مقالات سياسية

لكي لا نُحبط .. وثبة البشير” وسيناريو “الهبوط الناعم” الأمريكي

فايز الشيخ السليك

علت سقوف الأحلام، و ارتفعت درحات التوقعات بحدوث أمرٍ ما؛ عندما أعلن أحمد أبراهيم الطاهر عن ” مفاجأة من البشير للسودانيين”، وهو ما جعل مئات الآلاف أو ربما الملايين يحجزون مواقعهم مبكرين أمام شاشات التلفزة، و المحطات الإذاعية للإستماع للخطاب المفاجأة، وسادت لحظات ترقب تشبه أوقات انتظار مباراة مثيرة في كرة القدم.

وربما لم يكن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، يعلم أنه سوف يدخل المؤتمر الوطني، ومعه ملايين السودانيين، والعتيقين من قادة الأحزاب إلى ” زقاق ضيق”، بإعلانه رغبة البشير في “خطوة مهمة قريباً”، أو ربما قصد تضييق الحصار، ربما، بعد أن أكد له في اللقاء حرصه على تطوير علاقاته مع محيطه المحلي والإقليمي والدولي، و على الوفاق والحوار مع كلِّ القوى السياسية.

ويعتقد مراقبون أن الخطاب حلقةٌ أولى ضمن باقة حلقات، تشكلها مواقف وقرارات، و تكون محصلتها الأخيرة تسوية سياسية تضمن ” الهبوط الآمن للبشير الملاحق بواسطة الجنائية من جهة، و المحاصر ببراكين الأزمات اللسياسية، والعواصف الإقتصادية، و صراعات المؤتمر الوطني وأذرعه الأمنية والسياسية والعسكرية ، و كشفت وثيقة أصدرها معهد السلام الأمريكي في اغسطس 2013 عن وجود سيناريو أمريكي لعملية ” التغيير” في السودان، أو ” التطوير”، وليست الإسقاط، عبر الهبوط الآمن الذي، يحصن البشير، أسرته وحزبه من المساءلات القانونية والجنائية بما في ذلك شبهات الفساد المالي، وجرائم الحرب، وانتهاكات حقوق الإنسان، وذكر المعهد في ورقته ” لقد آن أوان دخول السودان في حوار داخلي وعملية إصلاح حقيقي تفضي إلى قيام حكومة ديموقراطية عريضة تسعى لتحقيق مصالحة وطنية ذات مغزى بين كافة السودانيين. ولكن الكيفية التي يتم بها إبتدار تلك العملية تبدو في غاية الصعوبة كما كانت دوماً. ، و ” يوجد إجماع دولي متنامي بأنَّ جهود التوصل لحلول جزئية لنزاعات السودان العديدة و التي تشمل الحرب المستمرة في دارفور منذ أكثر من عشر سنوات، و العنف المتجدد في جنوب كردفان والنيل الأزرق قد فشلت، وبدلاً عن ذلك هناك إدراك متعاظم ? على الأقل في اوساط المعارضين للنظام وبعض قوى المجتمع الدولي بضرورة إيجاد نهج شامل لحل تلك النزاعات، ولعلاج القضايا المهمة المتعلقة بالحكم وإدارة التنوع والمصالحة”، ويسند رؤيتنا حول وجود السيناريو المعني..

1- تحركات وساطة الإتحاد الأفريقي برئاسة الرئيس الجنوب الأفريقي السابق ثامبو أمبيكي، ومحاولاته المتكررة لجمع نظام البشير بالحركة الشعبية لتحرير السودان في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا.

2- تحركات دولة قطر من حين إلى آخر ومحاولاتها المتكررة لردم الهوة بين المؤتمرين ” الوطني” و” الشعبي”، وقد رشحت أكثر من مرة أحاديث حول جمع الشيخ الترابي بتلميذه البشير، على أن يفضي ذلك إلى توحيد تياري الإسلام السياسي تحت عباءة ” الحركة الإسلامية” بزعامة الترابي، على أن يرأس المشير البشير ” المؤتمر الوطني” كواجهة سياسية لتياري الإسلام السياسي، فيما تنتهي فترة البشير في رئاسة الجمهورية العام المقبل، وقطر هي مهندس فاعل في عملية سيطرة الإسلام السياسي على الحكم في بلدان الربيع العربي، التي انتفض سكانها على أنظمة ليست دينية، إلا أن الأوضاع في السودان هي عكس الأوضاع في تلك البلدان، وقيام هبة على الحكم تعني هزيمة لكل الإسلام السياسي وبالتالي تفضل الدوحة وواشنطن سيناريو ” الهبوط الناعم” للحفاء في الخرطوم.

3- دور تلعبه منظمات المجتمع المدني فيما اصطلح عليه ” المسار الثاني”، عن طريق عقد عدة ورش عمل في الخرطوم، وعواصم دول الجوار حول الدستور الجديد، ومشاركة القوى السياسية في كتابته، وكذلك حول الحوار بين الإسلاميين وغير الإسلاميين، ويشمل الحوار كافة القضايا الخلافية بما فيها قضية الدين والعلمانية ونظم الحكم والديمقراطية، والتسكين السياسي.

4- التحركات الأخيرة للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، والتي تزامنت مع زيارة وزير خارجية بريطانيا للشؤون الفريقية للخرطوم ومصافحته للبشير، وهو أمر في غاية الجدية، لأن كل الدول الغربية تتحاشى مقابلة البشير، باعتباره مطلوباً لدى محكمة الجنيايات الدولية في جرائم حرب دارفور والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.

وينطلق دعاة ” الهبوط الناعم” على حالة توازن الضعف التي تشهدها الأوضاع في السودان، فالحكومة دخلت نفق الفشل، واللاعودة إلى طريق النجاح، و تعاني من العزلة الداخلية والخارجية، ومن الإفلاس السياسي والإقتصادي لا سيما بعد انفصال الجنوب، وفقدانها لنسبة 75% من مواردها في وقت عجزت فيه عن تطوير الإنتاج الصناعي والزراعي، بل حولت المجتمع إلى مجتمع استهلاكي، غير منتج، بعد أن غرق في لجة ” الرفاهية الكاذبة” التي نتجت عن فتات عائدات النفط، وانتشار سلوك المجتمعات الرأسمالية وأنماطها في الحياة؛ بما في ذلك أقساط العقارات والسيارات، ووسائل الرفاهية الأخرى.

والمعارضة من جهتها، تعيش حالةً من التيه، وهي حالة تشمل المعارضة في شقيها السياسي والعسكري، فلا قوى الإجماع الوطني موحدة، ولا قادرة على فعل سياسي يحولها إلى خانة المبادرة لا رد الفعل، ولا الجبهة الثورية أحكمت خططها، وغيرت تكتيكاتها العسكرية بنقل الحرب من الأطراف إلى العمق، أو توجيه ضربات نوعية للنظام وأهدافه العسكرية والأمنية والإقتصادية والسياسية.

وقد أكد الأمر المبعوث الأسبق للسودان سكوت غريشن في لقاءته مع كل القوى السياسية المعارضة، وكذلك خلفه ليمان؛ المشارك في إعداد ورقة ” الطريق إلى الحوار الوطني في السودان”، وتؤكد الورقة المعنية، وجود ” نقاشات جادة في العديد من الدوائر داخل نظام البشير حول الحاجة للتغيير إلا أنَّ تلك المناقشات لم تمتد لتشمل أحزاب المعارضة والحركات المسلحة التي تحارب الحكومة. إضافة لذلك فإنَّ الرئيس ودائرته الضيقة ينفرون من الدخول في حوار شامل يمكن ان يؤدي إلى زوال حكمهم، آخذين في الإعتبار إدانة المحكمة الجنائية الدولية للرئيس البشير وبعض كبار معاونيه الذين يواجهون إحتمال المحاكمة في لاهاي إذا تركوا مناصبهم في الحكم. العقدة التي تنتظر الحل تتمثل في كيفية إقناع النظام بالدخول في حوار ذو مغزى وفي عملية إصلاح و في نفس الوقت مخاطبة قلقهم ومخاوفهم و تحفظاتهم الشخصية”. ويفترض السيناريو أنه ” إذا أنتجت عملية الحوار والإصلاح حكومة ديموقراطية ذات قاعدة عريضة فإنها ستكون في وضع يسمح لها بالتفاوض مع المحكمة الجنائية لمحاكمة المتهمين داخل السودان أو عبر عملية مشتركة مع المحكمة نفسها. إذا بدأت عملية حوار ذات مصداقية فإن بإمكان مجلس الأمن الدولي النظر في إحالة مؤقتة للإدانات على أساس المادة 16 من نظام روما الأساسي. ولكن في النهاية لا يمكن التضحية بإعتبارات تطبيق العدالة”.

إن اهذا السيناريو قد يستمر لعامين ، وهو ما يتطلب تأجيل الإنتخابات المقبلة، لضمان مشاركة كل القوى السياسية الفاعلة فيها، وللاستفادة من تجربة الانتخابات الماضية التي سعى البشير عبرها إلى ” شرعنة انتخابية وشعبية، مستفيداً من اهتمام المجتمع الدولي باجراء الاستفتاء، وفصل الجنوب، ويبدو أن المجتمع الدولي لن يكتفي فقط ” بانتخابات صورية، أو ذات مصداقية لا ترتق إلى المعايير العالمية” مثلما حدث المرة السابقة.

يتوقع مراقبون أن اشتمال السيناريو على عدد من الخطوات تتمثل في ..

1- وثيقة عامة تحدد أطر عامة لللإصلاح السياسي والتداول السلمي للسلطة.
2- قرارات بتهيئة المناخ، بإطلاق الحريات السياسية وحرية التعبير والصحافة.
3- اتفاق مع القوى السياسية التقليدية كمرحلة أولى حول برنامج وفاقي، بما في ذلك مشاركة واسعة في الحكم، وربما تشمل الخطوات حل البرلمان والحكومة، واستقالة البشير من المؤتمر الوطني.
4- إجراء مفاوضات مع فصائل الجبهة الثورية والاتفاق على ترتيبات لوقف العدائيات ووقف النار، والعفو عن حملة السلاح، والسماح لهم بممارسة عملهم السياسي سلمياً على طريقة ” المؤتمر الوطني الأفريقي” خلال تفاوضه في جنوب أفريقيا مع الحزب الوطني في سياق تصفية نظام الفصل العنصري.
5- إجراء انتخابات عامة برلمانية ورئاسية مع اجراء تعديلات حول قوانين الانتخابات والأحزاب السياسية.

وهل يتغير المؤتمر الوطني؟

هذا هو السؤال، فللمؤتمر الوطني تاريخ حافل بنقض المواثيق والعهود، وقدرة كبيرة على المناورات، برغم احساسه هذه المرة بخطورة الأوضاع، وادراكه أن انتفاضة سبتمبر الماضي كانت ” بروفة” لثورة كبيرة لا تزال تتخلق، بعد أن أكتملت كل ظروفها الموضوعية، ومع ذلك فإنه؛ لا يزال يصر على ممارسة لعبته المفضلة، واجراء تعديلات في الأشخاص، مع الإبقاء على ذات السياسات الاقصائية والشمولية، وذلك بإجرائه عمليات ” تجميلية سطحية؛ تتمثل في إبعاد علي عثمان ، ونافع علي نافع، من دائرة القرار التنفيذي والسياسي ، وإيهام الوسطاء الدوليين برغبة في الاستجابة لدفع استحقاقات التغيير، والذي يبلغ ذروته بتنحي المشير البشير ليفسح الطريق أمام التسوية الكاملة في سياق صفقة الانفتاح مقابل تنفيذ الوعود ونيل جزرات مرتقبة المتمثلة في الغاء الديون وتطبيع العلاقات ورفع العقوبات وتسوية قضية الجنائية، ويرى معهد السلام الأمريكي أنه ” إذا إنطلقت عملية حوار حقيقي فإنَّ على المشاركين فيها مباشرة أو الذين يتابعونها ان يظهروا قدراً من الصبر والإحتمال لعمليات المد والجزر التي تتسم بها العملية. أكبر المخاطر يتمثل في محاولة النظام التلاعب بعملية الحوار من أجل أهدافه الخاصة أو إجهاضها بصورة كاملة إذا بدأت في السير نحو الوجهة التي لا يرغب فيها. لذا يتوجب تجهيز إستراتيجيات التعامل مع كلا التهديدين”. ويبدو أن المجموعة الصغيرة التي تمسك بأوراق اللعب داخل أروقة النظام قصدت كتابة هذا الخطاب المثير للجدل” معمماً، بعبارات اسفنجية، وكلمات مقعرة تقبل التأويلات مع خلوه من أي التزامات مسبقة، تتضمن حزمة من اجراءات تهيئة المناخ للحوار السياسي.

إن القادة الذين حضروا الخطاب كانوا يعلمون بتفصايل هذا السيناريو، وقد أجروا حوارات حوله مع النظام ومع الوسطاء، إلا أن البشير ” فاجأهم” فعلاً بالخطاب المثير، فانعكست ” المناورة ” على وجوه المهرولين من قادة الأحزاب ، فكساهم الغم، والاحباط، حتى أن بعضهم دخل في سبات أثناء الخطاب الطويل والممل، حين رأوا أحلامهم تتبخر، وتضيع بين طيات الكلمات اللزجة، والعبارات الفضفاضة، والوعود غير الممسوكة، فتحول الخطاب إلى مادة للسخرية، والأحاديث حول ” الأحابيل” و” الإندغام” و” والوثبات”. حتى بلغ عدد التعليقات السالبة عليه وفقاً لتصريحات أبراهيم غندور مساعد البشير حوالى (22 ألفاً) من التعليقات!.
ولماذا أحبط الآخرون؟

في مثل هذا الراهن، وسيطرة الأوضاع المرتبكة، فإن تيار الانفعالات العنيف يجرف كثيرين ، فيفقدون السيطرة على الواقع ويدفع بهم إلى الارتماء في خدر التفكير الخرافي والسحري والغيبي كوسيلة وحيدة متبقية للخلاص من المأزق” ، وهو ما نسميه “التفكير الرغائبي، وهو يعني تماهي الذات في الموضوع، أو التفكير عن طريق الأشواق، ويسود هذا النمط من التفكير الرغائبي وسط المناخات المفعمة بالمشاعر، والمخاوف ، والأحلام، فيفكر الناس بمشاعرهم، وهو تفكير يجعل البعض يصدق أكذوبة اعلان البشير التنحي عن السلطة بكل سهولة، أو على أقل تقدير؛ تبنيه حزمة من السياسات الإصلاحية التي تصب داخل مجرى التغيير، ولذلك يشعر بالخيبة كل من عول على التغيير بواسطة البشير نفسه، ودون تعرضه لضغط حقيقي.

علينا أن نواجه أنفسنا، وأن ندرك كلفة التغيير، وأن نعتبر خطاب البشير وطلاسمه شأناً يعني الحالمين، مثل الترابي الذي يسعى لوراثة الحكم ليشفي غله القديم، أو صادق المواقف الرمادية، وإدمان الوقوف في منزلة بين منزلتين، أو الميرغني الذي عوده أسلافه بأن لا يغمس يده داخل” وجبة ساخنة”. وعلينا أن نترك هؤلاء وشأنهم لو أردنا تغييراً حقيقياً وجذرياً، وأن لا نعلي من سقف أحلامنا في تحقيق تغيير عبر هؤلاء، أو حتى عبر سيناريوهات المجتمع الدولي إذا لم تحقق القدر المعقول من طموحاتنا، أو أذا ما كانت تهدف إلى إطالة أمد الحكم الإسلامي. وفي حال عجزنا علينا أن ننتظر تحقيق هذا السيناريو متى ما اكتملت حلقاته، وانسد أفق المناورات في وجه البشير.
[email protected]

تعليق واحد

  1. هذا هو المتوقع لكن اللعبه كلها سوف تكون بيد قوه الاجماع الوطنى اذا احسنوا الادراك لما يدور داخل اروقة المؤتمر الوطنى من تفتت وتشظى

  2. (علينا أن نواجه أنفسنا، وأن ندرك كلفة التغيير، وأن نعتبر خطاب البشير وطلاسمه شأناً يعني الحالمين، مثل الترابي الذي يسعى لوراثة الحكم ليشفي غله القديم، أو صادق المواقف الرمادية، وإدمان الوقوف في منزلة بين منزلتين، أو الميرغني الذي عوده أسلافه بأن لا يغمس يده داخل” وجبة ساخنة”.)
    اذا قلت هذا وسكت يا أستاذ لكفيت

  3. لعل من ايجابيات هذا الخطاب الركيك انه ابان – من حيث ترقب الناس المحموم لسماعه وخيبة املهم وتندرهم عليه – انه اظهر بصورة واضحة كراهية السودانيين للوضع الراهن.

  4. انحن المره دي مافيش عفي الله عن ما سلف ولن نتلركهم يتمتعوا بهبوط آمن وكل من يروج لذلك يتحمل نتيجه تصريحه بذلك وليس هناك شخص وصي علي هذا الشعب حتي يقرر افلات الجناه من العقاب

  5. اشم ان هؤلاء المراقبين موالين للمؤتمر الوطني للتوقعات بان تقوم الحكومة مفاوضات مع الجبهة الثورية وتصدر عفو عن حاملي السلاح كيف يُقبل ان يكون الجاني هو من يعفي عن المجني عليه

  6. صدقنى هذا ادق واجمل تعبير عن السادة المراغنة.

    …أو الميرغني الذي عوده أسلافه بأن لا يغمس يده داخل” وجبة ساخنة”

  7. الهبووط الناعم..
    هبوط ناعم هبوط خشن هبوط مشيقح

    المهم الطائرة المتعطلة والتي لايوجد لها قطع تهبط او تسقط او تحرق…كل مابفرق…الله يرحمنا برحمته

  8. ولا حتى امريكا لا يراهن الشعب السوداني عليها كما تم فعلا في ابريل 1985م
    كما يعول الشعب السوداني كثيرا على الاحزاب السودانية التي لم ولن تجتمع الا لتختلف وسبق للشعب السوداني ان هتف .. العذاب ولا الاحزاب .. ومن الواضح والجلي ان هذه الاحزاب لا تقوى على شئ ولن تحرك ساكنا وبالنظر الى واقع الامور على الارض فان حزب الامة مشارك في الحكومة وكذلك الحزب الاتحادي مشارك ايضا واو بانكار الاول واقرار الثاني اما المؤتمر الشعبي انطبقت عليه الحوار الذي غلب شيخه وتدور وراء الكواليس على مايبدو امور اخرى .. بالتالي فان الشعب اسقط تماما دور هذه الحزاب وحراكها من اجل التغيير الناعم .
    اما الجبهة الثورية ومتمردي دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان اصحاب التغيير الخشن فلا جدوى مما يقومون به طالما انهم يقاتلون خارج الخرطوم فهو صراع غايته واجندته تختلف عن اجندة الشعب السوداني هم يصارعون من اجل الحصول على السلطة والمال والشعب يصارع من هول الفقر والجوع والمرض والمتمردون يتاجرون بالحرب والنهب والسرقة وكل قبيح مباح لديهم ..
    بالتالي وفي ارض الواقع فان الصراع وم سبتمبر وكتوبر الماضي انحصر فعليا بين الشعب السوداني والحكومة السودانية وتدرك الحكومة تماما ان الشعب هو عدوها الاخطر لانه سيقاتلها في عقر دارها في الخرطوم ويستطيع في النهاية رغما عن الهزائم والقمع باستخدام القوة المفرطة حتى ان من اكثر من سقطوا شهداء لم يعرف قاتلهم حتى الان ولكن الفقر والجوع والمرض جميعها تحرض الشعب للمواجهة الحتمية مع الحكومة وذلك مع علم الشعب ان الاحزاب ايضا تتربص به لسرقة ثورته والجلوس على كراسي الحكم ولكن اصبح لدى الشعب قراءة ورؤية فلن تسرق ثورته وكان لثورتي مصر ضدمبارك وضد الاوان المسلمين درس يستلهم منه الشعب السوداني العبر والخبرات ..
    فقط ارادة الله هي التي ينتظرها الشعب على ايتها حال وقد تبلورت وتشكلت قناعته لمواجهة الحكومة مهما استخدمت من قوة مفرطة ولكنها لن تكون ابشع مما يعانيه الشعب من فقر وجوع ومرض هنالك قناعة للتضحيات والثورة آتية ..آتية .. ولا محال ولا بديل غيرها على ما يبدو .. والله اعلم

  9. مفاجأة الوثبة الثلاثية (في معجم ادراك المعاني للشارع السوداني):
    1- تحقيق المصالحة الوطنية بين الأحزاب السياسية والحركات المسلحة،
    2- بسط الحريات العامة، اطلاق سراح المعتقلين وتأجيل البت في المساءلات القانونية والجنائية لأبالسة الإنقاذ والطفيليين
    3- تكوين حكومة انتقالية عريضة للإصلاح السياسي والتداول السلمي للسلطة.

  10. سلام من الله عليكم يا شباب الراكوبه،،،،

    نعم الكل كان يحلم بالمفاجأة والتي كان الشعب السوداني يتوقعها مفـــرحــه … ولكن خاب الظن …

    ببساطة شديدة … حكومة المؤتمر الوطني (الموت الوطني) منذ يونيو 1989 دأبت على قتل الحلم .. ودأبت على قتل الفرح لدى الشعب السوداني …

    عشان كدة ياجماعة حكومة الموت الوطني … ماجابت جديد… وهي دائماً صاحبة مفاجآت مؤلمة … ومن ضمن توجهاتها بأن لا نفـــرح …

    نسأل الله أن يكتب للشعب السوداني الفرح … ولكن نسأله جلت قدرته أن لا يكون على يد حكومة الموت الوطني هذه،….

    ودمتكم

  11. خطاب مغبر اضح المعالم والصفات فنحن كنا نتوقع ان يعلن هذا المخبول عن تكوين حكومة قومية تشمل جميع تكوينات الشعب المغلوب علي امره ثم تواصل الاحزاب جميعها بما فيها الموتمر الغير وطني الحوار حول الاشخاص الذين يقودون المرحلة القادمة الذين يعملون علي الدستور وطريقة الانخابات وقنونها ولكن الخطاب خيب توقعات السودانيين جميعهم بمافيهم الحضور حتي الذين من الموتمر الغير وطني وانا كنت اتوقع حاجة غير الحومة القومية وهي ان يقوم البشير بانقلاب علي نفسه ويكون حكومة قومية كما فعلها سوار الذهب وكما كان حيفعلا الزبير محمد صالح…….لمتين يبشير7

  12. كلامك جميل واجتهاد تشكر عليه اخى السليك لكن اختلف معك فى مساله انو الصادق مشارك كيف يا اخي لا تحترم الرجل وهو رئيس للوزراء مرتين وتعتبره مشارك فى الحكومه لمجرد شيئين ربما اما تقصد ان اولاده فى الحكومه او تقصد تبنيه الجهاد المدنى كما يقول وفى كل الحالتين اختلف معك وانت الكاتب الكبير لاننا اخي فى هذه الحاله يجب ان نترك العيوب الصغيره ونركز كلنا فى اذاله النظام فاي حديث يضعف موقف المعارضين للنظام يا اخى يصب فى اضعاف المعارضه ويقوي موقف الجماعه (ياهم) المهم هذا هو اختلافنا مع ثورات الربيع العربي لم يفكرفوا في نشر غسيل بعض الا بعد ان ازالوا الانظمه لان ذلك هدف واحد للجميع لذلك انا احب ان اوضح هذه النقطه وفي الىخر اشكرك اخى فائز على مقالك الدسم والله عجبنى شديد فاستمر

  13. كلامك عين الحقيقة وعلى الشباب تجهيز المنابر لتوعية الشعب بمخاطر الانجراف وراء اي من هذه الاحزاب الطائفية فهذه الاحزاب الآن عبارة عن اسماء فقط واجسام وهياكل خاوية

  14. ليس مثل هذه المقالات إلا تمريرات من جهات تروج لعصى وجزرة أمريكا!

    وما لا تعلمه وكالة ناسا وال C.I.A اننا في سبيل عودة الانسان الامريكي، وتحريره الى الابد من هيمنة هذه العصابات التي أنكشفت للعالم كله ! وفاقد الشئ لا يعطيه !

    هذه الادارات الامريكية التي تتحدث عنها إنتهت تماماً بوصولها محطتها الاخيرة، حينما لم تجد أفضل من هذا الاوباما، ويحدثك عن هذا (إحتلوا وول ستريت)، لتحمله النتيجة من حيث لا يدري، تماماً كما حل بصاحبكم هذا…..

    ما أنت الا كتاب قديم لا يواكب مسيرة البشرية وتطورها…..

    شوف ليك شغلة تانية غير الصحافة أفضل لك وللإنسانية، لأنك بعيد من مسار التاريخ الحديث.

  15. تعليق على الصورة :

    رائعة كالعادة لكن سلة المهملات دى راقية وقيافة اختار حاجة تانية تليق بالمقام السامى
    حذر فذر تبقى ايه ؟؟؟

  16. 01- المقال رائع … بالرغم من أنتماء صاحبه … إلى الحركة الشعبيّة … ولكن … ما تقوم به يا [radona] … أنت وأمثالك … هو ثورة سودانيّة حقيقيّة … ضدّ كُلّ الحراميّة … ولمصلحة كُلّ الأجيال السودانيّة … ؟؟؟

    02- هذه الثورة لن تكون مُجدية … إن لم يكن على رأس أهدافها الأساسيّة … وضع حدود نهائيّة للإنقلابات العسكريّة … وللتمرّدات العسكريّة … ؟؟؟

    03- وهذا يقتضي … أن يتزامن العصيان المدني … في الشمال مع العصيان المدني في الجنوب … ضدّ الإقتسام الآيديولوجي … العسكري الشرطي الأمني … الذي تحرسه الحركات المُسلّحة … المؤدلجة … ؟؟؟

    04- هؤلاء لم ينجزوا شيئاً … غير إقتسامهم لأطيان وثروات دولة أجيال السودان … وحيازتها … هناك … خارج السودان … تحت أسماء قياداتهم البرجوازيّة الأنانيّة الحراميّة الإستباحيّة الإباحيّة الإجراميّة … مُقابل إفقارهم المُتعمّد … وإضطّهادهم الممنهج والمبرمج … لمواطن دولة الأجيال السودانيّة … ؟؟؟

    05- إذن هؤلاء … لن يغيّروا … الوضع القائم الآن … لمصلحة أجيال السودان … ولن يغيّر الله ما بقومٍ … حتّى يغيّروا ما بأنفسهم … من الخضوع والسكوت والصبر المميت … على أمثال هؤلاء الشركاء … فلاسفة الإقتسام الإفقاري المقيت … ؟؟؟

    06- وبالتالي … على أجيال السودان … أن تتحرّك مُنذ الآن … لكيما تعلن العصيان … وتقول … لكلّ هؤلاء … المُقتسمين والساكتين على الإقتسام … خوفاً من الشريكين … لن يحكمنا الشريكان … أنت واحد يا سودان … لن يقتسمك الشريكان … حراميّة الثروات وا الأطيان … وعليهم أن يرحلوا الآن … ويغربوا عن وجوهنا إلى آخر الزمان … ؟؟؟

    07- وإذا ما َضربونا بالذخيرة الحيّة أو البمبان … فسنمكث في داخل بيوتنا … إن كانت لنا بيوت … وسيمكث الذين ليست لهم بيوت … مع الذين لديهم … بعيداً الذخيرة الحيّة والبمبان … إلى أن يرحل الشريكان … وإن لم يرحلا … فلكلّ حادثة حديث … ولسوف يكون لقاؤنا معهم … رجلاً … لرجل .. ( MAN TO MAN) … إلى آخر الزمان … حتّى نهاية الشيوعيّين والإخوان … ؟؟؟

    08- التحيّة للجميع … مع إحترامنا للجميع … ؟؟؟

  17. بإختصار شديد ..
    كما قالها الجسور (هجو) :
    (( آن الاوان لمواجهــــة النظـــام ))
    ان هؤلاء القتلة ، مجرمي الحرب ، الفاسدين، ادمنوا الكذب والتضليل و (اللولوة) .. ولايمكن ان يقدمّوا تنازلاً او يقبلوا (تغييراً) حقيقياً .

    و يجب ان لا نحلم كثيراً او ان نعتمد على حلول السمسار كارتر او (طبخات) معهد السلام او حلول الـ CIA.. أو غيرهم .
    لاتنتظروا حلولاً تاتي الينا من الخارج ، او من هذه العصابة و حلفائها .. لانها سلاتكون باي حال في صالح هذا الشعب المنكوب .

  18. السيد الساليك
    حقيقة لاختشوا ماتو يجب انت تصمت انت لابد بعد ان سقط برنامج او اوهام السودان الجدية تلك الخديعة الكبري للقرنف التي استجدركم الي حظريتها حتي تكننا شهداءا علي اهلكم لتثبت مظالم اهل الجنوب من العنصرية الظلم لاجتماعي فان الشمهد يؤكد سذاجتكم في بيعكم موافقكم الساسية لسراب الحركة الشعبية للحرية ولانعتاق بناء امة راشدة فاهي الحركة الشعبية تذهب ورقة فتنكشف عنصرية نتن بين اوجه ملامحا واحدة قتل علي الهوية نهبا وفضيي واغتصاب ودولة افشل من الفشل
    حقيقة لاختشوا مات

  19. الادارة الامريكية لا تريد ذهاب نظام البشير ( بل تغيير بعض الوجوه لارضاء الشارع المتوثب لازالته ) .. ببساطة لأن هذا النظام هو خير من يبقي علي المصالح اليهودية باضعاف السودان و جعله دومآ تحت المطرقة .. و قد عبر عن ذلك المبعوث ليمان من قبل .. و فعلها أيضآ كارتر من قبله باعتمادهم انتخابات الخج لتمرير انفصال الجنوب مع بقاء البشير .. و ها هو كارتر يعود اخيرآ لتأكيد استمرارية نظام البشير .. مع الضحك علينا بمباركة مفاجأته القادمة .. و التي تمخضت عن استهزاء النظام بشعبه و معارضته الهزيلة و بيعهم الترام !! مع أن عنصر المفاجأة قد زال .. و لم تنتبه له الغالبية .. و ذلك بمجرد ايقاف صدور صحيفة الجريدة قبل يومين من اعلان فاجعة الوثبة !! فآني لنا بالمصداقية فيمن ظل يكرر الدعوة للحوار و هو ما يزال يصادر حرية النشر و التعبير !! مع استخدام حيلة عودة صحيفة حزب الترابي ( رأي الشعب ) _ في نفس توقيت ايقاف صحيفة الجريدة _ لا ستغفاله و استقدامه في طابور يوم الزينة الفاجعة ..

  20. السوداني بطبيعة حالو ذكي ولماح و القصة دي حصلت جد جد واحد بهزر في صديقو قام همزو من كليواتو قام نط قال ليهو هاك الوثبة دي .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..