مُزارع أجنبي..!ا

العصب السابع

مُزارع أجنبي..!

شمائل النور

تقلد إسماعيل المتعافي أمر ولاية الخرطوم بعد جولة في العمل العام التنفيذي في عدد من ولايات السودان،ماينبغي أن يعني قطعاً أن المتعافي حقق نجاحات كاسحة لذلك بُنيت عليه ثقة وآمال حزبه لأن يُسلمه أمر الولاية الكبيرة، خرج المتعافي من ولاية الخرطوم إلى وزارة الزراعة،مما ينبغي أيضاً أن يعني أن المتعافي حقق نجاحاً منقطعاً في العاصمة ولابد أن يُستفاد من هذه المقدرات الخارقة في مجال آخر كالزراعة مثلاً والتي يُعوّل عليها في أن تعيد للاقتصاد صحة عموده الفقري بعد أن أصابه القضروف،البصمة التي تركها المتعافي في ولاية الخرطوم،هي أن الفراخ لم يصبح وجبة شعبية في متناول الفقراء قبل الأغنياء،ألم يكن هذا برنامج المتعافي لولاية الخرطوم منذ أن وطأت قدمه الولاية إلى أن خرج منها..فطيلة توليه أمر الولاية كان المتعافي يضع سقفاً لإنجازاته،أن يصبح الفراخ وجبة شعبية وكأنها برنامج انتخابي..لكن الذي حدث أن المتعافي خرج ولم تزل فرخته حبيسة القفص. على نسق مستثمر أجنبي..قد يضطر السودان لجلب مزارعين أجانب،بلد المزارعين تستعين بمزارعين أجانب،هذا ما أعلنه المتعافي الأسبوع الفائت،والحجة هي أن المزارعين تركوا الزراعة وفضلوا عليها التنقيب عن الذهب،لو أن المتعافي تساءل عما جعل المزارعين يهملون أراضيهم ويفضلون البحث عن الذهب بدلاً من الزراعة،لكان أحق،ولو أن المتعافي أبدى مجرد التزام وطني يحفظه له التاريخ،بأن يُعيد كل المزارعين الذين تركوا الأرض وفضلوا البحث عن الموت عبر بوابة الذهب لكان أحق،لكن المتعافي بحث عن الحل السريع الذي في ظاهره يتهيأ له أنه حقق إنجازاً تاريخياً بأن جلب مزارعين أجانب،وقطعاً لا أحد سوف يذهب خياله أبعد من شمال الوادي،ليتضح للجميع أنه وإن كانت وزارة الزراعة سوف تفعل بما تنوي به الآن،إذن سوف تضع النقاط نفسها على الحروف وما يتردد في جمهورية مصر عن توطين الفلاحين المصريين في السودان وتمليكهم أراضي زراعية لإعادة إعمارها،سوف يصبح حديثاً قابلاً للصحة بدرجة كبيرة. أيها المتعافي ومابك داء،هل ترى أن علة الزراعة في السودان تكمن في مزارع سوداني كسول يرفث نعمته بيده..اسأل أي مزارع ما الذي جعلك تهمل أرضك،واستمع إلى إجابة واحدة فقط..إن العلة الأساسية والتي جعلتك تفكر في أن تستعيض بالأجانب،هي ليست في المزارع السوداني،لماذا ترك الفيل والطعن في ظله،هل تغير المزارعون أم تغيرت الأرض..ليت المتعافي رمى باللوم وصوّب سهامه مباشرة نحو من اقترف إخفاقات كارثية في أكبر مجالات اقتصاد السودان حيوية،الذي لفظ الزراعة قبل أن يلفظها المزارعون وشردهم عن أرضهم وجعل حكومتك تستورد ما يُزرع في السودان..فليعد المتعافي بذاكرته إلى الوراء قليلاً،كيف كانت الزراعة وكيف حالها الآن،أخشى أن تمر السنوات علينا ونضطر نحن للمطالبة بحكومة أجنبية كما يضطرون الآن لجلب الأجانب.

التيار