شقيقة وردي: كانت آخر كلماته (تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً..)..! وكان لا يحب الجهر بأعمال الخير

حوار: عثمان شبونة
* عقب وفاة وردي في (18 فبراير 2012م) توجهت لبيته القديم حيث تسكن شقيقته فتحية.. تحدثت لي عن كثير من صفات (العظمة) والقوة والضعف في مسيرة مطربنا الكبير.. كان في صحبتي صديق الأسرة (أشرف عبد الغني) الذي اشتهر بـ(أشرف وردي) وهو شاب بسيط يسكن الحاج يوسف توطدت علاقته بوردي لدرجة أن بعضهم يعتقد أنه ابن الفنان أو أحد أقربائه.. كنا في الأمسيات نذهب سوياً إليه.. كان وردي لجمال العلاقة بيننا يستضيفنا في غرفته الخاصة.. ويندر أن تجد فناناً في كرمه واريحيته وابتسامته التي تأسرك بفيوضها..! وهذه قيم فيه تعجب “فتحية”.. أذكر آخر مشوار مع أشرف لمنزل وردي حين طلب مني الاخير كتاباً للأستاذ فكري أبو القاسم بعنوان: “محمد وردي.. الرحيق والأشواك”.. وجدناه يجلس مشبعاً بفرح نادر زاد كيفنا مع الشاي.. كان محتفياً بالكتاب.. وهو يحب القراءة؛ إنها هواية قديمة تسيطر عليه “كما تقول فتحية”.

منزل وردي القديم بـ(الكلاكلة) لا يوحي للزائر بشيء من خارجه سوى تقادم السنوات؛ فإذا دخلته حاصرتك روائح الأمجاد.. وربما طفرت من عينيك غمامة..!
الحيطان ذاتها بامتداداتها الواسعة، وقد شهدت تعاقب الليالي والألحان والذكريات بحلوها ومرها..!
ويحك أيتها المواسم.. ها هنا كان وعاش، غازلته عصافير الأمنيات والأشجان.. ومن هنا مضى الفنان العظيم محمد وردي في رحلة الخلود.. وكانت “فتحية” شاهدة على زمانه… رحل وردي وترك لها صوراً شتى وأطياف حزن وأشياء عزيزة هي من “روحه”.. فمعاً نطالع بعض مقتطفات من حوار طويل.
ــ سلامات فتحية.. في الجزء الأول من الحوار توقفنا في محطة زواجك سنة 1967م؟
* نعم.. كان زواجي “ظاهرة كبرى” في منطقة صواردة، حيث اصطفت الشوارع بـ”الرتائن” وتعبأت “البراميل والأزيار والقِرَبْ” بالماء.. وجاء الفنان علي اللحو وأبو عركي البخيت “غنوا لي”.
ــ هل شهدت فتحية مع وردي ميلاد أغنيات معينة؟

* في هذا المنزل أو في غيره “كان يقوم الصباح بدري يمسك عوده ويدندن”.. وأي لحن جديد بيسمعني ليه…. أغنيات كثيرة شهدتُ ميلادها، وكلما سمعتها تخيّلت أنها جديدة، مثل “المستحيل – خاف من الله – ويا أعزّ الناس”.
ــ وآخر لحن…؟
* شهدت معه ميلاد أغنية “فراشة تدور” في أمريكا، وهي للشاعر محمد المكي إبراهيم.. وبهذه المناسبة وللتاريخ، فإن مطلع الأغنية كتبه وردي وأكمل الشاعر البقية.
ــ فتحية والسياسة…؟
الحكومة يوم عليك، ويوم على غيرك.. لا أحب متابعة أخبار السياسة والوزراء.. وإن كنت أقدر أن للسياسي دوراً مهماً في “تصليح” البلد أو خرابها… وعموماً نحن دايرين الوطن يبقى كويس.
ــ عندك حساسية مع أي سياسي..؟
* ضحكت “فتحية” وأصلحت ثوبها قبل أن تقول: أنا ما بكره رئيس معيّن من الذين مروا على السودان ورأيتهم.. حتى نميري ما عندي ليه كراهية، رغم أنه سجن زوجي “حسن عبد الماجد”.
ــ زوجك “كان شنو”؟!
* كان شيوعي.. سجنه النميري 5 سنوات.. وكمان سجن محمد أخوي سنتين.
ــ المرحوم وردي حصل اتكلم معاك في سياسي معيّن؟
* وردي عمره ما بخاصم زول ولا يسعى للخصام.. فقط آراؤه الواضحة والحادة أحياناً تغضب عليه البعض.. لكن الحاجة الأنا متأكدة منها أن وردي كان يفرّق بين السياسة وبين العلاقات الخاصة.
ــ حمد الريح قال لي مرة: وردي أكرم فنان.. وحكى لي مواقف.. فماذا تحكي أنتِ؟

* هو كان لا يحب الجهر بأعمال الخير.. كريم جداً “لكنه كتوم”… حدثوني أنه كان يوزع “حتى هدومه”.. كل أهلنا وغير أهلنا بيشكروه على أياديه.. لم يكن بخيلاً قط.
ــ ما هي أهم صفاته.. والأشياء التي تضايقه؟
* ما بزعل بسهولة.. بيسمع أكتر مما يتكلم.. ويقول رأيه في الكلام بدون لف ودوران.. أما الشيء الواحد الذي يضايقه فهو حينما يغني يتضايق من الشخص الذي يدخل عليه لـ”يَبَشِّر” ولكنه لا يظهر ذلك… كان يقول لي: “عبد الحليم وأم كلثوم بيمنحوا الناس فرصة للتصفيق وبس.. بوقفوا الغنا للجمهور عشان يعبِّر عن بهجتو.. ونحن دا ما عندنا.. ليه..!”.. كذلك من صفاته على المستوى الخاص “كان برسل لي القروش حتى وهو مريض” وفي آخر مرة حلفته بالله أن لا يرسل شيئاً ولكنه لم يستجب.. ورسل لي… الله يرحمه “كان بدِس الألم” ولا نسمع منه غير عبارة: “أنا كويس.. أنا كويس”.
ــ هدية…؟
* آخر هدية خصني بها، مصحف مذهَّب وجميل.. بعد ذلك علقته له “في مفاتيح العربية”.
ــ آخر كلماته معك..؟
* وهو راقد في المستشفى طلبني.. قال لي: داير أتكلم معاك.. قلت ليه: الدكاترة مانعنك تتكلم… وليتني لم أقل له ذلك.. كان على الأقل عرفت ماذا يريد.
وبالمناسبة.. قبل ما يرحل بساعات تناول ورقةً وقلماً وكتب بيت المتنبي: “تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً…”.. ثم.. مات وهو واعٍ و”شكلو ما تغيّر”.
ــ …………؟
* بعد موته فرحت مرة واحدة لما سمعت أن بعضهم رأى نوراً في قبره.. وطبعاً النور لا يراه أي شخص أثناء الدفن.. المهم أن الذي رأى النور أخبر به بعض أفراد الأسرة.
ــ شخصيات كان يحبها وردي؟
* كل فرقته الموسيقية يحبها.. وبالأخص عبد الله عربي ومحمدية والمرحوم عصفور.
ــ كيف كان وقع رحيله عليكِ.. باختصار؟
* شعرت أن الحياة باطلة بعده.. تمنيت الموت قبله.. تذكرت كلامه العفوي: “مافي امرأة بتلد زيي”.. تذكرت كل شريط سنواتي معه من صواردة للخرطوم.
هواياتكِ الخاصة…؟
* أحب أشعار نزار قباني… كنت أكتب الشعر “بالرطانة” وكتبته أيضاً بالعربية.. وأول ما كتبت “زمان جداً” هذه الخاطرة عن أمي:
ذكرى حبيبة طافت بخاطري
مع نسمة هزت كل مشاعري
ورقص قلمي على دفتري
وتراءى لي طيفها كالنور،
كالبدر، كملاك طاهرِ… الخ
أمنية أخيرة؟
لو التماثيل “ما حرام” أتمنى يعملوا تمثالاً لمحمد وردي.. أو أي شيء يليق بمكانته كمبدع كبير لن يتكرر.. أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأشكر كل من صلى عليه أو دعا له بالرحمة.
لقد دخلت هدا المنزل بالكلاكلة اخى شبونة وفى معيتى الاخ السر كرم اللة صديق الستاد وردى وكان دلك بعد اطلاق سراحة الاخير ايام مايو وايقاف اغنياتة من الاداعة والتلفزيون السودانى وكان مغرما بالاحباش اديس و ارتريا حيث تداع اغنياتة هو ومحمد الامين ودخلنا غرفتة الخاصة وحكى لنا الامة وشجونة وقامت الست الفاضلة زوجتة الاولى بضيافتنا وحسن استقبالنا اللهم ارحم مبدغنا الفنان الانسان محمد عثمان وردى واسكنة فسيح جناتك
الله يرحمه ويحسن اليه .. مشكور اخ عثمان شبونة .. والتحية للاستاذة فتحية مع امنياتنا لها بدوام العافية ..
الله يرحمك ويغفر ليك ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة يا وردى … برحيلك خلت الساحة لكل من هب ودب ليغنى …كنت تحترم الفن الراقى وتقول رأيك مباشرة وبصراحة بدون دغمسة من أجل الارتقاء بالفن السودانى … فعلا تستاهل تتكرم باطلاق اسمك على أيى معلم بارز فى بلادى لأنك هرم من اهرامات بلادى … انا لله وانا اليه راجعون …
الله يرحمو ويغفر ليه
وردي كان امة تمشي على رجلين
رحل وخلانا لي ناس زعيط ومعيط
الله يرحمة ويغفر له ويكرمة بالدارين دخلت البلاد في بيت الحبس بعد رحيلة وتأتم الفن عامة اختفي الباشق واحتلتة الوطاويط والغربان ي الله احفظ لنا وداللمين وكابلي وابوعركي والطيب عبدالله هما اخر من تبقي لنا برحيلهم فقدنا كل شئ يجب قفل الاذاعة والتلفزيون
They name khartoum airport after him Wardi International Airport –
يا أخت فتحية, الحكومة المجرمة دي ما حتكرم العملاق وردي ولا حتدينا كشعب محب لوردي ومدرك لقيمته ما بتدينا فرصة نكرمه بالشكل اللائق ونتكلم عنه وعن وطنيته بشفافية كاملة, وغدآ أختي, يصبح الصبح, فلا السجن ولا السجان باقي !!
رحم الله الاستاذ وردى، فقد كان فى البلد الخطأ وغنى للناس الغلط!
وردى لو كان فى اى بلد تانية كان اصبح أسطورة تسد شهرتها الافاق.
شعب بائس وبلد تعيسة!
الكبير كبير يا جماعه والله أكبر ليرحمك الله ويسكنك فسيح جناته
رحمه الله بقدر ما قدمه لوطنه واهله واحبته ومحبيه وفعلا زواج الحاجة فتحية ما زال الناس يتحدثون به في السكوت حيث كان حديث الناس لسنوات طويلة وحتى الان من شهده يحكي عن تلك الحفلات الرائعه التي كانت حدثا غير عاديا في ذلك الزمان رحمك الله يا وردي الوطن
وبالمناسبة.. قبل ما يرحل بساعات تناول ورقةً وقلماً وكتب بيت المتنبي: “تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً…”.. ثم.. مات وهو واعٍ و”شكلو ما تغيّر”.
رحم الله الفنان الكبير وردي لكن هذا البيت :
تابى الرماح اذا اجتمعن تكسراًً واذا تفرقت تكسرت آحادا
لم ينسب للمتنبئ ابداًً فقد قيل ان قائله احد ثلاثة هم الطغرائي او معن بن زايده او المهلب بن صفرة
الامبرطور وردي عاش و مات في بيت شعبي في الكﻻكلة و الصعاليق و اللصوص و الحرامية عاشين في قصور كافوري و المنشية والرياض..فعﻻ تموت اﻻسد في الغابات جوعا..ولحم الضان تاكلة كﻻب المؤتمر الوطني اﻻ رحم الله الانسان وردي بقدر ما اسعد الشعب السوداني و الشعوب اﻻفريقية
وتعبأت “البراميل والأزيار والقِرَبْ” بالماء؟؟ فعلاً الماء مهم في حفلات الأعراس وخاصة سنة 67 أيام السودان كان بخير قبل وصول الكيزان الفاسدين
الرحمة والمغفرة للراحل الذي ظل يهذب ويجمل وجدان هذا الشعب لاكثر من نصف قرن
شكرا شبونة انت نبض الناس وبوصلة محبتهم الله يحفظ شبابك ، لك كل الاحترام والتقدير ،
رحم الله وردى أحد عمالقة الزمن الجميل
الله يرحمه ويحسن اليه ويغفر الله ويجعل الجنة مثواه ويغفر لجميع الموتى المسلمين والمسلمات – الحمد لله على ما أعطى والحمد لله على ما اخذ
ربنا يرحمة وردي ــــ من زالنجي