سنجة.. تتجول فيها الظباء ويتنزه النعام وتنام السلحفاء

سنجة ? محمد عبد الباقي
تصوير- مبارك حتة
(المدن كالنساء) هكذا قالت عجوز مقوسة الظهر كانت تبيع أواني فخارية بسوق مدينة سنجة حاضرت ولاية سنار! قال لها أحد الذين كانوا يحتسون القهوة بجوارها، لماذا لم تقولي إن النساء يشبهن المدن وليس العكس؟!
قبل أن تجيب العجوز عن السؤال الذي بدأ لها أحمق وفجاً، جاءها أول زبون يريد شراء شيء من سلعتها المعروضة أمامها. لحظتها كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة ظهراً، وقطعاً من يتصور حال المرأة في تلك اللحظة لا يستبعد أنها كانت تفكر في عشاء أطفالها في البيت، ولهذا بدأت مهتمة بمبايعة الزبون الذي اشترى منها ثلاثة أوانٍ فخارية بمبلغ ستة وعشرين جنيهاً، أكثر من الرد على سؤال الرجل الذي يبدو أنه تناول وجبة إفطار دسمة واحتسى عليها كوب قهوة معد جيداً دفع سعره نقداً وأشعل سيجارة (بنسون) كانت الأولى من صندوق لا يزال مكتظاً بتسعة سيجارات حتى لحظة تطفله بذاك السؤال.
*النساء قبل المدن
أحصت العجوز المبلغ الذي تناولته من زبونها بيدها اليمنى ووضعته برفق داخل محفظة تصنع عادة من جلود التيوس تتدلى من عنقها على صدرها الذابل، ومن ثم التفتت نحو مصدر السؤال ودون أن تتفرس الوجوه التي كان بينها وجوهاً فقيرة كوجه العجوز وأخرى تظهر عليها نعمة العيش الرغد والدعة. وقالت: كأنها تخاطب نفسها، النساء هن الأصل لأنهن وُجدن على الأرض قبل وجود المدن.
وأضافت بتأكيد لم يكن يرقى لمستوى الشك مطلقاً، لهذا تجد مدن فوضوية ومتبرجة وصاخبة وأخرى محتشمة وهادئة ونوع ثالث من المدن يختبئ جمالها بين الأدران والروائح الفاسدة والنتنة ومن ثم أزمّت العجوز زمت شفتيها وتجهمت حتى أصبح يخال إلى من ينظر إليها أن فمها لم تنبث ببنت شفة منذ صباح ذلك اليوم. مرت لحظة بقياس الساعة لا تتجاوز الدقيقة الواحدة، ولكن للأمانة أن الحضور أحس بها كأنها شهراً بلياليه الثلاثين!!
انتهى الصمت بنحنحة رجل كان يجلس على كرسي يميل قليلاً نحو اليمين، وهو يرتدي زياً ليس قومياً، ولكنه يستطيع أن يتجول به في كل المدن وعدد من القرى خاصة في مثل هذا الوقت من العام. ومن ثم قال: وهو يضحك دون أن تتغير ملامحه، سنجة تشبه النوع الثالث من النساء، جميلة ولكن جمالها مقبور بين أدرانها التي لم يغسلها النيل رغم عناقه لها منذ مئات السنين.
*نعام يتبختر بين المقاهي!!
رجل آخر فرغ لتوه من احتساء كوب شاي طلبه بدون نعناع قال: وهو يغادر المقهى سنجة من جمالها ترى الظباء داخل حدائقها بدون أقفاص والنعام في سوقها يتجول بحرية كاملة، ودون أن يصطاده أو يعتدي أحد بتاتاً.
لن يصدق أحد ما لم يزر سنجة، أن النعام يخالط الناس في الأسواق، والحسان تلاطف الظباء في الحدائق والمنتزهات، وأنواع أخرى من الحيوانات النادرة تسير بتمهل من مكان إلى آخر علناً دون أن تتعرض لأذى أو عدوان من أحد، جميعها ألفت الناس وهم ألفوهان فصارت كالبلور في جيد المدينة التي تفتقر لكل شيء سوى مكبات النفايات التي لم تجد لها السلطات مخرجاً غير حرقها على شاطئ النيل.
هي هكذا، مدينة تحمل كل صفات الجمال، ولكنها تحتاج للاستنهاض ،لأنها لا زالت على كبوتها منذ أن أفل نجم مملكة سنار وتفرق سلطانها بين القبائل! هذا ما قاله بالنص شاب كان رفقة خمسة آخرين كانوا يتأملون غزالاً يتجول داخل منتزه شبه مهجور بالمدينة. واستطرد الشاب متهكماً وهو يخاطب زملاءه الذين يتبين أنهم جاءوا لزيارته، لو أخبرتم أهلكم بما ترونه الآن أمامكم لما صدق أحد أن في مدينتنا نعاماً وظباءً وقروداً وزواحف أخرى ليس ملكاً لأحد ويشترك كل سكان المدينة في إطعامها ورعايتها، وأن السكان على كثرتهم لا يهشون عليها!!
تاريخ غير مكتوب
لا يعلم أحد في المدينة تاريخ وجود حيوانات برية فيها، ولكنهم يتفقون بحسب (آدم عبد الله) أحد عمال المنتجع شبه المهجور على أن هذه الحيوانات تثير زهوهم وإعجابهم عندما يرون الغرباء الذين يزورون الولاية بين الحين والآخر يتحلقون حولها
اليوم التالي
…غزلان ونعام تتجول بحرية داخل مدينة عبدالله..!!..اعتقد بشوية تنظيم وذكاء قد تتحول سنجة لعاصمة سياحية طبيعية مفتوحة قل نظيرها فى جوارنا ,لان الجمع بين المدنية والغابة صعب فى وقتنا الحاضر..قليل من الاهتمام من المتخصصين من اهل المدينة يكون لهم مصدر دخل لسياحة عالمية,بس ما يقوم يمشى الدخل دة…للمجهود الحربى ..!
توقفت لما ولم تكمل القصة – لم تحكي لنا عن غزال سنجة او الغزال ابو سير والذي سير موكبا مهيبا بين اشجار السنط العملاقة وجلست القرود على قمم الفروع العالية تهلل وتكبر وانساب النيل رقراقا من الشمال الى الجنوب نعم من الشمال الى الجنوب حيث كان في ذلك اليوم الكل على موعد مع ……… نكمل في الحلقة القادمة يا السكنوك جنوب الفونج
تقرير رائع …مقال معد بمهنية عميقة..شكراً محمد عبد الباقي انت صحفي جيد جداً
Hello .. Mohammed, Abu] hello, some body home .. every body .. oh, maybe he still sleeping .. ok, when you wake up call me. my name is, Al Kiran ,, bye
الالفة بين البشر والحيوانات الغير اليفة والتعايش جنباً الى جنب بسلام هذا الشئ غريب وغير معهود و قد يشكل مورد جذب سياحي عالمي للمدينة ,,,,,,,, بس لو في حكومة بتفهم !!