أخبار السودان

نجحت “الراكوبة” لالتزامها بالمهنية والشجاعة والصدق!

فضيلي جمّاع:

سعدت كثيراً بالقفزة إلى الأمام التي أنجزتها صحيفة “الراكوبة” الإليكترونية. فالعمل الصحفي – مثله مثل كل المهن- سيبقى محلك سر ، بل سيضمحل ويذوي إن لم تتعهده الخبرة الصحافية التي تعي متطلبات كل مرحلة، وبشجاعة ووعي.

تابعت الراكوبة كقارئ وساهمت بجهد المقل مع الكثيرين على صفحاتها. وبين كل مسافة زمنية وأخرى أرى هذه الصحيفة الإليكترونية تتفوق على نفسها من حيث مهنية العمل الصحفي العصري وحيث أمانة نقل المعلومة وإعطاء المساحة لكل ألوان الطيف ليسهموا بآرائهم بمنتهى الحرية. بل إنّ البعض ممن وقفوا ذات يوم في وجه “الراكوبة” ليقولوا فيها ما لم يقله مالك في الخمر هرعوا إلى ظلها اليوم لأنّ منابرهم الهشة – وأعني بوضوح إعلامهم ذا الإتجاه الواحد- لا تتمدد صدقيةالخبر فيه أبعد من قدميه. بينما ظل أداء “الراكوبة” طوال مسارها تمشياً بمقولة (الحرية لنا ولسوانا)،وهو ما ظلت تفتقده صحف نظام القتلة في بلادنا.

ولأن القارئ في زمن الإنترنت والفيمتو سكند لا تحده حدود في الحصول على المعلومة، ولا يحتاج سفراً بالدواب ليقف على صدقية ما يريد من خبر والتحليل الموضوعي له فقد صرف النظر عن الإعلام ذي العين الواحدة وأصبح  يدخل بضربة من تخت الكومبيوتر على عالمه الذي يريد وبمنتهى الحرية. وأحسب أن إدارة تحرير “الراكوبة” أدركت ذلك منذ أن تصدت لمهمتها الصحفية.

من العوامل التي منحت الراكوبة مساحة أكبر بين القارئين والكتاب – بل لعل أحد العوامل التي جعلتها أحد المنابر القليلة التي يلجأ إليها آلاف القراء على مدار اليوم-أن إدارتها تعرف وما الفرق بين الإثارة والسبق الصحفي. وهنا يكون الخيط الرفيع بين المهنية وخبط العشواء في مملكة صاحبة الجلالة- الصحافة أو السلطة الخامسة. وفي هذا ما يجعل الفارق كبيرا بين الصحيفة الناجحة والهرج الصحفي الذي نراه في الضفة الأخرى.

وإذا كان لابد لي من كلمة نصح أتقدم بها للزملاء الكرام في صحيفة الراكوبة في ثوبها الجديد فإنني أتمنى لو ألقوا بثقلهم على نبض الشارع السوداني في الداخل في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها بلادنا. وأعني بنبض الشارع أن يعهدوا بتحرير أهم الأحداث اليومية التي تمس الجماهير في كبريات المدن السودانية- أن يعهدوا بها لمحررين يختارونهم بدقة وأن يفردوا لهذه الأحداث باباً ترد فيه الأخبار من المدن على مدار الساعة وبصدقية تامة ويا حبذا لو زود المراسل الخبر بالصورة والصوت احيانا (فيديو). وليكن الخبر في شكل كبسولة ..عمود قصير جدا ودون تحليل. أعرف أن اقتراحي هذا تقابله الإمكانات الشحيحة المتاحة لصحيفة – رغم نجاحها وشهرتها- إلا إن محرريها الملتزمين بتسيير دفة العمل قد لا يفوقون أصابع اليد الواحدة. علماً بأن “الراكوبة” كما أعرف لم تخرج من كونها عملا تطوعيا نذر له الوقت والجهد مواطنون قلة من أحرار بلادنا.

أكرر التهنئة لصحيفة “الراكوبة” الإليكترونية. ولعلها ومنابر إليكترونية قلة قد عوضونا ما نفتقده في بلد تحاول فيه العصبة الحاكمة بتهريجها وغثائها أن تضع تحت إبطها النتنة ما يريد أن يعرفه المواطن في بلادنا.

فضيلي جماع
لندن- في 26 أغسطس 2018

‫10 تعليقات

  1. الراكوبه ملاذ ناس البلد الاوفياء. ان شاء الله ديمه ملاذنا ووطنا يفلح ويكبر .الى الامام

  2. والله اقتراح محرري الشارع وتخصيص باب لنبض الشارع ..امس انا اقترحتو علي ادارة الراكوبه …توارد خواطر مع الشاعر الكبير…هههها …لكم الود جميعا

  3. مدينه . قريه . اي بقعه في الوطن الفسيح تحتاج للراكوبه ..
    التحيه للشاعر الاستاذ فضيلي على هذه الكلمات في حق الراكوبه و دورها
    التحيه لادارة الراكوبه على هذا الجهد المقدر

  4. ألسنة الخلق أقلام الحق
    التحية للراكوبة و للأستاذ ف.جماع و عبرهم للسودان و شعبه
    ترس قوة : اللعنة و الإدانة للمجرم الرقاص و نظامه الدكتاتورى الفاسد الفاشل

  5. سعدنا كثيرا بك وبوجودك ضمن كتاب الراكوبة، ونسأل الله التوفيق للجميع، ونحن محبي ومتابعي الشاعر الكبير فضيلي جماع منذ طيبة الذكر مجلة الدوحة التي كنا نستظل بظلها في سبعينيات القرن الماضي

  6. الراكوبة الان فعلا أصبحت محايدة بعد سنوات من الاتجاه الواحد وعدم الصدق في طرحها
    الراكوبة كانت لوقت قريب لا تنشر لاي شخص مقال أو تعليق لا يتماشي مع توجهها يعني لا ديمقراطية في الآراء التي تطرح
    وكانت تتبني فقط وجهة نظر أحادية وموقفها كان احادي
    الان تسير في الاتجاه الصحيح واعتقد الغالبية من القراء سيكونون سعداء بهذا الطرح الجديد
    والله الموفق

  7. ما قلت – كالعادة – إلا الصدق، ولا فض فوك يا أستاذنا فضيلي والشوق بحور
    النذير حجازي

    1. شكراً استاذنا فضيلي ومتعك الله بالصحة والعافية .. ومعك في هذا (ويا حبذا لو زود المراسل الخبر بالصورة والصوت احيانا (فيديو).

  8. الاستاذ / فضيلي جماع- لكم التحية وكل عام وانتم بخير — أثني علي ما تفضلتم به عن نبض الشارع وأسمح لي باضافة رددتها قديما قبل فصل الجنوب وهي أن تعمد الصحف السودانية علي اشراك بعض الكتاب من جنوب السودان وليكتبوا باللغة الانجليزية ليحصل حوار يستمر بين السودانيين في ضفتي البلدين فعسي ولعل– مع تقديري للقائمين علي الراكوبة والتحية للجميع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..