الاحتفال بـ”تيدي أفرو” دلالة على وجدان واحد لشعبين

الخرطوم- أحمد عمر خوجلي

يظل الوجود الأثيوبي في طول وعرض السودان دليلاً واضحاً على عمق العلاقات بين الشعبين وأزليتها، حقيقة وصدقاً، لا دبلوماسية وادعاءً أجوف، وتعبيراً عن أسمى وأرقى حالات التواصل الإنساني والتفاعل الحقيقي في شتى ضروب الحياة للدرجة التي صارت بها أحياء في ولاية الخرطوم مناطق مقفولة للأشقاء، يمارسون فيها عاداتهم وعلاقاتهم، وكانت أجيال سابقة منهم تداخلت بالسودانيين حتى صار من العسير أن تحدد جنسياتهم وتفرزهم، ومعلوم أن ظروفاً طبيعية واقتصادية وسياسية أدت إلى هجرة الآلاف من الأثيوبيين إلى بلدهم الثاني السودان، لكنهم ظلوا مستمسكين بمحبتهم الخالصة لفنون الغناء والطرب والرقص، حيث ظل السودان مقراً ومقاماً ومعبراً محبباً للكثير من مطربيهم الكبار، بل إن إيقاعات الغناء امتدت وتسللت إلى المزاج السوداني (لتحتل) مكانتها في المناسابات والأفراح وفي نغمات الهواتف المحمولة وفي أنظمة التسجيل المختلفة.

ويحل بالسودان هذه الأيام ويغني اليوم (الجمعة) المطرب الأثيوبي العالمي (تيدي أفرو) صاحب الأغاني المشحونة والمطورة بموسيقى الريقي والإيقاعات الصاخبة التي جذبت إليه جماهير ومحبي الغناء في بلده، وفي الولايات المتحدة الأمريكية، مع أنهم لا يفهمون كلماتها!

ومن شواهد اتحاد المزاج ومشابهة الميول نجد أن الزائر الكبير أفرو كثير الشبه بالراحل المعجزة محمود عبد العزيز وبجمهوره من (الحواتة) إذ أن لديه موقفاً سياسياً ضد الحكام الذين جاؤوا بعد الإمبراطور الراحل هيلاسلاسي وظل يقدم الإشارات من خلال لباسه وأغنياته بما يمجد الإمبراطور الراحل.. ونقلت الأخبار أن الآلاف من الشباب هبوا بسبب محاكمة تيدي بست سنوات في تهمة مشكوك فيها بقتل رجل في حادث سيارة، الشيء الذي جعل سلطات بلاده تتراجع عن الحكم وتخفضه إلى سنتين
اليوم التالي