الاستثمار في الفقر ..!ا
هناك فرق(الأرشيف)
الاستثمار في الفقر ..!
منى ابو زيد
إذا كان التمويل الأصغر ? كما يقول خبراء الاقتصاد ? هو مساعدة الفقراء لابتكار أنشطة إنتاجية جديدة، أو تنمية مشاريع صغيرة كانت قائمة، بإجراءات بسيطة وقنوات اتصال سلسلة وفي مناطق جغرافية واسعة، وخلال فترة زمنية قصيرة المدى، وبمبالغ صغيرة نسبياً .. فهل ينطبق ذلك النهج – الذي تحكمه الدوافع قبل الضمانات – على تجربة التمويل الأصغر في السودان ..؟!
إدارة التمويل الأصغر في بنك السودان قالت ? قبل فترة – في معرض احتفائها بالمنجزات، إن نسبة استرداد التمويل قد وصلت إلى (82%)، الأمر الذي لا بد أن يعني ? بحسبها – افتراضاً /دلالة على ريادة التجربة ..
لكن بلوغ تلك النسبة لا يعني بالضرورة نجاح الهدف المرجو من ذلك النهج الاقتصادي، فالحقيقة أن تلك القروض تصبح في كثير من الأحيان دوامة يصعب الخروج منها، وهنالك شواهد على لجوء بعض الفقراء إلى الاقتراض من جديد للوفاء بالتزاماتهم نحو البنوك .. ثم ثانياً ألا يدلل استمرار زيادة أعداد الفقراء وضعف الإقبال على تلك العروض، على عدم جدوى التجربة في ظل سياسات الدولة الاقتصادية التي يتضاءل معها دور التمويل الأصغر في محاربة الفقر ..؟!
في هذا السودان ما يزال وقوف السياسيات الكلية عائقاً في وجه رسالية/ إنسانية الفكرة واقعاً، فالسياسة الاقتصادية التي يجب أن تتبعها البنوك هي تغليب أهمية الدوافع على اشتراط الضمانات، لكن الذي يحدث ? عندنا – أن منهجية التمويل الأصغر نفسها محفوفة بمحاذير التغطية العاجلة، ومكبلة بأهداف الربحية ..!
حتى كاد حديث القائمين على مشروع التمويل الأصغر في السودان باسم فقرائه أن يشبه كلمات المرشحين عن سكان الأقاليم النائية الذين لا يقفون على حقيقة أحوالهم إلا في أيام الانتخابات، لكنهم يسودون صفحات الجرائد ويغطون شاشات التلفاز بحكايات كفاحهم من أجل الفقراء ..!
السيد محمد يونس رائد الفكرة ومؤسس بنك الفقراء أعرب – غير مرة – عن قلقه من تحول مشروعه (الذي كان أقرب إلى الخيرية منه إلى الربحية) من الوقوف في صف الفقراء إلى الالتفاف عليهم والتكسب من تمويلهم، بعد تحول معظم مؤسسات التمويل الأصغر في العالم إلى الأسلوب التجاري بتبنيها استراتيجيات تهدف إلى الربح في المقام الأول ..!
ثم دعا إلى إنشاء هيئة تنظيمية للتمويل الأصغر في كل بلد لضمان الشفافية ومنع أسعار الفائدة المفرطة، مع الحد من أسعار الفائدة، والاعتماد على الودائع الادخارية للمقترضين لتمويل القروض ..!
إذا كانت الدولة تروم إنجاح الفكرة «فعلاً»!، عليها إذن أن ترفع ضغوط سياساتها الكلية عن كاهل مؤسسات التمويل الأصغر، لا بد أن يخفت هاجس ضمان الربحية للمستثمرين، حتى تتمكن البنوك من رفع السياسات المتعسفة في ضمان السداد عن أكتاف المقترضين/الفقراء ..!
وكما قلنا – وما نزال ! – قبول الائتمان حق من حقوق الإنسان، وأولوية الحصول على قرض يجب أن تكون للفقير الذي لا يملك شيئاً.. لا بد من إعادة توجيه دفة سياسة تمويل الفقراء ? بحيث تصبح وجهتها – نحو الدوافع قبل الضمانات ..!
الاحداث
تفكر كبير تصبح كبير تفكر صغير تظل صغير ؟ هذه الأفكار ( التمويل الصغير) في اعتقادي ابتدعتها دول وصل 99% من شعبها مرحلة الرفاهية وعايزين يتسلوا مع 1% بمشاريع صغيرة؟ في احد حلقات التلفزيون التي تناقش هذا الموضوع الأستعراضي الأنصرافي تفاخر احد كبار المسؤولين بأحد البنوك بأنه مول ست فسيخ في جبل اوليا ونجحت نجاح باهر ؟ فشعرت بأن الدولة التي اهلت هذا الشخص وصرفت عليه مبالغ طائلة ووظفته في مركز محترم بمرتب ومخصصات عالية وكل هذا الهيلمان ليمول ست فسيخ هي دولة خاسرة؟؟؟ انها معادلة خاسرة بكل المقاييس ؟؟؟ من الذي يقوم بعمل مسح واحصاء لمعرفة كم طن من البصل او الألبان او الدواجن ويضع خطط علي سبيل المثال لأنتاج 100طن بصل في السنة او البان ب 500 مليون دولار لنوفر مبلغ استيرادها ؟ او او او ؟؟واذا وجد الشخص ذو العقل الكبير والذي يفكر كبير بمثل هذه المشاريع العملاقة و التي يمكن ان توظف هؤلاء الذين يحتاجون للتمويل الصغير لما وجد اصلاٍ احداً يحتاج لمثل هذا التمويل الخائب ؟؟؟ في سابقة اخري وزعت الحكومة ماكينات خياطة علي الأسر الفقيرة ؟ ومثل هذه الأشياء التي قصد بها الكسب السياسي تفرح بعض السذج والأفندية ؟ وفي الواقع لو تابعنا هؤلاء النسوة وتحققنا من ما استفادوه وعملنا استجواب لهم ؟ الأولي : والله اهي ديك تحت السرير إبرتها اتكسرت وماعرفت ليها ؟ والثانية والله دخلت في صندوق واضطريت بعتها ؟ والثالثة شالها ولدي اداها صاحبه يشتغل بيها ولحدي حسي ماجابها ؟والرابعة ولدي لقي وظيفة في ابو ظبي قطعت ليهو بي ثمنها تذكرة ؟؟؟ يا قادتنا الكرام فكروا في مشاريع عملاقة تناسب رواتبكم ومخصصاتكم لتفيدوا ملايين البشر قبل ان تفكروا في شلة طلاب ليست لهم خبرة في اي عمل تجاري وستات فسيخ وتتضحكوا علي الدقون ؟؟ لان تفكيركم الساذج هذا خلي البلد اقتصادياً في الحضيض ؟؟