ماذا أضاف القرضاوي إلى قطر؟

قائمة الإساءات لهذا المدعي تطول، ولكن ماذا لو شملت اساءاته قطر؟
بقلم: علي الحمادي
منذ تشكيل مجلس التعاون الخليج ودوله تعيش في حب ووئام وتسامح وانسجام، متحدة في وجه الظروف والعوامل المحيطة بهم بكل عزيمة وإصرار. تطفئ نار أية فتنة محتملة قبل أن يرى مواطنوها وقادتها دخانها. فلم نسمع عن خليجي يشتم خليجيا ولا إعلام دول تهجم على دولة أخرى. والكل يعلم أن أهل الخليج تربطهم الديانة الإسلامية السمحة، ويربطهم الدم والنسب، وتتشابه لديهم العادات والتقاليد، ويربطهم المصير الواحد المشترك وبإذن الله لن يفرق بينهم مفرق.
ولكن قبل عدة سنوات أتى المحرض يوسف القرضاوي إلى قطر الجميلة الرائعة بعد أن طُرد من وطنه الذي خانه وسعى لزعزعة أمنه. وقد استبدلت لقب الشيخ الذي يستخدمه غيري بصفة المحرض لأنني لم أقتنع يوماً أنه عالم أو رجل دين أو شيخ علم. وإن قلت شيخا سأقول شيخ الفتنة لأنه كذلك.
أتى إلى قطر لاجئاً فقيراً فأصبح بقدرة قادر قطرياً غنياً من مواليد قطر يملك من الأموال القطرية والأراضي والعقارات ما لا يملكه القطريون الأصليون. ولا يهمنا هذا فهو شأن قطري لا دخل لنا فيه. ولكن تهجم هذا الدجال علينا أمر يوجب علينا التحدث عنه ورفضه وإستنكاره. فمنذ دخوله قطر وتمكنه فيها، قام بالسيطرة على إعلامها الذي كان يبث برامج من انتاج مجلس التعاون الخليجي وأضحى الآن يتطاول على دول مجلس التعاون الخليجي، وسيطر على مساجدها التي أمست مرتعاً له ليمارس من خلال منابرها هواية الشتم والتحريض والتكفير. وللأسف الشديد سيطر هذا المتعالم على عقول بعض أشقائنا القطريين الذين خُدعوا بمظهر الرجل المتدين فأصبحوا لاشعورياً يدافعون عنه ويقدسونه ويمجدونه. صحيح أنهم قِلة ولا نعلم هل هم مجبورون أم أنهم راضون بما يقول، ولكن بحكم العشرة والجيرة نأسف عليهم وندعو الله أن يرجعوا إلى رُشدهم.
اتخذ الدجال القرضاوي أرض قطر منصة لإطلاق التطاولات على دول الخليج والدول العربية. فتارة يتطاول على الإمارات وتارة على السعودية. ولا يمضي اسبوع إلا وقد تطاول فيه على مصر والتي تعتبر مسقط رأسه، ويدعو للتحريض على حكمها وإلى القتل ليل نهار. وما سمع عن اندلاع فتنة في دولة ما إلا وأفتى بإباحة دم حاكمها ودعى لإزهاق روحه. كما اتخذ هذا الدجال من أرض قطر مركزاً لبث فتنه وسمومه في الخليج ساعياً للتفريق بين الدول الشقيقة.
أما بخصوص التكفير فحدث ولا حرج فلم تبقٓ دولة عربية إلا وقد كفرها وقال أنها تحارب الإسلام، لأن هذا المعتوه اختزل الإسلام والمسلمين في تنظيم واحد ضال يٰسمى تنظيم الاخوان المسلمين، وكل من لا ينتمي له أو لا يدعمه فهو كافر عليه من الله ما يستحق.
وهنا تتوارد إلينا عدة أسئلة نتمنى لو أن مسؤولاً قطرياً يتمتع بالجرأة والشجاعة (إن وُجد) للإجابة عليها ومنها:
– ماذا لو أساء القرضاوي لقطر، كيف ستكون ردة فعلهم وهم من سجنوا شاعرا لأنه ألمح اليهم في بيتين من الشعر؟
– ماذا تريد قطر من القرضاوي؟
– ماذا استفادت قطر وجود القرضاوي على أراضيها؟
– هل تفضل قطر القرضاوي على جيرانها؟
– ماذا أضاف القرضاوي إلى قطر؟!
فإذا كانت قطر تظن أنها ستنقل قيادة الخلافة الإسلامية عبر إيواء هذا الدجال فهي مخطئة، فنحن الآن في عصر الدول المستقلة ولكل دولة قادتها وحدودها ومؤسساتها وسياستها وقوانينها، وثانياً فهذا المحرض لايمثل الإسلام ولا يهمه الإسلام بقدر مايهمه المال وانتصار تنظيمه الضال.
أفيقي يا قطر من غفلتكِ واتركي عنك هذا العبث، ومعاداة الحكومات ومحالفة التنظيمات، وتذكري حقوق الجار ومتانة العلاقة بيننا، ولا تنسي أن خليجنا واحد ونحن نبحر في مركب واحد ومصيرنا واحد، ولا تسمحي لهذا المحرض أو غيره بشق صفنا وبعثرة وحدتنا، كنا معاً ونتمنى أن نبقَ معاً ، لا فتن بيننا ولاتلاسن ولا أحقاد، فأنتِ في غنى عن القرضاوي وغيره من المرتزقة والمحرضين والمغرضين الذين لم يعرفوا الطريق إلى قطر إلا بعد اتضحت نهضتها وارتفع اقتصادها، ليملؤوا جيوبهم وترتفع أرصدتهم.
علي الحمادي
ميدل ايست أونلاين