المؤتمر القومي.. مفتاح الحل للقضية الوطنية

المؤتمر القومي.. مفتاح الحل للقضية الوطنية
صديق يوسف
المؤتمر الوطني يحاول إجهاض دعوة قوى الإجماع الوطني لعقد مؤتمر سوداني شامل لمناقشة قضايا السودان المستفحلة والوصول إلى أتفاق حد أدنى يجنب البلاد ويلات الحرب .
يعقد المؤتمر الوطني سلسلة من الاجتماعات واللقاءات مع الأحزاب السياسية ليقنعها عن العدول عن فكرة المؤتمر الشامل وان يقتصر موضوع اللقاء على مناقشة قضية الاستفتاء فقط وقد عقد لقاءات مع حزب الأمة القومي ، والاتحادي الديمقراطي الأصل ، والحركة الشعبية ، وتجمع أحزاب حكومة الوحدة الوطنية، المؤتمر الشعبي ومع الحزب الشيوعي لكي يحاول إقناعنا بالاستجابة للقاء يخاطبه رئيس الجمهورية للمتوحد حول أهمية إجراء استفتاء شفاف .
اجراء استفتاء حر وشفاف عملية اقتراع تتطلب تسجيل شفاف ليس فيه تلاعب ووجود مراكز تسجل واقتراع سهلة وميسرة والوصول إليها سهل لا يكلف المواطن مشقة وتجربة الانتخابات الماضية ماثلة أمامنا وقد نقدت باسهاب من الاحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني المختلفة ومن ا لمراقبين الدوليين والحلول لها واضحة والذي يقوم بهذا التصحيح هو مفوضية الاستفتاء وقد تم تكوينها بموافقة الشريكين أما موضوع الشفافية والديمقراطية فهو مسئولية حكومة المؤتمر الوطني وجهاز أمنها الذي يمنع ويسلب حرية المواطنين وهذه المسائل لا تستدعي عقد مؤتمر جامع لكل القوي السياسية مع رئيس الجمهورية يقدر ما تحتاج لإصدار مراسيم جمهورية من الرئيس لتجميد كل مواد القوانين المقيدة للحريات وكفالة الحريات وعقد الاجتماعات والانشطة الحزبية والغاء الرقابة القبلية علي الصحف وكفالة كل الحريات .
ولذلك لا نري ان قصر الدعوة علي مناقشة الاستفتاء فقط تلبي حوجة الوطن للمناقشة الجادة لقضاياه إلا إذا قصد من الدعوة إجراء عملية تجميل للمؤتمر الوطني وإظهاره كالمدافع والحريص على وحدة الوطن .
اذا كان المؤتمر الوطني جاداً في إيجاد حل لمشاكل الوطن ولإقناع أبناء الجنوب الوطن للتصويت لمصلحة الوحدة فليجلس مع كل القوي السياسية وطرح قضايا الوطن على الطاولة للوصول جميعاً لما يدعم وحدة الوطن و سلامته وأمنه.
كل مشاكل الوطن والحروب التي دارت والتي ما زالت دائرة في دارفور سببها السياسات الاقتصادية الخاطئة وإلتي أدت إلى تهميش تلك المناطق وإنعدام المشاريع التنموية فيها وإنعدام وتردي الخدمات الأساسية بها من تعليم وصحة وتوفير المياه الصالحة للشرب .. الخ .
محور كل المشاكل هي قضية التوزيع العادل للسلطة والثروة والذي لا يمكن حله إلا بالجلوس معاً والوصول للتوافق حولها و هذا الأسلوب هو الطريق الوحيد لوقف الحرب في دارفور ولضمان وحدة الوطن بما يضمن للجنوب استحقاقاته في السلطة و الثروة والخدمات و مشاريع التنمية وكل ذلك لن يتأتي التوافق حولها بدون اطلاق الحريات لتبادل الرأي بحرية تامة وكفالة حرية الصحافة دون رقابة وحق التعبير والمخاطبة وتسير المواكب وعقد الندوات والمهرجانات ..الخ.
لكل ذلك حددت قوى الاجماع الوطني أجندة المؤتمر الشامل ليتطرق لهذه المواضيع والتي حددت في وحدة الوطن وقضايا الحريات والتحول الديمقراطي ، قضية الحالة الاقتصادية وتردي الحالة المعيشية معالجة كل هذه المواضيع مجتمعه تشكل الطريق للخروج بقضايا الوطن لبر الأمان ويمكن عن طريق التباحث حولها والوصول لقبول مشترك للحلول أن تؤدي لوقف الحرب في دارفور ، والي وحدة الوطن وسلامته وإلي تبادل سلمي للسلطة في جو ديمقراطي وإلى وقف الخلافات الكثيرة الأنية والتي ربما تؤدي بنا للرجوع لمربع الحزب مرة أخرى .
الميدان