الرئيس البشير من الوثبة الى البصمة !!

مديحة عبدالله

مجلس شورى المؤتمر الوطنى الذى عقد جلسته ( الطارئة طلعت باختصار فشوش) لان الشورى لم تفعل سوى ان استمعت للسيد الرئيس الذى اكد تصميمه على اجراء الانتخابات فى موعدها 2015 , وكرر حديثه حول الحوار مع القوى السياسية وقال ( ماطرحناه من قضايا يقولون لم نطرح شيئا , لذلك نقول لهم لدينا رؤية كحزب لكن لم نطرحها مباشرة عشان ما يدعوا ان الوطنى مجهًز اوراقه وعايز الناس يبصموا عليها ) !! الغريب فى الامر ان مجلس الشورى نفسه يبدوا انه سيبصم على قرارا الرئيس الذى حسم الامر بالنسبة للانتخابات , و(جهًز اوراقه للحوار ) كما يقول فى حين المؤتمر الوطنى ارسل رسالة واضحة المعالم (لاحزاب القاعدة العريضة فى اللقاء الجامع معها ) من انه ينوى ادارة حوار مع احزاب المعارضة مما رفع قرون الاستشعار بالحذر والخوف لدى تلك الاحزاب من (غدر) المؤتمر الوطنى وهو صاحب الخبرة الطويلة فى الغدر باصدقاء الامس وحلفاء اليوم .

اي قوى سياسية تقرأ المشهد بتمعن تدرك بأن المؤتمر الوطنى يريد (يعيد هيكلة ) الساحة السياسية لصالحه باعتماد سياسة كسب الزمن ( واعادة ترتيب) التحالفات لضخ دماء جديدة فى عروقه المتيبسة . الرئيس البشير لايتردد عن الحديث حول الفقر واستشراء روح القبيلة لكنه لم يبادر قط بالاشارة لمسئوليته الشخصية ومسئولية حزبه الحاكم فى تراجع الولاء للوطن لصالح الولاء للقيبلة رغم ان الرئيس نفسه لاينأى يتلقى (بيعات) الولاء والطاعة من زعماء القبائل والعشائر , ليس ذلك فحسب بل سعت حكومته جاهدة لتكوين مجموعات مسلحة قبلية الطابع والمنشأ خارج اطار القوات النظامية لتحقيق اغراض حزبية لاعلاقة لها بمصلحة الوطن .

كل يوم يمر وكل حديث يصدر من المؤتمر الوطنى وقادته يؤكد ما هو واضح وضوح الشمس انه جسم غريب لايملك القدرة على الانسجام والتفاعل مع مكونات السودان السياسية والاجتماعية لذك سيظل فى حالة تنافر وشد وجذب وعداء للشعب والوطن الى ان يصل به الامر الى السقوط عندما (تدوب ) حبال بقائه فى السلطة , ويا أهل السودان اجعلوا الامر بيدكم ..

الميدان