الفنان ابراهيم حسين ..عندما يتـوكأ الابداع عـلي عـصا !!

كوكتيل : عمران الجميعابي
رغم استمتاعي بحفل تكريم الموسيقار محمد الامين في امسية الاثنين الماضي بقاعة الصداقة من قبل مؤسسة اروقة للثقافة والفنون فقد اسعدني هذا التكريم وهو بمثابة تكريم لكل المبدعين فقد حضر الحفل لفيف من القيادات التنفيذية ورجال المال والاعمال وشرائح المجتمع المختلفة وحضور جميل لعدد من الفنانيين والشعراء والدراميين وكان الحفل يليق بمكانة المحتفي به في كل شئ ونجاح يحسب لقائد ربان سفينة اروقة السموأل خلف ورئيس لجنة التكريم السيد / جمال الوالي ولكن مالفت انتباهي حضور الفنان المبدع ابن كسلا ابراهيم حسين وهو يتوكأ علي عصا مسنودا بشخصين يبدو انه من اقرابائه فطفرت الدموع من عيون بعض الموجودين في الحفل والذين شاهدوا الاسد قد حوله المرض الي هيكل يتوكأ علي عصا وكان يجلس بجواري في ذلك الحفل ولا اخفيكم بحالة الحزن التي انتابتني عندما نظرت اليه وهو يصفق مع الحان الموسيقار ودالامين وهو اخر انسجام مع روعة اداء الباشكاتب ولكن للاسف لم يتمكن التصفيق بيدية الاثنتين بل كان يصفق بيد واحدة هي اليمني ويضرب بها علي رجله فاكبرت فيه هذا الوفاء كيفا لا والكل يعلم الدور الكبير للمبدع الفنان ابراهيم حسين وما قدمه لمجتمعه ووطنه من إبداعات خلّاقة إلا انه الان يعيش في ظروف صعبة وفي مواجهة دائمة مع المعاناة والألم والظروف التي تنشب مخالبها في جسده وإبداعه فيجد نفسه في مواجهة أخطار كثيرة وفي حالة عوزٍ ومعاناة وتجاهل ولامبالاة من الجهات الثقافية المختصة وكم من حالات لمبدعين كثر في بلادنا وقعوا فريسة للمعاناة والتجاهل والمرض والحاجة فلفظ البعض أنفاسه بعد رحلة موجعة وليست ببعيده ماحدث للمبدع الراحل بهنس له الرحمة والمغفره والبعض جرّه الاحباط إلى أغواره المعتمة وهنا اريد ان اشير الي الدولة بعكس الظروف التي يواجهها المبدع السوداني ومعاناته وعن احتياجاته الضرورية لمواصلة رحلة إبداعه فالمبدع السوداني على علاقة دائمة مع الألم والمعاناة والإقصاء والتهميش والتقليل والإنتقاص من حقه ودوره وشأنه منذ وقت مبكر وأبرز معاناته هي تلك التي يعاني منها المواطن السوداني عمومًا، أي الفقر والفاقة، و حين أقول: المبدع السوداني , أشعر بالاختناق, بالكربة, أُطلق تنهيدةً كبيرة بحجم الوطن رغم أن الوطن مشغولٌ بالسياسة, غير مبالٍ بما يعانيه هذا وذاك من هذه الشريحة المنهكة..ومايقلقني اليوم هو التهميش الذي يمارس ضد المبدعيين خصوصا الفنان ابراهيم حسين من عدم اهتمام الجهات الرسمية به فابراهيم له تميز ابداعي غير عادي في فنه واغانيه التي رددها فولجت قلوب الكثيرين دون اشارات دخول ولكي تستقيم خطوط ابداعه يحتاج اولا الي استراتيجية جماعيه من قبيلة الفنانيين تحدث انتفاضة ضد الظروف القاهرة فالمصيبة ان الفنان ياخذ حصته من المعناة بفردية وتظل الاخيرة تعصف بالجميع وبهذا التراص والتعاضد سيتمكن الفنان من مواجهة المؤسسات المعنية والضغط عليها لاداء دورها تجاهه فالمطلوب من الجهات الرسمية خصوصا وزارة الثقافة الاتحادية والولائية ولا بد ان اهمس ايضا في اذن الشاب السمؤال خلف الله عبر مؤسسته ان يتبنوا تكريم المبدع ابراهيم حسين ولكن اولا من قبل الدولة .
بقايا مداد ..
تعيش انت ويدوم خيرك
تعيش والدنيا ماضيرك
ولو جارت عليك ايامك
تعال لعيونه بتشيلك
السوداني
[email][email protected][/email]