تلفون الوزيرة..!!

عبدالباقي الظافر

كنا نحو عشرين طالبا وطالبة في كلية تنمية المجتمع بمدينة فلادلفيا الامريكية..الاستاذ اخبرنا يومها اننا سنشاهد معا فيلم أفغاني اسمه (اسامة) ..كان ذاك اول فيلم سينمائي ينتج في افغانستان بعد سقوط حكم طالبان..الفيلم يعرض حكاية اسرة فقدت ثلاثة من أبنائها بسبب الحرب .. الام التي كانت تعمل ممرضة  طردت من عملها بسبب القيود التي تفرضها طالبان على عمل النساء.. فكرت الاسرة ولم تجد حلا غير ان تتنكر ابنتهم المراهقة في دور صبي حتى تجد فرصة عمل .. أخذت الصبية اسم اسامة وهنا تدور بعض المفارقات .. نكتشف ان الاستماع الى الموسيقى حرام.. وان مدارس البنات تم إغلاقها ..حلق اللحية جريمة يعاقب عليها القانون..بعد الانتهاء من عرض الفيلم ساد الغرفة صمت عميق..كنت واحدا من نحو اربعة مسلمين في ذاك الفصل الدراسي..اجمعنا ان ذاك الاسلام التي تبنته طالبان لا يمثلنا.

بيد ان طالبان التي لا تمثلنا بدات تزحف الى بلادنا.. والى الخرطوم اتهم بعض المواقع الاسفيرية بانها من صناعة اليهود وهدفها تحطيم الشباب.. وزير التربية بولاية الخرطوم منع دخول الهواتف الذكية الى مدارس الخرطوم .. الوزير يحاول جعل مدارسه طاهرة من تطبيقات ( الواتساب) و( الفيسبوك ) و(تويتر) وما شابهم ودخل في حكمهم.

اما وزيرة الاتصالات دكتور تهاني عبدالله فقد أدلت من داخل المؤتمر الوطني بتصريحات تثير العجب..الأستاذة الجامعية أكدت ان وزارتها قادرة على منع (الانترنت ) من كامل الارض السودانية.. ومن فرط الثقة أكدت الوزيرة” بتلفون ممكن أوقف الواتساب وكل تطبيقات الاتصالات”.. اما فيما يلينا فقد قالت الوزيرة ان وزارة الاتصالات لم تغلق اي مواقع سودانية لأسباب سياسية وأنها لن تفعل ذلك حتى تأتيها توجيهات من جهات عليا في الدولة ..ومن باب الإنصاف يحب ان نورد ان الوزيرة ليست متحمسة لهذه الخطوة التي باتت قريبة جداً .. ونصحت الحكومة بان الحجب  ليس مفيدا.

بداية يجب ان نقر ان الفضاء الإسفيري يحوي الصالح والطالح..بإمكانك ان تدخل الجنة عبر تطبيقات (الواتساب) ..وان الفضاء المفتوح فيه كثير من المنافع.. عبر ثورة (الانترنت)  باتت المعلومة في متناول ايدي الناس.. استاذ في فرانكفورت يمكن عبر تقانة( الفيديو كونفرس ) ان يحاضر طلاب جامعة البطانة .. وجراح في مشفى ابراهيم مالك يمكن ان يستعين برفيق له في مستشفى جون هوبكنس في الساحل الشرقي لأمريكا كل ذلك والمريض بين يديه في غرفة العمليات.. ولكن العين السياسية كليلة تجاه هذه المنافع.

في تقديري ان الحكومة السودانية سترتكب خطا كبيرا ان حاولت وضع قيود امام  تطبيقات الاعلام الاجتماعي (social media)..او فرض حظر على المواقع السياسية والصحف الالكترونية..بداية ستحسب الخطوة سباحة عكس التيار.. والمهم جداً انها غير مفيدة .. هنالك الكثير من تقنيات مضادات الرقابة المخصصة لعنت الحكومات..مثل هذه الخطوة الارتدادية أشبه بمن يحاول إفراغ البحر باستخدام (كوز موية).

تشجيع دخول بضاعة جيدة للسوق كفيل بمحاربة المواقع غير المحترمة.. الان الناس بدات تهجر الصحافة الورقية ومن بين مسببات ذلك الرقابة الحكومية.. بصراحة على الحكومة ان تقتنع ان سجن الناس كل الناس في سجن كبير لم يعد أمرا متاحا.

الأهرام اليوم.                                                        
[email][email protected][/email] 

تعليق واحد

  1. دى حلوه منك سجن الناس كل الناس ومحاربة الفضاء دة مستحيل ولا يمكن عن يجارب وإنما التفعيل والإستفادة ممكنة والتجويد والتحصين مهم،شكرا يا أستاذ/ عبد الباقى الظافر دئما تختار مواضيع قيمة ومفيدة ومواكبة،

  2. .. وزير التربية بولاية الخرطوم منع دخول الهواتف الذكية الى مدارس الخرطوم .. الوزير يحاول جعل مدارسه طاهرة من تطبيقات ( الواتساب) و( الفيسبوك ) و(تويتر) وما شابهم ودخل في حكمهم.

    والله يا الظافر لو عندك رأي في مثل هذه الامور … لا ندري ماذا نقول لك … اي واتساب واي بطيخ الذي يفيد في داخل المدرسة ؟؟؟؟ يا اخي اتق الله فيما تكتب … ولا تكون مجاملا في كل الامور عشان فقط يقولوا عليك ( معارض ) يا اخي الكلام الغلط غلط وما تحاول تعطي اي مبرر لوجود الهواتف الذكية او الغبية حتى .. مع طلاب المدارس ودي ما دايره ليها فهم ولا دراسة في امريكا.. ولقد غيرت نظرتي لكتاباتك فقط بهذه الجزئية والتي تحسبها هينة وهي عند القراء كبيرة.

  3. و ليه مستغرشين ( بالإذن من أز جبرا) لمن يقولوا المواقع الاسفيرية صناعة يهودية لتحطيم الشباب؟؟
    قبل كده الحلوف الاسمو محي الدين تيتاوي مش قال إنو أسراب الجراد يك رسلتها إسرائيل؟؟

    أنا استعجب من القراء الكرام البيستعجبوا من خطرفات دجاجيل الإنقاذ!!!

    وسعوا صدوركم عشان ما تمرضوا.

  4. ياليت قومى يعلمون….. تجارب السابقين…الواقع المعاش…..الفرص المتاحة…قرأة المستقبل والعمل من أجله….ياليت قومى يعلمون

  5. (مثل هذه الخطوة الارتدادية أشبه بمن يحاول إفراغ البحر باستخدام (كوز موية).)..
    للاسف هذا الكوز على ان يغرف من البحر بالكوز ولم يرتوي هو واما البلاد فقد احترقت عطشا والكوز مازال يصر …؟؟

  6. بمقالتك دى يا شيخ عبد الباقى قدمت لقرائك دليل إدانه ضدك والناس كل الناس كانوا فى شك أنك منتمى للجماعه وبى منظرك ده تقول لى إنك كنت طالب فى امريكا فهذا آمر لا يصدق وخاصة إذا حاولت إقناعنا بأنك لم تنتمى ولو على سبيل (المحبه)لهذه الجماعه ونحن نعلم أن الشيوعيون كانوا يحججون اشبال دول العالم الثالث الى موسكو وفتحوا لهم ابواب جامعاتهم مشرعه ولم يك يهمهم المؤهل الذى يفد به الطالب وكذلك فتحت أمريكا لحجاج الاخوان بمختلف صنوفهم ومهدوا لهم ليلتحقوا ايضا بجامعاتهم حتى أن كرمهم فاق كرم السوفيت حيث ان الطالب كان لا يغادر الجامعه وإلا ومعه إجازة الدكتوراه لدرجة أنهم كانوا يحلفون عليهم الطلاق إذا ما رفضوا قبولها ونحن بحكم أعمارنا الممتده لاكثر من ستة عقود وزياده نستطيع ان نميز الشخص الذى حصل على الدكتوراة بفضل جده واجتهاده وذلك الذى اعطيت له (مكرمه)ولاداء دور محدد!!وبين المكرمه المعطاة والدور المحددالذى ينبغى عليه أن يؤديه تفاصيل كثيره لايعرفها إلا الراسخون فى علم الجاسوسيه والعماله وغيرها من الاعمال (الوسخه)..وبالمناسبه الجميله دى!!الايام ستكشف لنا أن حسن عبد الله الترابى تلقى دوره تدريبيه مكثفه فى دهاليز المخابرات البريطانيه وكان ذلك عقب حصوله على درجة (الدكتوراه) من جامعة (السربون) الفرنسيه ولماذا لم تك من فرنسا؟!! الاجابه:يوجد هناك تعاون بين مخابرات الدول الاوربيه بموجبها وبعد إخضاع (الهدف) لاختبارات معينه يحول الى الدوله التى كانت تستعمر دولته!! وهكذا فعلت امريكا وإن لم تك تستعمر مصر عندما تبنت (سيد قطب) الذى زار أمريكا وعاد الى بلاده ليعيث فيها فسادا!!وامريكا عندما كانت تتبنى ابناء الدول العربيه ومنهم سيد قطب وأمثاله كان هدفها القضاء على المد الشيوعى فى المنطقه العربيه قبل أن يستشرى ومن ثم يهدد مصالحهم!!ومن هنا نستطيع القول لكل من يريد التثبت من هذه المعلومات ما عليه غير البحث فى ملف كل من يحمل درجة دكتوراة او ماجستير او حتى شهاده جامعيه وينتمى لجماعة الاخوان فى جميع البلدان إلا وسيفاجاء بأنه درس فى امريكا بوجه الخصوص ماعدا قله منهم فى السودان وقد تلقت شهادتها المزعومه من (وكر) جماعة الاخوان جامعة ام درمان الاسلاميه او جامعة افريقيا (العالميه!!) ومعلوم أن اساتذة هاتان الجامعتان من كوادر الجماعه وجلهم ينتمون لمكتب الارشاد ومجالس شوراهم !!.

  7. ياريت لو يمنعوا اﻻنترنت والواتساب وكل التطبيقات لكى يجد الشباب الوقت ليتفاكروا حول وطنهم وتشتعل المظاهرات ﻻسقاط هذا النظام الفاسد.

  8. وبدلا من كل هذا التعب و الرهق و صرف الإمكانات … لماذا لا تحسن الحكومة أخلاقها أمام شعبها وكفى الله المومنين القتال؟

  9. يا عزيزي الفاضل الانظمة الشمولية طالبان او الانقاذ لا تعيش و تنمو الا في الظلام … ظلام الجهل و التجهيل و حجب المعلومة و عدم المعرفة و انعدام الوعي …. وزيرة الاتصالات الاستاذة الجامعية تؤكد انها يمكن ان تحجب اذا جاءتها تعليمات من ” جهات عليا” و لا ادري ما هي تلك الجهات الاعلى من مجلس الوزراء مالم يكن هناك حكومة خفية تدير الامور

  10. عجبتني العبارات الاخيرة دي هه هههههه ( على الحكومة ان تقتنع ان سجن الناس كل الناس في سجن كبير لم يعد امرا متاحاً ).

  11. سبحان الله . الذين يدعون الي الفضيلة والحلال هم ابعد منه تريليون سنة ضوئية … يفضلون اكل الحرام دون الحلال .. يغطسون في الرذيلة الي مخمصيهم …. يا ناس متين نتحلي من الناس العواليق الما بشبهونا ديل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  12. المواقع الاسفيرية سلاح ذو حدين … ولكن أصبح لا يمكن الاستغناء عنها في عملية التدريس في دول الغرب… اذ أنها من الوسائل التي عن طريقها يقدم المحاضر مادته… ويرسل عن طريقها الطالب واجباته المدرسية ويقدم بها ال presentaion أمام الحضور مما يساعد في ترسيخ المادة واضافة ما هو جديد … والجدير بالذكر أنه أصبح وسيلة للبحث والتمحيص اذ أن مهمة المحاضر ربما تغتصر على الخطوط العريضة وتقع على الطالب مهمة البحث عن طريق هذه المواقع …
    هذا وممنوع منعا باتا الدخول الى حجرة المحاضرات قبل اغلاق التليفونات وكذا الحال في مواقع العمل… والملاحظ أن كل الناس يحترمون و يلتزمون بهذه القرارات … أما في بلدنا السودان: الملاحظ أن أغلبية الذين يعملون في مرافق الدولة يدخلون النت من مواقع عملهم من خلال أجهزة مصالحهم أو عن طريق تلفوناتهم وهذا قمة الفساد … فان كانت الدولة حريصة على مصلحة انسان السودان لوفرت له هذه الخدمات في مواقعها الصحيحة… للاستفادة منها وشغله بما هو مفيد هذا لمن يشغل عملا… أما أولئك الذين لا يجدون أي عمل وأصبحوا من مرتادي المواقع الاسفيرية المخلة بالأخلاق فعلى الدولة أن توفر لهم عملا يقيهم شر هذه المواقع… ويخرجهم من الفراغ ودائرة الفقر الذي هو سببا لكل ذميم …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..