حكومة الاخوان: حوار الفرصة الأخيرة (2-3) ..يجب الاتفاق على وضع الجيش وكيفية إصلاحه وأعادة بنائه وتكوينه وعودته لثكناته.

على عسكورى

تناولنا فى المقال الأول تجربة الاخوان ، وذكرنا أن هدفهم من الدولة يختلف من هدف بقية القوى السياسية والمواطنيين. فبينما يهدف المواطنون من إقامة الدوله الى تأسيس وطن وسلطة تحميهم وتوفر لهم سبل العيش الكريم، يعتقد الأخوان المسلمون ? كاذبون ? ان الهدف من الدولة هو “الدعوة لله”. قلنا أن هذا تضارب جوهرى يجب حله قبل الدخول فى اى قضايا تفصيلية خاصة كتابة الدستور. ذكرنا أيضاً أن الاخوان يؤسسون هيئات وهمية لأكل المال العام بالباطل ويستغلون موارد الشعب لتمويل تنظيمهم العالمى وشركاتهم حول العالم ويهملون الخدمات الأساسية التى تهم المواطنين.
نتناول فى هذا المقال دور الجيش وأهمية إعادة تشكيله وتأسيسه وإخراجه من السياسة بصورة نهائية.
ب) الجيــش

من الثابت أن الجيش السودانى كان لاعباً اساسياً فى الأحداث السياسية التى وقعت فى البلاد منذ إستقلالها حتى اليوم. فمنذ إنقلاب الراحل عبود دخل الجيش السياسة ولم يخرج. لقد أثبتت تجارب شعوب كثيرة فى أنحاء الارض أن لعبة دخول الجيش فى السياسة لعبة خطرة لا تخلف سوى الخراب والإنتهاكات الواسعة لحقوق الانسان.

فى التجربة السودانية، إن كانت هناك ضحية أولى لمؤامرات الساسيين وأحابيلهم فهى الجيش. ففى أحداث عديدة وجد ضباط الجيش أنفسهم يتخذون القرارات الصعبة بإعدام رفاقهم فى السلاح نتيجة لمؤامرة اوقعهم فيها بعض المغامرين من الساسة الذين يودون إختصار الطريق للوصول للسلطة لانعدام شعبيتهم فاختاروا لذلك جنازير الدبابات، إلا أنهم سرعان ما يختفون عند لحظة المواجهة تاركين لضباط الجيش إعدام رفاقهم وكأنهم لم يكونوا هم من حرضهم على الانقلاب بادىء الأمر.

وثق العميد (ابوغسان) فى كتابة الممتاز (الجيش السودانى والسياسة) فى تفاصيل مؤلمة للمواجهات الدموية المؤسفة التى وقعت بين رفقاء السلاح وكانت نتيجتها التعذيب والاغتيال والمحاكمات الإيجازية التى إنتهت بالاعدام. من يقرأ كتاب أبوغسان يصاب بالصدمة والحزن لما جرى داخل الجيش وبين ضباطه وقياداته تجاه بعضهم البعض. فى كل ذلك خرج الساسة المتآمرون كما تخرج الشعرة من العجين ليواصلوا أكاذيبهم وتحدياتهم الفارغة وبرامجهم البائسة التى أوردت البلاد المهالك.
تحت نظام الانقاذ عانى الجيش أكثر من أى مؤسسة أخرى. طال الفصل والتشريد خيرة ضباطه وهم فى أوج عطائهم. كان ذنبهم الوحيد أنهم لا يشاركوا الأخوان المسلمين فكرتهم البائسة.

على مدار ربع قرن من الزمان عمل الأخوان المسلمون على تحويل الجيش من جيش وطنى الى جيش حزبى يدافع عن النظام. لتنفيذ خطتهم، إتبع الأخوان الكثير من الأساليب الفاسدة إبتداءً من شروط الاستيعاب مروراً بالرشاوى بطرق شتى حتى يضمنوا ولاء الجيش لهم. أذكر أن أحد أصدقائى من الضباط المحترفين ? تمت تصفيته لاحقا بصورة خسيسة- قال لى مرة ” إنه عمل فى الجيش مدة ثمانية عشر عاماً حتى بلغ رتبة العقيد أركان حرب، لكنه الآن أصبح يشاهد إستيعاب مدنيين وتدريبهم لفترة ستة أشهر ليتم تخريجهم برتبة العقيد”. وكان من رأيه ? رحمه الله ? أن يكون الجيش أول المؤسسات التى تتم إعادة إصلاحها وإعادة بنائها عند سقوط النظام.

تحت حكم الأخوان دخل الجيش فى حروب كثيرة فى أنحاء السودان مع مجموعات سكانية مختلفة، وأصبحت طائراته تقصف القرى بالحمم وطالت بعض جنوده إتهامات بالاغتصاب الجنسى وممارسات لا يمكن أن يقوم بها جيش مسؤل مناط به حماية المواطنيين. تحت نظام الأخوان أصبح الجيش يخوض حروباً لا طائل منها ولا مبرر لها، فالقضايا التى يدور القتال بسببها قضايا سياسية حلولها واضحة يرفض الأخوان المسلمين تنفيذها خوفاً على مكتسباتهم التاريخية ووضعهم المتميز فى تسخير السلطة لخدمة مصالحهم على حساب المجتمعات. لذلك يدفعون بالجيش فى معارك الكاسب منها خسران، بينما يستمروا هم فى أحاديثهم ونظرياتهم وتفسير أحلامهم التى أكل عليها الدهر وشرب حتى أصبحوا كالمنبت لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع!

أدخل الاخوان أيضا شيئاً جديداً هز ونال من صورة الجيش وجاءوا بما أطلقوا عليه الدفاع الشعبى حتى أصبح هذا الأخير جيشاً يوازى الجيش الرسمى ويناهزه قوةً وعتاداً. نتيجة لذلك انتشر السلاح وأصبح كل من هب ودب ممتشقاً سلاحه يتبختر كأنه نابليون زمانه! لقد إخلتط الحابل بالنابل حتى أصبح التفريق بين جنود الجيش وجنود مليشيات الأخوان من رابع المستحيلات!
قادت كل هذه الممارسات الفاسدة تجاه مؤسسة حساسة الى انهيار الضبط والربط ومن ثم انهارت الفاعلية وتبعها انهيار الروح المعنوية ومن ثم الفشل فى القيام بالمهمة الاساسية التى أدى ضباط وجنود الجيش القسم عليها وهى الدفاع عن الوطن وحمايته.

صمت الجيش عن إحتلال حلايب، واحتلال منطقة الفقشة، ودخول القوات الأممية الى البلاد وتدخلات القوات التشادية وقتلها للمواطنيين ! بل صمت الجيش حتى عن قصف إسرائيل لمواقع داخل عاصمة البلاد على مقربة من قيادته!
والحال كذلك، وفى إطار الحوار الوطنى والاصلاح العام فى البلاد، لايمكن الحديث عن الإصلاح السياسى دون إصلاح الجيش وضمان إحتكاره للسلاح وخروجه من السياسة كلياً وانصرافه للدفاع عن البلاد وحماية مواطنيها وسيادتها. ومن نافلة القول أن قضية الاستقرار السياسى تظل أمراً بعيد المنال طالما ظل الجيش الوطنى تابعاً لحزب سياسى دينى متطرف. هذا الوضع يعنى أن الجيش يدافع عن مصالح حزب سياسى فقط ولا يدافع عن الوطن، ومن الخطأ الكبير الافتراض بأن القوى السياسية ستقبل بهذا الجيش المؤدلج ! ولن ينصلح الحال طالما ظلت هناك مليشيات حزبية تناهز الجيش الرسمى تسليحاً، ولن ينصلح الحال طالما ظل الجيش منغمساً فى الشأن السياسى.

لم يعد هناك بد من أن يتفق الناس على وضع الجيش وكيفية إصلاحه وأعادة بنائه قبل الدخول فى كتابة اى وثائق أخرى. إن الاتفاق على هذه القضية أمر بالغ الأهمية، إذ بدون الاتفاق عليها ستدخل البلاد من جديد ذات الدائرة التى ظلت تعيش فيها، تخرج من حرب أهلية لتدخل فى أخرى لتتساقط اقاليمها تباعاً تحت ضغوط المجتمع الدولى.

إن الافضل أن يناط هذا الامر بقادة عسكريين سابقين مشهود بكفاءتهم واحترافيتهم للتقدم بمقترحات حول إعادة بناء الجيش وتكوينه وعودته لثكناته وابتعاده عن السياسة ووضعه فى الدستور القادم الى جانب حل المليشيات الحزبية وتسليم أسلحتها وانصراف افرادها لما ينفعهم وينفع الناس.

[email][email protected][/email] [COLOR=#0300FF]الجزء الاول : [/COLOR] [url]http://www.alrakoba.net/news.php?action=show&id=135863[/url]

تعليق واحد

  1. عم الفساد في البر والبحر والجو…فاصبحنا دولة ضعيفة لايحسب لها حساب وليس لها قيمة حتي من

    اضعف الدول لاهيبة لجيش ولا ديبلوماسية ….

    اللهم نسالك الخلاص العاجل وحرر جيشنا المعتقل الجيش الذي كان لايشق له غبار…

  2. الكاراكتير فيه اساءة بالغة للدين الاسلامي.. أرجو من الفنان عمر دفع الله أن يراجع هذا الرسم. (الأية) منزلة من عند الله ولا يجوز التهكم في هذا الموضع

  3. عم الفساد في البر والبحر والجو…فاصبحنا دولة ضعيفة لايحسب لها حساب وليس لها قيمة حتي من

    اضعف الدول لاهيبة لجيش ولا ديبلوماسية ….

    اللهم نسالك الخلاص العاجل وحرر جيشنا المعتقل الجيش الذي كان لايشق له غبار…

  4. الكاراكتير فيه اساءة بالغة للدين الاسلامي.. أرجو من الفنان عمر دفع الله أن يراجع هذا الرسم. (الأية) منزلة من عند الله ولا يجوز التهكم في هذا الموضع

  5. كاتب المقال يكتب وهو يعلم علم اليقيين ان الاخوان او الاسلاميين بشكل عام هدقهم ( وهم صادقون)هو “الدعوة لله” واقامه شرع الله فى الدوله وهذا هدف نبيل لانخجل منه وليس هناك تضارب بين اهدافهم واهداف بغية المواطنيين كما يدعى الكاتب لان الجيع يعلم ان تحقيق هذا الهدف يجعل الجميع يعيش حياة كريمه وسعادة ابديه( رغم العراقيل والاكاذيب الذى يضعها الاخرون) وكلنا مسلمون ولا نريد غير شرع الله وطالما نحن كذلك فلا يمكن ان نصدق ان الشيوعيون او النصارى او العلمانيون اوغيرهم من اللبراليون اللذين يجاهرون بصراحه بعداوتهم ووقوفهم ضد اهداف المجتمع الاسلاميه اننا لن نصدق بان هؤلاء سوف يحققون اهداف المجتمع الاسلامى وهذا ما يجعل الجميع التمسك بالاسلاميين فهم احسن من غيرهم
    اما الجيش السودانى فهو محروس بعناية الله وهم مواطنون فى الاصل ولن يحيدوا ان اهداف المجتمع المسلم فلله درك ايها الكاتب .

  6. الجيش السوداني فقد قوميته و فقد كذلك احترافيته لان القومية بمعني الحياد و عدم الانحياز لاي قبيلة او حزب مهما كان هي من يعطي الجيش الاحترافية و الاحترافية هي احترافية التعامل مع الاوضاع الطارئة و دونكم الجيش المصري كيف تصرف باحترافية مرتان مره عند سقوط مبارك و مره عند استلام مرس سدة الرئاسة اما الجيش السوداني فهو جيش تابع و فاشل للاسف

  7. اصحابنا لملائكة والجهاد؟؟؟ هذا استخفاف بدين الله وملائكته،، حاول تتخلص ولا تتابع هذا الطريق افضل لك وافضلنا.. وجايب كمان اللي بيقولوا الكلام دا قرود،،

    ياخي ما تخاف ربك وتعمل لك عمل لديناك واخرتك،، الناس دي كلها ضد الانقاذ وقرف الانقاذ

    لكن شوف يا بتاع الكاركتير انت لو تعليقي دا ناس الراكوبة نزولوه أو حجبوه تضامنا معك،، لا تخوض في المسائل بهذا الشكل المقرف المقزز والمسيء لدين الاسلام ولبني ادم

    ما في داعي ما اظن التعبير والفكرة بتاعت الكاركتيرات خلصت حتى تستعين برسمك بجهالة أو عمد بقرود وهي تتحدث عن الملائكة والجهاد

    اصلح الله حالك وهداك وباعد عنك هذا الطريق قوووول اميييييييييييييييين

    احذرك ونفسي اياك ثم اياك والخوض والاستهتار بما يمس عقيدة المسلمين فالجهاد والدين ليس دين الانقاذ فإنما هو دين الله

  8. منذ ان خرج الانجليز والجيش اصبح حجر الزاوية لدولة الجلابةولا خير يرتجى منة وسوف تتم اعادة هيكلة كل الموسسات العسكرية بما يضمن قوميتها ولا عزا للمستعربين

  9. 1 – ثبت بـما لايــدع مـثقال ذرة مــن شــك ، أن الـقــوات الـمسـلـحـه الســودانيه ( أكـرمـكـم الله ) مـطيه .. يمتطيهـا كــل دكتاتور صـعـلـوك ، ســفـاح لـتحــقيق مآربه ، ثـم يركـلـهـا .
    إمتطاهـا عــبود ومــن ثـم ذهــب إلـي حــال ســبيلـه مفتتحــا عـصــر الإنـقـلابات .. مســجـلا إنحــراف الـقــوات الـمسـلـحـه عــن مسـارهـا الـطبيـعـي .. مــن حمـاية الـوطــن والـمواطــن ، و وحــدة ترابه .. إلـي تخــريــج رؤســاء كـوارث تمـشـي عـلـي قــدمين ، وأحــيانا تزحــف ن كـمـا هــو حــال الـكـوبرا الـمـاثلـه أمـامـكـم .
    إمتطـاهـا الـسـفـاح النمـيري ، صـعـلـوك تافــه بلا دين ، بلا أخــلاق .. ثور مـعـتوه فـي مســتودع خـزف .
    واخــيرا إمتطـاهـا ســفـاح الـعـصـر .. الـمجـرم الـمـطـلـوب دوليا .. فـي جـرائم ضـد الإنســانيه ، فـظـائـع حــروب ، تطـهـير عــرقـي ، وإبادة جمـاعـيه .
    2 – لـم تحــرر مـايسـمي بالـقـوات الـمسـلـحـه شــبرا واحـــدا مــن تراب الـوطــن ، الـذي إنتزعـه الأعـداء ( عــنوة وإقـتدار ) .. عـلـي سـبيل الـمـثال لا الـحـصـر .. حــلايب ، شــلاتين ، ابورمــاد ، الـفشــقـه ، الـقـرقف ، ارقــين ، الـيمـي .. الــخ .. الــخ .
    3 – نتيجــة هــذا الفشــل الـفـاضــح ، والـهـزائم الـنكـراء .. أنقـلـبت مـايسـمي بالقوات المسلحـه إلـي وحـش كـاســر .. فـي مـواجـهـة الـمواطنين الـعـزل الأبرياء ، وفـي وجـه مـطـالبهـم الـمشـروعـه لرفـع الـظـلـم والتهميش ، والـغبن ..
    وكـانت محــارق ومجـازر ومــذابـح الجــنوب .. الشــرق .. الـغـرب .. والآن الجـنوب الـجــديد .. حــروب أكـلـت الأخضـر واليايس .. مــزقــت الـبلاد .. وأفـنت الـعـباد .
    خــتامــا .. نحــن نــعــي تمـامـا ، ومـن خــلال تجـاربنا المـريره الـداميه .. هـذه لـيســت الـقوات الـمسـلـحـه .. الـقـوات الـمسـلـحـه اُفـرغـت مـن رجـالـهـا الـوطـنيين الـغـيورين .. ونـدرك إن مـايوجــد الآن هـي مليشـيات ومـرتزقـه وشــذاذ آفـاق ، ولحــم راس .
    عــليه .. أنه قــد فــات الآوان ..
    الـمـطـلـوب الآن .. تســـريـح هــذه الإنكشـاريه ، والمليشــيات ، ولـحــم الـرأس هــذا ..
    وإعــلان مـافـضـل مـن الســودان .. دويـلـة عــدم إنحــياز ، وحــياد إيجــابي .
    لأنــه لــم نـعــد فــي حــاجـه لجـيش .. مـافضل مـن الســودان هـو دويلــه شــبه صــحـراويه .. يتهــددهـا الـزحــف الـصـحــراوي .. ولــن يجــازف حــتي ( أكـرمـكـم الله ) حـمـار شــارد بـدخــولـها ، والـتـعـدي عـلـي ( حـرمـات ) الـصـحـراء الـبور الـبـلـقـع .
    الـتسـريـح .. الـطـرد مـن الـخـدمـة بدون أي إستحـقاق ، الـتجـريد مـن الـرتب ، إحـالـة كـبار الـضـباط للـجـنائية الـدولـية .. يالله غــوووووروا بـلا لـمــــــه !!!.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..