حكاية أغنية.. لأغرب سبب..الإذاعة توقف بث أغنية “سفري السبب لي أذاي “

اعداد: تفاؤل العامري
كان الشاعر حسن عوض ابو العلاء ممتلئاً بالأمل والاحساس وحب الناس ورغم الإعاقته التي أصابته بمصر الشقيقة عندما قفز إلى حوض سباحة في منطقة ضحلة الا أن التفاؤل لم يفارقه البتة فيحكي أن ابو العلاء كان في زيارة إلى جمهورية مصر فأصيب في عموده الفقري مما أدى إلى إعاقته اعاقة مستديمة حتى توفي في أوائل الستينيات مأسوفاً عليه وردد عميد الفن السوداني الراحل أحمد المصطفى تلك الأغنية التي تحكي مأساته وحملت مقاطعها:
بطري لي آمال وغاية ما بتحمي المقدور وقاية
فيك يا مصر أسباب أذايا وفي السودان همي وعزايا
صابر ولم أعلم جزايا والتأويه أصبح غذايا
صرت مسلّم لى رزايا ذي طائر مكسور جناح
وهذه الأغنية قيل انها هزت ضمير الشعب السوداني فاضطرت الإذاعة إلى وقفها عن البث لمدة عام كامل ريثما يتقبلها الناس بما فيها من ألم ومأساة.
السوداني
جونا شياطين الإنس الكيزان الأنجاس كتلو كل ضمير حي . أريتم بكتلت الباشا في شندي .
الاخ العزيز ود العمدة
تحياتي
الحادث كان في مدينة الاسكندرية
قصة العم الذي أقعده الشلل بعد حادثة مروّعة ، وقصة حبه المجهضة، هي من القصص التي سمعت تفاصيلها ليلى ابوالعلا منذ الصغر ، وبدت وكأنها جكايات أسرية أكثر منها قصة روائية. كان حسن عوض أبوالعلا صبياً ملهما ينتمي لطبقة عالية في المجتمع السوداني، وكان في انتظاره وتحت قدميه عالم من الثراء والتميز ، غير أن قفزة من على صخرة على شاطيء الاسكندرية، ارتطم بدنه بعدها بصخرة تحت الماء، أحدثت كسراً في عنقه. كان مشهد القفزة الرياضية المأساوية، تحت بصر خطيبته التي كان ينعم برفقتها على الدوام. تلك كانت اللحظة الأخيرة التي تراه فيها قبيل اصابته بالشلل المستديم . حين كانت في الخرطوم لمتابعة حالة والدها العليل في عام 2006 أتيح لليلى أبو العلا أن تستدعي سنوات صبا والدها في خمسينيات القرن الماضي في السودان، ثم بدا لها تماهي حالة مأساة حسن أبو العلا، مع حالة السودان في الخمسينيات. وقف الوطن – كما يقف فتى متوثب- وهو يقطف استقلاله في عام 1956 من أيدي الحكام الكولونياليين، ممتلئا بآمال عراض ، سرعان ما انتهت إلى وثبة قاتلة أفضت به الى حال من الشلل الوطني لم يكن في الحسبان.
ايضاً كتب الاخ سوركتي عن هذ الماسأة
الأخ التوم الشاعر حسن عوض ابوالعلا وبعد تخرجه من كلية فكتوريا بالاسكندريه وكان من الطلاب المبرزين فى تلك المرحله (وهى تُعادل الثانويه فى ذلك الوقت )وهى أوآخر الأربعينيات أيام الحرب العالميه الثانيه كان فى إنتظار ظهور نتيجة الامتحانات النهائيه لمواصلة دراسته بمصر أو إنجلترا وكان إبن عمه سعد أبو العلا يقوم بإدارة أعمال أسرته التجاريه بمصر قد طلب منه مرافقته لقضاء بعض من إجازة الصيف بالاسكندريه وهناك حدثت المأساة التى جعلت منه شاعراً وهى حدوث كسر بفقارات السلسه الفقريه فى منطقة الرقبه مما أصابه بشلل رباعى للأطراف الأربعه وذلك عند فشله فى توقيت القفز مع علو الموج عند السباحه على البلاج وصار حسن طريح سرير المرض لفترة طويله …
وكانت أول قصائده والتى أرسلها لأحمد المصطفى فى مكان عمله بشركة أبوالعلا كانت قصيدة (سفرى) وقام باشكاتب الشركه وهو ضليع فى اللغه بضبطهافبل أن يؤديهاأحمد المصطفى فى نفس اليوم على المسرح القومى والذى تألم كثيراً لما تحكيه من قصة حسن وتألمت أسرة حسن كثيراً من إجترار المأساة وطلبوا من أحمد وقف التغنى بها ففعل …ومرت سنوات ونسى أحمد الأغنيه وكلماتها ولحنها إلى أن وصل سعد أبوالعلا ومامون بحيرى من لندن وطلبوا منه أن يُغنيها فأخبرهم بأنه قد نساها ولكن يُمكن أن يكون المرحوم خانجى مدير الاذاعه فى ذلك الوقت محتفظاً بتسجيل لها لأن الأخير كان قد طلب من أحمد تسجيل الاغنيه بعد تأديتها لأول مره فى المسرح لوجود جهاز تسجيل جديد للاذاعه فى ذلك الوقت ….وكانت المفاجأة أن خانجى نفسه كان يحفظ الأغنيه عن ظهر قلب لكثرة الاستماع لها وتردديها …
جاء طلب سعد ومأمون (من أحمد بعد عودتهم من لندن )سماع الأغنيه كما يبدو بغرض تقييم تجربة حسن الشعريه وصدى وقبول التجربه الفتيه فأقنعوا أهل حسن وطلبوا من أحمد الاستمرار وقاموا بتشجيع حسن على الكتابة والتعبير عن دواخله والخروج عن عزلته والدخول فى المجتمع كعنصر فاعل ….
فكتب العديد ممن تغنى به أحمد مثل غرام قلبين وأيام وليالى وقربو يحنن و…..إلخ
————-
الشاعرة والاديبة ليلى ابو العلا ابنة اخ الراحل دونت هذه الاشعار والماسأة وهي على فكرة تكتب باللغة الانجليزية التي تجيدها في وقام الدبلوماسي الرائع جمال محمد ابراهيم بترجمتها.
مع مؤدتي
والله كان لنا جار في مدني راجل معاشي وابو عيال ماشاء الله له الرحمة ، يكد علي عربة بوكس خضار في سوق خضار ودمدني . سافر في رحله عمره وهو كبير في السن لكنه قوي البنية وحاول ان يعمل في المملكة لكن لسؤ حظه تعثرت قدماه وطاح عليه بعض الكراتين في مستوع وانكسر عضم المخروقة (البلية) ورجع الي السودان ،ولديه ولد زميل كان يترنم بهذا الاغنية سفري السبب لي أذاى لعميد الفن احمد المصطفي عليه الرحمة وسمعت خالتي وهي وجارة لهم تأمره ألا يردد هذه الاغنية امام والده ونحن في بداية الثانوي. مما فيها من أسى وحزن.
طبعا الشاعر عوض ابو العلا سافر الي مصر بإعتبار اصوله مصرية ونزل في حوض سباحة ويقال والله اعمل وطا في عمل (سحر) وسبب له الإعاقة . له الرحمه.
رحم الله الشاعر الانيق ابو العلاء ونسأل الله ان يعوض صبره بالجنه اذاك قدرنا كلللللنا الماسى شامل الشعب والدوله ربنا يرحمك ويرحم عميد الفن احمد المصطفى