إدغامها في الخطة قريبة المدى للدولة مع وضع الميزانية اللازمة لها , كخلق فرص جديدة للعمل مع إزدياد مشاريع التنمية و زيادة صادرات السودان حتى ترتفع قيمة الجنيه السوداني و تنخفض الأسعار , لكن لا أرى بصيصا من أمل حاليا .
سادسا : القضاء على ظاهرة إنتشار المخدرات أو التقليل منها مرحليا . في سودان ما بعد الإستقلال كان البنقو هو المخدر الوحيد المعروف في السودان , و للدكتور التيجاني الماحي رائد الطب النفسي في السودان ورقة كتبها عن البنقو و إعتبره من فصيلة القنب الهندي و أن تاثيره أخف من الحشيش , لكن رغم ذلك فإنه ربما يقود إلى فقدان العقل . أما عن المخدرات المصنعة كالهيرويين و الكوكايين و الكراك التي تستعمل بالشم و المورفين الذي يستعمل بالحقن و ما إليه فقد دخلت إلى السودان أخيرا و تأثيرها أشد دمارا بالجسم و تقود إلى الإدمان القاتل . لدي مقالة كنت قد كتبتها قبل خمسة أعوام كعرض لرواية كانت قد ظهرت في مصر في ذلك الوقت و كانت بعنوان ( ربع جرام ) لمؤلفها عصام يوسف و هي عن شاب أدمن المخدرات حتى كادت تودي بحياته ثم أهّل نفسه و أقلع عنها , و بما أن تجارب المخدرات واحدة فسوف أنقل إليكم بعضا مما ورد في مقالتي تلك . تعاطي المخدرات ينتج عن دور ( الشلة ) و أصدقاء السوء في جذب الضحايا الشباب الي الإدمان , سواء في الزمالة الدراسية في المدرسة أو في الأندية و الأحياء , و يزداد نتيجة لبُعد الأبوين و إنشغالهما عن مراقبة و رعاية الأبناء سواء بضغوط العمل في الداخل و الخارج أو بمساهمتهما الإجتماعية . تكون البداية دائما بإتباع السلوك الموصل الي الإدمان بأنواعه … إبتداء بتدخين السجائر في الخفاء أثناء الطفولة , ثم يأتي تأثير أصدقاء السوء في تجربة تدخين البنقو و إستعمال الحبوب المخدرة , ثم الإنتقال الي شم الهيرويين و الكوكايين و الحقن بالمورفين …
إن الأفكار التي يروجها متعاطو المخدرات و مروجوها بين الشباب لجذبهم لها تنطوي علي مغريات بان المخدرات افضل من غيرها من المسكرات في أنها لا تظهر علي متعاطيها و لا تؤثر كثيرا في سلوكه و يمكن له الإقلاع منها متي قرر ذلك . كل ذلك محض إفتراء و مجاف للحقيقة , لأن المخدرات مع التعود عليها تقود الي تزايد الجرعات و الي التحول الي الأنواع الأقوي منها حتي يتم للمفعول تأثيره , و بذلك تتحول الي عادة و إدمان لا فكاك منه , دون أن يدري المدمنون بذلك , و دون أن يعترفوا أنفسهم بأنهم مدمنين و بذلك تودي به إلى الموت عند تعاطيه لجرعة زائدة ( أوفردوز ) . يصير المدمن في سبيل حصوله علي المخدر مستعدا لعمل أي شيء ليتحصل علي النقود سواء عن طريق السرقة و التي تصل الي سرقة مقتنيات البيت و بيعها , و ربما تصل الي الولوج الي عالم الجريمة و الي مصيدة المروجين و عصابات الإجرام بل و الي عالم العمالة الأجنبية .
يكون الأمل في إسعاف المدمنين عن طريق مستشفي إعادة التأهيل , و هي نوع من المستشفيات صار معروفا في معظم البلاد كمستشفى التيجاني الماحي عندنا . هنا لا بد من الأخذ بيد هؤلاء المدمنين الضحايا و إعتبارهم مرضي و ليسوا مجرمين يحاسبهم القانون , حتي يعودوا مواطنين صالحين في المجتمع . في مستشفي إعادة التأهيل تلقى عليهم محاضرات و تنظم لهم حلقات حوار تتركز في أشياء ثلاثة : الأمانة و التفتح الذهني و النية . الأمانة في أن يكون المريض أمينا مع نفسه في كل متطلبات الأمانة حتي في تناول الدواء , و التفتح الذهني في الصفاء في التفكير و في الإستفادة من درس التعاطي و في العودة الي الإيمان و قوته , أما النية فبدونها لا يصمد المدمن علي ترك التعاطي و إنما يعود إليه بعد خروجه من المستشفي . لذلك كانت النية بالشفاء و عدم العودة تتم بمساعدة متطوعين كانوا في الأصل مدمنين و تخلصوا منه و قد كونوا أفرعا لجمعية عالمية لها برنامج معروف ببرنامج المدمنين المجهولين و الذي يحتوي علي برنامج الإثني عشر خطوة .
المدمنون المجهولون هي جمعية عالمية تكونت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية من مجموعة من المدمنين القدامي علي الخمور الذين تعافوا منها , ثم صارت الجمعية تهتم بكل أنواع المؤثرات العقلية و أضافت المخدرات اليها . للجمعية أفرع في 127 دولة و لها إجتماعات أسبوعية تصل الي 43 ألف إجتماع في كل تلك الدول أسبوعيا , و لها برنامج مكون من إثنتي عشرة خطوة يتبعها المدمنون المرضي الذين ينوون الإقلاع . تضم هذه الخطوات الآتي : الإعتراف بالضعف تجاه الإدمان , الإيمان بأن هنالك قوة أعظم من أنفسنا بإستطاعتها أن تعيد المدمن الي طبيعته , إتخاذ القرار بتفويض الله في أمرنا و إرادتنا , الرجوع الي النفس و محاسبتها أخلاقيا , الإعتراف لله و لأنفسنا و لشخص نثق في مساعدته بأخطائنا , سؤال الله أن يخلصنا من نقائصنا الشخصية , تحديد الأشخاص الذين آذيناهم للإعتراف لهم , الدعاء الي الله و التأمل في حالنا , الوصول الي الصحوة الروحانية ….
يعدد الشاعر أبو العتاهية أسباب الإنحراف في بيت مشهور بقوله :
إن الشباب و الفراغ و الجِدة مفسدة بالمرء أي مفسدة
و الجدة هي بحبوحة العيش و الرغد , لكن حسب وضعنا الإقتصادي المتردي فإن الشباب و الإعالة و المسغبة هم المفسدة !
سابعا : تعزيز دور المنظمات الشبابية في ربط الشباب بقضايا الوطن و تنظيمهم و تأسيس كيان يجمعهم . معظم الشباب كانوا لا يضعون السياسة في إهتماماتهم , و لا يقرأون في الصحف إلا الصفحات الرياضية , لأن إهتماماتهم كانت تنصب كما ذكرت آنفا في سفاسف الأمور ربما نتيجة لإتساع الفجوة بينهم و بين جيل آبائهم بسبب التكتيم الإعلامي و تضييق الحريات و قطع الصلات بما سبق بعد تغيير المناهج الدراسية و إتباع إعادة صياغة الإنسان السوداني . زد على ذلك إحباطات الوضع الإقتصادي المتردي و البطالة و الشعور بالعجز أمام تغيير الواقع خاصة للذين خاضوا تجارب مطلبية في التجمعات الطلابية في الجامعات و كانوا تحت رحمة الأجهزة الأمنية . رغما عن ذلك ظهرت منظمات شبابية سعت إلى نقل الربيع العربي إلى السودان و نزلت إلى الشوارع و الميادين و لكنها لم تجد السند الكافي من الشباب الآخرين و كانوا تحت رحمة الأجهزة الأمنية . لكن مع إزدياد الوعي و مع صعوبة الحياة بعد الزيادات الأخيرة في سبتمبر الماضي تقدم الشباب و المواطنون و خرجوا في تظاهرات هادرة و كان تصدي القوات الأمنية و المليشيات لهم بإطلاق النار عليهم في مقتل فاستشهد ما يقارب المئتين ! و كان ذلك بمثابة دعوة إيقاظ جعلت اللامبالين من الشباب يلتفتون إلى ما يدور في الوطن و يهتمون بتاريخه السياسي و بثورة 21 أكتوبر 1964 و إنتفاضة 6 أبريل 1985 , و هأنا أرى الشباب كلهم يهتمون هذه الأيام بخطاب الرئيس البشير الأخير و يملأون الواتساب و الفيسبوك بالتعليقات و المداخلات و الكاريكاتيرات !
يقول الشاعر أحمد شوقي :
شباب قنّع لا خير فيهم و بورك في الشباب الطامحينا
و أيضا يقول شوقي :
زمان الفرد يا فرعون ولّى و دالت دولة المتجبرينا
و أصبحت الرعاة بكل أرضٍ على حكم الرعية نازلينا
و يقول شوقي أيضا :
و للحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
إنني أعتبر الشاعر أحمد شوقي شاعر الحكمة الثاني بعد المتنبي و يعجبني قوله في حب الوطن :
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي
أخيرا أكرر و أقول : إن الحل لكل مشاكل السودان السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية يكون في العودة إلى مكون السودان القديم و هو التعايش السلمي بين العروبة و الأفريقانية و التمازج بينهما في سبيل تنمية الموارد و العيش سويا دون إكراه أو تعالٍ أو عنصرية . قبل ألف عام كانت في السودان ثلاث ممالك افريقية في قمة التحضر , و طيلة ألف عام توافد المهاجرون العرب إلى الأراضي السودانية ناشرين رسالتهم الإسلامية و متمسكين بأنبل القيم , فكان الإحترام المتبادل هو ديدن التعامل بين العنصرين العربي و الأفريقاني . إن العودة إلى المكون السوداني القديم تتطلب تغييرا جذريا في المفاهيم و في الرؤى المستحدثة و في الوجوه الكالحة التي ملها الناس !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الأخ الكاتب أنت تحاول أن ترجع الناس الي القيم والأخلاق كماتزعم ولكن هل من الأخلاق وألقيم أن نروج للباطل !!.سوف تقول ماذا تعني؟حسنا هل الواقي الذكري من الأخلاق والقيم؟ لا فهل ترضي ان تمارس أختك أو بنتك أو أمك الجنس بشرط ان تستعمل هذا الواقي ؟سبحانك اللهم تعلمون علم اليقين أن إصلاح المجتمع في الدين فأي ثقافة جنسية نتحدث عنها أصبحنا نقوم بحل مشاكلنا كلغبيين ونحن أمة الإسلام عندنا الحل وعندنا العلاج.واين هو؟انه في إسلامنا وفي كتاب ربنا وسنة نبينا صلي الله عليه وسلم .أذا فالعود أحمد أخوتي

  2. لقد سردت موضوعا شيقا هو مشكلة الساعة الدنيوية والساعة الاخروية جزاك الله خير فى طرحك وطرح البدائل ………..لكن قلت فى مقالك ان (الحوجة ) الحاجة سمها ما شئت فالمعنى واضح اجبرت بعض النسوة للارتزاق من ثديها والله عليم بذات الصدور استبيانى هنا اما كان جزء يسير من المال المنهوب او المسروق كما ذكرت يمنع هؤلاء النسوة من التعلل بما ذهبوا اليه

    0

  3. ********* مشكور د. عمر بادي علي المقال الرائع ***** فعلا انها خارطة طريق تخُرج البلاد من نفق الظلام الي رحاب النور ***** لكن المشكلة هي طيور الظلام الكيزانية خفافيش الليل لا تريد ان تري لنا نورا ******* يجب ابادة الظلاميين اولا ثم نفرغ لبناء وطننا من جديد ***** ايضا يجب ان نبدا الاصلاح بانفسنا و اسرنا ما استطعنا ******* اللهم مجري السحاب ومنزل الكتاب وهازم الأحزاب اهزم الكيزان و الطائفين و من عاونهم و ناصرهم ***** اللهم شتت شملهم و ارنا فيهم عجائب قدرتك يا رب العالمين ***** امين ************

  4. الان فى مدينة الابيض اصابة 2 من الجنجويد المرتزقة ومقتل مواطن في حي السلام مربع 8 .. ويتواصل مسلسل القتل والإرهاب ..!!.

  5. الجوامع الان اكثر من الرغيف والبنزين وبرضو تقول لى احياء القيم الدينية , يا اخى الجرعة الدينية التى اعطيت للشعب السودانى فى فترة ال25 سنة الماضية تكفى السابقين واللاحقين , الذين خلقوا والمنتظرين , وبرغم ذلك النتيجة دعتك للكتابة اليوم , اذن ماذا حدث ؟ يا ربى الخلل وين ؟ فى اللغة ولا الجوامع ولا الطريقة ولا المضمون ولا فينا نحنا ؟
    ولمن نجى للجواب يا اللمنتى ليك نلقى الاجابة ولا واحد من المذكورين فوق ديل كووووووووولهم زى ما بيقول الفاتح جبرة , السبب تصدق ولا ما تصدق هو فقدان العدالة , شنو قلنا فقدان العدالة , اى المساواة فى القانون يا دكتور . ودا مش لانو انا شاطر ولا ذكى لا , فى ناس سبقونا فى للحالة دى ووجدوا انو السبب هو الذكرتو ليك لكن طبعن نحنا لازم نتعلم من نفسنا, والمصيبة انو فى كثير من الاحيان ما بننجح , والنوع دا من البشر اسمو شنو يا عزوز يا لذييييييييذ , عارف ولا اقول ليو يا جماعة ؟
    وغياب العدالة مش بسبب عدم تطبيق الشريعة الاسلامية او نحنا محتاجين لديك وتور عادل لا , لانو ما فى ديمقراطية , الناس السبقونا للحالة دى لقو دا السبب

  6. يجب مطاردة المتسللين من دول الجوار !!!!!!! الآن أجنبي في السودان له صلاحيات أكثر من مواطن .وبالعكس المواطنون أخرجوا من ديارهم ليحل محلهم أجانب الذين يفعلون مايشاؤون ثم انتقل ذلك الثقافة من مناطق النزاعات إلي المدن حيث أصبح الأمر القادر على الضعيف ، ما دولة في العالم حدودها مفتوح دون ضوابط حتى أضعف في العالم .

    !!!!!!!!!!!!!

  7. إنى أتفق معك فى كل ماذكرت من مصائب حلت ببلدنا لكنى أختلف معك فى ماهو العلاج وماهو الحل؟؟
    العلاج هو إستئصال هذا الورم السرطانى الذى إستفحل فى جسد الوطن وهو سبب كل هذه المصائب..
    أما بخصوص موضوع إنتشار الإيدز بكثرة ..لقد سمعت خبرا محزنا وهو أن المصابين به من عمالة من بعض دول الجوار حينما يتم رفضهم من الدول التى تدقق فى مسألة الفحص الطبى وتتشدد فيه ..يتجهون نحو وكالتنا المن غير بواب حيث يتم تهريبهم دون أدنى تفكير من تجار الدين بفحص تلك العمالة .لك الله ياوطن..

  8. كلام صاح يجب أن نجتهد ونحي في الناس ثقافة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن لا نسكت ونقول ونتكلم في الحق والامر بالمعروف..

    ولكن ارى أن سبب كل هذه البلاوي هو سياسات الانقاذ الفاشلة ومخرجات التعليم الاكاديمي الفائض عن الحاجة
    السودان انهار في كل شيء وكل شيء يمكن يرجع إلا الأخلاق والقيم شباب ضائع انترنت واتسب وفيسبوك ومشاهدة افلام اباحية

    الحل هو أن ندعو الله أن تذهب الانقاذ يمكن أن نحي الأمل والأمل في الله أن يشملنا بلطفه وعطفه ورحمته

  9. كلامك طيب ولكن لا اوفقك في حكاية توفير الواقي الذكر ي والانثوي في الصيدليات لان ذالك تقنين لممارسة الرزيلة

  10. تضخيم المشكلة الاخلاقية في المجتمع، دي واحدة من مبادئ جماعة الاسلام السياسي. المجتمع السوداني ما فيهو مشكلة أخلاقية و هو مجتمع محافظ لدرجة بعيدة. الحاصل الآن دي زحزحة أخلاقية لأنو الأخلاق نسبية ما ثابتة. ثقافة العيب دي ما منها أي نتيجة و هي سبب وجود الفساد و لو ما قدرنا نخلي الناس تظهر علي حقيقتها و بدون ما يكونوا خافين ما بنمش لي قدام. زول خواف ما قادر يعبر عن نفسو دا ما بيخترع حاجة و لا حا يكون عندو إبداع و لا أي حاجة و يموت ساكت زيو زي الناس القبلو و بدل ما نكون فاعلين في التاريخ يبقى التاريخ فاعل فينا.
    المغني الأمريكي بوب ديلان في واحدة من أجمل الاغاني بيقول ما معناه:
    يا أيها الأباء و الأمهات في البلاد لا تنتقدوا ما لا تفهمونه
    أبناءكم و بناتكم أبعد من حكمكم و طريقكم القديم تجاوزه الزمن
    لا تقفوا في وجه الطريق الجديد إذا لم تستطعوا المساعدة لأن الأزمنة تتغير

    و طبعاً حا تلقي كلام في نفس المعني في التراث الإسلامي لو فتشتا كويس، لكن دا بيسمى تلفيق.

  11. لك التحية د.عمر على المقال والذي اتمنى ان يكون نواة للبحث عن الحل بدلا من التباكي
    والوقوف كثيرا في المحطات … فالذي حدث قد حدث ولنا الان ان نفكر في مخارج للحل

    اتفق معك في ذهبت اليه واسمح لي ان اضيف ما يلي:
    “تبني وتشجيع فكرة الزواج المبكر للشباب”

    ….. ففي ثقافة الاغلبية من أهل السودان انو الواحد يدرس ويخلص الجامعة وبعدين يشتغل ليوه حوالي خمسة سنوات او يغترب ويجيب الشنطة والشية وغيرها من بقية الاحتياجات…. يعني متوسط عمر العريس والعروسة بيكون حوالي 26 سنة فلماذا لا نزوج اولادنا وبناتنا من سن مبكرة؟؟؟؟ يعني يكون متوسط عمر العريس والعروسة 21 سنة او 22 سنة
    علما بان هذه السياسة كان ينتهجا الكثيرين في السودان خاصة عندما ينتقل الشاب او الطالب من القرى الي الحضر!!!! وانتهجها الماليزيون عندما ارسلوا اولادهم للدراسة في امريكا وبريطانيا فزوجوهم وارسلوهم الاثنان معا للدراسة هناك !!!

    1. هذا من شانه ان يخفف من “الهوس الجنسي” للشباب وجعل الممنوع في الحرام مسموح به في الحلال.
    2. يمكن للعروسين ان يواصوا دراستهم ويذهبوا الي الجامعة معا في ود وطمانينة ويعودا معا … وفي هذه النقطة نجد ان انتشار الزواج العرفي بين الشباب في الجامعات واصلا الروحة والمجئ موجود ولكن بدلا من ان يكون في الظلام سيكون في النور ويتبدل الرعب والخوف من انو ناس بيتنا شافونا الي سعادة وهناء
    3. اصلا الظروف الاقتصادية الصعبة اجبرت الاباء من رعاية اولادهم وبناتهم والصرف عليهم حتي بعد الحصول على درجة الماجستير !!!! سيبك من البكالريوس!!! فممكن ان يصرفوا ليوهم وضامنينهم انهم في الحلال “ولو حتى انو ابو الولد وابو البنت يتفقوا على مبلغ شهري يدفع لهذه الاسرة الصغيرة حتي تكبر” واصلا رب الاسرة الصغيرة هذه اذا جد واجتهد في السعي لكسب الرزق سيشتغل حتما مهما كان قليل!!!!!
    4. في خلال ال30 سنة الماضية اجتهد اغلب المغتربيين السودانيين في بناء طوابق وعمارات روعة في المعمار ولكنها فارغة من السكان لانهم ما عاوزين يرجعوا لسبب او لاخر ممكن تتاجر باسعار مناسبة وبتغيير قانون الايجارات العبيط ده ليكون ضامن للمؤجر حقه في اي وقت!!!!

    “تشجيع ممارسة الرياضة للجنسين”

    في المدارس وفي الجامعات وفي الاحياء فالرياضة العضلية والجسمية وخلق روح التنافس بين الشباب من شانه ان يخفف كثير وكثيرا جدا من افراغ الجسم من طاقة زائدة تمنع كثير من الشباب من النوم!!! فيغرق في التخيلات الجنسية ويحاول ان يشبعها في عالمه الرقمي المثير فالفلم “الثقافي” لا يحتاج الي اكثر من دقيقتين لتحميله في الجوالات الذكية!!!!

    قد يختلف البعض معي خاصة في النقطة الاولي تخوفا من ظهور حالات طلاق مبكر واشياء اخرى ولكن لقد طرحت هنا فكرة للحل يمكن ان يصاحبها على سبيل المثال دورات للزوجين في كيفية التغلب على المشكلات التي تواجهم … وايضا دورات في كيفية الحفاظ على الاسرة … وايضا تغيير في لوائح الجامعات بحيث تعطي اكثر من فرصة للتاجيل الدراسة للنساء اذا كانت حامل او مرضع … حث العريس والعروس على الكفاح والمثابرة في الحياة “معا” وغيرها من الاشياء التي تضمن نجاح الفكرة…

    بالنسبة للنقطة الثانية تغيير في الجداول الدراسية بحيث تكون ممارسة الرياضة اثناء اليوم الدراسي صباحا وتوفير حمامات في المدارس والجامعات وانشاء صالات وميادين رياضية مخصصة للبنات بعيدا عن الشباب حتي يكونوا بعيدين عن الحرج واعطاء الطلاب درجات في اعمال الفصل لهذه النشاطات الرياضية وغيرها من التعديلات التي تضمن نجاح الفكرة…

    ودمتم

  12. أشكرك عمر بادي أنتي زكرت شئ مهم جدا ولللاسف الحكومة لم تكترث لي السلطان الذي نمى في جسد هذه الامة ومن الصعب إزالته الا وهو موضوع التسلل الذي تتحدث عنه وأنا أقول مسالة الولاء والانتماء الحقيقي للبلد كل الحكومات المرت علي السودان غير وطنية لانها لا تبالي للمخاطر التي يسببها التسلل ولو كانت حكومات امينة وعندها غيرة للبلد ما بيكون الوطن سائب لكل من هب ودب والحكومات تعرف أن كل متسلل بالصاح بالغلط نهاية المطاف بمقى سوداني كم من المتسللين صارو سودانيون نصف سكان السودان من عشائر افريقيا نجيريا والكنغو وتشاد وانغولا وتنزانيا واريتريا واثيوبيا وغيرها حتي الرئيس البشير بيفتخر ويقول السودان افريقيا مصغرة واللدغة جاءته من هؤلاء داء غير الاقباط والهنود وغيرهم والغريب في الامر مابتلقى عشيرة سودانية واحدة في تلك الدول ليه لان الهجرة عكسية وتاكيدا لكلامي ادخل ملاعب السودان أي مباراة طرفها فريق سوداني والاخر أفريقي بزات الدول الافريقية التي لها عشائر في السودان تجد العاطفة والجزور تقودهم دون شعور لتشجيع اوطانهم التي ينتمون لاترابها وينسون البلد العاشو فيه وتعلمو منه ورغم ذلك يقولو نحن سودانيون ولعلكم لحظتم ذلك في ملعبنا انا لا ألوهم إنما ألوم الحكومات التي فرطت في مسالة الولاء وبلدانهم لا تفرط في مسالة الولاء واقرب مثل مصر. و أثيوبيا القريبة دي لو انت داخل بطريقة شرعية وتجاوزت أو خالفت شروط الاقامة يجدعوك في السجن وصديقي السوداني الزارهم اكد لي ذلك طيب كيف اذا كنت متسلللا واصلا حدوهم محروسة بحرس الحدود لا يستطيع احد يتسلل بعكس بلدنا السائب .وانا اقسم قسما جازما مافي انسان في اي مكان في الكرة الارضية بسئ لوطنه اذا كان صحيح منه ومنتمي لترابه عشان كده مسالة الولاء ومسالة الانتماء للتراب نحن من دون الدول والشعوب فرطنا فيها لذلك نستاهل ان نهان ووطنا يهان ليس الذين يكتبون ويسئون للوطن في كتاباتهم فحسب بل معاهم الذين يرسلون ويبسون اشرطة فاضحة تسئ للشعب والوطن يستحيل ود بلد من هذا التراب ان يفضح عرضه بهذه الطريقة المؤلمة واحد من اثنين اما هم اولاد حرام ام هم من عشائر ووسخ افريقيا الذين صاروا محسوبين عليه وبل جرحوه وذادوه الم وجراح ويكفي مافعلوه ناس حركات العدل والمساواة الذين تعرفهم الحكومة والشعب بانهم تشاديين وغدا سوف تظهر عشائر افريقية اخرى وتطالب بحقوق ويفعلو بالوطن اسؤا من ما فعلوه ناس الحركات . لكل دولة افريقية سوداء عشائرفي السودان السائب ولا تجدعشيرة سودانية واحدة في تلك الدول ولا ننسى إنهم يشاركون
    الشعب في معيشته وخدماته ويضايقونه في عمله وبذلك يرهقون خزينة الدولة التى جزء منها يصرف علي اجانب وهم نصف سكان السودان كما اكد ذلك بروفسور حسن مكي وداء سبب معناة السودان ولسه هناك عشرات الالوف من الللاجئون والمتسللون الي السودان وسوف يصيروا سودانيون كغيرهم من عشائر الكنغو وانغولا ونجيريا وافريقيا الوسطى وتشاد والنيجر وبورندي وتنزانيا ورواندا والسنغال والكميرون وجبوتي واثيوبيا واريتريا وغيرها من افريقيا ناهيك عن الاقباط والهنود والسودان حامل عبئ ثقيل جدا ماعنده قدره عليهم والسبب اهمال الحكومات السودانية وقفلتها وعدم المعرفة بخطورة هؤلاء علي مستقبل السودان وعدم المعرفة بالتخطيط السليم ومن اضراره الزيادة السكانية وسوف يبقى تعداد السودان اكثر من مصرواثيوبيا اللتان ليس في جسدهن من عشائرافريقيا عشيرة عشان كده في وطنية هناك عكس السودان ثم عدم المعرفة بمسالة الولاء لو كان عندنا حكام وطنيون غيرون علي البلد نملة مابتدخل الا بطرق شرعية وبنهاية الزيارة تنتهي الاقامة السودان مفتوح اي مجرم يدخل اي ريئس يدخل اي وزير يدخل اي جاسوس يدخل من دون علم الحكومة ناهيك عن اختراغ الاجوا والمياة الاقليمية ناهيك عن دعاة التشيع والتنصر الذين يدخلون ويدعون تحت سمع وشوف الحكومة وناهيك عن الادوات والمعدات والمواد الصحية و التنموية والزراعية والتعليمية والصناعية والغزايئة الفاسدة وناهيك عن السموم والمخدرات والكحول والامراض الخبيثة والعادات والتقاليد الغريبة بصراحة السودان بلد سائب ما شفت ولا سمعت بلد مثله كل من هب ودب يقول انا سوداني لذلك تغيرت عاداتنا وتقاليدنا وصفاتنا العربية الاسلامية السمحة فبقينا نتاثر بالحبش والافارقة والغرب وهم لايتاثروا بنا فاختلط الحابل بالنابل وكل شئ تغير حتى الخارطة البغرافية تغيرت نتيجة للقفلة والاهمال وسوف لا تنتهى الحروب الاهلية ما دام اى واحد من العشائر الوافدة من افريقيا يحمل الحقد والكراهية اكيد بيقول مهمشين وطيب في مناطق كثيرة في كردفان والشمال والشرق والوسط تفتقد لابسط مقومات الحياة ليه العشائر في تلك المناطق ماشالو السلاح الاجابة لان هؤلاء الذين يدعون مهمشين ما منتمين انتماء حقيقى لهذا التراب لهم جزور وعاطفة مع بلدانهم التى جاءو منها والله السودان لو حرق لم ولا يحرك فيهم شعرة بعكس الجزوره من هذا التراب دون ما يشعر يلقى قلبه يتقطع لان الوطن عرضه وصدقوني بكره تظهر حرب ابادة من هؤلاء الافارقة ضد العشائر الشمالية ولعلكم سمعتم تلك النغمة الجنجاويد من زمن بعيد ولليوم تاكيدا لكلامي اذكر وزير الصحة الاتحادي ابقردة انتقد بشدة علاج الاجانب علي حساب الدولة واذكر وزير صحة الخرطوم قال الدولة ايضا تصرف علي علاج الاجانب وللاسف الاعلام السوداني زي الحكومة السودانية ما بكتب في المواضيع البتمس البلد في موضوع اخطرمن تدفق الاجانب وخاصة الافارقة في اخطر من الجرائم الغريبة الدخلوها تلك الاجانب زي عصابات النيقرز واختطاف واختصاب الاطفال والفضائح الجنسية التي تبث وتنشر في فضاء الاعلام الخارجي باسم شعب السودان الذى اساء اليه هؤلاء لان في تساهل من الدولة والقانون في اخطر من الزحف الصحراوي الذي بات يهدد النيل وكل اراضي السودان الزراعية فى موضوع اخطر من احتلال اراضي السودان فى القفشة وحلائب وبكره نسمع بحتلال كسلا وفعلا محتلة بملايين الاريتريين وزي ما تساهلنا وفرطنا في القفشة وحلائب وبكره افورقي او اى ريئس اريترى اخر يقول ليكم كسلا بتاعتنا السودان بلد عسل بس ماعنده وجيع

  13. اذا نجحت في ان تتصدى للجوع والفقر والمرض
    واذا نجحت في ان تتصدى للفساد
    تستطيع ان تتصدى لسؤ الاخلاق من اغتصاب وسرقة ونهب وتفشي للامراض والبعوض والذباب والجنادب وطلاق في صفحات الجرائد والمحاكم وتفشي اللواط والمخدرات والخمور واختلاس الاموال .. الخ بتصديك لاسباب الفقر تستطيع ان تبذر القيم السودانية الاصيلة مجددا في الشعب السوداني وتعيدها
    وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
    كل شئ في السودان قد تصدع
    فقط عليك ان تطالع احدى الصحف السوداني .. جريمة قتل .. اعلانات طلاق .. قضية فساد .. تهريب .. مخدرات .. خمور .. اغتصاب .. لواط .. جنس جماعي بالوتساب .. اولاد في حفرة الدخان .. مولود حديثا في قارعة الطريق .. عرس لمثليين .. قتل .. حروب .. فساد .. اختلاس .. تحديات عنترية.. امراض نفسية .. طلاق للغيبة .. حروب اهلية .. بطولات حزبية .. غناء هابط .. صحف رياضية من غير حدث رياضي .. وعصابات نيقرز ..وزراعة وصناعة .. وفجوات غذائية .. وتمرد وجهاد ..
    حكاية ولا في الافلام الهندية
    لقد اصبح الفيلم السوداني اطول بكثير

  14. شكراً د.عمر بادي على المقال والسرد والتحليل لمشكلة القيم والأخلاق والأخلاق بلا شك هي أساس كل الأديان والمعتقدات وتُبنى بها المجتمعات , وكما جاء في حديث رسولنا الكريم زاده الله صلاة في سلام : ” إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ ” , ولكن أستاذي كيف لشعب فقد كرامته وتنازل عن دماء أبناءه أن يُبنى من جديد قبل وضع أساس الإنسان ” الكرامة “, فكرامة الإنسان تأتي بأخلاقه وقيمه ,فحينما يتنازل الإنسان عن كرامته التي كّرمهُ الله سبحانه وتعالى بها وعن دم أخاه الإنسان الذي حرّمهُ الله في كل ألأديان السماوية وأمرنا أن ناتي بالقصاص له لكي تستمر حياتنا , من أجل ” كسرة خُبز ” أو ماشابهها في المعنى عامة ,خوفاً وخنوعاً وذلاً , لا يستحق كليهما , وسيفقد معهما كل شئ , وعندها يأتي البلاء عذاباً ونكالاً والإبتلاء تطهيراً وعدلاً من الحكم العدل العليم الحكيم , فهلا قمتم لإستعادة كرامتكم وحياتكم يرحمكم الله .

  15. شكرا مقال هادف ولكنى اعتقد ان اكثر اجراء عاجل الآن هو دور منظمات توعويه تعطى دورات للآباء والامهات عشان يشوفوا شغلهم ويراقبوا اولادهم ويعرفوهم معنى العيب حتى لو عن طريق منشورات تنبههم لمل يحدث فى الشارع. الاحظ الكثير من الآباء والامهات اصبحوا متساهلين مع اشياء كانت عيب فى زمننا مثل الخروج والسهر المختلط والادهى اننى رأيت فيديو تخريج مؤخرا فيه رقص خليع ومقزز وام الخريج تصفق وتبشر بيدها من بعيد. ده لو ولدى لما قبلتها منه والله فى صالات التخريج فى الجامعات البريطانيه لو تشوفوا الهدوء والادب تستغربوا لدرجةان ينحنى الطالب للاستاذ عند استلام الشهاده
    والله الموفق

  16. مسطول قاعد يغني
    عجبوني يا ناس الكيزان
    سرقوا الغنم والخرفان
    لبسوا البدل والقمصان
    ركبوا الكابرس والتوسان
    سرقوا البلد من زمان
    من نياﻻ لي ام درمان
    عجبوني الليلة جوا سرقوا البلد نضفوا
    عجبوني اوﻻد الوالي
    لبسوا العمم والطواقى…
    نبشوني وشالوا حالي
    سرقوني ورفدوا خالي
    طول الليل ﻻفين طوالي
    نهبوا البلد باللواري
    ودقسونا بالكباري
    عجبوني الليلة جوا سرقوا البلد نضفوا
    عاجبني اب عيننا شرارة
    السايق الناس بالحقارة
    يوم دخل البيت زيارة
    شال وداد وشال عياله
    وحرق ابوهم بالطيارة
    عجبونى الما عندهم بشاره
    عجبوني الليلة جوا سرقوا البلد وقسموا
    عجبوني النفخوا الجيوب
    عجبوني الفصلوا الجنوب
    يوم الحارة يقولوا ووب
    وفي ﻻهاي ليهم دروب
    عجبوني اوﻻد الضهاري
    خلوا المنجل والطواري
    نهبوا الطرق والكباري
    وشالوا المال باللواري

    انشرووها لتعم الفضايح

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..