آفاق مستقبل السودان تزداد قتامة منذ الانفصال

عندما كانت أعمال النفط تزدهر في السنوات الأولى من هذا القرن، كانت عزلة السودان وتخلفها الاقتصادي قابلين للمعالجة. لكن منذ أن انفصل جنوب السودان في عام 2011، آخذاً معه معظم النفط والنقد، فإن الأمور ازدادت سوءًا. وعندما اندلعت الحرب الأهلية جنوب الحدود في ديسمبر الماضي، فإن الأوضاع تدهورت بصورة أكبر. والتوقعات بالنسبة إلى السودان والرئيس السوداني عمر البشير تزداد قتامة.

يقول وزير المالية السابق عبد يحيى المهدي: “الحكومة لم تخطط للطوارئ”. وهناك صعوبة في الحصول على النقد الأجنبي، والتضخم يرتفع بسرعة كبيرة بنسبة 43% في العام بحسب التقديرات الأخيرة. الحكومة السودانية شيدت مباني فخمة، وشقت طرقاً جديدة مع الفورة النفطية، لكنها استثمرت القليل في القطاعات الإنتاجية المولدة للوظائف.

ودفعت الصعوبات الاقتصادية عدداً كبيراً من السودانيين من الطبقة الوسطى للانضمام إلى احتجاجات الشارع ضد الإلغاء المفاجئ للدعم من قبل الحكومة.

وتنشأ معارضة منذ ذلك الحين في الدوائر الحاكمة أيضاً. وقد أعلن البشير في 27 يناير الماضي عن خطط للإصلاح، بما في ذلك إقامة ” حوار وطني” ودستور جديد. وهناك شخصيات عدة مقربة من الجيش تم الترويح لها في التعديل الوزاري. وقد عين البشير الفريق أول بكري حسن صالح نائباً أول له، ومن المعتقد أنه يمكن أن يخلفه.

ويقول البشير إنه لن يترشح في الانتخابات المتوقعة السنة المقبلة، لكنه سوف يحاول، أكثر من أي شيء آخر، ضمان رفض خلفه تسليمه إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.

وعلى المعارضة أن تقدم بديلاً يحظى بمصداقية. والسودانيون الشباب، مثل أولئك الذين أسسوا الحركة التي تدعى “قرفنا”، يرفضون الانضمام إلى الأحزاب القائمة. والانقسامات في المعارضة تستمر بين الراغبين في معارضة النظام سلمياً، وبين الميالين نحو الانتفاضة المسلحة.

البيان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..