برلمان اوكرانيا : الافراج عن تيموشنكو واقالة امر واقع ليانوكوفيتش

كييف – اميلي هيرنشتاين، اولغا ندباييفا، ديمتري زاكس – افرج البرلمان الاوكراني السبت عن زعيمة المعارضة يوليا تيموشنكو التي حكم عليها بالسجن سبع سنوات في 2011 بتهمة اساءة استخدام السلطة، وقرر تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة في ايار/مايو، في ما يعتبر بمثابة اقالة امر واقع للرئيس فيكتور يانوكوفيتش.

ولوحت تيموشنكو بيدها لانصارها عند خروجها بسيارة من المستشفى حيث كانت ترقد تحت الحراسة اثناء علاجها من اصابة بالغة في الظهر.

وكان البرلمان صوت في وقت سابق السبت على “الافراج الفوري” عن رئيسة الوزراء الاوكرانية السابقة.
وتطرق النواب الى ما اعتبروه فراغا في السلطة.
وجاء في القرار الذي تبناه النواب والذي حدد يوم 25 ايار/مايو موعدا للانتخابات الرئاسية المبكرة ان “الرئيس يانوكوفيتش ابتعد عن السلطة ولم يعد يمارس مهامه”.
لكن يانوكوفيتش الذي تنتهي ولايته في اذار/مارس 2015، اكد من خاركيف (شرق) انه لا ينوي ابدا الاستقالة وذلك في كلمة بثها التلفزيون.
وقال يانوكوفيتش “لن اغادر البلاد الى اي مكان. ولا اعتزم الاستقالة. فانا الرئيس المنتخب شرعيا”. واضاف ان “البلاد تشهد انقلابا” واصفا البرلمان بانه “غير شرعي”.
من جهتها اعلنت وزارة الدفاع الاوكرانية في بيان السبت ان الجيش “لن يتورط” في النزاع الذي يشهده هذا البلد بين الرئيس يانوكوفيتش ومعارضيه.
واورد البيان ان “القوات المسلحة لن تتورط في اي شكل من الاشكال في النزاع السياسي (…) الجنود سيظلون اوفياء للشعب الاوكراني”.
واختتم البيان بعبارة “المجد لاوكرانيا”، وهو الشعار الابرز الذي ردده المتظاهرون.
واعلن الرئيس الجديد للبرلمان الاوكراني اولسكندر تورتشينوف ان رئيس الدولة يختبىء في منطقة دونتسك (شرق) التي يتحدر منها.
واضاف “لقد حاول ان يستقل طائرة متوجهة الى روسيا، لكن عناصر حرس الحدود منعوه”.
وهكذا يبدو ان نظام الرئيس يانوكوفيتش قد اصبح على شفير الانهيار السبت بعد قرار البرلمان بشأن الانتخابات الرئاسية المبكرة، وتولي عدد من المعارضين مناصب حكومية وبرلمانية مهمة، وتصويت البرلمان على الافراج الفوري عن المعارضة الرئيسية في البلاد تيموشنكو.
ورحب رئيسا المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو والبرلمان الاوروبي مارتن شولتز السبت بالافراج عن تيموشنكو.
وكتب باروزو على تويتر بعد حوالى ساعتين على الافراج عن المعارضة الاوكرانية “ارحب بالافراج عن (يوليا) تيموشنكو. ان قضاء مستقلا اساسي من اجل اوكرانيا ديموقراطية”.
من جهته كتب رئيس البرلمان الاوروبي “باسم البرلمان الاوروبي ارحب بالاعلان عن الافراج عن يوليا تيموشنكو”.
واعرب رئيس الحزب الشعبي الاوروبي جوزف داول عن “ارتياحه” للافراج عن رئيسة الوزراء الاوكرانية السابقة.
ونددت روسيا السبت بالمعارضة الاوكرانية وحذرت من تهديد لسيادة البلد.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان “المعارضة لم تف باي من التزاماتها فحسب، بل تطرح مطالب جديدة عبر خضوعها للمتطرفين المسلحين واللصوص الذين تشكل اعمالهم تهديدا مباشرا للسيادة وللنظام الدستوري في اوكرانيا”.
كما شككت مجموعة من المسؤولين السياسيين من مناطق مؤيدة لروسيا في شرق اوكرانيا وجنوبها الجمعة بـ”شرعية” البرلمان الاوكراني، معتبرة انه يعمل حاليا “تحت تهديد الاسلحة”.
وجاء في بيان نشر خلال مؤتمر في مدينة خاركيف الصناعية في شرق اوكرانيا ووقع عليه مسؤولون محليون وبرلمانات محلية من عدد من المناطق التي ينتمي سكانها للقومية الروسية، ان “احداث الايام الاخيرة في العاصمة الاوكرانية ادت الى شلل السلطة المركزية وزعزعة الوضع الحكومي”.
ميدانيا، اضحت العديد من المباني الحكومية الرئيسية بدون حماية من الشرطة وبدأ متظاهرون يتسلحون بالهروات ويرتدون الملابس العسكرية يتجولون بحرية في حرم مقر الرئيس الذي كان محصنا في السابق.
وقال ميكولا فيليتشكوفيتش مساعد المسؤول عن مجموعة الدفاع الذاتي في ساحة الميدان ان المجموعة تتولى بنفسها حماية المقر الرئاسي في غياب اي شرطي او جندي.
من ناحية اخرى وضع الاف المشيعين الزهور والورود في اماكن عديدة في ساحة الاستقلال قتل فيها متظاهرون برصاص الشرطة في اسبوع من اعمال العنف التي اودت بحياة نحو ثمانين شخصا.
وبدا السبت ان الشرطة الاوكرانية تراجعت عن دفاعها القوي عن الحكومة المؤيدة لروسيا اذ اصدرت بيانا اعربت فيه عن تاييدها “للشعب” و”للتغيير السريع”.
وجاء في بيان لوزارة الداخلية ان “الشرطة هي في خدمة الشعب وتشاطرهم تطلعاتهم للتغير السريع”.
وتسارعت الانشقاقات صباح السبت في معسكر يانوكوفيتش.
فقد انشق اكثر من 40 نائبا عن حزب المناطق الحاكم – الذي كان يسيطر على 208 من مقاعد البرلمان البالغة 450 مقعدا – منذ اندلاع اعمال عنف دموية الثلاثاء.
واعلن فولوديمير ريباك رئيس البرلمان القريب من يانوكوفيتش استقالته السبت فيما انسحب اربعون نائبا من حزب المناطق الحاكم.
وانتخب الكسندر تورتشينوف، مساعد المعارضة تيموشنكو، السبت رئيسا للبرلمان الاوكراني خلفا لفولوديمير ريباك.
وقال تورتشينوف بعدما انتخبه 288 نائبا من اصل 450 ان “السلطة في اوكرانيا تستأنف عملها لضمان استقرار الوضع”.
واضاف ان هدف المعارضة هو عودة “المؤسسات الى عملها الطبيعي”، لافتا الى ان “البرلمان كلفني تنسيق نشاط الحكومة وضمان استقرار الوضع”.
وتابع تورتشينوف ان “العديد من المسؤولين تواروا بدافع الخوف والواقع انهم فروا”.
كما اختار البرلمان الاوكراني في جلسة السبت مقربا من تيموشنكو وزيرا للداخلية بالوكالة.
وتمت تسمية ارسين افاكوف بغالبية 275 صوتا من اصل 324 نائبا ادلوا باصواتهم.
وتصاعدت المشاعر المعادية لروسيا في الاسابيع الاخيرة في انحاء من اوكرانيا كانت حتى وقت قريب موالية بشدة للكرملين ومتخوفة من القيم الثقافية لدول الاتحاد الاوروبي.
وذكرت وسائل الاعلام الاوكرانية ان المتظاهرين قاموا منذ الجمعة بتحطيم تماثيل لينين، مؤسس الاتحاد السوفياتي الذي مثل على مدى عقود القوة السياسية لموسكو، في العديد من اماكن مدينتي دنيبروبتروفسك وبوتافا اللتين كانتا مواليتين لروسيا.
وسرت شائعات ان يانوكوفيتش غادر اوكرانيا، الا ان مستشارة الرئيس هانا هيرمان اكدت لفرانس برس انه موجود حاليا في مدينة خاركيف بشرق اوكرانيا، واضافت هيرمان ان “الرئيس يواصل اداء مهماته الدستورية”.
وقالت “توجه الى خاركيف جوا الجمعة .. وسيلتقي اثناء وجوده هناك بالناخبين ويتحدث عبر التلفزيون”.
ووقع الاتفاق مساء الجمعة تحت ضغط الاوروبيين وهو يلحظ اجراء انتخابات رئاسية مبكرة في موعد اقصاه كانون الاول/ديسمبر وتشكيل حكومة ائتلافية خلال عشرة ايام والعودة الى دستور 2004 بعدما صوت البرلمان الاوكراني عليه.
وكان الاوروبيون والاميركيون مارسوا ضغوطا متصاعدة على نظام يانوكوفيتش طوال الاسبوع تجلت في تجميد اصول مسؤولين اوكرانيين وحرمانهم من التأشيرات مع التلويح بفرض عقوبات اضافية.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..