عندما تختل موازين الحياة .. زوجة الأب متهمة حتى تثبت براءتها

الخرطوم: تفاؤل العامري
(طارق) شاب في العقد الثالث من عمره توفيت والدته قبل أن تراه فما كان من والده إلا أن تزوج بأخرى حتى ترعى مولوده. وافقت (إيمان) على أن تهتم بـ(طارق) في بداية الأمر لكن بعد مرور الأيام بدأت تظهر ما كانت تخفيه من قسوة تحملها في قلبها للصغير الذي لا ذنب له سوى أنه وقع ضحية لزوجة أب لا تعرف الرحمة. عاش طارق في أقسى الظروف متنقلا من بيت أهل والده لبيت زوجة الأب الى أن قوي عوده وتخرج من الجامعة وبدأ في رحلة البحث عن عمل وفضل طارق أن يعيش بعيدا عن والده رغم إصرار الأب عليه بالبقاء في المنزل لكن الابن رفض لأنه ذاق ما ذاق من مرارات زوجة أبيه التي حرمها الله من نعمة الأمومة لذا حاولت أن تكفر عن ذنوبها بالبحث عن طارق في محاولة لفتح صفحة جديدة وفشلت كل محاولاتها لأن طارق كان قد اختار الهجرة خارج البلاد بعد أن طلب من والده اصطحابه لقبر والدته ليلقي عليه السلام.
صورة ذهنية
زوجة الأب ارتبط اسمها بالكره لدى شريحة كبيرة من مجتمعنا ورسخت صورتها في الأذهان على أنها تلك المرأة المتوحشة التي لا تعرف الرحمة طريقا الى قلبها إضافة الى أنها تجيد فنون تعذيب أبناء زوجها بشتى السبل إضافة الى أنها تفرق بين أبنائها وأبناء زوجها في التعامل على الرغم من أنهم من أب واحد لذلك كرست مفهوما واحدا تجاهها ورسخت صورة سالبة عنها وكثير من القصص والتجارب تؤكد أن زوجة الأب تتصف بالقسوة والظلم لذا صارت في أعين الكثيرن متهمة حتى تثبت العكس لأن وجودها داخل الأسرة تختل معه الموازين.
حقيقة غير قابلة للنفي
حقد زوجة الأب على أبنائه من الزوجة الأخرى ليس حديثا للاستهلاك بل كائن يمشي بين الناس في كثير من المجتمعات منذ أن خلقنا على وجه الأرض وليس ببعيد عنا القصة التي روت لنا عن سندريلا التي تعد من أشهر الشخصيات الخيالية والتي نسجت خيوطها حول حقد زوجة الأب ومكرها ومحاولتها المستميتة للتخلص من ضحيتها المسكينة بشتى الطرق دون ذنب اقترفته في حقها بل لكونها ابنة الرجل الذي تزوجت منه لتتجسد أمامنا صورة حقد زوجة الأب التي جعلت من سندريلا خادمة بعد وفاة أبيها.
دور الأب
نفسية ربة منزل وأم لثلاث بنات انفصلت عن زوجها وكانت ابنتها الصغيرة لم تبلغ عامها الأول ولم يتوان زوجها في الإسراع بالزواج من أخرى لكن؛ ما أن أقدم علي تلك الخطوة حتى اختلت موازين حياته مع بناته الثلاث اللائي فضلن في بادىء الأمر العيش مع والدهن لكن زوجته لم تترك لهن فرصة ليعشن في صفاء بل كانت تتحجج وتختلق المشاكل وزوجها لا يحرك ساكنا، ما جعل بنات زوجها ينهلن عليها ضربا حتى فقدت إحدى عينيها وهربن الى والدتهن وعلى الرغم من أن زوجة والدهن قامت بفتح بلاغ في مواجهتهن إلا أن الوالد أجبرها على شطب البلاغ ولم تنل شيئا من معاملتها القاسية سوى فقدها لنعمة البصر.
غير مقبولة
الباحثة الاجتماعية نضال محمد أشارت الى أن زوجة الأب شخصية غير مقبولة ولا يمكن الترحيب بها من قبل الأبناء لأن وجودها جاء في مكان والدتهم كبدلية لها سواء أكانت مطلقة او متوفاة ما يجعل الغيرة تنشأ ويكون كل طرف متحفزا دائما للصراع وواصلت نضال قائلة: “من المؤسف أن أبشع الجرائم التي بدأت تطل علينا في مجتمعنا سببها زوجة الأب التي تركت صورة سيئة عنها بالأذهان”، لافتة الى أن الأب هو الذي يملك دفة القيادة وبإمكانه تجنب تلك الصراعات إن لم يشعر أبناءه بأن هناك وافدا جديدا بينهم.
السوداني
حاول ان تكسب الناس اذا قابلت أي شخص ان تقدم له العون كبداية وسترى هذا الشخص سيكون في يدك طاعة وإحترام الى الابد سيبادلك الجميل بأثنين واكثر وانت لم تقدم له شيء إلا ثمن المبادرة الاولى
وشكرا
تحقيق يشبه الزمن الأغبر الذي يعيش فيه الشعب الفضل ويمتاز بالخفة وعدم التعمق في الزوايا ووضع مقترحات للحلول الناجعة،، ماهكذا تورد الإبل يا صحفيي الغفلة،،