عطشان والبحر جنبك ..!

منذ ايام قليلة كنت أشاهد عبر قناة الشروق المجاورة للموتمر وحواره الوطني وانتخابته الموفورة الشفافية .. مقابلة مع مدير مياه الخرطوم المهندس خالد وقد تمددت لحيته الكثة لتملاء الشاشة نفياً لتأكيدٍ مبطن أو من طرف خفي بابتاسامته تلك أن زيادة تعرفة المياه قادمة فقط تنقص سبكتها صفقة كورس نواب تشريعي الخرطوم الذين قالوا لنا اليوم بالفم الملي بالماء، لسنا أقل صوتا في تريد ما تقرره الحكومة عن صوت نواب البرلمان الإتحادي الذين لا يخافون إلا العصا الرئاسية التي تنذرهم بالصمت أو إخلاء القاعة لما هو أفيد للحكومة !
فحكومة ولاية الخرطوم لم تجد حائطاً قصيرا للقفز منه الى لي يد المواطن غير نعمة الماء التي برعت تلك الحكومة في تطوير تقنياتها الى أن بلغت بها التوصيل بالعربات التي تجرها الدواب إظهاراً لحضارية عاصمتنا التي يستجديها جوز النيلين لينساب الى أحشائها وهوساجد عند قدميها المشققتين عطشا !
مع أن سكان الخرطوم لو كانوا قد تراصوا عند شاطي النيلين لارتوا حتى الإشباع من رذاذ الماء الذي يتلاطم عند حواف تلك الضفاف !
ولكنهم آثروا العطش داخل بيوتهم التي تعجز حنفياتها عن توصيل ذلك الرذاذ المستحيل على أنابيب الإمدادات المثقوبة .. خشية أن تقوم الولاية باستعادة عدتها حتى من الذين لم يكن لهم حنفيات أو عدادات بمنازلهم البائسة على رأي الفنان عادل إمام الذي قال أنه يدفع لهيئة التلفونات خشية أن يفتقد الجهاز والخط مع انه لا يملك لا عدة ولاخط هاتف !
وحيث أن الولاية لم تتخذ بعد قرارا بسداد فاتورة الكتاحة ولا نقول الهواء النقي المعدوم فتلك مكرمة ليس بعدها حنيّة ..وحيال الرضاء بها وتقبيل الأياد وجها وظهرا .. فاننا نهدي الى سكان الخرطوم الكبرى ..أغنية الأحوين الشاعر حمد الريح واسحق الحلنقي والتي لحنها أخونا صلاح إدريس بعنوان
( عطشان والبحر جنبك )
ويلا أرقصوا كلكم ..!

[email][email protected][/email]