دروس ثورة اليمن العظيمة للسودان وغيره

د. عبدالوهاب الأفندي
(1) رغم أن الثورة اليمنية كانت معجزة المعجزات في الثورات العربية، ورغم أنها أول ثورة تجد الاعتراف الدولي عبر منح جائزة نوبل مستحقة لرمزها توكل كرمان، إلا أنها ظلت أشبه بالأخ اليتيم للثورات العربية الأخرى. فالإعلام لا يلتفت إليها إلا بعد أن يطوف على الثورات الأخرى، ولا يعطيها إلا فرض الكفاية من التغطية، وهي بالقطع لا تحتل صدارة الاهتمام في الرأي العام أو المحافل الدولية. وقد كانت تلك الثورة كذلك أول ثورة عربية تتعرض لمحاولات احتواء إقليمي مدعومة دولياً.
(2)
كان اليمن آخر المرشحين لأي ثورة عربية، لأن نظامه كان أحد أذكى الأنظمة وأقدرها على التلون والتأقلم مع الأوضاع الداخلية والدولية. فخطاب النظام يتناغم مع المشاعر الشعبية في دعم القضايا العربية، وقد كان سباقاً في احتواء التيارات الشعبية، خاصة التيارات الإسلامية، إضافة إلى تحالفه مع التيارات القومية واليسارية في ربيع اليمن الأول الذي شهد الوحدة والانفتاح الديمقراطي العربي الأول عام 1990.
(3)
ويشبه ربيع اليمن ذاك إلى حد كبير ?ربيع السودان? الذي حل عام 2005 مع اتفاق السلام الشامل. ففي اليمن لعب الحزب الاشتراكي نفس الدور الذي لعبته الحركة الشعبية في إقناع الجنوب بالوحدة وضمان مجال الحركة والحريات لبقية القوى السياسية. وفي الحالين، قاد النظام رحلة النكوص عن الديمقراطية والوحدة، وتكور على نفسه شأن بقية أنظمة ?الثقب الأسود? العربية الأخرى. ولكن كلا النظامين ترك ما يكفي من المساحة للحريات لتجنب الانفجار، واجتهد في تقسيم المعارضة. ورغم أن النظام اليمني بدا كما لو كان بلغ نهاية المطاف في عام 2003 حين قررت المعارضة التوحد في تكتل أحزاب اللقاء المشترك، إلا أن مناوراته ووعوده جعلته أبعد المرشحين عن الثورة.
(4)
بنفس القدر، كان اليمن عند الكثيرين أضعف المرشحين لنجاح ثورته بعد قيامها، لأن الانطباع كان أن البلد مرشح للتصدع والحرب الأهلية بسبب الانقسامات القبلية وانتشار السلاح، مع وجود حركة انفصالية في الجنوب، وحركات مسلحة مثل القاعدة والحوثيين، منخرطة في صراع مع الدولة وطوائف أخرى في المجتمع.
(5)
إلا أن اليمن مع ذلك أدهش الجميع بمعجزته الأولى، حين ظلت ثورته سلمية رغم استفزازات النظام ضد من اختاروا أن يكونوا عزلا رغم أن السلاح في اليمن متوفر أكثر من الخبز. حافظ اليمن الثائر كذلك على وحدته رغم نبوءات المتوجسين، ولم تخف قبيلة علي عبدالله صالح لنجدته كما توهم، بل قادت الثورة ضده. ولم يتحول الجيش إلى أداة قمع في يد النظام رغم تولية أقارب صالح قيادة معظم وحداته، بل انقسم على نفسه، مما حيده عملياً في الصراع.
(6)
المعجزة الثانية كانت نجاح الحوار الوطني الذي أهدي إلى الثورات العربية بإعلان نتائجه في ذلك التاريخ السحري، الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير، للتذكير بعظمة ثورة مصر التي ارتدت على عقبيها، ورضخت لدكتاتور جديد بعد كل تلك التضحيات. وقد تصادف هذا الانتصار العظيم مع ذلك الانتصار المستحق لأولى الثورات العربية وأكثرها إلهاماً، الثورة التونسية المجيدة (بحسب تسمية عزمي بشارة)، التي حققت الوفاق وأقرت دستورها في نفس تلك الأيام. ولكن الانتصار اليمني كان المعجزة الأكبر لأن القليلين توقعوه مع ما يشهده اليمن من انقسامات وعنف.
(7)
لا بد من التوقف بكثير من الاهتمام والإجلال- أمام هذه المعجزة اليمنية الجديدة، ليس فقط لأنها تمنحنا، مع المعجزة التونسية، الأمل والعزاء في هذه الأيام المظلمة التي تشهد انتكاسات سوريا ومصر ومأساة ليبيا، بل لأنها تقدم الدروس والعبر في كيفية انتزاع النجاح من بين فكي الفشل. فهذا النجاح إنجاز عظيم لكل شعوب المنطقة، يستحق كل من ساهم في تحقيقه كل تقدير وشكر.
(8)
أكثر دولة تحتاج إلى استقاء العبرة من المعجزة اليمنية هي السودان، بسبب تشابه أوضاع البلدين سياسياً واجتماعياً وتاريخياً ومن ناحية الطوبوغرافيا والجيوغرافيا السياسية. فكلاهما يتميز بسطوة القبلية ونفوذ القوى التقليدية والاستقطاب بين أقاليمه، وبين شماله وجنوبه. وإذا نجح الوفاق الوطني في اليمن، فهو أحرى بالنجاح في السودان.
(9)
لنتذكر أن البداية في اليمن كانت بالتوافق على حكومة انتقالية تراضى عليها الجميع، وإن كان ذلك تم بضغوط (وحوافز) إقليمية ودولية، ساعد على نجاحها احتياج الرئيس لرحلة علاج إلى الخارج فتحت المجال لنائبه لتولي السلطة وقيادة الحوار. ولكن هذا ليس الشرط الوحيد، بل لا بد كذلك من جدية من كل الأطراف في الحوار والرغبة في التوصل إلى حلول غير إقصائية. فلنستلهم المعجزة اليمنية لخلق معجزة سودانية مماثلة تخرج البلد من أزمته وتساعده على انطلاق طال انتظاره.
القدس العربي
اخي الدكتور الأفندي انت تعلم ان الاعلام العربي ظل يتجاهل اليمن ويضعه في هامش الفكر العربي وانت مشكور علي هذه الالتفاتة ، عندما قرأت عنوان مقالك كنت اتوقع ان يكون تناولك اعمق وانت محلل بارع ولكن كتبت هذا التحليل وكأنك كنت علي عجل والامر الاخر انك لم تنصف الرئيس صالح بانه كان حكيما وكان حريصا علي وطنة وشعبة عندما استجاب وجلس في الرياض وتم التوقيع علي المبادرة الخليجية اليس هنالك فرق بين صالح وبقية الرؤساء الذين اطاحت بهم شعوبهم اخي الدكتور لماذا لم تنصف صالح ولماذا لم تتحدث عن حكمتة وحنكتة والمخرج الحكيم الذي تم وكان يمكن ان يركب راسه ويفعل ما لم يفعلة بشار رغم ان شعبيتة والسلاح الذي في يده ولكن تجلت حكمة صالح لانة يعرف ان المنطقة كلها سوف تشتعل وليس اليمن فقط ادعوك اخي الدكتور الافندي ان تكتب مرة اخري عن ثورة اليمن وانت قادر علي ذلك مع تقديري واعجابي لك
ما المقصود بكلمة الربيع؟ هل التغير في طريقة الحكم؟
ماذا تعني بربيع السودان2005؟
لا اعتقد ان الثورة اليمنية أنها كانت ثورة سلمية ان محاولة اغتيال الرئيس وما أصاب الرئيس من هلع بعدها هي التي جعلته يفكر في الرحيل. و نجاح ثورة تونس بسبب الموقف الحيادي للجيش و عنصر المباغته للثوار وانخفاض نسبة الأمية. وأما ثورة مصر إنما كانت استراحة محارب وتغيير أشخاص في الدولة العميقة والحرس القديم. ونحن في السودان سننتظر ثورة الجياع لا أمل في الصادق والميرغني والترابي و عرمان ومناوي وغيره لأنهم لا مواقف لهم ما على الحكومة الا ان تكشكش لهؤلاء عشان تنكنكش. السلمية وحدها لا تسقط الحكومات وحمل السلاح قبل الاعداد مصيره الاستسلام والانصياع والدخول في بيت الطاعة بالهراوة كما يفعل عرمان الآن و أبو قردة وغيره من قبل. ( وأعدوا ما استطعتم لهم من قوة ). لا تصالح ولا اتفاق. هل يمكن إرجاع الأموال المنهوبة و دماء الشهداء والجرحى وما ضاع من أعمارنا ونحن نحمل الهموم. لا اعتقد ان الجنة يمكن ان تجمعنا بهؤلاء ما بالك في ان يجمعنا بهم السودان. السودان لا يحتملنا معا نحن ام هم وعلي وعلى إعداءي
موقع اليمن الجغرافي والاستراتيجي على مضيق باب المندب يجعل الدول الكبرى التعامل بحذر مع القضية اليمنية اضافة الى دول الجوار اليمني ولا ننسى ايران التي تبحث بشتى الوسائل ان تجعل لها موطئ قدم رغم بعدها من منطقة الصراع فاليمن يدار الصراع خلف الكواليس الكل يدخل اصابعه وانفه في محاولة لتثبيت اقدامه في تلك البقعة الهامة اما السودان متروك للاتحاد الافريقي ولرياح الصحراء الكبرى
(الحكمة يمانية) هذه المقولة المشهورة عرفت أهل اليمن من قديم الزمان انهم مشهورين بالحكمة وحسن تدبير الامور ويجب علينا ان نستفيد من تجربة أهل اليمن في تحقيق التغيير المظلوب في بلادنا لاننا أيضا في طباعنا لدينا النظرة الحكيمة في معالجة الامور وأنظروا كيف يدير السودانيين خلافتهم الاسرية والقبلية الا نتأسي بمثل هذه المعالجات لنعالج احوالنا ومشاكلنا والسوداني كما اليماني اذا صالحته يمكن ان يسامحك ويعفو ليك لكن واياك ان تستفذه سيكون مخلب اسد , والحكمة ضألة المؤمن ان وجدها اخذ بها لكم التحية اهل اليمن السعيد اصحاب اويس القرني الذي وصي نبينا محمد صلي الله عليه وسلم اصحابه اذا التقيتموه ان تسألوه ان يدعو لكم انه رجل من اهل الجنة .
المعلومة الغائبة عن غالبية أهل السودان , وأكد أن أجزام بذلك , بأن اليمن بلد متخلف وفقير وإننا من علمناهم ووووو….. الخ , وهم لا يعلمون بأن اليمن متوفقة علينا في البنية التحتية من مدارس بأكثر من 3 طوابق وجامعات ومستشفيات وملاعب كرة قدم وصالات رياضية وصناعات وشوراع نظيفة ومضيئة ليلا وصرف صحي متوفر في غالبية المدن اليمنية وحين تنتقل من العاصة الى أي مدينةأخرى يتبين لك أنه لا يوجد فارق يذكر بين العاصمة وكل المدن الاخرى ولا توجد هجرة للعاصمة ? عكسنا تماما ( لا مدراس ولا مستفيات ولا ملاعب ولا ولا ولا فقط أدبخانات وبيوت جالوص وشوارع مكسرة ومظلمة , فيا من تسخزون من اليمن أنظروا لواقع بلدكم السودان , أصحوا من نومكم يا سودانيين وأنظروا لواقعكم المرير فمدارس اليمن أفضل من جامعاتكم , فاليمن تقدمت عن السودان بأكثر من 100 عاما …
عزيزي الكاتب , هذه التفاتة محمودة ان تكتب عن اليمن .و ما يلفت الانتباه في الثورة اليمنية انها منظمة بشكل جيد و مازال جمهورها مصرا حتى الان على المضي قدما لتحقيق أهدافهم بالرغم من طول الفترة و المصاعب الجمة.
صحيح أن القبلية موجودة في اليمن كما هي في السودان و لكن هناك فرق كبير , فالقبلية في اليمن تنحصر فقط في الشعور بالانتماء الى قبيلة ما و تذكر تاريخها و امجادها أما في السودان فبالرغم من أن العاصمة تستحوذ على نصيب الاسد في اشعلا الثورات الا ان مشكلتنا هي النظرة الدونية من بعض القبائل تجاه بعض القبائل الاخرى و هو ما يعبر عنه أحيانا بالجهوية.
أعتقد أن من أكبر معوقات الثورة في السودان عدم الشعور بالوحدة الوطنية, حيث أنه من المؤكد أن بعض المواطنين المسحوقين فقرا و معاناة و الذين يتبوأ بعض أفراد قبائلهم مناصب عليا في النظام يودون الثورة و الاحتجاج و لكن يمنعهم خوفهم من أن يكون القادمون الجدد لشغل هذه المناصب منتمين الى فئة ( قبائل أخرى ) أي ليسوا من نفس الجهة فيؤدي هذا الى تقاعسهم و لا مبالاتهم و بهذا يكون من الصعب حشد أعداد مؤثرة و لفترات معقولة
طبعا حدثت ثورات سابقة في السودان و لكن لم تكن الاوضاع كما هي عليه الان حيث كان المجتمع العاصمي و النخبة اقل جهوية من الوضع الحالي
الاخ الافندي مشكور لانه تذكر اليمن المظلوم دائما في الاعلام العربي والغربي كالسودان تماما
محاولة الاحديث عن حكمة عبد الله صالح فيها تزيد على الواقع والتاريخ طال عمر الأزمة بسبب حرص الرئيس على الضمانات له ولاسرته وولم يتخل إلا مكرها وبعد ان تبين له تماما ان لا وسيلة لاستمراره وكانت محاولة الاغتيال عامل دفع له للتفكير بعد حالة لهلع التي اصابته ومكن ذلك السعودية من ان تمارس عليه الكثير من الضغط والسؤال الطبيعي هو لماذا حرص على الصمانات من المحاسبة له ولاسرته إن لم يكن قد فعل ما يستدعي المحاسبة
لا اعتقد ان مقولة الحكمة يمانية تصلح لهذا الزمان او لم يمت في خلال اربعة أيام أكثر من ثلاثين الفا من اليمين في صراع اهل الجنوب مع بعضهم وهذا العدد يفوق عدد من قتلوا في الحرب الاهلية في لبنان في 14 عام إن كانت الحكمة يمانية فما ذا تقول عن أهل لبنان مثلا الذين تعايشوا واوجدوا صيغة للتعايش على الرغم من تعقد وضعهم اكثر من اليمن وغيره.
على كل نأمل ان تنفذ مخرجات الحوار وان يجنب الله اليمن الدهول في صراع مسلح لان الصراع في تلك البلاد يعني موت الاآلاف بسرعة فائقة
أنت داير توصل لشنو في الاخير ؟؟؟؟
الفوضي اليمينية ليس فيها ما يلهم، بل هي ملهاة لم تنته بإقصاء الرئيس على عبد الله صالح بل استمرت حتى اليوم في أمن وغذاء ودواء مفقود. أين الإلهام إذاً؟ في كل ما سجلت لم يكن هناك ما يستحق التوقف عنده إلا عدم إنزلاق الأخوة في اليمن في حرب أهلية رغم انتشار السلاح الذي أكثر انتشاراً من القات، ولكن تظل احتمالات الحرب الأهلية قائمة ولو بعد حين خصوصاً على خلفية تملل حراك الجنوب، والثورة الحوثية المستعرة، وضربات الدرون لأوكار القاعدة. كما أن اقتحام مسلحين لسجن بصنعاء وتبادل إطلاق النار مع الحراس ووفاة 13 شخصاً من الجانبين ليست ببعيدة عنا. إذا كانت الثورات تتم بالاستلهام فتاريخنا الثوري حافل ويانع بالثورات التي يمكن أن نستلهمها، إما أن نستورد القات من اليمن فهذا لعمري تحليل خاطئ.
والرغبة في التوصل إلى حلول غير إقصائية.
اولا نحن نختلف عن اليمن ف اليمن برميل بارود الكل متسلح بل يباع السلاح في الدكاكين والاكشاك واكثر من القات نحن كنا نعرف العكاز والسكين ام ضراع والسفروك برغم ان اليمانية عنيفين مثلنا يدرون ماذا يحصل اذا اشتعلت هم قدموا مصلحة اليمن قبل القبيلة والحزب هنا ببلدك تقديم المصلحة الشخصية قبل القبيلة والحزب والاسرة ثم الوطن نحن غير كل شعوب الدنيا القريبة والبعيدة تتغير وترنو للمستقبل من الصحة التعليم يعيشون كبشر دول العالم تتنافس الا نحن راجعين للوراء كل واحد بفتش اوكسجين لروحة فلا تقارنا واخيرا انا مع الحلول الافصائية والمحاسبة والنتيجة واضحة في شعب كل حكومات سبهللية واتكالية ( راجين الله ) يقلب لهم الانقاذ ويمدهم بوجبات واموال من السماء
ما أشبه البشير بعلى عبدالله صالح ..أنظر وجه التشابه بين الديكتاتوريين
نشرت العين أون لاين مقالاً لناصر يحى فى فبراير 2013 و (بإختصار)
يمكن تحديد عشرة أخطاء فادحة ارتكبها صالح، ومهدت لانفجار الثورة الشعبية ضده، رغم أنها لم تكن سرا محجوبا عنه وعن حزبه، وكثيرا ما أشار إليها المعارضون، والمنظمات والتقارير الدولية المهتمة باليمن.. وهذا استعراض مركز لها:
أولا: تضييع فرصة بناء نطام سياسي سليم يتدارك به أخطاء الماضي، إذ كانت الأنظمة السابقة ترزح تحت هيمنة الزعيم الفرد/أو الحزب الواحد الحاكم باسم الشعب المغلوب على أمره، واتجه في المقابل إلى بناء سلطة عائلية سلم لها أبرز أجهزة الدولة العسكرية والأمنية والمدنية.. وصار النظام أقرب لنظام ملكي رغما عن شعارات الجمهورية الموجودة في كل مكان!
!
ثانيا: استمرأ صالح تكريس ممارسة ديمقراطية مزورة أفرغت الفكرة من معانيها، وجعلتها مجرد أكذوبة تتكرر كل عدة سنوات، ولا تنتج إلا السلطة نفسها.. وبذلك أجهضت كل الآمال في إصلاح النظام الانتخابي، وإمكانية إجراء انتخابات نزيهة، وإمكانية حدوث تداول للسلطة.. ووجدت المعارضة نفسها أمام طريق مسدود، وممارسة سياسية عدمية تنذر بالقضاء عليها بالموت البطيء إن لم تعمل على إحداث إصلاح حقيقي في الممارسة السياسية والانتخابية،.
ثالثا: أخطأ صالح في تقييم فعالية اللقاء المشترك المعارض الرئيسي لحكمه، وقدرته على الاستمرار في نشاطه المعارض ضده، وفي تكوين تحالف اجتماعي مع رموز وقوى قبلية مهمة همشت في سبيل تمهيد الطريق أمام مشروع التوريث. وفضل صالح التعامل مع جبهة المعارضة على طريقته المعهودة في محاولة دق إسفين الشقاق بين أحزابها وحلفائها، خاصة ما بين الإسلاميين والاشتراكيين، والنفخ في تاريخ خلافاتهم القديمة
رابعا: أهمل نظام صالح البعد الاجتماعي في سياساته الاقتصادية، وشهدت اليمن تدهورا حادا في مستوى الخدمات الصحية والتعليمية، وسوء خدمات الكهرباء والمياه، وازدادت نسبة البطالة، وانخفض مستوى المعيشة، وضاقت سبل العيش أمام ملايين المواطنين حتى صارت مغامرات تهريب الشباب والعمال عبر الحدود مع السعودية تجارة نشطة، رغم ما يرافقها من مخاطر الموت في الصحارى، والسجن!
في المقابل، كانت الطبقة الطفيلية التي تكونت حول صالح تزداد ثراء وتبجحا في ممارسات الفساد، وأسرفت في الاستئثار بالثروة العامة، والحصول على الامتيازات السياسية والاقتصادية والوظيفية لها ولأبنائها، وحرمان عامة الشعب إلا من الفتات، فازداد الشعور بالسخط والحرمان والضيق واليأس من إمكانية حدوث إصلاح في ظل هذا النظام.
وكل ذلك حدث في ظل تحول الفساد والفوضى إلى سلوك شائع مؤسسي مدعوم من رأس النظام وبإدارته لتفاصيله، وحماية رموزه.
خامسا: بناء نظام أمني متوغل في الحياة العامة وأجهزة الدولة، والاعتماد عليه في تسيير كل شيء حتى في المسائل ذات البعد الشعبي والخيري والعلمي.. وصار لتلك الأجهزة المتعددة الأسماء والمهام اليد الطولى في كل شيء، واستخدمها صالح في مواجهة مشاكل اجتماعية وسياسية مما زاد من تعقيد المشاكل! وهو وضع يتصادم مع شعارات احترام الديمقراطية، والحريات العامة، وحقوق الإنسان، ومقتضيات ما يردده النظام عن سيادة القانون، ومدنية الدولة. وقد تورطت تلك الأجهزة الأمنية في قضايا كثيرة صبغت النظام بالصفة البوليسية، خاصة أثناء أحداث الثورة الشعبية ومن قبلها أحداث صعدة والجنوب.
سادسا: استمرأ صالح استخدام الورقة الطائفية، ودعم جماعات مذهبية (سنية وشيعية) وعلماء دين من شتى المذاهب لاستخدام الجميع ضد خصومه السياسيين، سواء في تفتيت صفوفهم أو عند الحاجة لفتاواهم التي كان بعضها يتعارض من المنطق الديمقراطي الذي تقوم عليه الدولة، مثل تحريم الحزبية وتكفير الديمقراطية، وعدم جواز منافسة ولي الأمر ومعارضته! وقد أنتجت هذه السياسة حرائق في أماكن عديدة، وتمردت بعضها ضد صالح نفسه فأضعفت بنيان سلطته.
سابعا: الخطأ في التعامل مع أخطر أزمتين واجههما النظام، وهما: مشكلة صعدة، والاحتجاجات الحقوقية في الجنوب؛ خاصة بعد أن تسببت سياساته القاصرة في توفير كل الأسباب لزيادة نقمة المواطنين في الجنوب سواء في ممارسات الفساد، والفشل الإداري، والتدهور المعيشي المذل الذي واجهه عشرات الآلاف من العسكريين والأمنيين السابقين.
وفي الحالتين أدى التعامل الانتهازي وقصر النظر إلى تجذر الأزمتين وتحولهما إلى أزمة وجودية تهدد وحدة اليمن السياسي، بعد أن صار الحوثيون يسيطرون على مساحات شاسعة في شمال غرب اليمن ويديرونها كسلطة دولة، وبعد أن تحولت المطالب الحقوقية في الجنوب إلى دعوة انفصالية شرسة تهدد بتفتت الجنوب واليمن إلى دويلات!
ثامنا: الاطمئنان التام لتركيبة تحالفاته المحلية دون الاستفادة من الدروس التي تؤكد أن مثل هذه التحالفات التي لا تقوم على المبدئية، وتحكمها قاعدة الربح والخسارة سرعان ما تنهار عند مواجهة الشدائد، وتنقلب ضد صاحبها.. وكذلك الاعتماد على القوة العسكرية للقطاعات التي أنشئت خصيصا لضمان البقاء في السلطة وتوريثها، وعدم الاستفادة من دروس التجربة العراقية في المجال العسكري عندما انهارت القوات الضاربة المميزة سريعا أمام الغزو الأجنبي؛ رغم كل المميزات التي منحت لها، وتفضيلها على غيرها.
“راهن صالح على أن علاقاته وتحالفاته الإقليمية والدولية سوف تجنبه مصير حاكمي تونس ومصر, لوم يكن يتوقع أبدا أن تتضمن المبادرة الخليجية ما يوجب تنحيه عن السلطة”
تاسعا: التمادي في رفض الاستجابة لمطالب الإصلاح السياسي الشامل بعد سقوط نظام ابن علي في تونس، وبدء ظهور مؤشرات سقط مبارك في مصر، والمعاندة في قراءة ما يجري في بلدان الربيع العربي قراءة صحيحة، ولجوء رأس الدولة إلى إطلاق مبادرات ترقيعية لم تعد صالحة ولا كافية ولا مقنعة للشارع اليمني الثائر في كل مكان.
عاشرا: راهن صالح على أن علاقاته وتحالفاته الإقليمية والدولية سوف تجنبه مصير حاكمي تونس ومصر، ولا سيما حاجة الولايات المتحدة والسعودية لجهوده في مواجهة تنظيم القاعدة الناشط في اليمن والجزيرة العربية، وربما هذا يفسر أن صالح هو الذي بادر إلى طلب تدخل الملك عبد الله بن عبد العزيز للوساطة بينه وبين قوى المعارضة اليمنية.
ولا شك أنه لم يكن يتوقع أبدا أن تتضمن المبادرة الخليجية ما يوجب تنحيه عن السلطة، وهو أمر لا يمكن أن يحدث دون توافق سعودي أمريكي باعتبار الرياض وواشنطن أبرز عاصمتين معنيتين بالشأن اليمني، ومن الواضح أنهما كانتا قد وصلتا إلى قناعة بضرورة خروج صالح من المشهد السياسي حفاظا على مصالحهما، ومن أجل تحنيب اليمن مزيدا من الفوضى والقلاقل التي قد تؤدي إلى انهياره وتحوله إلى صومال جديد.
عاوز تصل لشنو استاذ الافندي لايوجد اي تشابه بين السودانيين واليمنيين فاختلاف الطروف الموضوعيه والزاتيه مختلف الا اذا كنت تريد ان تمرر شئ في نفسك او نفس يعقوب, ثانيا مصر مالها وتونس استعدلت بعد تنازلات الغنوشئ والا كان حيحصل اخوه في الله مرسي مصر الان في احسن احوالها وستكون في احسن احوالها بعد ان تدك اوكار الارهاب الاخوانيه , ليبيا فتستمر فيها الفوضه طالما المؤبتمر الوطني الليبي يحتكره الاخوان المسلمين والجهاديين بعد استقالت معظم الديموقراطيين والثوريين وعما قريب ستنجلي الامور في صالح الديمقراطيين في ليبيا وقد بداب ارهاصاتها الان في المظاهرات التي تعم ليبيا ورسالة قائد اركان الجيش الاخيره اول امس للشعب الليبي وخارطة الطريق التي قدمها للشعب الليبي
عذرا عزيزى الدكتور الافندى الفارق كبير جدا بين المشكله السياسيه فى اليمن والسودان..مشكلتنا الاساسيه فى السودان صراع الهويه التى تتجسد حتى فى النزعه التى كتبت بها مقالك وهى اعتبار السودان دوله عربيه هذه العقده التى تلازمكم ايها المثقفون الشماليون هى التى تحول بناء الدوله السودانيه الموحده الديمقراطيه ..انتم موهومون وعاجزون عن التسامح مع انفسكم ومع ذلك تكثرو التمنى والتنظير كلما رايتم النجاح فى من حولكم…علما ان قضايا الشعوب لا تنتصر بالامنيات والتنظير..
حلول غير اقصائيه !!
هذا خلاصة مايرمي اليه الافندي
يريد منا ان نعفو ونصفح عن الكيزان الذين دمروا بلادنا واقتصادنا ومجتمعنا وقسموا بلادنا بانقلابهم المشؤم وكان شئ لم يحدث دون محاسبه وكأنهم لم يفعلوا ببلادنا وشعبنا شئ
ليعودوا للحكم وكأن شئ لم يحدث طوال 25 عاما
تعال اهبش القنبور ده يا افندي
الدوله تحتاج لاعادة ترتيب وحظر الاحزاب الدينيه وحوار حول الهويه ماذا نحن هل نحن عرب ام افارقه ام سودانيون
واي طريق نختار لتداول الحكم هل عسكري ام ديمقراطي وماموقع الدين من الدوله هل دوله دوله دينيه ام علمانيه ام مدنيه
هذه امور ان لم نصل حولها لتوافق فلن يكون هناك استقرار
والاهم هو اقرار مبدأ المحاسبه حتي لانكرر مسلسل الفشل وحتي لايطمعفي حكمنا المهوسون وتجار الدين والعسكر المغفلون مرة اخري