بنات الثانوية.. حين يصبح التجميل واجباً مدرسياً ومنزلياً

الخرطوم ? سارة المنا
تنامي وتعاظم هذه الأيام الحديث عن طالبات المرحلة الثانوية أو البنات اللاتي دخلن العقد الثاني من أعمارهن (سني المراهقة)، وعن تمردهن على لائحة ومنظومة السلوك التربوي الأسري التقليدي وإتيانهن بما لا عين رأت ولا أذن سمعت في الأجيال السابقة، وفي ذلك تقول مجالس المدينة أن رواج سلوكيات جديدة وسط هذه الشريحة والفئة العمرية المهمة جعل الأسر كلها تضع أيديها على قلوبها خشية ووجلاً وتحسباً لحدوث ما لا تُحمد عقابيله. بعض التصرفات غير المنسجمة مع السياق الاجتماعي والتربوي التقليدي التي يأتين بها هؤلاء النساء الصغيرات جعلت سهام النقد اللاذعة تصيبهن بين الفينة والأخرى، صرن في مرمى النيران، ومحلاً للسخرية والتندر في أحايين كثيره.
على عينك يا تاجر
يعتقد راصدون لتلك السلوكيات الغريبة (ضمنهم خبراء) أن ما يثير القلق هو تلك الجرأة الكبيرة و(عدم الخجل) اللذان يلازمان تصرفات هؤلاء الفتيات، فهن لا يأبهن ولا يعرن المجتمع حولهن أي قيمة حتى أن الواحدة منهن يمكنها بسهولة أن تعكف على (تجميل) وجهها في المواصلات العامة، أو في فناء المدرسة، تُخرج مرآتها من حقيبتها و(تتروج وتتبودر) غير عابئة بمن حولها.
تقول سناء إدريس (معلمة)، بعد أن كان الخجل ميزة سمة تتميز بها الفتيات في بلادنا، أصبح الآن عملة نادرة، وانتشرت ظواهر وسلوكيات تدعو للحزن والرثاء، ووصل تمرد (بنات الثانويات) أو من هن في سنهن، حد التبرج المُعلن، فأصبح قص الحاحب وعمل المساحيق واجباً يومياً، أهم من الواجب (المدرسي والمنزلي)، الأمر الذي ساهم بجانب عوامل كثيرة أخرى من (المنهج، وعدم كفاءة الكادر التعليمي) في التدني الأكاديمي الماثل.
واستطردت سناء قائلة: صار سلوك هؤلاء الفتيات يتسم بوقاحة مبالغ فيها، ربما يعود ذلك إلى التربية غير المتوازنة وارتخاء قبضة الرقابة الأسرية، والجهل بأمور الدين والابتعاد عن الأعراف التربوية السودانية التي كانت تتمتع بها نساء السودان، إضافة إلى تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي.
على من تقع المسؤولية؟
من جهته، قال الأستاذ محمد صالح إن المدارس لها ضوابط وقوانين تطبق على الطالبات ولا يستثنى منها أحداً. وأضاف: هناك دفتر للحضور فلا يسمح بالغياب إلا بعذر (أورنيك طبي) أو إذن مباشر ومقبول من ولي الأمر. واستطرد: نحن حريصون كل الحرص على منع تسرب الطالبات أثناء اليوم الدراسي. وأضاف: لكن بعد خروجهن ? انتهاء الدوام الدراسي ? فالمسؤولية تقع عليهن وعلى أسرهن.
وفى السياق، تقول إحدى الطالبات، يبدو على وجهها أثر الكريمات بائناً، أنها تفعل ذلك بعد أن أخذت الإذن من والدها. وأضافت: قال لي بالحرف الواحد (أعملي كريم، لكن على خفيف عشان ما يكون شاذ)!
لكن طالبة أخرى (مقصوصة الحاجبين، مخضبة الأصابع، مطلية الأظافر) بررت كل هذا بعبارة واحدة، هي (كان عندنا زواج)، ثالثة قالت إنها تريد أن تواكب الموضة والإستايل الجديد. أما رابعتهن التي لم تكن تضع على وجهها أي شيء، شنت حملة شعواء على رفيقاتها، واعتبرت مبرراتهن واهية وغير منطقية ولا تستقيم عرفاً ولا شرعاً ولا حتى (صحياً) بحسب تعبيرها، واستطردت: لازم نحترم أنفسنا وأسرنا، فالمدارس للتعليم فقط، وعلينا أن نعكس صورة طيبة لأسرنا ومدارسنا، حتى نصبح مثلاً يحتذى فنحن (بنات ناس محترمين)، وكل ما يفعلنه صديقاتي خطأ ثم أنه (ملحوق) ويأتي وقته، فلم العجلة؟
دور الأسرة
تقول الأستاذة (عذبة صلاح) إن أسس التربية توضع داخل الأسرة، والبنات في سن المراهقة لا بد أن يخضعن لرقابة تتراوح بين الناعمة والخشنة إذا ما تطلب الأمر، لأنهن في مرحلة حرجة (مراهقة)، لذلك لابد أن نتعامل معهن بلين ولطف ورفق، لكن هنالك أمور تتطلب تدخل حاسم، فلا ينبغي السماح لطالبة دخول الفصل بزي مدرسي (يشف ويصف) أو لأخرى بمساحيق وحواجب مقصوصة، ويجب إخطار ولي أمرها واستدعاءه.
خطوط تربوية حمراء
من ناحيتها، أبدت الدكتورة بخيته الإمام الهادي المهدي، رئيسة كلية الإمام الهادي، أسفها لهذه الظاهرة، ووصفتها بغير الإيجابية بكل المقايس. وواصلت: الاهتمام بالشكل الخارجي سواء أكان لطالبة جامعية أو ثانوية يعكس مدى سطحية التفكير، وطالبت – ما اسمتها – الجهات المعنية من البيت، المدرسة، وسائل الإعلام، القنوات الفضائية بمراجعتها والوقوف عليها ودراستها وإيجاد الحلول المناسبة لمعالجتها، واعتبرت د. بخيته الظاهرة دخيلة على المجمتع ومزعجة.
وفيما طالبت أستاذة علم النفس ثريا إبراهيم بتشديد الضوابط المدرسية من جهة الالتزام بالزي ومنع استخدام المساحيق والاكسسوارات وخلافهما، مقابل التشديد على نظافة الطالبات والطلاب على حد سواء، وأن على الأسرة الاضطلاع بدورها كاملاً في مساندة المدرسة بأن يضعا سوياً ما أسمته بخطوط حمراء، لا يُسمح بتجاوزها، طالبت أيضاً بتعيين مشرفة اجتماعية لكل مدرسة.
تكامل أدوار
إلى ذلك، كشف دكتور فتح الرحمن فضل المولى مدير عام التعليم بولاية الخرطوم عن أن وزارته لا تسمح أبداً لأي طالبة بالخروج عن السلوك العام لأن رسالتها أخلاقية وتربوية فى المقام الأول، مضيفاً أن الوزارة لم تكتف بالتنبيه إلى هذه المسألة فقط، بل أصدرت قرارات وتوجيهات واضحة بعدم قبول أي سلوك يخرج عن الإطار التربوي العام، مشدداً على ما يحدث خارج أسوار المدارس ليس لوزارته أى مسؤولية تجاهه، وإنما هي مسؤولية الأسر والمجتمع، واستطرد مدير عام التعليم قائلاً: أنه يأمل أن يتكامل دور المدرسة والبيت، حتى تتفرغ المدرسة لهدفها الرئيس، وهو تقديم المعرفة والتحصيل وليس التسلية والترفيه
اليوم التالي
بنات حلاتن عمر الزهور يعيشن ايامن
أسئلة حائرة في دولة الا معقول: 1)أين السنة الناقصة التي تقرر إعادتها للسلم التعليمي منذ سن أو أكثر لتغطي الفجوة الكبيرة لابائنة بيننا وبين العالم ولتغطي الفجوة بين مقررات الأساس والثانوي والتي يعلمها القاصي والدانئي إلا المعتصم عبد لارحيم أبوجهل التعليم المفترعن صاحب الحوافز المليارية والمرتب الخرافي طيلة 25 سنة هي سنينين طغيان حكومة الحرامية والفاسدين وحاميي الفساد 2) اتنوء ظهور أطفالنا بالغث من المواد والكتب وتبلغ 17 مادة في اولى ثانوي أي يحمل ظهر الطالب أو الطالبة 17 – 22 كتاب + 25 – 30 كارس،، ياللهول؟؟ ما هذا الجهل ياتروبي الجبهة لاسالامية الفاسدة وماهذا الاستكبار عندما تواجهون بأخطائكم في حق أجيال السودان لاقادمة 3) الملطوب تنقيح سريع للمناهج ومن ثم إعداد مناهج مترابطة (بين إلى 3 – 8 مواد حتى الثانوي)ومناسبة تبث هدفها (أن تعلم) (أن ترفع لاقيم السمحة والحسنة) (أن تخلق جيلاً مبداً خلاقاً) (أن تخلق جيلا منافساً لرصفائه في الدول أخرى) فإن كان هذا صعب عليكم يا مسئولين يا غير مسئولين فلما قبض الملايين رواتب ومخصصات شهرية ولما قبض المليارات حوافز ياجهلة كسرة: هل ليس لديكم ضمير لهذه الدرجة ولن نسأل عن الدين فهو حق الله ومفترض أن يظهر في سلوككم إن كان حسناً وهذا دوره .. ولم لون نراه منكم.. أليس كذلك..