إن البلاء موكل بالمنطق يا قذافي

إن البلاء موكل بالمنطق يا قذافي

رشيد خالد إدريس موسي
[email protected]

قال الشاعر :
أحفظ لسانك لا تقول فتبتلي ××× إن البلاء موكل بالمنطق
و قال آخر :
أمسك لسانك أيها الإنسان ××× لا يلدغنك إنه ثعبان
بعض الناس تأخذهم الحمية و يتملكهم الغرور, فيقولون و هو لا يعون ما يقولون, فيأتي قولهم جارحاً و صادماً للآخرين. و هم بهذا يتطاولون علي الذات العلية, ذلك أنهم حين يتطاولون علي خلق الله, فإنهم يشاركون رب العزة في جبروته و قهره, فيأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر. لا كائن حي يعلو علي خالقه, فليتهم يعلمون.
عندما ثار الليبيون و طالبوا برحيل القذافي و نظامه, خرج عليهم سيف الإسلام القذافي و خاطبهم بلهجة فيها تهديد ووعيد, قائلاً أنه سيستخدم القوة لردع الخارجين علي النظام. و في اليوم التالي, خرج العقيد القذافي هائجاً و توعد شعبه بالويل و الثبور و عظائم الأمور, إن هو خرج علي نظامه و سلطانه. إدعي أنه قائد و ليس رئيساً, و كان يعني أنه الآمر الناهي و علي الكل أن يطيعوه. لم يكتفي بهذا التهديد و الوعيد, بل تجرأ ووصف شعبه, بأنهم مجموعة من الجرذان. و الجرذ هو نوع صغير من الفئران. ما كان يدري المسكين, أنه يسئي إلي نفسه, ذلك أنه حين يصف شعبه بهذا الوصف, فهو يقوم علي أمة من الجرذان و ليس علي بشر لهم كرامة. و كيف يحكم أمة من الجرذان و هو قد منح نفسه القاباً فخيمة و إختار لدولته إسماً جامعاً مانعاً للمعاني, رغم أن الإسم هذا كان علي غير مسمي. لم يبق لهذا الرجل, غير أن يشارك الذات العلية في صفاتها و تصرفاته العجيبة كانت تشيء بهذا.
لكن ثار من وصفهم بالجرذان و تحدوه و أنهوا سلطانه و جبروته. لم يجد حلاً غير الفرار و التخفي في ماسورة للصرف الصحي, كما تفعل الجرذان. فيا لها من نهاية و ختام بائس.
لقد دفع الحقد الذي زرعه العقيد في نفوس أبناء شعبه, دفعهم لأن يقضوا علي هذا الرجل, بمثل ما فعل مع معارضيه. هذه هي نهاية الظالم و كما تدين تدان و ما ربك بظلام للعبيد. ( إن الله لا يظلم الناس و لكن الناس أنفسهم يظلمون ). صدق الله العظيم.
و الآن و قد أصبح الرجل بين يدي ربه, الملك الديان الحكم العدل. و عند الله تجتمع الخصوم و تجد كل نفس ما أحضرت من خير أو شر.
ليت من يقومون علي أمر الناس و يسوسونهم, ليتهم يعدلون و ليتهم يحسنون القول قبل الفعل. جاء في سيرة الخليفة/ الوليد بن يزيد بن عبدالملك, أنه كان فاسقاً. و ذات صباح كان يستفتح المصحف, فوقعت عينه علي الآية رقم 15 من سورة إبراهيم ( و إستفتحوا و خاب كل جبار عنيد ) . ما كان منه إلا أن مزق المصحف و أنشد قائلاً :
أتوعد كل جبار عنيد ××× فها أنا ذاك جبار عنيد
إذا لاقيت ربك يوم حشر ××× فقل لله خرقني الوليد
لكن ماهي إلا أيام و قد قتل هذا الخليفة شر قتلة و صلب علي باب قصره , ثم علي باب المدينة.
نعم إن البلاء موكل بالمنطق.

تعليق واحد

  1. هؤلاء متمردون استعانوا بقوة خارجية أو بالأحرى استعانت بهم القوة الأجنبية لاحتلال
    ليبيا ولا يمثلون الشعب الليبي …..وصدق القذافي فهم حشاشون في معظمهم وكانوا
    يقاتلون في أفغانستان ضمن تنظيم القاعدة ( جماعة بلحاج ) ……لقد استفادت منهم
    الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لتحقيق مآربهم في ليبياكما استفادت منهم الولايات المتحدة سابقا في محاربة الاتحاد السوفيتي السابق بعد احتلاله لأفغانستان …….
    فهم حقا جرذان …..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..